الجزيرة:
2025-04-25@14:24:23 GMT

ما سر استنفار أوكرانيا لتعبئة المزيد من الجنود؟

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

ما سر استنفار أوكرانيا لتعبئة المزيد من الجنود؟

كييف- يتوجس الأوكرانيون خيفة بعد إقرار قانون جديد خاص بالتعبئة في الجيش، وبات موضوعه حاضرا يوميا في أحاديثهم، لاسيما مع اقتراب تاريخ الـ18 من مايو/أيار الجاري، موعد دخول القانون حيز التنفيذ.

بموجب القانون الجديد، بات لزاما على جميع رجال أوكرانيا، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما، التسجيل في مراكز التجنيد خلال فترة أقصاها 60 يوما، أو الحضور لتحديث بياناتهم المسجلة سابقا فيها.

وعقاب المتخلفين عن ذلك لن يكون سهلا، فهو يشمل السحب الإجباري، أو غرامات مالية ضخمة عن كل مرة "يُصطادون بها" من قبل الجيش والشرطة، قد تتجاوز 100 ألف هريفنيا (نحو 2500 دولار)، إضافة إلى تجميد الحسابات البنكية، وسحب رخص القيادة وغيرها.

العَلم الأوكراني على دبابة روسية في منطقة خاركيف (الجزيرة) فخاخ للمتهربين

الموضوع بالنسبة لأوكرانيا مهم وعاجل، على ما يبدو، فهي تستنفر لتطبيق القانون حتى قبل أن يبدأ تنفيذه، وبطرق ووسائل جديدة تفرض على المتهربين الحذر والتأني عند التحرك في أي مكان.

قبل أسابيع، كان التفتيش على الوثائق وتوزيع طلبات الاستدعاء للخدمة مقتصرا على نقاط معينة -ومعروفة غالبا- على مداخل المدن وفي بعض أحيائها؛ لكن الأمر بات اليوم أشبه بعمليات "نصب فخاخ" للتفتيش عن الوثائق وتدقيقها وإجبار المتهربين على التسجيل.

"سيرهي" شاب استوقفه حاجز عسكري مفاجئ في كييف، قال للجزيرة نت "لم يضعوني في حافلة مجبرا كما فعلوا مع آخرين مسجلين في مراكز التجنيد وتم استدعاؤهم ولم يستجيبوا، لكنهم أخذوا كل بياناتي لإجباري على التسجيل في مركز التجنيد في موعد محدد. الأمر بات لا مفر منه".

وإذا كانت هذه الظاهرة جديدة على كييف، فهي ليست كذلك في مقاطعات أخرى أعلنت بعض مراكز تجنيدها نية إنشاء تسجيل إلكتروني لمنع تشكل طوابير أمامها، خاصة بعد 18 مايو/أيار الجاري. ولا يشمل الأمر رجال الداخل الأوكراني فقط، بل أولئك الذين يسكنون خارج البلاد ممن غادروها مع بداية الحرب، أو حتى قبلها بكثير.

وأوعزت وزارة الخارجية إلى سفاراتها بعدم تجديد وثائق المؤهلين للخدمة لدفعهم إلى العودة، و"تحقيق المساواة بينهم وبين رجال الداخل"؛ وأثار الأمر ضجة في عدة دول أوروبية، قالت بعضها إنها تنتظر من كييف طلبا رسميا حتى لا تجدد للرجال الأوكرانيين وثائق الحماية المؤقتة.

رقم غير كافٍ

يوضح الخبير في مركز "كيس أوكرانيا" للدراسات، فولوديمير دوبروفسكي، للجزيرة نت أن هذا يشمل قرابة 10% من أصل نحو 8 ملايين نسمة غادروا البلاد مع بداية الحرب؛ ونحو مليوني رجل مؤهل للخدمة، من أصل ما يناهز 3 ملايين كانوا يعملون خارج البلاد قبل الحرب.

وأضاف أنه مع بداية الحرب، عاد نحو 400 ألف من الذين كانوا في الخارج، منهم قرابة 300 ألف من الرجال الذين أرادوا -بشكل أساسي- المشاركة طوعا في عمليات الدفاع؛ لكن الرقم هذا لم يعد كافيا، والمليونا رجل المتبقون لا يسهمون أبدا بخدمة البلاد، ولا بأي شكل من أشكال الدعم، وفق تعبيره.

ما حاجة أوكرانيا؟

وتطرح قضية التجنيد العاجل تساؤلات عدة حول حاجة أوكرانيا الفعلية لمزيد من الجنود في خضم الحرب الروسية المستمرة عليها منذ فبراير/شباط 2022؛ ويربط كثيرون هذه الحاجة بالمساعدات الأميركية التي حصلت عليها كييف مؤخرا.

ويعتقد رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن "كييف ليست بحاجة إلى تعبئة أكثر من 500 ألف جندي"؛ وهذا الرقم مكافئ تقريبا لما أعلنه المتحدث باسم دائرة الاستخبارات العسكرية، فاديم سكيبيتسكي، حول وجود 514 ألف جندي روسي داخل أراضي أوكرانيا وحول حدودها.

هنا، قد يبدو الأمر محاولة لخلق نوع من التوازن في الأعداد، أو حتى زيادتها لصالح الكفة الأوكرانية، التي لطالما شكت "كثرة الجنود الروس وقدرة موسكو على تعبئة 1000 جندي يوميا".

الخبير العسكري أوليغ جدانوف يفيد بأن الجيش الأوكراني كان يعاني نقصا حادا في السلاح والذخيرة (الجزيرة) زيادة الحاجة

لكن الخبير العسكري والعقيد في قوات الاحتياط، أوليغ جدانوف، رأى، في حديث مع الجزيرة نت، أن إقرار قوانين التعبئة وتفعيلها العاجل يرتبط ارتباطا وثيقا بحزمة المساعدات الأميركية التي أُقرت مؤخرا، وتلك التي يستعد الاتحاد الأوروبي لتقديمها.

وباعتقاده، فإن عملية التعبئة لم تتوقف في البلاد منذ بداية الحرب، لكنها لم تشغل الأوكرانيين، لأنها كانت تسير روتينيا في مواسم التعبئة بداية فصلي الربيع والخريف.

ويضيف أن الحاجة إلى "تعبئة أكبر" زادت بعد بداية العمليات المضادة في يونيو/حزيران 2023، لتعويض الخسائر في مواجهة حشود عسكرية روسية جديدة، وقبل شن أي عمليات مضادة أخرى.

وبحسب الخبير العسكري جدانوف، فإن الأمر تُرك للأخذ والرد داخل البرلمان عدة شهور، خاصة أن الجيش الأوكراني كان يعاني نقصا حادا في السلاح والذخيرة، ومعه كان لا معنى لضم أعداد إضافية من الجنود؛ أما اليوم فالمعادلة انعكست، والحاجة باتت ملحة لوجود جنود يستخدمون السلاح والذخيرة.

أعلام في ميدان الاستقلال بكييف ترمز إلى أعداد قتلى الجيش والمتطوعين (الجزيرة)

يُذكر أنه، مع بداية الحرب، بلغ قوام جيش أوكرانيا 250 ألفا، ووصل إلى نحو 400 ألف بمشاركة قوات الشرطة والحدود والمتطوعين (كتائب الدفاع الإقليمي).

وبحسب صحيفة "إيكونوميست"، فإن الحرب خلّفت على مدار سنتين 70 ألف قتيل ونحو 100 ألف مصاب في صفوف القوات الأوكرانية؛ لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن -منذ أسابيع- أن عدد القتلى بلغ 31 ألفا فقط، وتكتَّم على أعداد المصابين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مع بدایة الحرب

إقرأ أيضاً:

"بسم الله الله أكبر".. أعمال فنية مصرية جسدت حرب أكتوبر وتحرير سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعتبر تحرير سيناء من أروع لحظات التاريخ المصري الحديث، حيث انتصر الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، واستعاد الأراضي المصرية التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 1967، ما أثر بشكل عميق على الأدب والفن المصري، حيث تجسد في العديد من الأعمال الفنية، سواء كانت أغاني وطنية أو أفلام سينمائية أو روايات أدبية، ما جعل المبدعين المصريين يخلدون تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ مصر بطريقة مميزة، ومن أبرز هذه الأعمال الفنية

 

أفلام تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناء 

فيلم "أرض الغد" 1978، وعرضت أحداث حرب أكتوبر 1973 من خلال قصة شاب مصري يتطوع في الجيش في بداية الحرب، واهتم بتسليط الضوء على تضحيات الجنود المصريين في المعركة.
فيلم "الطريق إلى إيلات" 1993، وكان يعرض الفيلم المعركة البحرية بين القوات المصرية والإسرائيلية على البحر الأحمر في فترة ما بعد حرب أكتوبر، ويسلط الضوء على دور البحرية المصرية في حماية المياه الإقليمية بعد الحرب.
فيلم "أكتوبر الآخر" 1978، وهو أحد الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر، حيث يُظهر البطولات العسكرية ويعرض توثيقًا لأحداث الحرب من خلال قصة شخصية من داخل الجيش المصري.
فيلم "حرب أكتوبر" 2006، وقد تناول حرب أكتوبر بشكل شامل، مع التركيز على التحضير والتنفيذ للعبور عبر قناة السويس واستعادة الأراضي المحتلة، بطريقة تصور التفوق المصري واستراتيجيات الجيش المصري.
فيلم "الممر"2019، وهو فيلم درامي يحكي قصة مجموعة من الجنود المصريين في فترة حرب 1967، ويعود إلى ما بعد الحرب ويستعرض عملية العبور في حرب أكتوبر 1973، مع التركيز على معركة "الممر" التي وقعت بين الجيش المصري والإسرائيلي.


مسرحيات تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناء

مسرحية "العاصفة"، وهي مسرحية تُظهر البعد العسكري والإنساني لحرب أكتوبر، وتتناول الأحداث التي سبقت المعركة وتروي قصة الجنود المصريين وتضحياتهم في تحرير الأراضي المصرية.
مسرحية “أبطال من ذهب”، وقد ركزت على بطولة القوات المصرية في حرب أكتوبر، وتسلط الضوء على البطولات والتضحيات التي قام بها الجنود في سبيل تحرير سيناء.


أغانٍ تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناء

أغنية "بسم الله الله أكبر" للمطربة سعاد محمد، وهي أشهر الأغاني الوطنية التي ارتبطت بحرب أكتوبر 1973، وقد كانت تمثل روح العزيمة والبطولة، وعكست كلماتها حماسة الجنود المصريين وتضامن الشعب المصري في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتعتبر رمزًا من رموز النصر.
"بالدم" لعبدالحليم حافظ، وتعتبر هذه الأغنية من أشهر الأغاني التي تم إنتاجها بعد حرب أكتوبر، وكانت كلمات الأغنية  تعبيرًا عن التضحيات الكبيرة التي بذلها الجنود المصريون من أجل تحرير الأرض.
"مصر تتحدث عن نفسها" لعبدالحليم حافظ، وهي تعكس فخر واعتزاز المصريين بنصرهم في حرب أكتوبر، وتُظهر قوة إرادة الشعب المصري في استعادة سيناء.
"حبيبي انتظر" لوردة الجزائرية، وتمثل إشارة إلى النصر والتحرير، حيث إن كلماتها تعكس أمل المصريين في استعادة الأرض، وهي كانت من الأغاني الأكثر شهرة في تلك الفترة.
"رجال الله" لنجاة الصغيرة، وهي أغنية وطنية جميلة تعبر عن الشجاعة والتضحية التي قام بها الجنود المصريون في حرب أكتوبر، وتعتبر رمزًا لبطولات الجيش المصري.
"بلدي يا بلدي" لفايزة أحمد، وتمثل إشارة إلى الجمال والكرامة المصرية بعد تحرير سيناء، حيث تعبر عن الفخر بمصر والجنود الذين بذلوا دماءهم لاستعادة الأرض.


روايات تناولت حرب أكتوبر وتحرير سيناء

"في ممر الفئران" لإبراهيم أصلان، وهي رواية أدبية تروي الحياة اليومية للجندي المصري أثناء فترة الحرب وبعدها، وتعرض تأثير الحرب على الجنود والشعب المصري وكيف أن النصر في حرب أكتوبر شكل نقطة تحول في الوعي الوطني.
"أيام في الجيش" ليوسف القعيد، وتعرض الرواية حياة الجنود المصريين في فترة ما قبل حرب أكتوبر، وكيف عاشوا في ظل استعدادات الجيش المصري للهجوم، وتناقش الرواية أيضًا التحولات النفسية والاجتماعية للجنود في حرب أكتوبر وبعدها.
"إسرائيل في القفص" لمحمود البدوي، وتعكس الأحداث السياسية والعسكرية التي سبقت الحرب، وتتناول العلاقة بين مصر وإسرائيل وتأثير النصر المصري في الحرب على الوضع السياسي في المنطقة.
"الطيور المهاجرة" لعايدة عبدالعزيز، وقد  تناولت حرب أكتوبر من منظور إنساني، مع التركيز على تأثير الحرب على المجتمع المصري وعلى العلاقات الإنسانية في سياق الانتصار المصري.

مقالات مشابهة

  • "بسم الله الله أكبر".. أعمال فنية مصرية جسدت حرب أكتوبر وتحرير سيناء
  • البنك المركزي الأوكراني: الأصول الروسية المجمدة ضرورية لتعويض خسائر كييف
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: تعرضنا إلى هجمة روسية شرسة على كييف
  • أوكرانيا: إصابة 21 شخصا في القصف الصاروخي الروسي على كييف
  • الرئيس الأوكراني: أوكرانيا تصر على وقف فوري وشامل وغير مشروط لإطلاق النار
  • تأجيل محادثات لندن بشأن السلام في أوكرانيا بعد رفض كييف الخطة الأميركية
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • كييف تصعّد ضد بكين بسبب "تورط محتمل" في حرب أوكرانيا
  • وسائل إعلام: لندن وباريس منفتحتان على سيناريو تخسر فيه كييف الأراضي
  • أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وإرهاق بين الجنود وانسحاب واسع للجنود