موسكو كييف "وكالات": نددت الرئاسة الروسية الجمعة بتصريحات "خطرة للغاية" أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولم يستبعد فيها إرسال قوات غربية الى أوكرانيا بحال اخترقت موسكو "خطوط الجبهة" في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن "هذا التصريح مهم للغاية وخطر للغاية".

وأضاف أن ماكرون "يواصل على الدوام الحديث عن إمكانية الانخراط المباشر على الأرض في النزاع بشأن أوكرانيا. هذا نسق خطر للغاية".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة "نتابع كل هذا باهتمام ونواصل وسنواصل عمليتنا العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة".

وكان ماكرون كرّر الخميس موقفه لجهة عدم استبعاد إرسال قوات غربية الى أوكرانيا في حال تحقيق روسيا خرقا مهما في الغزو الذي بدأته عام 2022.

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية نشرت الخميس "في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع".

وكان ماكرون أثار جدلا في نهاية فبراير عندما أكد أن إرسال قوات مسلحة غربية إلى الأراضي الأوكرانية لا ينبغي "استبعاده" في المستقبل.

وكانت أغلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة، نأت بنفسها عن هذا الموقف حتى وان اتخذ بعضها منذ ذلك الحين خطوة في هذا الاتجاه.

قتيلان شرق أوكرانيا

قتل شخصان اليوم في هجوم روسي على مدينة كوراخوف الواقعة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا التي تتحمل وزر الحرب بين موسكو وكييف.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة رومان بادون عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تعرضت مبان مرتفعة عدة لأضرار وقتل شخصان وأصيب شخصان آخران بجروح".

وتقع كوراخوف قرب خطوط الجبهة في شرق أوكرانيا وعلى بعد 40 كيلومترا غرب مدينة دونيتسك التي يحتلها الورس.

وتعاني القوات الأوكرانية التي يتفوق عليها الجيش الروسي عديدا وعتادا، في مواجهة قوات موسكو التي تضغط عسكريا للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة على المدينة الواقعة على تلة قبل التاسع من مايو، ذكرى انتصار روسيا على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وإعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا له دلالة رمزية.

في مقابلة مع صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، قال قائد سلاح البر الأوكراني أولكسندر بافليوك إن الوضع صعب في محيط هذه المدينة.

وأوضح "نحاول قدر المستطاع وقف المخطط الروسي للاستيلاء على تشاسيف يار قبل التاسع من مايو" مضيفا "لكن الروس يتفوقون علينا على صعيد القصف المدفعي بعشر مرات فضلا عن تمتعهم بتفوق كامل في الأجواء".

وباتت روسيا تمسك بزمام المبادرة في مواجهة خصم يجد صعوبة في التجنيد ويعاني من بطء في وصول المساعدات الغربية.

ومن شأن استئناف إرسال المساعدة العسكرية الأمريكية بعد إقرار خطة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لكييف نهاية أبريل، السماح لأوكرانيا بتعزيز قواتها ومحاولة فرض الاستقرار على الجبهة ولا سيما في الشرق في منطقتي تشاسيف وأفدييفكا.

وتعاني كييف أيضا من نقص في الدفاعات الجوية ما سمح للروس بقصف منشآت أساسية ولا سيما شبكة الكهرباء والسكك الحديد.

زيلينسكي يناشد

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سرعة تسليم الأسلحة المشمولة في حزمة مساعدات حديثة في أقرب وقت ممكن.

وقال الرئيس في منشور على تطبيق تليجرام، أنه أطلع كاميرون خلال اجتماع في كييف عن الوضع على الجبهة، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

كما ناقش الاجتماع الاستعدادات الجارية لفعاليات دولية "مهمة" قادمة، تشمل قمة سلام سوف تعقد في سويسرا.

إسقاط 6 مسيرات

ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قوات الدفاع الجوي أسقطت ست طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.

وأوضحت وزارة الدفاع عبر تطبيق تيليجرام أن خمس طائرات مسيرة أُسقطت فوق منطقة بيلجورود المتاخمة لأوكرانيا وواحدة فوق شبه جزيرة القرم.

ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل عن أضرار ربما سببها الهجوم.

ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من تصريحات وزارة الدفاع الروسية.

ونادرا ما تكشف روسيا معلومات حول التأثير الكامل للهجمات الأوكرانية على أراضيها وبنيتها التحتية. ويقول مسؤولون في كييف إن استهداف الجيش الروسي والبنية التحتية للطاقة والنقل يقوض المجهود الحربي لموسكو.

من جهته قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الجمعة إن القوات الروسية سيطرت على 547 كيلومترا مربعا من الأراضي في أوكرانيا هذا العام فيما وصفها "بالمناطق الجديدة" لروسيا في إشارة إلى أربع مناطق أوكرانية قالت موسكو إنها ضمتها إليها.

وذكر شويجو في تصريحات لكبار قادة الجيش أن القوات الأوكرانية تتراجع على طول خط المواجهة الأمامي، وأن القوات الروسية تخترق ما وصفه بشبكة المعاقل الأوكرانية.

وأضاف "تحاول وحدات الجيش الأوكراني التشبث بخطوط متفرقة لكنها اضطرت في ظل هجومنا إلى التخلي عن مواقعها والانسحاب".

ومضى يقول "حررت القوات المسلحة الروسية خلال الأسبوعين الماضيين تجمعات نوفوباخموتيفكا وسيمينيفكا وبرديتشي السكنية في جمهورية دونيتسك الشعبية"، في إشارة إلى الاسم الذي تستخدمه روسيا لإحدى المناطق الأربع التي ضمتها.

وقالت روسيا في سبتمبر أيلول 2022 بعد سبعة أشهر من غزو أوكرانيا إنها ضمت أربع مناطق أوكرانية، هي دونيتسك وخيرسون ولوجانسك وزابوريجيا، إلى أراضيها السيادية رغم أنها لا تسيطر على أي منها بالكامل.

وذكرت أوكرانيا أن هذا التحرك هو استيلاء غير قانوني على الأراضي وأنها تعتزم طرد كل جندي روسي من أراضيها بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وتسيطر روسيا على نحو 18 بالمئة من مساحة أوكرانيا شرقا وجنوبا وتحقق تقدما منذ فشل هجوم كييف المضاد في تحقيق أي تقدم مهم ضد القوات الروسية المتحصنة جيدا.

هجوم الكتروني

استدعت ألمانيا القائم بالأعمال في السفارة الروسية اليوم على خلفية هجوم إلكتروني كبير يعود إلى عام 2022 ألقت برلين باللوم فيه على مجموعة لها علاقة بالمخابرات العسكرية الروسية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "نحن وشركاؤنا لن نتسامح مع هذه الهجمات الإلكترونية وسنستخدم مجموعة كاملة من الإجراءات لمنع وردع والرد على السلوك العدواني لروسيا في الفضاء الإلكتروني".

ولم ترد السفارة الروسية على طلب للتعليق بعد. ونفت موسكو اتهامات سابقة من حكومات غربية بشن هجمات إلكترونية.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن هجمات 2022 استهدفت الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في ألمانيا إضافة إلى قطاعات الخدمات اللوجستية والدفاع والفضاء وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضحت الوزارة أن مجموعة "إيه.بي.تي 28" التي تعمل مع المخابرات العسكرية الروسية استغلت لفترة زمنية طويلة ثغرة أمنية لم تكن معروفة آنذاك في برنامج مايكروسوفت أوتلوك من أجل اختراق حسابات البريد الإلكتروني.

وأحال متحدث ألماني باسم مايكروسوفت رويترز إلى مدونة تفيد بأن جهات فاعلة مقرها روسيا كانت تستخدم أداة يشار إليها باسم (جوس إيج) منذ أبريل 2019 لسرقة بيانات مستخدمين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الروسیة إرسال قوات

إقرأ أيضاً:

الكرملين: يعلن قرب اعتماد العقيدة النووية الروسية المحدثة

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع مراسل التلفزيون الرسمي اليوم الأحد، إن روسيا أعدت تعديلات على عقيدتها النووية، وتستعد لإضفاء الطابع الرسمي عليها.

وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب يوم الأربعاء بأن بلاده قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، بموجب التعديلات المقترحة على العقيدة، والتي تحدد الظروف التي يمكن لموسكو فيها، استخدام الأسلحة النووية. 

Kremlin on changes to Russia's nuclear doctrine

Adjustments to Russia's nuclear doctrine are necessary due to heightened tensions near the country's borders and the involvement of nuclear powers in the Ukraine conflict, Kremlin spokesman Dmitry Peskov has said.

The… pic.twitter.com/cq0ZWbAEx8

— Sputnik (@SputnikInt) September 29, 2024

وأضاف بوتين، أن موسكو، بموجب التعديلات المقترحة، ستعتبر أي هجوم عليها مدعوماً من قوة نووية هجوماً مشتركاً.

وتشمل هذه المقترحات السماح لروسيا باستخدام الأسلحة النووية ضد دول لا تملكها، إذا كانت مدعومة من قوى نووية، في  إشارة إلى أوكرانيا التي لا تملك سلاحاً نووياً، لكنها تتمتع بدعم عسكري من دول غربية نووية تتقدمها الولايات المتحدة، في مواجهة الغزو الروسي منذ 2022.

بوتين يحدّث سياسات روسيا في الردع النووي - موقع 24أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن الحالات التي ستدفع موسكو إلى النظر في استخدام الأسلحة النووية، وفقاً للعقيدة النووية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تقضي على أكثر من 340 عسكرياً أوكرانياً في كورسك
  • الكرملين يستبعد رد روسي نووي في الصراع مع أوكرانيا
  • إيران تحسم الجدل بشأن إرسال قوات عسكرية إلى لبنان لمواجهة اسرائيل
  • الكرملين يسعى لتهدئة المخاوف بشأن العقيدة النووية الروسية الجديدة
  • عقيل معلقا على تصريحات الكوني بشأن مراسيم الرئاسي: ليس لديكم سيطرة على الميليشيات التي تحاصركم
  • تصريحات خطيرة بخصوص عقيدة الأسلحة النووية الروسية
  • القوات الروسية: القضاء على 2870 عسكريا أوكرانيا
  • الكرملين: يعلن قرب اعتماد العقيدة النووية الروسية المحدثة
  • الكرملين:تعديلات على العقيدة النووية الروسية
  • «فيسبوك» يصنف الدعم السريع «منظمة خطرة»