مثيرا للجدل: القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة تعلن عن عقد "اجتماع" تحيط الشكوك حول انعقاده فعلا!
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
على نحو مفاجئ، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة (حكومي) عن عقد اجتماع غير مألوف لقيادته الجماعية مع رئيسة مجلس الوطني، يوم الأربعاء الفائت، فاتح ماي، تحضيرا لأعمال اجتماع المجلس الوطني في 11 ماي.
قصاصة في المنصة الإخبارية الخاصة بهذا الحزب، نشرت أمس الخميس، خبرا عن الاجتماع الذي عقد بحسبها « في إطار سيرورة اللقاءات التنظيمية العادية التي دأبت (القيادة الجماعية) على عقدها منذ انتخابها خلال محطة المؤتمر الوطني الخامس للحزب ».
الإعلان عن الاجتماع، والطريقة التي جرى بها، لم يساعدا القيادة الجماعية في تجنب مزيد من الأسئلة حول الاجتماع نفسه. الصورة المرفقة بالقصاصة الإخبارية ليست حقيقية، بل أخذت من الأرشيف. فهي تعود إلى اجتماع 19 فبراير الفائت، وقد بعثت إلى فريق موقع الحزب من مساعدين للقيادة الجماعية. لم يحدث هذا في الماضي. ليست هناك صور يمكن الحصول عليها لهذا الاجتماع الذي حدث في فاتح ماي.
مصور أنشطة الحزب، الذي يحضر جميع الاجتماعات الخاصة بالقيادة، لم يجر جلبه لتصوير هذا الاجتماع كما دأبت العادة على ذلك.
في يوم عطلة، تشير مصادر تحدث إليها صحفي « اليوم24 » إلى أن مقر الحزب بالرباط، حيث جرى الاجتماع المزعوم، « لم يعرف أي نشاط أو حركة خلال عطلة فاتح ماي ». قد يكون اجتماعا عن بعد، لكن الإعلان شدد على انعقاده في مقر الحزب.
قال لنا قيادي في الحزب مستغربا: « هل تريدون أن تقصدوا أن القيادة تختلق اجتماعا! ».
الاجتماع وفق ما نشره موقع الحزب، « ترأسته المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري؛ وحضره كل من عضوي القيادة الجماعية المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبوالغالي، وقدمت خلاله رئيسة المجلس الوطني للحزب، نجوى ككوس عرضا حول آخر الترتيبات اللوجيستكية والتنظيمية لدورة المجلس الوطني المزمع عقدها يوم 11 ماي ».
لم يجب قادة بالحزب تحدث إليهم صحفي « اليوم24 » عن سبب الإعلان عن اجتماع هام مثل هذا، بعد أزيد من يوم على حصوله. لكن من الواضح، أن الذين تحدثنا إليهم لم يوضعوا في صورة هذا الاجتماع. كانت دهشة.
وفقا قصاصة موقع الحزب، ناقشت القيادة الجماعية ورئاسة المجلس الوطني، « عددا من المواضيع السياسية، والتنظيمية، بالإضافة إلى الملفات المطروحة على القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب ». وهذه أول مرة يحدث أن يجري إبعاد كافة أعضاء المكتب السياسي بالصفة، بل وأيضا المكلف بقطب التنظيم، سمير كودار، عن اجتماع يُخصص لمناقسة « المواضيع السياسية والتنظيمية ».
القيادي الذي تحدثنا إليه اكتفى بالقول إنها « أول مرة يجد نفسه مطالبا بإثبات حدوث اجتماع » في تاريخ حزب الأصالة والمعاصرة. لكنه لم يقدم أي إثبات أيضا.
يتعزز الشعور بالقلق من تصرفات القيادة الجماعية لهذا الحزب، مع تزايد أسئلة حول غياب أبرز وجوهها، فاطمة الزهراء المنصوري. من ثمة، يبرز تأكيد القصاصة على أن « القيادة الجماعية تعقد اجتماعاتها بشكل منتظم لمناقشة كافة القضايا السياسية والتنظيمية ». وهو ما لا يحصل في الواقع وفقا للإعلانات الرسمية النادرة لاجتماعات هذه القيادة، أو للمكتب السياسي.
تحاول القيادة الجماعية تفنيد هذه الأسئلة، وقد يكون الإعلان عن هذا الاجتماع طريقة لفعل ذلك. أمس الخميس، شاركت المنصوري، بصفتها وزيرة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، في اجتماع المجلس الحكومي، بعد غياب طويل ردا على الجدل المصاحب لغيابها عن الواجهة.
تصاعدت الأسئلة حول المنصوري منذ مدة. فهذه السيدة التي شاركت بنشاط في إجراء مقابلات متعددة مع وسائل الإعلام بعد الإعلان عن ترؤسها لحزب الأصالة والمعاصرة في 11 فبراير الفائت، سرعان ما تراجع ظهورها على صعيد الأحداث الجارية.
في 17 أبريل، تركت القيادة الثلاثية فريقها في مجلس النواب يجتمع وحيدا في محاولة للبحث عن مخرج لما كان يبدو مأزقا، يتعلق بمصير رئيسه، أحمد تويزي، وأيضا توزيع المناصب المتعلقة بمكتب هذا المجلس، بين أعضاء الفريق كانت المعركة حامية حول هذه المناصب، إلا أن الاجتماع الاستثنائي، والذي كان رؤساء الحزب في الماضي يشاركون في مثله باستمرار، سيكتفي بإبلاغ أعضائه بـ »الرسائل » التي تريدها القيادة الثلاثية بواسطة الهاتف. شعر البرلمانيون الذين يتجاوز عددهم الـ100 بأنهم دون تغطية سياسية من الحزب الذين ينتمون إليه.
في 23 أبريل، اضطرت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، إلى تعويض المنصوري في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، حيث كانت الأسئلة حول برامج الإسكان الأكثر إلقاء خلال تلك الجلسة.
وفي 24 أبريل، لم تكن المنصوري بين الوزراء الذين شاركوا في جلسة عرض رئيس الحكومة لحصيلته المرحلية (النصفية) باعتبارها رئيسة حزب حليف، فإن غيابها كان مثيرا للتساؤل أكثر.
في 25 أبريل، لم تكن المنصوري بين الوزراء المشاركين في اجتماع مجلس الحكومة.
كذلك، في 26 أبريل، غابت المنصوري عن أشغال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الاستقلال. هذه المحطة التنظيمية شديدة الأهمية بالنسبة لشريك حكومي، حضرها رئيس الحكومة عزيز أخنوش بنفسه، باعتباره رئيس التجمع الوطني للأحرار. نيابة عنها، حضر المهدي بنسعيد، الذي يظهر مكلفا بتغطية الفراغات التي تتركها المنسقة الوطنية لحزبه.
كلمات دلالية أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب المنصوري بنسعيد جماعية سياسية قيادةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب الأصالة المعاصرة المغرب المنصوري بنسعيد جماعية سياسية قيادة حزب الأصالة والمعاصرة القیادة الجماعیة المجلس الوطنی هذا الاجتماع الإعلان عن موقع الحزب
إقرأ أيضاً:
القيادة المركزية للجيش الأمريكي تعلن مقتل أحد زعماء تنظيم الدولة (شاهد)
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلان القيادة المركزية للجيش الأمريكي مقتل الزعيم في تنظيم الدولة، عبدالله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم "أبو خديجة".
وقال ترامب في منشور على صفحته بمنصة "تروث سوشال"، أعاد البيت الأبيض نشره على منصة إكس: "قُتل اليوم زعيم تنظيم الدولة الهارب في العراق. طارده مقاتلونا البواسل بلا هوادة. أُنهيت حياته البائسة، مع عضو آخر، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان. السلام من خلال القوة".
"Today the fugitive leader of ISIS in Iraq was killed. He was relentlessly hunted down by our intrepid warfighters. His miserable life was terminated, along with another member of ISIS, in coordination with the Iraqi Government and the Kurdish Regional Government. PEACE THROUGH… pic.twitter.com/gB68jMpd64 — President Donald J. Trump (@POTUS) March 15, 2025
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أعلنت في بيان صدر السبت: "في 13 آذار/مارس الجاري، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية، بالتعاون مع قوات الاستخبارات والأمن العراقية، غارة جوية دقيقة في محافظة الأنبار بالعراق، أسفرت عن مقتل القائد العالمي الثاني في التنظيم، رئيس العمليات العالمية وأمير اللجنة المفوض - عبدالله مكي مصلح الرفاعي".
وأضاف البيان: "بصفته أمير أعلى هيئة صنع قرار في تنظيم الدولة، تولى أبو خديجة مسؤولية العمليات واللوجستيات والتخطيط التي ينفذها التنظيم عالميًا، ويدير جزءًا كبيرًا من تمويل التنظيم العالمي".
كما نشرت القيادة المركزية مقطع فيديو يظهر عملية استهداف مركبة كانت تقل أبو خديجة، مؤكدة أن الغارة الجوية أسفرت عن مقتله.
CENTCOM Forces Kill ISIS Chief of Global Operations Who Also Served as ISIS #2
On March 13, U.S. Central Command forces, in cooperation with Iraqi Intelligence and Security Forces, conducted a precision airstrike in Al Anbar Province, Iraq, that killed the Global ISIS #2 leader,… pic.twitter.com/rWeEoUY7Lw — U.S. Central Command (@CENTCOM) March 15, 2025
وأوضحت أن القوات الأمريكية والعراقية توجهت إلى موقع الغارة بعد تنفيذها، حيث عثرت على الجثتين.
وتم تحديد هوية أبو خديجة من خلال مطابقة الحمض النووي المأخوذ من غارة سابقة نجا منها بأعجوبة.
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قوله: "كان أبو خديجة أحد أهم عناصر التنظيم، سنواصل قتل الإرهابيين وتفكيك تنظيماتهم التي تهدد وطننا وأفراد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في المنطقة وخارجها".
وأشاد البيان بالأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية، بعد القبض على "أم حسين" زوجة "أبو خديجة"، مشيرة إلى أنها من الجنسية الشيشانية.
السوداني يعلق
من جهته، وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العملية التي أسفرت عن مقتل (أبو خديجة)، بأنها "انتصار كبير ضد الإرهاب".
وأكد السوداني في بيان أن "الاستخبارات العراقية لعبت دوراً محورياً في تحديد موقع أبو خديجة وتصفيته".
بدوره، أشار قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، إلى أن القوات العراقية اعتقلت عدداً من عناصر التنظيم المرتبطين بخلية أبو خديجة، معتبراً أن تصفيته تمثل "ضربة قاصمة لبقايا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق".
وتأتي هذه العملية في وقت لا يزال فيه تنظيم الدولة ينشط في بعض المناطق العراقية، خاصة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى، رغم إعلان بغداد هزيمته رسمياً عام 2017.