على نحو مفاجئ، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة (حكومي) عن عقد اجتماع غير مألوف لقيادته الجماعية مع رئيسة مجلس الوطني، يوم الأربعاء الفائت، فاتح ماي، تحضيرا لأعمال اجتماع المجلس الوطني في 11 ماي.

قصاصة في المنصة الإخبارية الخاصة بهذا الحزب، نشرت أمس الخميس، خبرا عن الاجتماع الذي عقد بحسبها « في إطار سيرورة اللقاءات التنظيمية العادية التي دأبت (القيادة الجماعية) على عقدها منذ انتخابها خلال محطة المؤتمر الوطني الخامس للحزب ».

لكن هل بالفعل حدث هذا الاجتماع؟

الإعلان عن الاجتماع، والطريقة التي جرى بها، لم يساعدا القيادة الجماعية في تجنب مزيد من الأسئلة حول الاجتماع نفسه. الصورة المرفقة بالقصاصة الإخبارية ليست حقيقية، بل أخذت من الأرشيف. فهي تعود إلى اجتماع 19 فبراير الفائت، وقد بعثت إلى فريق موقع الحزب من مساعدين للقيادة الجماعية. لم يحدث هذا في الماضي. ليست هناك صور يمكن الحصول عليها لهذا الاجتماع الذي حدث في فاتح ماي.

مصور أنشطة الحزب، الذي يحضر جميع الاجتماعات الخاصة بالقيادة، لم يجر جلبه لتصوير هذا الاجتماع كما دأبت العادة على ذلك.

في يوم عطلة، تشير مصادر تحدث إليها صحفي « اليوم24 » إلى أن مقر الحزب بالرباط، حيث جرى الاجتماع المزعوم، « لم يعرف أي نشاط أو حركة خلال عطلة فاتح ماي ». قد يكون اجتماعا عن بعد، لكن الإعلان شدد على انعقاده في مقر الحزب.

قال لنا قيادي في الحزب مستغربا: « هل تريدون أن تقصدوا أن القيادة تختلق اجتماعا! ».

الاجتماع وفق ما نشره موقع الحزب، « ترأسته المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري؛ وحضره كل من عضوي القيادة الجماعية المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبوالغالي، وقدمت خلاله رئيسة المجلس الوطني للحزب، نجوى ككوس عرضا حول آخر الترتيبات اللوجيستكية والتنظيمية لدورة المجلس الوطني المزمع عقدها يوم 11 ماي ».

قصاصة موقع الحزب عن الاجتماع مع صورة أرشيفية

لم يجب قادة بالحزب تحدث إليهم صحفي « اليوم24 » عن سبب الإعلان عن اجتماع هام مثل هذا، بعد أزيد من يوم على حصوله. لكن من الواضح، أن الذين تحدثنا إليهم لم يوضعوا في صورة هذا الاجتماع. كانت دهشة.

وفقا قصاصة موقع الحزب، ناقشت القيادة الجماعية ورئاسة المجلس الوطني، « عددا من المواضيع السياسية، والتنظيمية، بالإضافة إلى الملفات المطروحة على القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب ». وهذه أول مرة يحدث أن يجري إبعاد كافة أعضاء المكتب السياسي بالصفة، بل وأيضا المكلف بقطب التنظيم، سمير كودار، عن اجتماع يُخصص لمناقسة « المواضيع السياسية والتنظيمية ».

القيادي الذي تحدثنا إليه اكتفى بالقول إنها « أول مرة يجد نفسه مطالبا بإثبات حدوث اجتماع » في تاريخ حزب الأصالة والمعاصرة. لكنه لم يقدم أي إثبات أيضا.

يتعزز الشعور بالقلق من تصرفات القيادة الجماعية لهذا الحزب، مع تزايد أسئلة حول غياب أبرز وجوهها، فاطمة الزهراء المنصوري. من ثمة، يبرز تأكيد القصاصة على أن « القيادة الجماعية تعقد اجتماعاتها بشكل منتظم لمناقشة كافة القضايا السياسية والتنظيمية ». وهو ما لا يحصل في الواقع وفقا للإعلانات الرسمية النادرة لاجتماعات هذه القيادة، أو للمكتب السياسي.

تحاول القيادة الجماعية تفنيد هذه الأسئلة، وقد يكون الإعلان عن هذا الاجتماع طريقة لفعل ذلك. أمس الخميس، شاركت المنصوري، بصفتها وزيرة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، في اجتماع المجلس الحكومي، بعد غياب طويل ردا على الجدل المصاحب لغيابها عن الواجهة.

تصاعدت الأسئلة حول المنصوري منذ مدة. فهذه السيدة التي شاركت بنشاط في إجراء مقابلات متعددة مع وسائل الإعلام بعد الإعلان عن ترؤسها لحزب الأصالة والمعاصرة في 11 فبراير الفائت، سرعان ما تراجع ظهورها على صعيد الأحداث الجارية.

في 17 أبريل، تركت القيادة الثلاثية فريقها في مجلس النواب يجتمع وحيدا في محاولة للبحث عن مخرج لما كان يبدو مأزقا، يتعلق بمصير رئيسه، أحمد تويزي، وأيضا توزيع المناصب المتعلقة بمكتب هذا المجلس، بين أعضاء الفريق كانت المعركة حامية حول هذه المناصب، إلا أن الاجتماع الاستثنائي، والذي كان رؤساء الحزب في الماضي يشاركون في مثله باستمرار، سيكتفي بإبلاغ أعضائه بـ »الرسائل » التي تريدها القيادة الثلاثية بواسطة الهاتف. شعر البرلمانيون الذين يتجاوز عددهم الـ100 بأنهم دون تغطية سياسية من الحزب الذين ينتمون إليه.

في 23 أبريل، اضطرت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، إلى تعويض المنصوري في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، حيث كانت الأسئلة حول برامج الإسكان الأكثر إلقاء خلال تلك الجلسة.

وفي 24 أبريل، لم تكن المنصوري بين الوزراء الذين شاركوا في جلسة عرض رئيس الحكومة لحصيلته المرحلية (النصفية) باعتبارها رئيسة حزب حليف، فإن غيابها كان مثيرا للتساؤل أكثر.

في 25 أبريل، لم تكن المنصوري بين الوزراء المشاركين في اجتماع مجلس الحكومة.

كذلك، في 26 أبريل، غابت المنصوري عن أشغال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الاستقلال. هذه المحطة التنظيمية شديدة الأهمية بالنسبة لشريك حكومي، حضرها رئيس الحكومة عزيز أخنوش بنفسه، باعتباره رئيس التجمع الوطني للأحرار. نيابة عنها، حضر المهدي بنسعيد، الذي يظهر مكلفا بتغطية الفراغات التي تتركها المنسقة الوطنية لحزبه.

كلمات دلالية أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب المنصوري بنسعيد جماعية سياسية قيادة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب المنصوري بنسعيد جماعية سياسية قيادة حزب الأصالة والمعاصرة القیادة الجماعیة المجلس الوطنی هذا الاجتماع الإعلان عن موقع الحزب

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف اجتماع شبكة البحوث العالمية لطاعون المجترات الصغيرة

تستضيف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الاجتماع السنوي السابع لشبكة البحوث والخبرات العالمية لطاعون المجترات الصغيرة، خلال الفترة من 20 إلى 22 يناير 2025.

يشارك في الاجتماع أكثر من 80 خبيراً وباحثاً وصانع قرار من أكثر من 30 دولة، لمناقشة استراتيجيات مكافحة طاعون المجترات الصغيرة، وتطوير مبادرات مستقبلية تدعم التنمية المستدامة وحماية الثروة الحيوانية عالمياً.

تُعَدُّ هذه الاستضافة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ما يؤكِّد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي بدعم تنفيذ البرنامج العالمي لاستئصال طاعون المجترات الصغيرة، وفقاً لاستراتيجية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان للقضاء على المرض بحلول عام 2030.
يجسِّد هذا الحدث دور هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الريادي في تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية. ويعمل المركز المرجعي التابع للهيئة على تكثيف جهوده لتفعيل العمل المشترك بين الدول والمؤسَّسات البحثية والمراكز المرجعية للقضاء على الأمراض التي تشكِّل تهديداً مباشراً للثروة الحيوانية والأمن الغذائي العالمي.
يضمُّ الاجتماع نخبة من الخبراء والباحثين والمسؤولين الذين يمثِّلون مراكز ومختبرات مرجعية عالمية، منها مركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية – فرنسا، ومعهد بيربرايت – المملكة المتحدة، ومركز الصين للصحة الحيوانية وعلم الأوبئة – الصين، وغيرها من المؤسَّسات البحثية والجامعات الرائدة عالمياً، إضافة إلى ممثّلي عدد من المنظمات الإقليمية، منها الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الإفريقي، والعديد من المنظمات غير الحكومية وشركات إنتاج اللقاحات والكواشف.
ويُناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام التطوُّرات العلمية المتعلقة بطاعون المجترات الصغيرة، ويشمل ذلك علم الأوبئة، وأنظمة المراقبة والتشخيص، وبرامج التحصين، والربط بين استراتيجيات الاستئصال ومكافحة أمراض الماشية الأخرى، ويستعرضون ابتكارات جديدة، منها اللقاحات المقاومة للحرارة وتقنيات التشخيص الحديثة التي تُسهم في تعزيز الجهود الدولية لاستئصال المرض. 

هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تستضيف الاجتماع السنوي السابع لشبكة البحوث والخبرات العالمية لطاعون المجترات الصغيرة حتى 22 يناير 2025. الاجتماع يستقطب مشاركة خبراء عالميين لمناقشة أحدث التطورات العلمية المتعلقة بطاعون المجترات الصغيرة. pic.twitter.com/XbSboroDkU

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) January 21, 2025

وقال الدكتور عارف كلنتر، المدير التنفيذي لقطاع التطوير والابتكار في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: إنَّ استضافة أبوظبي لهذا الاجتماع الدولي تؤكِّد ريادتها في مجال البحث العلمي والابتكار، وتسعى الهيئة إلى تعزيز التعاون مع مختلف المؤسَّسات والمنظمات الدولية وتبادل المعرفة مع الخبراء والمراكز البحثية العالمية للتصدي للأمراض الحيوانية التي تُشكِّل تهديداً للثروة الحيوانية والصحة العامة.

وتتضمَّن قائمة المشاركين في الاجتماع عدداً من الجامعات والمؤسَّسات البحثية الرائدة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني والجهات الداعمة من القطاع الخاص. ومن أبرزهم أعضاء اللجنة الاستشارية لطاعون المجترات الصغيرة وأمانة الشبكة العالمية المختصة بالمرض.

مقالات مشابهة

  • أساتذة علم اجتماع: نشر الشائعات والأكاذيب المضللة حيلة «الإخوان» على مدار السنوات
  • اجتماع الأمانة العامة للمجمع المقدس برئاسة البطريرك أونلاين
  • احذر.. سحب رخصة القيادة 3 أشهر حال عدم تثبيت الملصق الإلكتروني للسيارة
  • مخرجات اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني
  • وزير الموارد المائية يبحث تأثير تغير المناخ على السدود في اجتماع ببنغازي
  • الأصالة والمعاصرة يدعو لتسريع إصلاح مدونة الأسرة ومعالجة أزمة المياه
  • المكتب السياسي لحزب "الجرار" ينتقد تعثر التنسيق في الأغلبية الحكومية في سياق تسخينات انتخابات 2026
  • العدل تشارك في اجتماع إدارات التشريع بدول التعاون
  • أبوظبي تستضيف اجتماع شبكة البحوث العالمية لطاعون المجترات الصغيرة
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟