بوابة الوفد:
2024-12-24@03:11:15 GMT

تفاعل اللغة العربية مع الحضارات

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

قالوا إن العلم رحم بين أهله، وقالوا بتفاعل الحضارات. لا صدامها، وهذا أساس نمو أى حضارة، وهو ما قامت به اللغة العربية من عبورها مرحلة المحلية إلى العالمية منذ مرحلة ما أخذه الأمويون من النظم البيزنطية الراجعة إلى الرومان، حيث تنامت المعارف العلمية والأدبية بالمشافهة مع المستعربين، وتعددت طرق النقل والترجمة، ضيقة أول الأمر فى بداية العصر الأموى، ثم متسعة بعد ذلك فى الأديرة، وملحقاتها العلمية من المدارس المتناثرة فى جنديسابور القريبة من البصرة، وفى نصيبين، وفى حران، والرها، وأنطاكية، والإسكندرية، والطابع الغالب على ذلك يونانى، مع جهود علماء السريان المسيحيين الذين نشطوا منذ القرن الرابع حتى القرن التاسع الميلاديين فى ترجة تراث اليونان، ومن أشهر مترجميهم قبل الإسلام: يوحنا فيلوبونوس الإسكندرى المعروف باسم يحيى النحوى، الذى كان يعيش فى القرن السادس الميلادى، ونقل الكثير عن اليونانية من منطق وطب وطبيعيات، ومن أشهرهم: سويرس سيبوخت، أسقف قنسرين، ويعقوب الزهاوى، وله فى النحو السريانى، ثم كانت اليد الطولى للعباسيين فى ترجمة المصنفات اليونانية عن مراكز الثقافة، كما ترجم الفرس عن الهندية، حيث كانت مدينة بلخ أهم مركز إيرانى جمع بين الثقافتين: الهندية والفارسية، ومن ثم العربية، وكان بها معبد النوبهار البوذى، واهتم المنصور بالتنجيم مثلما كان بنوبخت الفارسى والجداول الفلكية، ومعهما: على بن عيسى فى رسالة الاسطرلاب، الآلة الفلكية التى ترصد الكواكب، وقد نشر الرسالة لويس شيخو، وكذلك تم نقل كتب أخرى عن الهند واليونان فى العلوم، على نحو ما تحدث نللينو عنه وعن آثاره وعن الوفد الهندى القادم إلى جعفر المنصور عام 154هـ، ومعرفة أخبار: أبويحيى البطريق، ونشطت الترجمة فى عصر الرشيد، ووزرائه البرامكة الذين شجعوا على ذلك، فكثرت الترجمات، واشتهر من المترجمين: محمد بن جهم البرمكى، وزادويه بن شاهويه وبهرام بن مردانشاه وموسى بن عيسى الكسروى وعمر بن الفرخان وسلم صاحب خزانة الحكمة وسهل بن هارون أحد خزنتها، والحجاج بن مطر، وشهرة ما نقلوه، وبلغت الترجمة ذروتها فى عصر المأمون حتى جعل المكافأة وزن ما يترجم ذهبا، حسبما ذكرت كتب التاريخ والأخبار، ومنها: ابن النديم فى الفهرست ص240، والجاحظ فى البيان والتبيين 1/328، وابن جلجل فى طبقات الأطباء والحكماء، نشر المعهد الفرنسى بالقاهرة ص61، وابن أبى أصيبعة، ج2، القسم الأول، بيروت، وأخبار الحكماء للقفطى ص232، وعلوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب لأوليرى، النهضة المصرية ص 37، و123، وصفحات عن إيران لصادق نشأت، ومصطفى حجازى، الأنجلو، القاهرة ص81.


وما نجم عن ذلك التفاعل الحضارى فى فروع المعرفة، ومنها تأثرنا بالفقه الرومانى منذ ذلك الحين، ثم الفقه الأوروبى، وبخاصة الفرنسى، فى العصر الحديث، وبالعلوم بأصنافها المتعددة.
يضاف إلى ذلك ما أخذه العباسيون من نظم الفرس، وعلومهم،
كما يضاف إلى ما تم، قبل ظهور الإسلام وبعده، عن طريق الاقتراض والإقراض، والاقتباس، والنقل والتجديد، أو التأثير والتأثر، والاستنباط والوضع، وكذلك بعد الفتوحات ؛ إذ لا توجد لغة غير مختلطة، وغالباً ما كان الاقتراض فى الأمور غير المألوفة فى شبه الجزيرة العربية من أزهار وطيور، وغيرها مما يتصل بألفاظ الحضارة والمدنية لدى الدول المتاخمة كالفرس واليونان، فى مجال جلب البضائع والتلاقح الثقافى، فى علاقاتهم بالآراميين فى الشمال، وباليمنيين فى الجنوب، حيث رحل كثير من القبائل اليمنية إلى الحجاز كقبائل معين وخزاعة والأوس والخزرج، وكذلك صلة اليمنيين بالأحباش فى الثقافة والتجارة.

عضو المجمع العلمى
واستاذ النقد الأدبى
بجامعة عين شمس
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة عين شمس لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية تواجه تحدي التكنولوجيا.. كيف نعزز وجودها رقمياً؟ (فيديو)

أكد الدكتور محمد عزام، خبير التحول الرقمي، أن اللغة العربية تواجه تحديات جوهرية في عصر التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن نسبة المحتوى الرقمي المتوفر باللغة العربية لا تتجاوز 2% من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي.

"اللغة العربية في الحضارة الإنسانية" محاضرة بثقافة الفيوم "الأدب العربي والكوري.. بين نجيب محفوظ وهان كانغ" فى ندوة بمركز اللغة والثقافة العربية الاثنين المحتوى الرقمي العربي

وأوضح عزام وخلال استضافته في برنامج «صباح البلد»، الذي تقدمه الإعلاميتان رشا مجدي ونهاد سمير عبر قناة صدى البلد، أن المحتوى الرقمي العربي يعاني من ضعف الجودة والركاكة، مما يؤدي إلى تقديم معلومات غير دقيقة وغير موثوقة للمستخدمين.

وأكد محمد عزام على ضرورة توظيف مفردات اللغة العربية بشكل فعال في مجال التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة، داعيًا إلى زيادة الاستثمارات في البلدان العربية لتعزيز استخدام اللغة العربية بنسقها الصحيح ونشر محتوى رقمي ثري يعكس قيمها وأصالتها.

أهمية إطلاق حركة ترجمة جديدة

وشدد على أهمية إطلاق حركة ترجمة جديدة تهدف إلى مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، بما يضمن إثراء المحتوى الرقمي العربي ومواكبته للتحديات العالمية. 

يذكر أن  اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدث بها حوالي 450 مليون شخص كلغة أولى، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم اللغة العربية في الشعائر الدينية من قبل حوالي ملياري مسلم حول العالم. من المتوقع أن يرتفع عدد المتحدثين بالعربية إلى 647 مليون شخص بحلول عام 2050، مما سيشكل حوالي 7% من سكان العالم

تحديات اللغة

 على الرغم من التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن المحتوى المتاح على الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز 3%، هذا يشكل تحديًا كبيرًا في تعزيز حضور اللغة العربية على الشبكة ودعم الابتكار في هذا المجال.

كما أن هناك تحديات تتعلق بجودة التعليم باللغة العربية واستخدامها في الحياة اليومية، بعض الشباب يميلون إلى استخدام كلمات دخيلة على اللغة، مما يؤثر على نقاء اللغة وتطورها.

جهود تعزيز اللغة العربية

تعمل العديد من المؤسسات على تعزيز اللغة العربية من خلال برامج متنوعة تشمل الذكاء الاصطناعي والحوسبة اللغوية. على سبيل المثال، مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يقوم بتطوير منصات رقمية مثل منصة "فلك" للمدونات اللغوية ومنصة "سوار" للمعاجم الرقمية.هذه الجهود تهدف إلى سد الفجوة الرقمية وتعزيز حضور اللغة العربية على الإنترنت.

 

مقالات مشابهة

  • سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • السفير عبد الله الرحبي: العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة
  • اللغة العربية هوية
  • إبراز جهود توظيف الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغة العربية
  • جامعة الفيوم تحتفل باليوم العالمي للغة العربية.. صور
  • جامعة الفيوم تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
  • "جمعية الكتاب" في جنوب الباطنة تحتفل بيوم اللغة العربية
  • جداول امتحانات برنامج اللغة العربية بكلية الإعلام جامعة القاهرة 2024/2025
  • اللغة العربية تواجه تحدي التكنولوجيا.. كيف نعزز وجودها رقمياً؟ (فيديو)
  • عيد اللغة العربية