قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الجمعة، إن خبراء أسلحة أكدوا أن قذيفة إسرائيلية موجهة بدقة قتلت على الأرجح مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلعبون في غزة قبل نحو أسبوعين.

وذكرت الشبكة أن الغارة وقعت في 16 أبريل الماضي حوالي الساعة 3:40 بعد الظهر في شارع مزدحم بمخيم المغازي في غزة، وفقا لأدلة مأخوذة من مقاطع فيديو.

وعلى الرغم من نفي الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن مقتل الأطفال، إلا أن الشبكة أكدت أن الأدلة التي تم الحصول عليها وتوثيقها من مكان الغارة ترسم صورة مختلفة تماما عن رواية الجيش الإسرائيلي.

وفقا للشبكة فقد كانت فتاة تدعى شهد (10 سنوات) من بين قتلى الغارة مع 10 أطفال آخرين كانوا يلعبون في الشارع.

تقول الشبكة إن تحليلا لموقع الهجوم، وثقه صحفي مستقل يعمل لديها، يرسم صورة مختلفة تماما بشأن المسؤولية العسكرية الإسرائيلية.

وتضيف أن ثلاثة خبراء في مجال الذخائر، راجعوا مقاطع فيديو وصور تظهر الأضرار الناجمة عن الضربة والشظايا التي خلفتها في أعقابها، توصلوا إلى نفس النتيجة بشكل مستقل وهي أن "المذبحة من المحتمل أن تكون ناجمة عن ذخيرة دقيقة التوجيه استخدمها الجيش الإسرائيلي".

تنقل الشبكة عن كريس كوب سميث، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني وخبير أسلحة، وله خبرة في التحقيق في الذخائر التي تستخدمها إسرائيل في غزة، القول إنه، بناء على الصور المتاحة لآثار الحادث، فإن الضربة كانت "بالتأكيد" ناجمة عن صاروخ موجه بدقة أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة.

ووثقت الشبكة شظايا من الذخيرة التي جمعها عم شهد من مكان الحادث، بما في ذلك ما بدا أنه جزء من لوحة دائرة كهربائية. 

وخلفت الغارة حفرة صغيرة في الطريق، وأظهرت الصور من مكان الحادث المباني المحيطة بها ثقوب صغيرة، والتي قال خبراء الأسلحة إنها مؤشر على الشظايا الناجمة عن صاروخ متطور.

يشير كريس لينكولن جونز، وهو ضابط عسكري بريطاني سابق وخبير في حرب الطائرات المسيرة، إلى أن لوحة الدائرة الكهربائية التي تم اكتشافها في مكان الحادث كانت حاسمة في تمييز الذخيرة. 

ويضيف أن "قذائف المدفعية تحتوي على عدد قليل جدا من المكونات الإلكترونية، وبالتالي فإن لوحة الدائرة الكهربائية تشير إلى أنه تم استخدام سلاح متطور ودقيق التوجيه".

بالمقابل وبعد مرور أسبوعين، ما زال الجيش الإسرائيلي يرفض تحمل المسؤولية عن الضربة التي قتلت الأطفال، وفقا للشبكة.

وتؤكد أنها زودت الجيش الإسرائيلي بإحداثيات الهجوم وتوقيته بناء على بيانات وصفية من هاتفين مختلفين في أعقاب الهجوم مباشرة.

وتبين أنه بعد يومين من الغارة، وردا على أسئلتها بشأن الغارة، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب "هدفا إرهابيا" في المغازي لكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية.

وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه لا علم لهم بعدد الضحايا، لكن الحادث قيد المراجعة والجيش يعمل على تحديد مكان الغارة في سجلاته.

وبعد أسبوعين قال الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه سجل بهذه الضربة، مضيفا أنهم نفذوا الغارة "في وقت مختلف عن الموصوف".

وأضاف أنه "تمت الموافقة عليها بناء على مؤشر استخباراتي دقيق، وأن "الأضرار الجانبية كما ورد في الاستفسار ليست معروفة للجيش الإسرائيلي".

ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي أدلة إضافية لدعم روايته. كما رفض الإجابة على أسئلة تتعلق بطبيعة الهدف أو ما إذا كان أي من المسلحين قد قتلوا، وفقا للشبكة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟

علّقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على فرض الجيش حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه جاء متأخراً للغاية، ومع أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لابد أن تكون جزءاً من تحول أوسع نطاقاً في كيفية تعامل إسرائيل مع الأمن القومي.

وذكرت جيروزاليم بوست في افتتاحيتها اليوم، أن سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي تبناها الجيش الإسرائيلي تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحة أن الجيش كان يدرك منذ فترة طويلة مخاطر هذه المواقع.

ظاهرة مقلقة على الحدود الإسرائيلية: أسلحة مقابل مخدراتhttps://t.co/3Tl6mCnWpc

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  قيود شاملة

وأعلن الجيش، أمس الثلاثاء، فرض قيود شاملة على استخدام الجنود وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب نتائج تحقيق كشف عن فشل أمني خطير، حيث ذكر أن حماس استخدمت منشورات متاحة للجمهور لرسم خريطة لكل وحدة فرعية ومبنى تقريباً داخل قاعدة "ناحال عوز" قبل الهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس لم تكن بحاجة إلى جواسيس أو قدرات سيبرانية متطورة، فقد قدم الجنود، دون علمهم، جميع المعلومات اللازمة لهجوم دقيق ومدمر.
وتوصل التحقيق إلى أن "حماس كانت على علم بموقع مولدات القاعدة، وكاميرات الفيديو، والغرف الآمنة، وغرفة تنسيق العمليات، وكيف ومتى تحركت الدوريات، وأين ينام قائد القاعدة وقادة السرايا". وأوضحت الصحيفة أن حماس كان لديها معلومات مفصلة إلى الحد الذي جعلها قادرة على بناء نموذج دقيق لأجزاء من القاعدة في غزة، والتي استخدمتها بعد ذلك للتدرب على هجومها.
وقال التحقيق إن "الصور التي التقطها جنود الجيش الإسرائيلي في أيامهم الأولى أو الأخيرة في مناصبهم منحت حماس معرفة كبيرة بالقاعدة، مما مكنها من بناء نموذج لأجزاء من القاعدة للتدرب على غزوها".


تدابير أمنية صارمة

وبعد هذا الاخفاق الاستخباراتي، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حظر صارم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الجنود، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، ومن بين السياسات الجديدة، سيتم فرض "حظر التصوير داخل منشآت الجيش الإسرائيلي وزيادة الوعي بهذه القضية" بشكل صارم، مع "عقوبات صارمة لمن ينتهكون الأمر".
 إلى ذلك، لن يُسمح للجنود في الأدوار الحساسة "بفتح حسابات على فيسبوك، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لمنع العدو من إنشاء ملفات تعريف استخباراتية عنهم، وعلاوة على ذلك، سيتم حظر توثيق الاحتفالات العسكرية والأحداث التي يحضرها المدنيون أيضاً.

ما خطط نتانياهو للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟https://t.co/ut6jxOSPDx pic.twitter.com/HwcXd0pztw

— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025
الحظر وحدة غير كافي

وفي عام 2017، حظر الجيش الإسرائيلي على الجنود تحميل تطبيقات المراسلة مثل Tinder و Telegram على الهواتف العسكرية، بسبب مخاوف من الاختراق. وعام 2021، حذرت وكالات الاستخبارات من أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يستغل الجنود لاستخراج معلومات حساسة، لافتة إلى أنه على الرغم من هذه التحذيرات، ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل الجيش الإسرائيلي منتشراً على نطاق واسع.
وعلقت الصحيفة بأن "حظر وسائل التواصل الاجتماعي من الجيش الإسرائيلي هو خطوة أولى متأخرة ولكنها حاسمة، ولكن الحظر وحده لن يكون كافياً. يجب تدريب الجنود على فهم المخاطر الحقيقية للتعرض الرقمي، ويجب أن تكون بروتوكولات التشفير وممارسات تبادل المعلومات الخاضعة للرقابة الإلكترونية معيارية في جميع الوحدات، يجب على القادة فرض هذه السياسات بشكل متسق، دون استثناء".

 

مقالات مشابهة

  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • قرار إسرائيلي يسبب صدمة في أوساط الجيش!
  • بحماية الجيش الإسرائيلي.. مستوطنون يزورون قبر حاخام يهودي جنوبي لبنان
  • المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يستقيل احتجاجاً على رفض ترقيته
  • سبيس إكس تفشل من جديد في إطلاق صاروخ ستارشيب
  • طائرة بدون طيار.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارة على شمال قطاع غزة
  • تقرير أميركي: توحيد الجيش الليبي أولوية لاستعادة الاستقرار
  • لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • تقرير إسرائيلي يتوقع عودة الحرب في غزة قريباً
  • الجيش الإسرائيلي يتسلم كميات كبيرة من الصواريخ