قبل عدة أعوام.. كنت انطلق بالسيارة على طريق الإسكندرية.. كنت أشعر فى داخلى أنى مجرم لتجاوزى السرعة القانونية للطريق بعدة كيلومترات.. لكن كان داخلى ما يبرر هذه الجريمة وهو ضرورة الوصول قبل أذان المغرب فقد كنا فى رمضان.. وكأن صيامنا سيبطل إن وصلنا عقب الأذان!.. فجأة ملأ الطريق «عواء» 4 سيارات دفع رباعى.
جرنى تداعى الأفكار.. إلى شتاء 1993.. حيث كنت أطارد أتوبيس نقل عام فى ميدان العباسية يصر سائقه على الفرار من أولئك الركاب الملاعين الذين يحاولون اللحاق به.. كنت فى طريق عودتى للبيت بعد يوم طويل وممتع فى كلية العلوم بجامعة عين شمس.. ووسط تدافع الركاب للفوز بمقعد.. حدث احتكاك غير مقصود بينى وبين رجلين يرتديان حلتين عتيقتين كانتا ذات بريق يوماً ما.. دفعنى أحدهما ليجلس على المقعد الشاغر.. استثمرت هذه الدفعة ودفعت الآخر لأفوز بالمقعد الذى يليه.. بعد جلوسى.. تبين لى عمر الرجل الذى دفعته.. وأن الرجلين قد اشتعل الشيب فى رأسيهما.. فاعتذرت له.. وقمت لأجلسه.. فإذا به أحد أساتذة القسم الذى أدرس به.. بل هو رئيس القسم بعينه.. أستاذ دكتور.. شخص لا يطاوله علما إلا ألبرت أينشتين وأمثاله.. لمحت نظرة خجل خفية فى عين الرجل أعرف مبعثها جيداً.. فقد أدرك أننى تعرفت على هويته.. فتجاهلت تلك النظرة وأصررت على إجلاسه مكانى.. بعد أن بدأ الأتوبيس يتحرك متكدساً بالركاب.. وقد تحولت أجسادهم إلى كتلة واحدة.. لاحظت أن الرجل الآخر يتابع الموقف بابتسامة عريضة وعلى وجهه ملامح السرور والرضاء.. فبادر بتعريفى بنفسه.. وإذا به رئيس لقسم آخر من الأقسام المهمة بكلية العلوم.. دار بين ثلاثتنا حديث طويل.. لم يخل بالطبع من نصائح أساتذة كبار فى قدرهما وشاب غر فى عمرى.. لكن كانت أهم نصيحة من قرين أينشتين.. التى حولت مجرى حياتى.. بعد أن أكد لى أنه يتذكرنى جيداً بعد جدل حول مسألة رياضية.. وأنه يتنبأ لى بمستقبل باهر.. غير أن على أن أركز فى دراستى حتى أصبح زميلاً له فى الجامعة.. هنا تحمس الآخر.. وأخذ يعدد لى أسماء أعرفها وأخرى أجهلها.. ممن كانوا طلبة لهما ثم أصبحوا زملاء.. لا أدرى لماذا فى تلك اللحظة تحديداً.. قررت بشكل قاطع لا رجعة فيه ترك كلية العلوم نهائياً.. وترك كتبها التى كانت قراءتها بمثابة هواية ممتعة لم اتخلص منها حتى يومنا هذا.. والتحول إلى أى كلية تمنح درجة البكالريوس كأقل تعويض عما أهدرناه من عمر فى «لزوم ما لا يلزم»!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوجه الله لزوم ما لا يلزم طريق الإسكندرية نوع مرسيدس
إقرأ أيضاً:
«عفوا لقد نفد رصيدكم».. 8 خطوات مهمة للبلوك النفسي والتحرر من شخص ما
يعد «البلوك النفسي» قرارا صعبا، لكنه يؤدي إلى نتائج إيجابية، إذ يعتبر نوعا من التحرر ضد الطاقة السلبية المشحونة من الآخرين، لذا فإن هناك مجموعة من الأسباب والنصائح التي يجب الاطلاع عليها، ودراستها جيدا قبل اتخاذ قرار «البلوك»، حتى لا يتم شحن النفس والعقل باللوم والأمور المغلوطة.
تقدم الكاتبة الصحفية هدى رشوان، مدير تحرير جريدة «الوطن»، عبر بودكاست «ستايل بوك» الخاص بـ«الوطن»، أسباب «البلوك النفسي».
«البلوك» شعور يسيطر على الآخرين بعد استنفاذ المشاعر«البلوك» هو الحالة التي يصل إليها الفرد بعد استنفاذه لكل مشاعره تجاه شخص ما، حيث يضع الفرد في خانة كأنه ليس موجودا لا يراه ولا يسمع عنه شيء، فلا توجد أي مشاعر سواء حب أو كره، إذ يدخل في منطقة الحياد التام تجاهه.
قرار «البلوك» ليس أمرا سهلا، لأنه يؤدي عمل الفلتر، والتخلص من كل المواقف والطاقات السلبية، التي تترك آثارا نفسية صعبة، لذا فإن هناك عدة أسباب يجب اتباعها قبل اتخاذ قرار «البلوك النفسي»:
خطوات يجب دراستها جيدا قبل «البلوك النفسي»معرفة سبب «البلوك» بوضوح، إذ يمكن أن يكون لأسباب يمكن علاجها بالحديث مع الطرف الآخر مثل التطفل أو التجاهل.
- توضيح المشاعر تجاه الآخر، الأمر الذي يساعد في تحديد المشكلة جيدا بشكل هادي.
- تقييم تأثير «البلوك» على حياة الطرفين بشكل عام.
- تقليل التفاعل مع الشخص الآخر بعد «البلوك»، وعدم التعامل معه بشكل مباشر.
- اتخاذ قرار «البلوك» بهدوء وبدون أي ندم، حتى لا يحدث شعور بالذنب فيما بعد.
- تجنب محاولة شرح أسباب «البلوك» للآخرين.
- تجنب النقاش المطول مع الآخرين فيما يخص الأمر.
ضرورة فهم أن «البلوك» لا يعبر عن كراهية، بل هو بمثابة حماية للطاقة السلبية التي قد تحيط بالشخص، والاستعداد لأي رد فعل.