د. أمين حسن عمر: لن يكون هناك استقرار في السودان من دون وحدة وطنية
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
قال القيادي الإسلامي، دكتور أمين حسن عمر، إنه يرى أفقاً لتسوية سياسية مع كل القوى السياسية السودانية، ولكن ليس هناك أفق لتسوية مع المليشيا، مشدداً على أنه لن يكون هناك استقرار في السودان من دون وحدة وطنية وتسوية شاملة واجتماع السودانيين في سوادهم الأعظم لبناء البلد. وأضاف: “لا يمكن لفصيل واحد أن يبني البلد وإن كان هو صاحب الأغلبية”.
وأوضح أمين في حديثه لبرنامج أثير، على بودكاست لقناة الجزيرة، أنه يمكن للحركة الإسلامية السودانية الجلوس مع الحرية والتغيير، ومع التيار اليساري الواسع، مبيناً: “ولكن ليس الجلوس مع المجموعة الصغيرة التي تُسمّى المجلس المركزي، وهي نخبة قليلة عميلة، أنا أتحدث عن الجلوس مع التيار اليساري عامة في السودان والتيار المخالف للإسلاميين، وهو تيار أوسع.. الآن المتمردون على الدولة؛ ناس عبد الواحد محمد نور يقاتلون في الفاشر بجانب الجيش، لماذا يحدث هذا؟ لأننا كنا نتقاتل على قضية، الآن كل البلد أصبحت في خطر، الآن 80% من الحركات المسلحة تقاتل مع الجيش، وهذا دليلٌ على أنّ الناس كانت تقاتل لأنهم اختلفوا في الفروع؛ الآن شعروا أن الخطر على الأصول نفسها، أصل البلد أصبح في خطر”.
وكشف أنّ الحركة الإسلامية اتخذت قراراً بعدم المشاركة في أي منصب مدني أو عسكري إلا من خلال الانتخابات. وقال: “المشكلة كانت ليست في أننا خسرنا السلطة، بل خسرنا الرأي العام، وبعد مضي 5 سنوات من الغضب على الإسلاميين زال الغضب، لأننا الآن في طليعة الحركة الوطنية بسبب مشاركتنا في القتال والدفاع عن البلد في مرحلة مصيرية”.
ومضى في القول: “من ظنّ أنّ هذه المليشيا سودانية هو لا يعرف الحقائق، المليشيا هدفها هدم الدولة.. والمليشيا مطواعة لما يريد الخارج لها أن تفعل”.
الدوحة: السوداني
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الفاشر ،،، لن تقاتل وحدها
مثلما كانت الفاشر في تاريخها العريق، عرفتها قوافل الحج من كل فجاج إفريقيا العميقة، محطّة إستراحة، وترفّه وتزوّد لتكملة المسير، كذلك عرفها رواة التاريخ، وكتب عنها الرحّالة.
ما تزال الفاشر هي مناط التحدي بين أهلها وجيشها وقواتها المشتركة ، وبين قطعان الغُزاة الذين تدفّقوا من نواحي أفريقيا، من ليبيا ومناطق سيطرة العميل الأشهر ( *حفتر* ) ومن تشاد في عهدة ( *كاكا* ) ومن حيثُ وجد عربان الشتات، جيئ بهم لينفّذوا مشروع آل دقلو، ورعاته الدوليون، والإقليميون بالسيطرة على السودان، ولمّا تأكدت خسارتهم خلال سنتين من القتال وهُزموا شرّ هزيمة وضعوا الفاشر هدفًا بديلاً، ليسقطوها لإكمال السيطرة على كل إقليم دارفور ومن ثم يمكن تطويق بقيّة السودان وتطوير العمليات لتحقيق الهدف الأساسي.
هذه السيناريوهات بعيدة عن الواقع وغير مُمكنة لعدّة أسباب، فالفشل الكبير الذي منيت به المليشيا في محاولاتها السيطرة على العاصمة الخرطوم، وبالتالي القُدرة على التحكّم في بقية الولايات، صاحبه هلاك أغلب قيادات المليشيا، مع فُقدانها الثقة، وقُدرة جذب المقاتلين والإحتفاظ بهم، فضلاً عن فقدان كميّات كبيرة من السلاح والتجهيزات القتالية التي يصعُب تعويضها في هذا الظرف.
الفاشر التي صمدت في وجه موجات الهجوم لمئات المرات وصبرت على كثافة القصف المدفعيّ المستمر والحصار التّام، والحرمان من الموارد والمؤن الضرورية للسكان، إلا مما تُسقطه القوات الجويّة من ضرورات الدواء، والحاجات الملحّة. هذا الصمود أحبط عزيمة المليشيا وجعلها تبحث عن حيّل أُخرى لتُحدث الفوضى في المدينةِ الصامدة، وذلك بالنداءات الخادعة التي ينعقُ بها المتمردان ( *الهادي إدريس والطاهر حجر* ) لسُكّان الفاشر بالخروج من المدينة تحت حمايتهما بإعتبار أنهما من إثنية الأغلبية في الفاشر وذلك لإخلاء المدينة حتى يتمكّن منها الجنجويد، وتلك والله أخزى المواقف أن تقودكما العمالة لهذه الدرجة من الإنحطاط والتآمر بإسم العرق للإيقاع بالبسطاء من الناس.
الموقف العملياتي الراهن يؤكد إندفاع أكثر من متحرّك تجاه المدينة وفكّ الحصار عنها وتخليص المواطنين
دون إنتظار أحد من منظّمات العالم العاجزة عن ردع الدول الداعمة لهذا العدوان، المجاهرة بذلك، والمفاخرة بإصطفافها أمام ( *شبّاك الصرّاف* ) لتتلقى ثمن العمالة.
القوات المشتركة بتعدّد واجهاتها ( *مناوي، جبريل وتمبور* ) كلّها اليوم يدٌ واحدة تُمسك الزناد مع الجيش السودانيّ وتندرج كلها تحت قيادته، وتوجيهاته العملياتية، تحقيقًا للهدف الأسمى وهو إبادة الجنجويد ومحوهم تمامًا، حتى يطمئن الناس على مستقبل أجيالهم القادمة ( *سودان خالٍ من الجنجويد* ).
الفاشر:
ستكون قاصمة ظهر من تبقّى من المليشيا التي إنحسر دورها، وتقزّمت آمالها وذاقت طعم الموت في الخرطوم، وولايات الوسط، ولم يبقَ منها سوى شراذم متفرّقة لن تلبث أن تنهزم أمام أُسود الفاشر المرابطة والمتحرّكات المُطبقة على منافذ الهروب.
الفاشر لن تقاتل وحدها، فكُل إرادة السودانيين الآن متوجّه نحوها، وجحافل المقاتلين المنتصرين يتهيأون للزحف المقدّس لتخليص دارفور من بطش الجنجويد، وتلك هي المُدن الأسيرة، تنادي للنصرة، الجنينة الجريحة، وزالنجي الحزينة، ونيالا المُغتصبة والضعين التي إتخذها الجنجويد مغارة اللصوص، كلّها ستتحرّر بحول الله ونصره الموعود لجُنده وليس ذلك على الله ببعيد.
ووقتها سيعرف قادة الجنجويد أنهم قد إرتكبوا أكبر خطاياهم يوم وقفوا في وجه الشعب وجيشه في تحدٍّ لا ينُم إلّا عن حمقٍ وغباء.
*ألا إنّ نصر الله قريب*
✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد