بوابة الوفد:
2025-01-03@17:05:10 GMT
بين نظامين للتعليم... يبقى العقل المصرى حائراً
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
فإنه فى ظل التقدم التقنى وثورة المعلومات والانفتاح على الآخر والمواكبة والحداثة والمعاصرة، فإنه لا بد أن تكون هناك فروق، لكن السؤال الملح هل هذه الفروق جوهرية أم فروق من الممكن إزالتها، هذا هو السؤال الحقيقى، الذى ينبغى على كل من هو مهموم بقضايا التعليم الإلزامى فى كل مراحله؟!
التقدم التقنى والتكنولوجيات الحديثة من يرفضها!!، لا أحد على ما أعتقد، فلابد من مواكبة العصر ومتغيراته.
كل ذلك جد طيب، لكن أما سألنا أنفسنا ووقفنا وقفة متأنية مع ذواتنا وعرضنا المشكلة على عقولنا.
لماذا وصل السابقون إلى الدرجات العلى من الحصول على أرقى الشهادات العلمية ولم يكن لديهم جزء حتى من الإمكانيات الموجودة حالياً؟!
الإجابة النية، نية المتعلم هل حقاً يريد أن يتعلم علما حقيقياً يفيد به واقعه ويبنى من خلاله مستقبله، أم لديه لا مبالاة مثل ما نراه اليوم من بعض الشباب. هذا تصورى للمشكلة.
أما رؤيتى الخاصة حول تطوير التعليم والنهوض به لمواكبة العصر وحتى نصبح فى مصاف الدول المتقدمة.
أرى ضرورة تضافر الجهود، جهود المخلصين، وتوفير الإمكانيات اللازمة للنهوض بالعملية التعليمية وذلك عن طريق الاهتمام بالمعلم مادياً من خلال الاهتمام بتطوير منظومة الأجور ومعنوياً، وتوفير حياة كريمة له من خلالها لن يبخل بل سيجود بكل ما لديه لخدمة العملية التعليمية ولن يترك فصله ويتجه إلى الدروس الخصوصية، أما معنوياً فعن طريق تكريمه ولو بالكلمة الطيبة، أو شهادات تقدير تعطى له فى عيد العلم.
كذلك الاهتمام بالمعلم علمياً بمعنى عقد دورات مستمرة لاطلاعهم على كل ما هو جديد ويتعلق بتكنولوجيا التعليم وآلياته الحديثة، دورات حقيقية لا دورات يذهب إليها المعلم مكرها ويذهب لإثبات حضوره مكرها.
الاهتمام بالمدارس فى كل مراحل التعليم وتوفير بيئة صالحة وجميلة يشعر من خلالها التلميذ والمعلم بالراحة النفسية، فضلاً عن الاهتمام بالفصول والتغلب على الكثافة العددية بإنشاء مدارس جديدة، الاهتمام بمكتبات المدارس وتنمية حب المطالعة والقراءة لدى التلاميذ، والاهتمام بالأنشطة الترفيهية، الاهتمام بمعامل الكمبيوتر وغيرها.
الاهتمام بالكتاب المدرسى من خلال طرح الحشو غير المفيد منه، إضافة مواد تعليمية تواكب العصر، عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعى.
طرح الموضوعات التى تحث على العنصرية، والاستعاضة عنها بموضوعات توضح سماحة الأديان، كذلك إضافة موضوعات توضح مفهوم القومية العربية والمواطنة وتساوى الجميع فى الحقوق والواجبات، وأنه ليس هناك مواطن من الدرجة الأولى، ومواطن من الدرجة الثانية.
يقع على الأسرة دور كبير فى الاهتمام بأبنائها والحرص على تعليمهم ومنعهم من التسرب الدراسى، وذلك عن طريق الفهم الصحيح للعملية التعليمية،وانها ليست مهمة يؤديها الطالب وإنما هى هواية يحب أن يفعلها، وكذلك شرح أهمية العلم والعلماء، وأن هؤلاء العلماء ورثة الأنبياء وأنهم ملح البلاد الذين من خلالهم يصلح حال العباد.
إذا أردنا حقاً تحقيق النهضة المرجوة وتحقيق التنمية المستدامة التى يسعى إليها قائدنا، فلابد من النظرة إلى التعليم، وأخص هنا بالذكر التعليم الإلزامى لأنه هو مفتاح سر نجاح العملية التعليمية برمتها.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً: