الدعم الحكومى للخدمات والسلع الأساسية بدأ فى بعض دول العالم بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914 لتخفيف آثار تبعات الحرب على المواطنين، وقامت الحكومة المصرية فى ذلك الوقت بمحاولة تخفيف الأعباء عن المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وعملت على توفير الدقيق والسكر والزيت والكيروسين والشاى والمنتجات الأخرى الأساسية بأسعار مخفضة تناسب دخول المواطنين، مع تحملها فارق التكلفة الحقيٍقى، وقامت ببيعها بأقل من سعر تكلفتها للمواطنين فى منافذ تابعة للدولة بمناطق مختلفة، وهو ما أطلق عليه مصطلح الدعم.
بعد الحرب العالمية الثانية تكرر الأمر، وارتفعت أسعار السلع والخدمات الأساسية، واضطرت الحكومة المصرية لتخفيف الآثار التضخمية للحرب على المواطن، خاصة أن خزانة الدولة فى ذلك الوقت تحملت الكثير لدعم الجيش الإنجليزى، وجاء إنشاء وزارة التموين والتجارة الداخلية لتحقيق هذا الهدف، وعقب ثورة يوليو 1952، ارتفع الدعم وتضاعف بشكل كبير. وأصبح أكثر تنوعاً، ويغطى مجالات وقطاعات مختلفة.
لم يقتصر الدعم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر على السلع الأساسية، بل وصل إلى قطاعات التعليم والصحة والإسكان.
وفى عهد السادات كان التعامل مع ملف الدعم منقسماً إلى مرحلتين، الأولى هى استمراره وزيادة مخصصاته، وذلك بين عام 1970، 1977، وجاءت المرحلة الثانية وهى تقليصه وترشيده.
فى عهد مبارك ارتفع الدعم إلى أكثر من مليار جنيه فى الموازنة العامة للدولة، وذلك لأول مرة من بداية الثمانينيات، واستمر الدعم طيلة حكم مبارك، مع تخفيض عدد المستفيدين من البطاقات التموينية من 99٪ من السكان إلى نحو 70٪، فيما استمر دعم الحكومة لرغيف الخبز، الذى ظل سعره ثابتاً عند 5 قروش منذ العام 1989 رغم ارتفاع تكلفته الفعلية إلى نحو 65 قرشاً.
وصلت مخصصات الدعم الإجمالية للسلع والخدمات فى موازنة 2005- 2006 إلى 56 مليار جنيه، واستمرت فى التنامى حتى وصلت إلى 115 مليار جنيه فى موازنة 2010- 2011. قفزت مخصصات الدعم فى موازنة 2013- 2014 إلى 204 مليارات جنيه.
فى عهد الرئيس السيسى صعدت مخصصات الدعم إلى 233 ملياراً فى موازنة 2014- 2015. وبداية العام 2014 بدأت الدولة المصرية فى مشروع طموح للإصلاح الاقتصادى واستعادة عافية الاقتصاد المتدهور بفعل سنوات الثورة وما تلاها من اضطرابات، وبدأت هذه الإجراءات لتخفيض عدد المستفيدين وتنقية البطاقات التموينية ليقتصر الدعم التموينى والخبز على محدودى الدخل والفقراء مع إزالة العدم عن الوقود والكهرباء ليتم بيعها بأسعارها الفعلية.
الأموال التى كانت مخصصة لدعم الوقود والكهرباء تم توجيهها لتوفير خدمات أفضل فى الصحة والتعليم والإسكان وهو ما كان يحتاج إليه المواطن المصرى البسيط فى فترات ما بعد الحروب والاضطرابات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب وزارة التموين والتجارة الداخلية الحكومة المصرية ارتفعت أسعار السلع فى موازنة فى عهد
إقرأ أيضاً:
السيسي يدعو لاعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة وحشد الدعم لنجاحها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر منذ خمسة عقود وضعت السلام هدفًا استراتيجيًا في المنطقة، وحافظت عليه والتزمت بعهدها مشددا على أن السلام الحقيقي هو القائم على العدل والحق، الذي يحمي السيادة ويحفظ الأرض والمقدرات.
وقال الرئيس السيسي أن مصر حين أبرمت اتفاقية السلام ألزمت الأطراف باحترام سيادة الدول ومنع أي محاولات لتهجير السكان أو الاعتداء على الحدود وهو ما يعد خرقا صريحًا للقانون الدولي.
ودعا الرئيس السيسي إلى اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، مشددا على ضرورة حشد الدعم الدولي لضمان تنفيذها بنجاح معلنا عن تنظيم مؤتمر دولي بالقاهرة الشهر المقبل لمناقشة آليات الإعمار داعيا الدول والمنظمات المعنية إلى المشاركة الفعالة لتوفير الدعم المطلوب للشعب الفلسطيني.
وأكد الرئيس أن نجاح جهود إعادة الإعمار يرتبط بوجود مسار سياسي وأمني متكامل يشارك فيه المجتمع الدولي ودول المنطقة بهدف تحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
ويترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أعمال القمة العربية غير العادية، المنعقدة بطلب من دولة فلسطين، في العاصمة الإدارية الجديدة، والمخصصة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وتستضيف مصر قمة عربية طارئة اليوم الثلاثاء 4 مارس الجارى بالقاهرة، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
ويشارك في القمة قادة الدول العربية أو ممثلوهم، حيث ستتم مناقشة: وقف الحرب وإعادة الإعمار، وسبل دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وتعزيز الجهود الدبلوماسية لوقف الانتهاكات المستمرة والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل.