بوابة الوفد:
2025-03-03@16:45:09 GMT

«لزوم ما لا يلزم»

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

قبل عدة أعوام.. كنت انطلق بالسيارة على طريق الإسكندرية.. كنت أشعر فى داخلى أنى مجرم لتجاوزى السرعة القانونية للطريق بعدة كيلومترات.. لكن كان داخلى ما يبرر هذه الجريمة وهو ضرورة الوصول قبل أذان المغرب فقد كنا فى رمضان.. وكأن صيامنا سيبطل إن وصلنا عقب الأذان!.. فجأة ملأ الطريق «عواء» 4 سيارات دفع رباعى.

. تنهب الأرض نهباً.. تزيح كل ما يعترض طريقها.. وسرعتها النسبية تقول إنها تنطلق فوق 200 كيلومتر فى الساعة.. آثرت السلامة وأفسحت لها الطريق.. لأتبين أن بين هذه السيارات سيارة خامسة من نوع مرسيدس.. تفسح سيارات الدفع الرباعى الطريق أمامها.. وخلفها وعن شمالها ويمينها.. حاولت معرفة «الباشا» المهم فى المرسيدس.. لكن هيهات.. فقد اصطدم بصرى بالمرايا العاكسة على كل زجاج السيارة.. المصمم خصيصاً لإخفاء ما بداخلها.. سرحت برهة.. وبدأت سرعة سيارتى فى التباطؤ.. وفى حالة شرود ذهنى.. قلت بالتأكيد هو شخص مهم وتلك سيارات الحراسة.. تلهس وراءه وأمامه لحمايته.. لكن ما أهمية هذا الشخص!.. ماذا أضاف لوطنه وللإنسانية؟!.. وهل هناك بالفعل بيننا جواهر يجب الحفاظ عليها بهذه الصورة المبالغ فيها؟!.. هل بيننا اليوم من لا يمكن تعويضه.. وإن كان بيننا من يستحق.. لماذا تخلفنا وأضعنا إرث الأجداد العظام؟!.. وإن كان ذلك كذلك فكيف فرطنا فى جواهرنا الحقيقية.. أمثال مصطفى مشرفة وسميرة موسى وسعيد السيد بدير وسمير نجيب وجمال حمدان ويحيى المشد.. تلاهم وعاصرهم المئات أمثال الدكتور أحمد زويل وغيره كثير إلى آخر القائمة من الجواهر المفقودة.
جرنى تداعى الأفكار.. إلى شتاء 1993.. حيث كنت أطارد أتوبيس نقل عام فى ميدان العباسية يصر سائقه على الفرار من أولئك الركاب الملاعين الذين يحاولون اللحاق به.. كنت فى طريق عودتى للبيت بعد يوم طويل وممتع فى كلية العلوم بجامعة عين شمس.. ووسط تدافع الركاب للفوز بمقعد.. حدث احتكاك غير مقصود بينى وبين رجلين يرتديان حلتين عتيقتين كانتا ذات بريق يوماً ما.. دفعنى أحدهما ليجلس على المقعد الشاغر.. استثمرت هذه الدفعة ودفعت الآخر لأفوز بالمقعد الذى يليه.. بعد جلوسى.. تبين لى عمر الرجل الذى دفعته.. وأن الرجلين قد اشتعل الشيب فى رأسيهما.. فاعتذرت له.. وقمت لأجلسه.. فإذا به أحد أساتذة القسم الذى أدرس به.. بل هو رئيس القسم بعينه.. أستاذ دكتور.. شخص لا يطاوله علما إلا ألبرت أينشتين وأمثاله.. لمحت نظرة خجل خفية فى عين الرجل أعرف مبعثها جيداً.. فقد أدرك أننى تعرفت على هويته.. فتجاهلت تلك النظرة وأصررت على إجلاسه مكانى.. بعد أن بدأ الأتوبيس يتحرك متكدساً بالركاب.. وقد تحولت أجسادهم إلى كتلة واحدة.. لاحظت أن الرجل الآخر يتابع الموقف بابتسامة عريضة وعلى وجهه ملامح السرور والرضاء.. فبادر بتعريفى بنفسه.. وإذا به رئيس لقسم آخر من الأقسام المهمة بكلية العلوم.. دار بين ثلاثتنا حديث طويل.. لم يخل بالطبع من نصائح أساتذة كبار فى قدرهما وشاب غر فى عمرى.. لكن كانت أهم نصيحة من قرين أينشتين.. التى حولت مجرى حياتى.. بعد أن أكد لى أنه يتذكرنى جيداً بعد جدل حول مسألة رياضية.. وأنه يتنبأ لى بمستقبل باهر.. غير أن على أن أركز فى دراستى حتى أصبح زميلاً له فى الجامعة.. هنا تحمس الآخر.. وأخذ يعدد لى أسماء أعرفها وأخرى أجهلها.. ممن كانوا طلبة لهما ثم أصبحوا زملاء.. لا أدرى لماذا فى تلك اللحظة تحديداً.. قررت بشكل قاطع لا رجعة فيه ترك كلية العلوم نهائياً.. وترك كتبها التى كانت قراءتها بمثابة هواية ممتعة لم اتخلص منها حتى يومنا هذا.. والتحول إلى أى كلية تمنح درجة البكالريوس كأقل تعويض عما أهدرناه من عمر فى «لزوم ما لا يلزم»!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله لزوم ما لا يلزم طريق الإسكندرية نوع مرسيدس

إقرأ أيضاً:

الحكام ليسوا السبب الوحيد.. أسرار تراجع نتائج الزمالك في الدوري

حالة من الغضب الشديد تسيطر على مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة الكابتن حسين لبيب والجهاز الفنى للفريق الأول لكرة القدم بعد التعادل الثالث على التوالى فى الدورى أمام زد فى الجولة السادسة عشر للبطولة وفقدان نقطتين جديدتين فى صراع المنافسة على القمة وذلك بسبب استمرار الأخطاء التحكيمية فى مباريات الفريق الأبيض .

وجاء تغاضى محمد الصباحى حكم لقاء الزمالك وزد عن احتساب ركلة جزاء للفريق الأبيض ليفتح نيران الغضب على المنظومة خاصة بعدما عانى أبناء ميت عقبة من نفس الأخطاء فى مباراة بتروجت بعدم احتساب ركلة جزاء لسيف الدين الجزيرى ونفس الأمر فى مباراة فاركو التى تغاضى فيها عبدالعزيز السيد عن عدم احتساب ركلة جزاء للزمالك لترد عليه بهدف بجانب افراطه فى اخراج الكروت الصفراء وطرد محمود جهاد بالإنذار الثانى غير المستحق .

ظلم الحكام

الظلم التحكيمى الذى يعانى منه الزمالك جعل الجميع داخل الزمالك يخرج عن صمته ويتحدث عن ما أسموه بمحاولة لإبعاد الفريق الأبيض عن المنافسة ليتحدث بيسيرو المدير الفنى فى المؤتمر الصحفى عقب لقاء زد عن أسباب عدم رؤية الفار للمسة اليد على زد داخل منطقة جزاء المنافس ومن قبلها أمام بتروجت والأهلى ، ودخل أيمن عبدالعزيز على الخط وتعرض للطرد فى اللقاء وحصل زيزو على كارت جعله يغيب عن مواجهة انبى اليوم فى ختام مباريات الدور الأول للإعتراض على الصباحى الذى طرد محمد شحاتة فى 10 دقائق بإنذارين .

تراجع نتائج الزمالك والتعادلات الثلاثة وضع بيسيرو المدير الفنى البرتغالى الجديد فى حرج شديد خاصة أنه على مدار المباريات التى تولى فيها المسئولية أمام بتروجت والأهلى وزد تعادل بنفس النتيجة والطريقة 1-1 حيث يكون الفارس الأبيض متخلفا بهدف وينجح فى ادراك التعادل الأمر الذى جعله يظهر العين الحمرا لبعض النجوم الذين ظهروا بعيدين عن مستواهم أمام زد الفريق الذى كان متسلما فى المباريات أمثال مصطفى شلبى وزيزو الذى يغالى فى الإحتفاظ بالكرة وكذلك محمد عواد حارس المرمى الذى ظهر متوترا للغاية وتسبب فى زيادة الضغط على دفاع فريقه بتمريراته الخاطئة .

صفقات فاشلة

ونال مجلس الإدارة من الغضب الجماهيرى جانب بعد وصفه بـ "الضعيف" أمام الظلم التحكيمى الذى يتعرض له الفريق والإكتفاء بالبيانات بجانب أن المباريات كشف عوارات الفريق من حيث القماشة الموجودة من صفقات تم التعاقد معها على مدار 3 فترات قيد بدأت بـ10 لاعبين فى يناير 2024 لم ينجح منهم الا عبدالله السعيد صاحب الـ40 عاما القادم من بيراميدز والذى يقدم مستويات قوية جعلت الإدارة تتفق على التجديد له لمدة موسمين مع الإتفاق بين الطرفين على الموسم الثانى ومحمد شحاتة القادم من الطلائع مقابل 20 مليون جنيه وناصر ماهر القادم من مودرن سبورت مجانا وأحمد حمدى القادم من مونتريال الكندى والذى تعرض لإصابة بقطع فى الرباط الصليبى بنهائى الكونفيدرالية بعد تسجيله هدف الفوز فى مرمى نهضة بركان وسيعود فى مارس المقبل .

فيما فشلت صفقة الفلسطينى ياسر حمد والأوغندى جمال موتيابا الذين رحل فى يناير قبل الماضى أى بعد شهور قليلة ولم ينجح المجلس فى تسويق مهاب ياسر وسيف جعفر ومحمد عاطف المستبعدين فى أحيان كثيرة لأسباب فنية وأخيرا زياد كمال وعقده الخرافى القادم من انبى والذى تم فسخ عقده فى يناير 2025.

وفى فترة الإنتقالات الصيفية تعاقد المجلس مع عمر فرج الفلسطينى قبل أن يتخلص منه فى يناير الحالى بإعارته لأحد الأندية السويدية ونفس الكلام مع البولندى مايشلاك من أحد السعودى على سبيل الإعارة وفسخ عقده من طرف واحد بعد أزمته مع المجلس وجروس ولم يحصل الا على 70 الف دولار ويطالب بـ729 ألف دولار ومحمد حمدى معارا من انبى ولا يلعب بشكل مستمر وعقده يوجد به بنود أثارت جدلا كثيرا والثنائى تحت السن السنغالى سيدو نداى والغينى بيساو جيفرسون كوستا وكلاهما لما يظهرا فى الصورة .. والصفقة السادسة الوحيدة التى نجحت هو  المغربى محمود بنتايك المعار للزمالك من سانت إيتيان الفرنسى ولابد من سداد مليون يورو لتفعيل بند الشراء فى عقده قبل نهاية الموسم.

وفى فترة الإنتقالات الشتوية الأخيرة ظهر ميدو وحازم إمام وعمرو الجنانيى لإنقاذ موسم صفقات الزمالك بالتعاقد مع أحمد حسام مدافع الجونة ومحمود جهاد لاعب وسط فاركو والمغربى صلاح الدين مصدق مدافع نهضة الزمامرة والتونسى أحمد الجفالى جناح اتحاد المنيستير التونسى وجميعهم يبشر بالخير وقدم مباريات يؤكد أحقيته بارتداء الفانلة البيضاء .

التجديد للنجوم

كما يوجه المجلس اتهامات بعدم توفير التركيز لـ8 من نجومه تنتهى عقودهم فى نهاية الموسم الحالى وعدم حسمها بشكل نهائى حتى الآن وفى مقدمتها زيزو  الملف الذين يتمسكون بالأبيض ولكن يشعرون بالحزن لعدم حسم الأمور ومن قبلهم تفادى أزمة سيف الدين الجزيرى الذى وقع عقد التجديد لمدة موسمين مقابل مليون ونصف دولار قبل ان يتم تخفيضه الى مليون دولار بواقع نصف مليون دولار فى الموسم .

تغير المدربين

كما جاء ملف تغير المدربين من أوسوريو الكولومبى ومن بعده معتمد جمال الذى فجر مفاجأة بأنه من طلب الإبقاء على ناصر منسى بعد بيعه للبنك ليتألق ويتوهج فى السوبر الأفريقى والمصرى ثم تعين جوزيه جوميز الذى رحل وتولى من بعده جروس الذى لم يمكث الا شهرين ليتم اقالته مطالبه بمستحقاته المالية التى تصل الى 170 الف دولار وتعين بيسرو ليمثل ضغطا على المجلس بعدم القدرة على توفير استقرار  فنى للفريق وأن بعض اللاعبين أمثال شيكابالا لعبوا دورا فى الإطاحة بالسويسرى.

مقالات مشابهة

  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • إلهام شاهين: قصة الأمس ونصف ربيع الآخر وليالي الحلمية من أقرب الأعمال لقلبي
  • شيخ الأزهر: الاختلافات بين المسلمين ظاهرة طبيعية
  • في ثاني حلقات الإمام الطيب: الاختلاف بيننا وبين الشيعة فكري وليس في الدين
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
  • الحكام ليسوا السبب الوحيد.. أسرار تراجع نتائج الزمالك في الدوري
  • الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"
  • الشغل بدل الدفع.. قانون جديد يلزم المحكوم عليهم بعمل للمنفعة العامة
  • القدوة ..