بدء أعمال كونجرس اتحاد دول الشرق الأوسط للتغذية الأنبوبية والوريدية
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
أكدت جلسات وأوراق عمل النسخة الثالثة من "كونجرس اتحاد دول الشرق الأوسط للتغذية الأنبوبية والوريدية" على أهمية العلاج بالتغذية الأنبوبية والوريدية ودوره الرئيس في التقليل من التكاليف الصحية على المدى الطويل جاء ذلك في افتتاح أعمال المؤتمر الذي تستضيفه وزارة الصحة بالتعاون مع الرابطة العمانية للتغذية والتغذية العلاجية والذي يختتم أعماله اليوم، حيث يعد المؤتمر الأول نوعه في مجال التغذية الأنبوبية والوريدية بين الأطباء واختصاصي التغذية السريرية والطاقم التمريضي وخبراء مجال التغذية الذي تستضيفه سلطنة عمان.
رعى افتتاح الحفل صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، بحضور عدد من رؤساء وممثلي الجمعيات الدولية والمحلية للتغذية والتغذية العلاجية، كما شهد الكونجرس مشاركة أكثر من 1000 من المختصين في الرعاية الصحية من الطواقم الطبية والتمريضية واختصاصيّ التغذية السريرية والعلاجية، إضافة إلى أكثر من 120 متحدثا من الخبراء والمختصين من 26 دولة من مختلف دول العالم وذلك بفندق كمبنسكي بمحافظة مسقط.
وقالت الدكتورة إيمان بنت عبدالله الهنائية الرئيسة الفخرية للكونجرس في سلطنة عمان، رئيسة قسم التغذية العلاجية بالمديرية العامة لمستشفى خولة: إن تنظيم المؤتمر يأتي لتعزيز قطاع الرعاية الصحية والتنمية المستدامة، ولرفع معايير دعم التغذية الأنبوبية والوريدية ولتسليط الضوء على آخر البحوث العلمية والتقنيات الرائدة، كذلك لهدف تعزيز الوعي وتبادل المعلومات والخبرات بين العاملين الصحيين في المؤسسات الصحية المختلفة بشبكة ديناميكية وبيئة تعاونية.
وأضافت الهنائية: إن أهمية التغذية الوريدية والأنبوبية تكمن في تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى، وإسهامه في تأمين احتياجات المرضى من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية للشفاء والصحة ولتقليل معدلات المضاعفات الصحية.
وأشارت إلى أن المؤتمر يتضمن أكثر من 80 محاضرة علمية و16 جلسة حوارية، تتناول مجموعة من الموضوعات المهمة في مجال التغذية، منها الدعم الغذائي للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة والنظام الكيتوني في العصر الرقمي وتحسين التغذية في وقت الجراحة، كذلك تقديم الدعم الغذائي لمرضى الحروق المتوسطة إلى الشديدة، كما يناقش الدعم الغذائي المتخصص للرضع والأطفال وعلاج السمنة عند الأطفال، والأساليب الدوائية المبتكرة لعلاج السمنة، إضافة إلى مناقشة أحوال المرضى الذين يحصلون على الغذاء بأنبوب من الأنف إلى المعدة.
وأفادت الهنائية: يسلط المؤتمر الضوء على التغذية الوريدية في علاج مرضى السرطان وعلاج الأطفال المرضى بالتغذية المعوية، وشرح سوء التغذية وعوامل الخطر لدى مرضى الكلى الذين يخضعون للغسيل الكلوي وتأثير التغذية في الضعف الإدراكي والزهايمر المبكر، وستناقش أجندة المؤتمر المحددات الاجتماعية
لمرضى السكري في الوطن العربي.
من جانبها أكدت وفاء حلمي عايش رئيسة مؤتمر اتحاد التغذية الأنبوبية الوريدية في الشرق الأوسط ونائبة رئيس الجمعية العربية للتغذية العلاجية والطب التكميلي أن انعقاد هذا الكونجرس يأتي في إطار الدورة الثالثة، ويعكس الاهتمام المتزايد بأهمية التغذية الأنبوبية الوريدية المعوية في علاج الأمراض وتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز الوعي والتبادل المعرفي في هذا المجال الحيوي.
وأضافت: إن العلاج بالتغذية الأنبوبية والوريدية يقلل من التكاليف الصحية على المدى الطويل، وذلك بتقليل مدة الإقامة في المستشفى والحاجة إلى العلاجات الطويلة الأمد، وهو وسيلة فعالة للوقاية من سوء التغذية وتفادي مضاعفات الأمراض المزمنة ودعم الصحة العامة وزيادة الإنتاجية وجودة الحياة.
وأوضحت أن الكونجرس يمنح الجميع فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة أحدث التطورات في هذا المجال، وأن التغذية الأنبوبية الوريدية لتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من صعوبة في تناول الطعام طبيعيا، وهو يضمن لهم الحصول عليه لتعافيهم.
تضمن حفل الافتتاح تقديم عرض مرئي عن الكونجرس ومعرضا خاصا بالتغذية الأنبوبية والوريدية تضمن عرضا لأحدث المنتجات والتقنيات والابتكارات العلمية في مجال التغذية، كما وفرت منصة للمشاركين لتبادل المعرفة والخبرات حول أحدث التطورات في مجال التغذية الأنبوبية والوريدية والتعرف على أفضل الممارسات والابتكارات في هذا المجال، ويهدف المعرض إلى تعزيز التعاون والتواصل بين الشركات والمهنيين والمختصين، وتعزيز التطور والتقدم في مجال التغذية الوريدية والأنبوبية في دول الشرق المتوسط.
بعدها انطلقت أعمال الحلقات العلمية والجلسات الحوارية التي تناولت التغذية الأنبوبية والوريدية التي توفر الغذاء والسوائل للمرضى الذين لا يستطيعون تناول الطعام بالفم طبيعيا بسبب حالات مثل الصدمة الحادة أو الإصابات الشديدة أو العمليات الجراحية الكبيرة والأمراض المزمنة ويكون ذلك بأنابيب خاصة توضع في المعدة أو الأمعاء لإدخال الغذاء والسوائل للمريض.
يذكر أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات والاطلاع على آخر التطورات العلمية والتقنيات المستخدمة في مجال التغذية العلاجية بين المختصين في الرعاية الصحية، حيث ينظم كونجرس اتحاد التغذية الأنبوبية والوريدية في الشرق الأوسط بدعم من وزارة الصحة العمانية والجمعية الطبية العمانية والجمعية العربية للتغذية السريرية للأطفال وجمعية الإمارات للأمراض النادرة والجمعية الأمريكية للتغذية الوريدية والمعوية الخيرية لمكافحة السمنة والجمعية المصرية للتغذية وجمعية التغذية وعلم النظم الغذائية في سلطنة عمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التغذیة العلاجیة الرعایة الصحیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
د. أسماء حجازي **
في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.
ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.
والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.
ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.
وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."
وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.
قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا
وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.
وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.
** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي