بوابة الوفد:
2025-03-03@22:58:05 GMT

ديمقراطية «صينى» فى أمريكا

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

فى الإدراك المصرى العام السائد والدارج، عندما يوصف شىء أومنتج بأنه «صينى» فهذا الوصف دلالة أو إشارة على تدنى الجودة مقارنة بجودة المنتجات الأوروبية، والأمريكية. ورغم اختلافى على هذا المدرك- فالجودة فى الصين على حسب الطلب- لكن إذا ما سحبنا تلك المقارنة إلى عالم السياسة فالديمقراطية الصينية أخذت سمعة منتجاتها، ودائماً ما كانت تحظى وتلقى انتقادات أوروبية وأمريكية على أنها دولة قمعية داخلياً، وعدائية خارجياً، وغير ديمقراطية.


لكن خدعوك فقالوا؛ إن «الماما أمريكا» مهد الديمقراطية، وحامى حمى الديمقراطية فى العالم، الديمقراطية الأمريكية اقتحمت أهم الجامعات على مستوى الولايات المتحدة، بل العالم، واعتقلت مئات الطلاب، وفضت بالقوة الاعتصامات والإضرابات. الشرطة الأمريكية اقتحمت أرقى جامعات العالم، مصانع النخبة والعقول الأمريكية، لمجرد أنهم اعتقدوا أنهم فى ديمقراطية حقيقية، وقرروا رفع صوتهم والتعبير بحرية عن آرائهم تجاه عدوان لا إنسانى على العزل فى غزة، وتقاعس أمريكى سافر.
المظاهرات انطلقت شراراتها من جامعة كولومبيا والتى يطلق عليها «جامعة الملوك» تخرج منها كثير من كبار الساسة وعلماء الاقتصاد الأمريكيين والأجانب. وامتدت شرارة المظاهرة المناهضة للعدوان الإسرائيلى إلى عشرات الجامعات فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، على مدار الأسابيع القليلة الماضية، للتعبير عن معارضة الحرب فى قطاع غزة. وانتهت باقتحام الشرطة الأمريكية تلك الجامعات، ضربت وسحلت وفضت بالقوة المظاهرات.
حرية التعبير عن الرأى، كما باع الأمريكان وهم الديمقراطية المزعوم للعالم، هى أبسط مظاهر الديمقراطية التى قد تشعل الولايات المتحدة حروباً من أجلها. لكن العم سام يحدثنا الآن عن «شعرة معاوية» ما بين حرية التعبير وانتهاك حقوق إنسان. لكن الواقع فاضح، والحرب على غزة أكبر دليل، الديمقراطية الأمريكية «انتقائية»، وحقوق الإنسان مطاطة تستخدم كأجندة لخدمة المصالح الأمريكية فقط أولاً وأخيراً، وكلها أدوات أمريكية للضغط والابتزاز.
وكما عملت الحرب فى غزة على خسارة إسرائيل للرأى العام العالمى للمرة الأولى منذ سنوات، ها هى تخلع «رداء الديمقراطية» عن الولايات المتحدة وتكشف عوراتها؛ حرب غزة فضحت الولايات المتحدة، معقل ومهد الحريات وحقوق الإنسان فى العالم، هى معركة رسبت فيها الولايات المتحدة بامتياز حقوقياً، وديمقراطياً. واكتملت دائرة القمع الديمقراطى بتصويت مجلس النواب الأمريكى الأربعاء لصالح توسيع التعريف المعتمد فى وزارة التعليم لمصطلح «معاداة السامية»، فى انتظار تمرير مشروع القانون من مجلس الشيوخ، ووفقاً لهذا التعريف يحظر انتقادات معينة لدولة إسرائيل، أو رفع شعارات معينة مناهضة لإسرائيل. وحتى إن لم يقر مجلس الشيوخ مشروع القانون، لكنه يبقى إشارة على توجه النخبة الحاكمة فى الولايات المتحدة تجاه الصراع فى الشرق الأوسط خاصة وعام الانتخابات الرئاسية على الأبواب.
ويبقى السؤال؛ كيف ستكون ردة فعل الديمقراطية الأمريكية «الانتقائية» لو كانت تلك الاحتجاجات على العكس مؤيدة لإسرائيل وللعدوان؟، وداعمة للمواقف والتوجهات الأمريكية الرسمية. أعتقد حينها أن الشرطة الأمريكية كانت ستمد المتظاهرين بالورد، وتحمى تلك التظاهرات. هى الانتقائية وازدواجية المعايير فى أبهى صورها. والديمقراطية الأمريكية «صينى» وليست أصلية، وهكذا سقط الحلم الأمريكى، ولم يعد مقبولاً أن يعطينا أحد دروساً فى الديمقراطية وحقوق الإنسان، أو ينصب نفسه وصياً على العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم الدیمقراطیة الأمریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!

يمانيون../
فرضت المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة وقوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – الغربي والعربي المدافعة عن “إسرائيل”، لأكثر من 14 شهراً، معادلات جديدة في المنطقة، وهذا التساؤل؛ ماذا يعني إسقاط الطائرات الأمريكية “MQ-9 Reaper” في اليمن!؟

الجواب وفق تقرير خبراء “المجلس الأطلسي للأبحاث الدولية”، أكد تطوّر قدرات الأسلحة الدِّفاعية والهجومية اليمنية، وتمكنها من إسقاط 14 طائرة أمريكية بدون طيار نوع “MQ-9″، التي تعتبر رمز قوة سلاح الجو والعمود الفقري للولايات المتحدة.

المجلس الأطلسي، ‏وهو مؤسسة بحثية أمريكية، تمتلك 10 مراكز بحثية تهتم في شؤون الأمن والاقتصاد بالعالم، ولها تأثير على الساحة الدولية، أكد أيضاً كشف أنظمة الدفاع اليمنية ضعف قدرات طائرات “إم كيو 9″، وأضعفت التفوّق القتالي لجيش واشنطن.

دقّة غير مسبوقة

وقال: “تشكِّل عمليات إسقاط الطائرات الأمريكية نقلة نوعية في الأداء العسكري للدِّفاعات اليمنية في مهارات التصويب والاستهداف بدقّة غير مسبوقة في معركة إسناد غزة، بشكل يلفت اهتمام الباحثين الإستراتيجيين والعسكريين الأمريكيين”.

وأضاف: “تلك الضربات اليمنية ليست مجرد نجاح تكتيكي، بل تحمل أبعاداً إستراتيجية مهمة، أدت إلى إضعاف أنظمة الاستخبارات والاستهدافات الأمريكية، وحدّت من قُدرات واشنطن على تنفيذ عمليات دقيقة في المنطقة، كما شكَّلت ضغطاً متزايداً على كفاءة تفوِّقها الجوي”.

مخاطر عمليات الإسقاط

في السياق، اعتبر موقع “أتلانتك كانسل” نجاح اليمنيين في إسقاط طائرات “ريبر أم كيو 9” الأمريكية يمثل ضربة لأنظمة الاستخبارات والاستهداف للجيش الأمريكي وحلفائه في المنطقة.

“أتلانتك كانسل”، وهو موقع أمريكي متخصص في الدراسات الجيوسياسية والعسكرية، حذَّر من مخاطر إسقاط المسيّرات الأمريكية المتطوّرة بوصول تقنياتها إلى خصوم الولايات المتحدة.

وفق الخبراء بالنسبة للقوات اليمنية، تحمل عمليات الإسقاط قيمة رمزية؛ فالخسائر الفادحة، التي ألحقتها في الأسطول الجوي الأمريكي، قد حققت أهدافاً تكتيكية وإستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي.

وتكمن عواقب تلك العمليات على طائرات “إم كيو 9″، التي تبلغ تكلفة واحدة منها أكثر من 30 مليون دولار، بكونها تعد مؤشراً سلبياً لامتداد الهجمات اليمنية على الأصول العسكرية لواشنطن إلى ما وراء الحدود.

عمود أمريكا

بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر طائرات “إم كيو 9” العمود الفقري؛ لدورها اللوجستي المهم وعُمقها التكتيكي في عمليات الرَّصد والتجسس والمراقبة وجمع المعلومات، للعسكريين الأمريكيين، وقدرتها على تحمّل ظروف التضاريس الوعرة في اليمن لأكثر من 24 ساعة، والتحليق بارتفاع 50 ألف قدم.

ومُنذ العام 2002، تنفذ الولايات المتحدة عبر الطائرات بدون طيار؛ مثل “إم كيو 9” عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية، وتوجيه ضربات جوية على عملاء ما يسمى “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، بعذر مكافحة الإرهاب.

المحسوم في قناعة عساكر الغرب هو أن قوات صنعاء حوَّلت ضعف قدرات طائرات “إم كيو9” إلى أغنية ساخرة بعنوان “بورت” (أصبحت عديمة الفائدة).

الخلاصة، تنتهي بنصيحة خبراء البحوث والدراسات العسكرية للولايات المتحدة بعد اكتشاف نقاط ضعف أنظمة الـ”إم كيو 9″، هي أن عليها استغلال هدوء الهجمات اليمنية لتعزيز أنظمة الحماية الذاتية لطائراتها؛ لضمان عدم تعرُّضها للهجمات؛ وخوفاً من استغلال خصومها.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • ترامب: أمريكا لن تتسامح مع زيلينسكي وأوروبا لا تستطيع دعم أوكرانيا دون الولايات المتحدة
  • حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة
  • البعثة الأممية: “تيتيه” أكدت على أهمية بناء الديمقراطية في ليبيا على المستوى المحلي
  • مؤشرات الضعف التدريجى للذراع الأيمن لقهر الشعوب “ الإمبريالية الأمريكية”
  • أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة
  • ترامب: ترحيل 8326 مهاجرا غير نظامى من الولايات المتحدة
  • ترامب: 8326 مهاجرا غير نظامي تم ترحيلهم من الولايات المتحدة
  • ترامب: 8326 مهاجرا غير نظامى تم ترحيلهم من الولايات المتحدة
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!
  • ترامب سيعلن لغة رسمية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية