كل المشروعات، موقوف تنفيذها على ما يسمى بـ«الناحية الإجرائية» والناحية الإجرائية هذه قصة من قصص الحياة اليومية، لا تكاد تخلو منها أنظمة إدارية حديثة، أو تلك التي لا تزال تتكئ على عكاز، فالقوانين، والأنظمة الإدارية المساندة واقعة في مستنقع «الناحية الإجرائية» ولذلك لا يستبعد، بل أصبح في حكم المعتاد أن تراجع مؤسسة معينة في أمر ما، ويقال لك: الموضوع لا يزال في الإجراءات، وهذا الرد يكفيك أن تبتلع بقناعة السبب «الناحية الإجرائية» لتعود من حيث أتيت قاطعا بذلك مسافة المئات من الكيلومترات، والإشكالية في هذا الأمر؛ أن الناحية الإجرائية غير منتهية الصلاحية، وتتجدد تلقائية، لتتيح لمن يريد أن يتكئ عليها من أصحاب مقدمي الخدمات المساحة الزمنية الواسعة لأن يتجنب ردة فعل طالب الخدمة، فطالب الخدمة عندما يصدم بهذه الجملة، فذلك يكفي لأن يرتد خطوة إلى الوراء ويقفل راجعا من حيث أتى؛ ململما شتات نفسه.
تسجل اليوم بعض المؤسسات الحكومية والخاصة إنجازا مقدرا في مسألة حيوية الحكومة الإلكترونية - ويعد هذا إخفاقا مهنيا - للصورة العامة للحكومة الإلكترونية التي أعلن عن بدء عملياتها منذ أواخر التسعينيات من القرن الماضي، حيث يتوقع شمولية خدماتها في كل المؤسسات بلا استثناء، خاصة وأننا في الألفية الثالثة التي تعج بالمخرجات الفنية المتمكنة في التعامل مع أدوات الحكومة الإلكترونية في كل المستويات الوظيفية، وبالتالي فالمفترض هنا أن أي صاحب خدمة يمكنه أن ينجز خدماته من الحكومة أو من مؤسسات القطاع الخاص من بيته دون أن يتجشم عناء السفر إلى المؤسسة التي يود أن ينجز معاملته من خلالها، فما الذي حدث إذن؟ لماذا لم تختف الأوراق في المعاملات حتى الآن؟ لماذا ينتقل صاحب الخدمة لمسافات قد تصل إلى عشرات الكيلومترات؛ لإنجاز معاملة لا يحتمل إنجازها دقائق العشر الأولى؟ لماذا يتطلب إنجاز كثير من المعاملات أكثر من يوم؟ خلال الأنواء المناخية الأخيرة؛ كان هناك توجيه إداري للذين لا يستطيعون الوصول إلى مؤسساتهم، ومنهم طلبة المدارس والجامعات أن يستخدموا الشبكة الإلكترونية لتجسير الحضور وإنجاز المهام، فكم نسبة الذين يستطيعون ذلك، وهناك أماكن كثيرة على مستوى المحافظات يصعب فيها الاتصال بالهاتف؛ فضلا عن استخدام شبكة الإنترنت؟ يحدث هذا بعد أن قطعت التجربة الإلكترونية في الاستخدام الإداري زمنا مقدرا يتجاوز الـ(20) عاما؛ هل هذا مقبول؟
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عطيفي يتفقد سير العمل في عدد من المكاتب الحكومية بالحديدة
الثورة نت/..
تفقد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، اليوم، سير العمل في مكاتب الهيئة العامة للزكاة، والصحة والبيئة، ومشروع النظافة، وصندوق النظافة والتحسين.
حيث اطلع المحافظ عطيفي على سير العمل، والخدمات المقدمة للمواطنين، وآليات تنفيذ الأعمال.
واستمع من مديري الزكاة محمد هزاع والصحة الدكتور خالد المداني والنظافة عبدالناصر الشريف، إلى شرح حول خطط العمل والجهود المبذولة لتطوير الأداء وتحسين كفاءة خدمات الصحة والبيئة والنظافة والتحسين ومشاريع الزكاة ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
وناقش معهم التحديات القائمة والرؤى والآليات الكفيلة بتجاوزها وسبل معالجتها، مؤكدا أهمية تعزيز الانضباط وتحمل المسؤولية للوصول الى الكفاءة المطلوبة في تنفيذ كافة المهام والأعمال خصوصا في ظل تداعيات المرحلة الراهنة.
وأشاد محافظ الحديدة بمستوى الالتزام الذي لمسه في هذه المكاتب، لافتاً إلى أن المرحلة تتطلب من الجميع مضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق الواحد، لمواكبة المتغيرات وتعزيز الأداء الخدمي والإنساني وصمود الجبهة الداخلية.
وأكد حرص قيادة السلطة المحلية على متابعة أداء المكاتب والهيئات والمؤسسات بشكل دائم، والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه مكاتب الزكاة والصحة وصندوق النظافة بما يضمن تحسين جودة الخدمات واستمراريتها.
وأشار إلى أن محافظة الحديدة قطعت شوطا مهما في ترسيخ مبادئ وضوابط العمل المؤسسي، بفضل تكاتف الجهود والتفاعل المسؤول من كوادر وقيادات المكاتب التنفيذية والخدمية والمؤسسات والجهات ذات العلاقة.
وشدد محافظ الحديدة، على مواصلة العمل بوتيرة عالية لتحسين الخدمات ومستوى الأداء وتعزيز ثقة المجتمع بالإدارة المحلية وبما يترجم حرص وتوجيهات قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى والحكومة، على تعزيز الاهتمام بالمواطن.