يمانيون/ تقارير كان يوم 2 مايو أيار من الأعوام 2015 و2017 و2018 و2020م، محطة سوداء في الذكرة اليمنية التي ملئت بمشاهد القتل والدمار والحرائق والاستهداف الممنهج للحرث والنسل، ومصالح المدنيين ومزارعهم وممتلكاتهم، وشاحنات نقل البضائع والمواد الغذائية، في صعدة وصنعاء والبيضاء.

 وفيما يلي أبرز الجرائم التي حدثت في مثل هذا اليوم:

2مايو 2015.

. شهيدين وجريح وتحلق مستمر يمنع المسعفين من الوصول إلى أحد الشهداء قبل وفاته

2مايو 2015م، محطة من محطات قطار العدوان السعودي الأمريكي الذي القاء بقنابل وصواريخ حقده وبغضه وعدوانيته على اليمن أرضاً وإنساناً، لتكون منطقة باقم بمحافظة صعدة، ونشاط عدد من المزارعين في مزارعهم ، من بين قائمة الأهداف المدنية، لغارات العدوان الغادرة التي القت حمم حقدها وتفجر صواريخها وقنابلها على رؤوس 3مزارعين، انقضت على شهيدين وآلمت الثالث ليكون جرحاً.

طيران العدوان بعد القاء حمولته يعود إدراجه وهو لا يبالي من أي قوانين إنسانية رادعة، ولا أي قوة عسكرية ناقمة حينها ، كما هو لا يخشى من الله، وبيده ما يشتر مواقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي تواطئ وصمت عن جرائمه الوحشية بحق الشعب اليمني.

فيما جثث الشهيدين ومعهم الجريح وآلامه وتأوهاته، يتجمع عشرات الأهالي حولها والغضب يملئ صدورهم والبأس يفور في دمائهم، لتزرع غارات العدوان بذلك، بذور الرغبة الجامحة والغضب العارم في الرد والانتقام.

جثامين الشهداء تتناقلها النعوش وتعود إلى منازل أهلها وعوائلها، للوداع الأخير ، لكن المحبين اطفال ونساء وشباب ورجال ومسنين جمعهم العدوان وجريمته ، كما يجمعهم الشعور بالمسؤولية واتخاذ الموقف، كما هي اوجاع وآلام الجريح الذي تحولت إلى بأس وعزيمة وإرادة ونشوة في المسارعة للجهاد في سبيل الله.

هنا وهنا فقط وفي مثل هكذا جرائم تتبلور مواقف الشرف اليمني وصموده، ورفده للجبهات وتحركه ، في جولات وجولات، غطت عشرات الجبهات لعشر سنوات متواصلة، أثمرت لشعبنا اليمني نصراً وعزاً وقوة ، وجنى عدونا الخيبة والهزيمة والخسران المبين ، والانفضاح أمام العالم وشعوب الأمة، ومعه ظهور علاقته وصلته المباشرة بأعداء الأمة والإنسانية ، جنود الشيطان وحزبه اليهود والنصارى والمنافقين.

 مزارعة المواطن من ابناء باقم ومزارعوها لم يكونوا على دراية بأن أجسادهم وارواحهم باتت مهدورة ومستباحة من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي، وليس لديهم المعرفة بسبب صمت وتواطئ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاته الإنسانة والحقوقية والقانونية المجرمة لاستهداف المدنيين في زمن الحروب والصراعات، ليكونوا بذلك وصمة عار في جبين الإنسانية والقانون الدولي العام الذين شاركوا بصمتهم ومتاجرته بجرائم العدوان، في استمرار المجازر والجرائم، حتى لحظة كتابه التقرير في العام العاشر.

وأسفرت غارات العدوان السعودي الأمريكي عن استشهاد 2 مزارعين وجرح آخر، واتلاف عدد من الاشجار والثمار ، وخلق حالة من الفزع والخوف في نفوس وقلوب الأهالي وسكان المنطقة، في مشهد استباح الدماء والأرواح والشعوب يعكس ارتباط قوى الشر والكفر والعدوان، بعداء الشيطان الرجيم للإنسان.

الشهيد احمد يحيى ، والشهيد احمد مسفر خدرة ، الذين اغتالتهم غارات العدوان في مزارعهم، الخاصة بالخوخ، جريمة واحدة من ضمن آلاف الجرائم التي لن تسقط عقوبة القصاص لها بالتقادم وفق القوانين والمواثيق الدولية، بل بات حقاً لشعب الإيمان والحكمة الانتصار لهم ولدمائهم الزكية بضرب وسحق جيوش العدوان ومرتزقته ومن يقف في مساندتهم بكل قوة وعزيمة، وتمكين، بفضل الله وتمكينه للمستضعفين.

 بل أن الشهيد أحمد يحيى الذي اصيب بشظايا صاروخ الغارة الجوية في رجله ، ظل ينزف دماً لساعات والطيران محلق في سماء المنطقة والمواطنين لم يستطيعون الوصول إليه وهو يستصرخهم ويستنجد بهم ، في مشهد يجمع العجز والجرم والظلم والإحباط في صورة احدة ، كادت تكون السبب الأول في صعود روحه المقهورة من هول الجريمة وشدة وفجور المجرم.

وفي اليوم ذاته 2مايو، من ذات العام 2015م، كانت الطريق العام بميدان السبعين هي الأخرى على رأس قائمة أهداف العدوان الاستراتيجية، وأولوية لغارت طيرانه المحلق في سماء العاصمة صنعاء، مسبباً حالة من الخوف والهلع والخوف في نفوس المدنيين أطفال ونساء في تحت أسقف منازلهم في الأحياء المجاورة ، وفوق وسائل المواصلات العامة التي تمر بها.

وتظهر المشاهد حفرة عملاقة، وقوالب اسفلتيه مبعثرة بمختلفة الأحجام لتدمير الخط الأسفلتي، أثر وقوع وتفجر صاروخ امريكي ألقى من طيران العدوان، عليه، عكس معه مستوى الوحشية ونوعية السلاح المستخدم، والهدف من اختيار المكان الذي يمر به آلاف المدنيين يومياً، في رسالة مفادها أما الاستسلام او استهدفكم تحت أسقف منازلكم وفي شوارعكم بصواريخ كهذه.

العدوان كان في يومه ال37 لم يحقق أي شيء سوى القتل والتدمير والمجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية الذي لم تغير من موقف الشعب اليمني وقيادته الذين لم يندفعوا لإعلان الاستسلام، بل كانوا في أطار الاعداد والترتيب للرد، ومنح العدو فترة زمنية كافية لإقامة الحجة، وتعريته وتعرية أهداف عدوانه الغير مبرر.

يظهر أبناء الشعب اليمني من فوق الركام ومن داخل عمق الحفرة يعلنون صمودهم وثباتهم وعدم استسلامهم امام غارت العدوان ، وجهوزيتهم للتحرك في مواجهته وقتاله.

قال أحد شهود العيان ” هذه الغارات على ممر السيارت تدل على حقده على الشعب اليمني ، وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على اليمني، وأن ينتصر للقانون الدولي الإنساني العام ، وأن يقف موقف الحق ، وان يدين هذا العدوان الغاشم”.

وتابع “نحن شعب يمني أولي بأس شديد وإذا ما تحركنا وبدأنا في الرد سيكون ردنا قوي وفعال ومؤثر ، وبالتالي لن يستطيعوا ايقاف المعارك التي ستندلع ولن يستطيعوا التحكم بنهاية الحل”.

فيما يقول أخر ” كل قطرة دم يمني تسفك، وكل روح تزهق، وكل شعرة من طفل او أمرة تمس بأذى، سيكون لنا رد عليها عاجلاً أم أجلاً”.

وها نحن في العام العاشر والشعب اليمني مستمر في الصمود والرد الرادع الذي غير المعادلات وقلب الموازين ، وفاجئ العالم أجمع بقوة صاعدة استطاعت اذلال دول الهيمنة في العالم في البر والبحر والجو.

2مايو 2018.. احتراق الأشجار وإتلاف التربة وخسائر بالملايين ومزارع صعدة أرض محروقة بالقنابل المحرّمة

اما في العام 2018م، من اليوم ذاته 2مايو كان طيران العدوان كعادته يحلق في سماء اليمن، ويكثف تحليقه فوق محافظة صعدة يرصد حركة المدنيين وتجمعاتهم، ومصالحهم العامة والخاصة كأهداف استراتيجية وجه خبراء قيادات العدوان العسكريين.

في منتصف الليل كانت منطقة غمار بمديرية رازح على موعد مع 6 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي، التي صبت فوق سيارات وممتلكات ومنازل ومزارع المواطنين، محدثة دمار وخراب واسع، فيما كانت رعاية الله حاضرة لحفظ أرواح المدنيين، في مشهداً إيماني فريد ونادر، اغاض المجرم وافرح قلوب لم تصدق دقاتها المسامرة في الحياة.

واظهرت المشاهد تجمع عدد من السيارات عند بنشر مكنيك ، حولتها غارات العدوان إلى مجرد خردة، واكتل من الحديد، إضافة إلى منزل مدمر بالكامل، ومزارع التفت اشجارها ، وحفر عملاقة غيرت ملامح الأرض المستوية، وصواريخ هنا لم تنفجر بقدرة قادر ، وشظايا عملاقة لصواريخ فتاكة.

ست غارت دمرت المنطقة والممتلكات لكن لطف الله ورعايته عمرت النفوس وافرحتها بحفظه لها، في مشهد ظهر فيه المواطنون الناجون وتعابير الفرح من فوق الركام والدمار والخراب على محياهم ، مشهد غريب وغير متوقع، بل هي رسالة يكاد القول عنها او بشارة من السماء لأهل الأرض مفادها “أن الله مع المتقين “، ولن يضروكم ألا اذا، وأن يقاتلونكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون”.

واسفرت غارات العدوان عن تدمير عدد من سيارات وممتلكات المواطنين ومزارعهم، وحالة من الخوف والهلع وسط ظلمة الليل وسكونه، لتكون شاهدة على توحش العدو وبغيه في الأرض، ومساعيه المهلكة للحرث والنسل لولا رعاية الله وحفظه.

 

2مايو 2020.. يوم احتراق “الغذاء” أمام أعين “الجياع”! 

غارات العدوان تستهدف شاحنات الغذاء في منفذ عفار  

في مثل هذا اليوم من العام 2020م، كانت شاحنات الوقود والغاز والمواد الغذائية ومختلف البضائع والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني متراصة في طابور طويل على بعد النظر ، انتظار للجمارك، فيما كان طيران العدوان السعودي الأمريكي يبحث طوال يومه عن أي تجمع مدني يحقق له هدف يرفع به لسيده في البيت الأبيض، ويشن غارات حقده عليه لقتل أكبر عدد من ابناء الشعب اليمني الصامد للعام السادس على التوالي.

فيما كان الطيران العدوان الحربي يحلق على سماء منفذ عفار بمديرية الملاجم، ويبدأ بألقاء أول غارته على المنطقة ، تصاعدت اعمدة الدخان وكتل الميران المتصاعدة في السماء ، هرب سائقو الشاحنات منها صوب سواتر ترابية وصخرية تقيهم شظايا الغارات وانفجارات الصواريخ والقنابل الملقاة على شاحناتهم وبضائعهم.

مشهد الخوف والهلع يجتاح النفوس المرتجفة والأقدام المرتعشة، ورائحة الحرائق تتصاعد في المكان، لساعات وطيران العدوان يعاود تحليقه وغاراته، على شاحنات النقل المحملة بالمواد الغذائية لشعب محاصر منذ سنوات، في مشهد يعكس ارتفاع النيران لأطنان الغذاء التي تعمد طيران العدوان حرمان الشعب اليمني منها، عن سابق اصرار وترصد لأمعاء المواطنين، ومحاولة لأرباك المشهد بعد سنوات من الفشل والتخبط للعدو ومرتزقته في مختلف الجبهات العسكرية والاقتصادية والسياسية.

ساعتين بعد بدأ القصف ظل طيران العدوان مستمر في تحليقه ، فيما المسعفون وفرق الاطفاء لم يستطيعوا الاقتراب من المكان لأطفاء الشاحنات المحترقة، لتنتقل لهب النيران من شاحنة إلى أخرى ، اتلفت حمولات للمواد المنزلية وحفاظات الأطفال، والمواد الغذائية، وحرقت معها قلوب السائقين والتجار والمالكين، وكل ابناء الشعب واليمني واحرار العالم.

سائقو الشاحنات بينهم مصريين واجانب عاشوا حالة من الرعب والخوف الغير مسبوق في حياتهم، كانت حناجرهم والسنتهم تهتف بعبارة “حسبنا الله ونعم الوكيل، وآخر يروي “كنت نائم في القاطرة وسمعت الانفجارات، والحرائق فهربت طلب النجاة بجسدي ، تاركاً القاطرة للحريق القريب منها”.

عمال المنفذ والحجر الصحي الخاص بسائقي القواطر القادمة من الخارج ، قطعت غارت العدوان ايام حجرهم ، ومعهم اصحاب المحال التجارية والمطاعم والمخلصون ورجال المال والأعمال جمعتهم ليلة جهنمية بامتياز، ملئها الخوف والهلع، الخسائر المادية الباهظة”.

الحجر الصحي بعفار تحول في قوائم العدوان إلى ذريعة لتجميع البشر واحراقهم بشكل جماعي، في مشهد يعكس معه مدى التواطؤ الأممي المكشوف تجاه جرائم العدوان واستهدافه للأعيان المدينة، وعدم جدية الأمم المتحدة ومواثيقها في الوقوف إلى جانب الشعوب ، بل توكد وقفها إلى جانب المجرمين ضد الضحايا.

بل كانت الأمم المتحدة على علم ودراية وتم الرقع إليها بأن هذا الموقع للحجر الصحي لسائقي القاطرات القادمون من خارج اليمن”.

لم يكن لشهر رمضان حرمته ولا لبدأ إطلاق الهدنة أثرة في ردع قوى البغي العدوان وثنيهم عن هذه الجرائم ومثيلاتها ، بل العدو مصر على قتل الشعب اليمني، وإبادته ومنع وصول إلى احتياجات إليه.

جوازات السائقين وبطائقهم واوراق البضائع التي حولتها غارات العدوان إلى رماد ، كانت هدف استراتيجي على قائمة العدو لإدخال الجواسيس والعملاء تحت ذرائع عدة ، إلى اليمن.

سحب الدخان تغطي المنطقة ومستمرة إلى اليوم الثاني، في مشهد يعكس تلذذ العدو بكل صورة باهته يحاول من خلالها رفع معنويات مقاتليه ومرتزقته ، وتسويق قوته عبر شاشات العرض ومواقع التواصل المختلفة، عله بصنع بذلك نصاً وهو يحرق كروته واوراقه التي تحيط به وتجره نحو الهزيمة والخيبة والخسران الأبدي.

واسفرت غارات العدوان على منطقة عفار عن اتلاف وحرق عدد من القاطرات وحمولاته المقدرة بملايين الدولارات ، وخلق حالة من الخوف والفزع في نفوس الأجانب وسائقي الشاحنات من مختلف الجنسيات، وتقديم صورة أكثر توحش واجرام للعدو الجبان.

وقال مسؤولون، عن هذه الجريمة “أن العدوان يُمعن في الحصار ويتعمّد التجويع بطرق متعددة، وفي ذروة الحصار وعين الكارثة تقصف شاحنات الغذاء، في مشهد فضح تشدق المجتمع الدولي بحقوق الإنسان، وجرائم الحرب واخلاقياتها”.

# جرائم العدوان الأمريكي السعوديالعدوان الأمريكي السعودي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی طیران العدوان غارات العدوان الخوف والهلع الشعب الیمنی حالة من فی مشهد عدد من

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الشعب اليمني سيتحضر لأي جولة قادمة لإسناد فلسطين بمستوى أداء وفعل أكثر تأثيراً

الثورة نت/..
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الشعب اليمني سيتحضر لأي جولة قادمة لإسناد الشعب الفلسطيني بمستوى أداء أكبر وفعل أكثر تأثيرًا.

وقال السيد القائد في كلمة له حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية مساء اليوم “سنتحضر لأي جولة قادمة لإسناد الشعب الفلسطيني لنكون بمستوى أداء أكبر وفعل أكثر تأثيراً، وسنتصدى لأي محاولات انتقامية من الإسرائيلي أو الأمريكي أو من يدور في فلكهم أو أي محاولات لإبعاد بلدنا عن توجهه الجهادي المتحرر”.

ودعا أبناء الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني المشرف المتوج لخروجه طوال 15 شهرا المؤكد على مواقفه المُعلن لها والمسمع بها كل العالم، معبرًا عن الأمل في أن يكون خروج الغد عظيماً متوجاً لموقف شعبنا المشرف الذي سيبقى مدى الدهر شهادةً للشعب اليمني العزيز على مصداقيته وإيمانه ووفائه.

وأشار قائد الثورة إلى أن الخروج المليوني غدا هو تتويج للخروج الواسع المستمر على مدى 15 شهراً وتأكيد على الاستعداد للتحرك في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي، ويؤكد على التمسك المستمر بالقضية الفلسطينية والوقفة الدائمة الصادقة الجادة مع الشعب الفلسطيني.

وجدّد التأكيد على أن العمليات العسكرية اليمنية ستستمر إسنادًا للشعب الفلسطيني إذا استمر العدو الإسرائيلي في مجازر الإبادة الجماعية والتصعيد قبل تنفيذ الاتفاق.

وأضاف “موقفنا بشأن الوضع في غزة مرتبط بموقف إخوتنا في الفصائل الفلسطينية ومستمر معهم من مرحلة تنفيذ الاتفاق الأحد المقبل، وسنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني”.

وأكد أن مسار إسناد الشعب الفلسطيني مستمر، وسيسعى اليمني لتطوير القدرات العسكرية بعون الله من أجل أداء أقوى وأكثر فاعلية في إسناد فلسطين، مضيفًا “هذه جولة من جولات المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أما القضية فهي باقية ومظلومية الشعب الفلسطيني دائمة حتى ينعم بالحرية والاستقلال، فالقضية الفلسطينية باقية والصراع مستمر طالما هناك احتلال وتهديد للشعب الفلسطيني”.

وأوضح قائد الثورة أن الأعداء يعملون باستمرار لتصفية القضية الفلسطينية، ويعملون لتطوير قدراتهم العسكرية مع السعي لتجريد الآخرين من كل عناصر القوة، فالأمريكي والإسرائيلي هم الظالمون المعتدون ومشروعهم تدميري يستهدفنا كأمة بكل شعوبها.

وتابع “سنعمل على تطوير قدراتنا والحصول على كل عناصر القوة في مواجهة الأخطار والتحديات، وسنعمل على إسناد الشعب الفلسطيني والوقوف معه بكل أشكال التعاون حتى تطهير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي والحصول على حقوقه المشروعة”.

ووصف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الأنشطة الشعبية بالعظيمة والكبيرة ولا مثيل لها في كل العالم، وهي شرف كبير للشعب اليمني، حيث بلغت الأنشطة الشعبية في اليمن خلال 15 شهرا أكثر من 900 ألف بين وقفات ومظاهرات ومسيرات وأمسيات وندوات.

وأفاد بأن النشاط الشعبي في بلدنا لا مثيل له في أي بلد على مستوى العالم، وأكرّر أنها في الكفة الأرجح وبقية أنشطة العالم في الكفة الأخرى، ومخرجات التدريب في التعبئة بلغت أكثر من 816 ألف وبموازاتها القوات النظامية بمئات الآلاف، في حين بلغت أنشطة التعبئة من مسير عسكري وعروض ومناورات عسكرية بلغت 3770 خلال 15 شهرًا.

وعد الوقفات القبلية المسلحة قوة عسكرية جاهزة ونواة صلبة ومتماسكة في مواجهة كل التحديات والظروف، مشيرًا إلى أن ميزة الموقف اليمني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” هي بالتكامل في الموقف الرسمي والشعبي.

وقال “الرغبة لدى معظم الشعوب أن يكون موقف حكوماتها جادًا وصادقًا، لكن المواقف الرسمية متخاذلة وضعيفة ومكبلة للشعوب”، مؤكدًا أن موقف بلدنا لم يكن سياسيًا وإعلاميًا فحسب، أو في مستوى موقف أنشطة شعبية، بل كان عسكريا بأقصى الممكن والمستطاع، وكان شاملا بالرغم من العدوان والضغوط والهجمة الإعلامية من أبواق الصهيونية.

واستعرض قائد الثورة الضغوط على بلدنا والتهديدات التي لم تتوقف ورسائل الناصحين بالتراجع أو التوقف وهي كانت كثيرة، لكنها لم تؤثر على الموقف اليمني الذي يستند للانتماء الإيماني، والصدق ويتجلى في الثبات على الموقف.

وأضاف “لو تضافرت كل دول العالم في العدوان علينا وفي محاولة ثنينا عن موقفنا، لما تراجعنا، لأننا نعتد بمعية الله يكفينا أن يكون الله معنا، فشعبنا قدّم 106 شهداء و328 جريحًا ومن الفخر لنا تقديم شهداء مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته وألا نكون من المتفرجين”.

وقال “من الأشياء التي لوحظت في عدوان يوم الجمعة أن الأمريكي يتهرب من عنوان العمليات المشتركة ويقول بأنها عمليات منسقة، ولسنا متأكدين من مشاركة العدو الإسرائيلي في العدوان على بلدنا الجمعة، هو يدّعي المشاركة وربما رغب أن يُدرج اسمه بالمشاركين”.

وأشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني كلهم في موقف واحد وقضية واحدة ومعركة واحدة في العدوان على بلدنا، مؤكدًا أن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، في الأساس لإسناد العدو الإسرائيلي، فما هي العمليات المشتركة؟ أن يكونوا جميعا في طائرة واحدة!.

ولفت السيد القائد إلى تزامن العدوان على بلدنا الجمعة الماضية مع الخروج المليوني، لكن لم يؤثر عليه ولهذا دلالة كبرى على ثبات الشعب اليمني العزيز وإرادته وإيمانه، مؤكدًا أن الحشود المليونية في العاصمة صنعاء قدمت رسالة قوية عظيمة بثباتها واستمرارها في إقامة المسيرة الكبرى بالرغم من القصف بجوارها.

وتابع “كان العدو الإسرائيلي يتمنى بل ويسعى إلى أن يكون المشهد في ميدان السبعين بعد القصف مشابهاً لهروب الصهاينة عندما تدوي صفارات الإنذار، كان العدو يتمنى أن يرى مشاهد مشابهة للهروب والتدافع، لكنه شاهد ومعه العالم أجمع صورة الصمود والثبات الإيماني والشجاعة والعزة الإيمانية”.

ومضى بالقول “بالرغم من أنهم يسمعون ويشاهدون القصف والغارات بجوارهم على دار الرئاسة والنهدين، لكن استمرت الفعالية والمسيرة حتى اكتملت”، معتبرًا مشهد الثبات في ميدان السبعين سيبقى في جبين الدهر من أبرز الشواهد والمواقف العظيمة لليمنيين وسيظل ملهماً للأجيال ودرساً عظيماً في الثبات الإيماني والتوكل على الله والإرادة الصادقة.

وأوضح قائد الثورة أن نتيجة العدوان بجوار ميدان السبعين كانت عكسية، والأعداء يغتاظون من الخروج المليوني الذي يتكامل مع العمليات العسكرية والأنشطة الأخرى،

وأشار إلى أن هناك مسؤولية في العمل المستمر، لأن للأعداء أجندتهم المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية وضد جبهات الإسناد وأمتنا بشكل عام، مبينًا أن الأمريكي سيسعى خلال المرحلة القادمة على أن يستفرد بالشعب الفلسطيني ويخلخل وضعه الداخلي ويصفي القضية الفلسطينية، لكنه سيفشل.

وأفاد بأن هناك مسؤولية على المستوى الدولي في محاسبة المجرمين الصهاينة، وإذا فرطت الجهات الدولية فتلك فضيحة لها ووزر تبوء به وتتحمل تبعاته، مؤكدًا أن هناك وعد إلهي بزوال الكيان الإسرائيلي الإجرامي وهذا لا يتخلف ولا يتبدل، ولكن العدو يحاول أن ينفرد بالشعب الفلسطيني.

وأضاف “ما بعد هذه الجولة، على الأمة مسؤولية في الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم ليستعيد حقوقه المشروعة كاملة، لأن العدو الإسرائيلي بمشروعه الصهيوني يشكل خطرا على الأمة ولديه أطماع توسعية”، موضحًا أن العدو سيُحرك قطار التطبيع من جهة، ومن جهة أخرى الحملات الدعائية ومحاولة إغراق الشعوب في الفتن والأزمات لتنسى فلسطين.

وتابع “لولا الصمود في قطاع غزة لكان العدو الإسرائيلي متفرغاً ليتوسع في البلدان العربية الأخرى، ولكان قد حقق الشيء الكثير، ومن تواطؤوا مع العدو الإسرائيلي في هذه الجولة وزرهم كبير وذنبهم عظيم ولهذا تبعاته عليهم في الدنيا والآخرة، ومن تخاذل في هذه الجولة وزره كبير أيضا وموعود من الله بالعذاب في الدنيا والآخرة، ومن تحرك في نصرة الشعب الفلسطيني خلال هذه الجولة فهذه نعمة وتوفيق كبير”.

ومضى بالقول “هناك حقائق لا ينبغي نسيانها أبداً، وقد انكشف قناع الإسرائيلي من جديد، لأنه قناع مصطنع مزيف ليغطي على وجهه القبيح الإجرامي، والبعض يسهم لمحاولة التغطية على جرائم العدو ومحاولة تقديمه من جديد على أنه صديق لهذه الشعوب والأمة”.

وأكد السيد القائد، أن الأمريكي والإسرائيلي وجهان لعملة واحدة، هما بذلك المستوى من الإجرام الذي شاهده كل العالم في غزة، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تكون بمستوى الاحتراز والاستعداد الذي يجديها في دفع الشر والخطر الصهيوني.

وخاطب أبناء الشعب الفلسطيني بالقول ” أقول لكل إخوتنا في الشعب الفلسطيني لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم، الله معكم ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين”،

وتحدث عن جبهة الإسناد في يمن الإيمان والحكمة والجهاد التي تميزت بما فجأت به العالم فعلا، مبينًا أن الموقف اليمني بمستواه وفاعليته وشموليته وزخمه واستمراريته وثباته كان مفاجئاً للأمريكي والإسرائيلي ومعظم البلدان والشعوب.

وقال “لم يكن أحد يتوقع أن يبرز الموقف اليمني بهذا المستوى من الفاعلية والتأثير في العمليات البحرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة، مؤكدًا أن مستوى النشاط الشعبي اليمني كان واسعا جدا، والتفاعل كان عظيما وكبيرا ضمن الموقف الشامل.

وتابع “عملياتنا العسكرية لإسناد غزة كانت بسقف عال، وهو فعل أقصى ما نستطيع ضمن عمل استمر للارتقاء إلى ما هو أكبر، وكان واضحا تصاعد عملياتنا في القصف الصاروخي وفي العمليات البحرية حتى وصلت إلى نتيجة حاسمة بفضل الله تعالى”.

وأوضح أن العمليات اليمنية نُفذت بـ1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية، وتم تنفيذ عمليات الإسناد لغزة في ظل ظروف صعبة جداً يعيشها الشعب اليمني العزيز على مستوى الإمكانات والوضع الاقتصادي.

وأردف قائلًا “عملنا باهتمام لفعل ما هو مستطاع في إسناد غزة مع تطوير مستمر للقدرات ومسار تصاعدي للعمليات، رغم أن الأمريكي سعى منذ البداية لتوفير الحماية للإسرائيلي بشكل كامل، وهدد بلدان المنطقة حتى لا تتخذ أي إجراءات مساندة للشعب الفلسطيني”.

ولفت السيد القائد إلى أن الأمريكي نشر أساطيله الحربية في البحار وعمل على تقديم حماية عسكرية وتقنية بالاعتراض لأي استهداف ضد العدو الإسرائيلي، واشتركت بعض الأنظمة مع الأمريكي في الاعتراض للصواريخ والطائرات المسيرة التي كانت موجهة ضد كيان العدو.

وتناول ما واجهت القوات المسلحة في البداية من مشكلة بعمليات الاعتراض للصواريخ والطائرات المسيرة من الأمريكي وبعض الأنظمة العربية، مضيفًا “دخلنا في مواجهة تحدّ تقني مع الأمريكي بقدراته الكبيرة جدا مقابل ظروفنا الصعبة جدا وإمكاناتنا المتواضعة”.

وقال “بتطوير قدراتنا في الجانب التقني وعلى مستوى التكتيك العملياتي، وصلنا بتوفيق الله إلى مرحلة لم يعد هناك أي دور يذكر للأمريكي في أساطيله”، مؤكدًا أن التطوير في القدرات أدى لطرد الأساطيل الأمريكية من مساحات واسعة في البحار وحيّدت الاعتراض إلى حد كبير.

وأضاف “بعد تحييد الأساطيل الأمريكية أصبح العدو الإسرائيلي يواجه بنفسه مشكلة الاعتراض في فلسطين المحتلة، وهذه مسألة واضحة وموثقة”، مؤكدًا أن مسار العمليات اليمنية كان في تصاعد وتطوير مستمر، لأنه ينطلق من إرادة جادة وصادقة، ومن منطلق المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية.

وأفاد “بأن مسار العمليات العسكرية اليمنية انطلق من جدية كبيرة في أن يكون هناك فعل مؤثر على العدو يساند الشعب الفلسطيني، وكان لعملياتنا تأثيرها الكبير على العدو على نحو واسع، من ذلك حالة الرعب والخوف التي أزعجت الصهاينة في مختلف المناطق المحتلة”.

وتابع “عملياتنا أثّرت على حركة الطيران إلى مطار “بن غوريون” وبشكل متكرر ما أدى إلى عزوف كثير من الشركات عن العودة إلى العمل، كما أنها أثرت على الوضع الاقتصادي للعدو الإسرائيلي وهذا واضح باعترافهم”.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن قطعًا بحرية كثيرة انتشرت لحماية السفن الإسرائيلية، وفشلت بكل ما تعنيه الكلمة بفضل الله وبالعمل الجاد الذي فتح الله فيه آفاقا واسعة، مضيفًا “لم تتمكن القطع البحرية المنتشرة في حماية السفن الإسرائيلية أو التي تحمل البضائع للصهاينة، وكنا نستهدفها بالرغم من محاولات الاعتراض”.

ومضى قائلًا “الأمريكي والبريطاني أعلنا العدوان على بلدنا بعد أن فشلت القطع البحرية في حماية الملاحة الإسرائيلية، كما فشلت أهداف العدوان الأمريكي البريطاني وقد أعلنوا أنهم يريدون استهداف البنية الصاروخية والمسيرات والمخازن والمصانع”.

وأكد أن فشلُ الأمريكي والبريطاني واضح جدا وهم يعترفون به، والواقع يثبت ذلك من خلال استمرار العمليات التي وصلت إلى انتصار حقيقي.

واستدرك بالقول “لتعطيل ميناء أم الرشراش تأثيراته بإيقاف الإيرادات الكبيرة التي كان يحصل عليها العدو الإسرائيلي، كما أن مدينة أم الرشراش تأثرت في الجانب السياحي وأصبحت مدينة مسكونة بالخوف والقلق وللصهاينة اعترافاتهم بهذا الأمر”.

وجددّ قائد الثورة التأكيد على فشل الأمريكي في إيقاف المساندة اليمنية، وأصبحت سفنه وقطعه الحربية هدفا للعمليات العسكرية للقوات المسلحة بعد التورط في العدوان على بلدنا، مضيفًا “واجهنا العدوان الأمريكي برد فعل قوي وحازم، وهو معتاد من كثير من البلدان العربية على الصمت والجمود تجاه ما يفعل”.

وقال “اشتبكنا مع حاملات الطائرات الأمريكية مرات عدة، وطردنا روزفلت ولينكولن، والآن تطارد حاملة الطائرات “ترومان”، وأصبحت حركة الأمريكي في البحار مختلفة عن السابق حين كانت مخيفة ومهددة للآخرين ولا أحد يجرؤ على الرد عليها واستهدافها”.

وذكر بأن الأمريكي شاهد وضعاً مختلفاً تماماً حين تم التصدي له والرد عليه بكل قوة وحزم، حيث كانت حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية تعترض في البداية بعض الصواريخ، واليوم لا تكاد تحمي نفسها إلا بصعوبة مع الهروب.

ولفت إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية باتت تطور تكتيكاتها الهروبية أكثر من التكتيكات الهجومية ولذلك تهرب ترومان وتبتعد عن السواحل اليمنية بأكثر من ألف كيلومتر، وكلما حاولت حاملة الطائرات ترومان أن تتقدم يتم استهدافها وتهرب على الفور من جديد ومعها القطع الحربية، مؤكدًا فشل الأمريكي في حماية السفن الإسرائيلية وردع اليمن لذلك اضطر العدو الإسرائيلي للتدخل المباشر في العدوان على بلدنا وفشل هو أيضًا.

واستهل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمته بالحديث عن إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، معتبرًا ذلك تطورًا مهمًا، لأن العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي للذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة.

وأكد أن الخيار الإسرائيلي والأمريكي كان واضحاً في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها في العدوان على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة.

وأوضح أن مشهد غزة خلال 15 شهرًا له صورتان، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير، وتعاظمت مظلومية غزة في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي كبير وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي.

ولفت قائد الثورة إلى أن جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من دول العالم، التي شهدت مجاعة وتجويعًا للشعب الفلسطيني، في حين منع العدو الإسرائيلي عن الفلسطينيين الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية.

وأفاد بأن العدو الإسرائيلي عمل على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية، كما استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء بما فيها كل مقومات الحياة وبشكل همجي.

وقال “العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير وفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة، ومارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية”.

وعدّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مظلومية غزة مسألة واضحة لا يمكن الإنكار لها ولا التجاهل لها، لافتًا إلى أن الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال 15 شهرًا هي الصمود المنقطع النظير والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني ولمجاهديه الأعزاء.

وأشار إلى أن ثبات المجاهدين في قطاع غزة في كتائب القسام ومعها سرايا القدس وبقية الفصائل في أصعب الظروف وبأبسط الإمكانات لإنهاء المقاومة نهائيا هو شيء كبير .. مؤكدًا فشل العدو الإسرائيلي في غزة بالرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جداً ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، ورغم استخدام العدو كل التكتيكات التي تمكنه من حسم المعركة بشراكة الأمريكي.

وذكر أن العدو الإسرائيلي فشل في غزة رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار دون امتلاك الإمكانات اللازمة، مضيفًا “قوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في غزة”.

وتابع “كلما اعتمد الإسرائيلي ومعه الأمريكي على تكتيك معين وخطة عسكرية معينة مدروسة يفشل في نهاية المطاف، مع أن كيان العدو كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع وفي غير الشمال ويعلن السيطرة ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده وتلحق به الخسائر المباشرة”.

ووصف السيد القائد، صورة المشاهد البطولية والفدائية الجهادية للمجاهدين في قطاع غزة بالعظيمة وبالمذهلة وبالمؤثرة حتى على معنويات الأعداء ولها أهمية كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط، مؤكدًا أن العمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة.

ومضى بالقول “مشهد عمليات الاشتباك من المسافة الصفر مع جنود العدو وضباطه والنيل منهم عظيم ودرس كبير له أهميته الكبيرة في مستوى ما تحقق من نتيجة مهمة جدًا”، مؤكدًا أن الفشل الإسرائيلي يُقاس بكل بما بحوزة العدو من إمكانات، وما اشترك فيه الأمريكي وبالظروف التي يعيشها المجاهدون في غزة.

وبين أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثبت وهو يباد بشكل يومي بكل وسائل الترهيب التي قد لا تتحملها الكثير من الشعوب، مضيفًا “لما تشاهد الصورة والفيديوهات لقطاع غزة لا ترى أي أثر ولا أي معالم للحياة ومع ذلك ترى الصمود والثبات وتماسك الشعب الفلسطيني”.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي كان يسعى فعليا بتلك الجرائم إلى تهجير سكان قطاع غزة لكنهم أصروا على البقاء، مشيرًا إلى أن المجتمع الفلسطيني كان ثابتا ومتمسكا بخيار المقاومة ومحتضنا لها بالرغم من الإبادة والتجويع الشديد وكل أشكال المعاناة.

وجدد التأكيد على أن الموقف السياسي لحركة حماس كان وفيا مع هذا الثبات والتضحيات التي يقدمها المجاهدون في الميدان والشعب الفلسطيني في غزة، وثبات الموقف السياسي يتوج الصورة المتكاملة لثبات وصمود وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

وقال “الأمريكي اتجه إلى خيار الاتفاق بعد الإخفاق والفشل الكبير والذي بات واضحاً بأنه لا أفق له، ولم يعد هناك أفق ولا أمل حتى في داخل الكيان المحتل وكثير من قادته وإعلامييه ومراكز دراساته كانوا في إحباط ويأس”.

وأَضاف “كلما عادت العمليات الفلسطينية لتتصاعد من جديد كلما ترسخت حالة الفشل لدى العدو الإسرائيلي”، مؤكدًا فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة، وفشل فشلا ذريعا في استعادة أسراه دون صفقة تبادل.

وأشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي مع ما يمتلكه من إمكانات استخباراتية فشل في العثور على الأسرى رغم الظروف الصعبة في مسألة إخفائهم واعترف الكثير من الإسرائيليين بالفشل في استعادة الأسرى بالقوة والفشل في إنهاء المقاومة في غزة”.

وأكد أن الأمريكي دخل في المعركة مع الإسرائيلي حتى أصبح في كثير من الأحيان أشبه بواجهة، وتصبح الحرب أمريكية بامتياز، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي فشل في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

وتابع “النتيجة التي وصل إليها الإسرائيلي والأمريكي معاً بعد هذا العدوان بكل ما فيه من إجرام وطغيان وتدمير وقتل هو الفشل”، معتبرًا ما تحقق للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة هو رصيد هائل من الإجرام الذي لا مثيل له في نطاق جغرافي محدود.

وأفاد بأن إبادة نسبة مئوية من السكان من الأطفال والنساء والكبار والصغار يعتبر إجراماً وليس نجاحاً عسكرياً، مشيرًا إلى أن هناك دروس مهمة جداً من جولة الخمسة عشر شهراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو الصراع أيضاً مع كل الأمة.

كما أكد قائد الثورة أن جولة الـ15 شهرا مع العدو الإسرائيلي معركة تستهدف كل الأمة وهي من أبرز الجولات في تاريخ الشعب الفلسطيني، مبينًا أن الصراع مع العدو الإسرائيلي مستمر، ولكن هناك جولات خلال 77 عامًا.

وقال ” هذه الجولة كانت أكبر جولة من حيث حجم العدوان والإجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن، ومستوى الصمود الفلسطيني في هذه الجولة هو أكبر من أي صمود في جولات سابقة وهو صمود عظيم ومن البشائر المهمة لمستقبل الشعب الفلسطيني”.

وأضاف “بهذا المستوى من الثبات والتمسك بالقضية العادلة يكون الشعب الفلسطيني أقرب بكثير إلى أن يحظى بنصر الله وأن يصل إلى النتيجة الحتمية بزوال الكيان المؤقت”.

ولفت إلى أن الإسرائيليين كانوا مرعوبين في هذه الجولة من أن تكون النهاية قد حانت وكان الرعب واضحاً، مشيرًا إلى أن خيار الجهاد في سبيل الله والمواجهة والمقاومة للعدو هو خيار حتمي لحماية الشعوب ولنيل حقوقها المشروعة مع الأخذ بأسباب القوة والانتصار.

وتابع “القضية الفلسطينية هي أوضح قضية في العالم وليس فيها أي التباس أبدًا، وكل التوصيفات التي توصف بها الجرائم تنطبق على ما فعله العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومع ذلك لم تتوفر أي حماية له”.

وأردف قائلًا “لم تتوفر للشعب الفلسطيني الحماية من منظمات دولية تقدم نفسها بأنها معنية بإقامة العدل وبحماية الشعوب والأمم المتحدة سخر منها الإسرائيلي واستهزأ بها ومزق ميثاقها وسخر منها المجرم نتنياهو في منبرها ولم تتخذ أي إجراء حقيقي ضد كيان العدو”.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أنه كان في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بالتطهر من عار كبير جداً وهو عندما اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، لافتًا إلى أن العدو الإسرائيلي في الوقت الذي ارتكب جرائم كبيرة واحتل أجزاء واسعة من فلسطين قامت الأمم المتحدة بالاعتراف به دولة عضوا فيها.

واستطرد قائلًا “من المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها وألا يبقى عضواً فيها لأن هذا عار قديم وتصرف بعيدٌ كل البعد عن العدالة، ولم يتدخل ما يسمى بالمجتمع الدولي بفرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي ولا بفرض مناطق آمنة في حين تدخلوا في بلدان أخرى”.

وعبر عن الأسف لما يسمى بالمجتمع الدولي الذي ترك الشعب الفلسطيني مستباحا للهجمة العدوانية الإجرامية الإسرائيلية دون أي حماية، مؤكدًا أن عناوين حقوق الطفل والمرأة والإنسان جمدّها ما يسمى المجتمع الدولي وأطلق للعدو الإسرائيلي يده وأمده بالسلاح والقنابل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

وقال “لا المجتمع الدولي ولا غيره تدخل أو أصغى لكل الأصوات التي هتفت في العالم تطالب بوقف الإبادة للشعب الفلسطيني، حتى المظاهرات الطلابية والجامعية في أمريكا وفي أوروبا قمعت بكل وحشية وبإذلال وبانتهاك لكل الحقوق المشروعة، ووصل الحال في الاستهداف للمظاهرات الطلابية في أمريكا وبعض البلدان الأوروبية أن تصنف بمعاداة السامية”.

وأضاف “وزر العرب في التخاذل أكثر من غيرهم، ولو تحرك العرب بالشكل المطلوب في الحد الأدنى بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو والإجراءات المساندة للشعب الفلسطيني لتحركت معهم بقية البلدان الإسلامية بمستوى أكبر”.

وأوضح السيد القائد أن التخاذل العربي له تأثيره في تخاذل معظم البلدان الإسلامية الأخرى، وأكثر من ذلك التواطؤ من بعض الأنظمة العربية من اللحظة الأولى لعملية طوفان الأقصى، مضيفًا “مع زيارة بلينكن بعد عملية طوفان الأقصى كان هناك مواقف شجعت الأمريكي والإسرائيلي على فعل ما فعلوه ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.

وتابع “لا رهان على أن يكون هناك تحرك لأمم متحدة أو لمجلس أمن محكوم بالفيتو الأمريكي”، مؤكدًا أن مواقف بعض الأنظمة العربية متواطئة ومشجعة على الإبادة والجرائم، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني مثل عاملا أساسيا ومهما في فشل العدو الإسرائيلي وفشل الأمريكي معه، ومع الصمود الفلسطيني برزت جبهات الإسناد في ساحات متعددة.

وبين أن أعظم تضحية في إطار جبهات الإسناد كان لحزب الله في لبنان، وقد كانت جبهة قوية جداً ومؤثرة ووصلت إلى حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أن حزب الله قدم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأمة في أي جبهة من جبهاتها، ولا في أي جهة من الجهات.

ومضى قائلًا “لا يوجد نظام ولا جماعة قدمت تضحيات مثل حزب الله، وعلى رأسها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه”، مشيرًا إلى أن حزب الله قدم شهداء كثر من القادة والكوادر والمجاهدين وكذلك من الحاضنة الشعبية، وأسهم إسهاما حقيقيا في المعركة ضد العدو الإسرائيلي.

وعرّج قائد الثورة على الجبهة العراقية التي أسهمت بشكل جيد في إسناد الشعب الفلسطيني، بالرغم من أن الأنشطة الشعبية المساندة لغزة في بلدان عديدة لها أهميتها وقيمتها الإنسانية.

وأكد أن الأمريكي سعى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للاستفراد بالشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي تحرك مساند، كما شن الأمريكي والإسرائيلي حملة دعائية كلها افتراءات ضد عملية “طوفان الأقصى” لتشويه الشعب الفلسطيني وكذا تشويه حماس والفصائل الفلسطينية.

وتطرق إلى هدف الحملة الدعائية ضد “طوفان الأقصى” كان لكسب التعاطف العالمي مع العدو الإسرائيلي وتبرير الإجرام والطغيان والعدوان والهمجية، مؤكدًا فشل الحملة الدعائية للأعداء من خلال الأنشطة المتضامنة مع قطاع غزة في بلدان عديدة وفي معظم الأسابيع، ولهذا الصوت أهميته في التضامن.

وأشاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمواقف الشجاعة والمهمة على المستوى الرسمي والتي تمثلت في المقاطعات الاقتصادية والسياسية لبلدان في أمريكا اللاتينية وغيرها.

مقالات مشابهة

  • 4 غارات لطيران العدوان الأمريكي على العاصمة صنعاء
  • عدوان أمريكي جديد يستهدف العاصمة صنعاء
  • العدوان الأمريكي يشن 4 غارات على منطقة الأزرقين شمال العاصمة صنعاء
  • قبل بدء الهدنة.. مدفعية الاحتلال تقصف منازل المواطنين وسط قطاع غزة
  • نجم الزمن الجميل عبدالله الروضي في ذمة الله
  • 18 يناير خلال 9 أعوام.. 22شهيداً وجريحا في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 46,899 شهيدًا و110,725 جريحًا
  • عدوان أمريكي يستهدف محافظة عمران بـ 5 غارات
  • قائد الثورة: الشعب اليمني سيتحضر لأي جولة قادمة لإسناد فلسطين بمستوى أداء وفعل أكثر تأثيراً
  • قائد انصار الله: نتحضر لأي “جولة قادمة” وسنخرج غداً تتويجاً لـ”15 شهراً” من “الاسناد اليمني”