سواليف:
2025-01-31@00:16:46 GMT

أحمد منصور يكتب .. تفسير مختلف لما يجري في غزة!

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

#سواليف

في كتابه “نشوء وسقوط القوى العظمى“، يؤكد المؤرخ الأمريكي #بول_كيندي أن #سقوط_الإمبراطوريات_الكبرى لا يكون بالضرورة بفعل قوى أخرى مكافئة لها في القوة والعدة والعتاد، وإنما يكون أحيانا من قوى صغيرة ناشئة، لديها #أسلحة بسيطة غير متكافئة على الإطلاق مع القوة العسكرية الضخمة للإمبراطوريات؛ ودلّل على ذلك في كتابه بشواهد متعددة، وأكد أن هذا ما حدث خلال الخمسمائة العام الماضية من عمر #البشرية، بل و على مدار التاريخ.

وتأكيدا لذلك، لو عدنا إلى ما بعد ظهور #الإسلام لوجدنا أن الفرس والروم كانوا يسيطرون على النفوذ العسكري والسياسي في قلب العالم، وحينما ظهر الإسلام ودخل في مواجهة مع كل منهما كانت أسلحة المسلمين أقل تطورا من أي من القوتين؛ ولكن المسلمين كانوا أرسخ عقيدة، وأكثر جرأة على العدو وثقة بالله، ولهم قراءتهم المختلفة لموازين القوى ووسائل وأساليب الصراع؛ فنتج عن ذلك أنه خلال سنوات معدودات استطاعت هذه القوة الجديدة، قليلة العدد والعدة، #هزيمة الإمبراطوريتين، وتغيير مسار #التاريخ وموازين القوى في العالم.

لعل التغيرات التي تحدث في العالم منذ ستة أشهر، وتحديدا منذ اندلاع معركة “ #طوفان_الأقصى ” تؤكد أن يد الله فوق الجميع، وأن المعركة تجاوزت حدود البقعة الجغرافية التي تدور فيها

لذلك فإنه حينما يهيئ الله الأسباب للتغيير في الكون فليس بالضرورة أن يأتي هذا التغيير على يد القوى العظمى التي تملك عناصر القوة، لأن للنصر في عقيدة المسلمين أسبابا لا تقتصر على الأسباب المادية وحدها، ويكون الإعداد للقوة فيها على قدر الاستطاعة لا على قدر ما يملك العدو من إمكانات؛ قال تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم}.. وهنا تكون المعجزات بأن يأتي مدد الله وأسبابه ليتحقق ما أراد لكونه وعباده، رغم الفارق بين القوة التي أعدها #المسلمون على قدر الاستطاعة امتثالا للأمر، وبين ما يملكه العدو من إمكانات.

مقالات ذات صلة وقفات ومسيرات تضامنية مع غزة في العقبة والطفيلة والكرك 2024/05/03

ولعل التغيرات التي تحدث في العالم منذ ستة أشهر، وتحديدا منذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى” تؤكد أن يد الله فوق الجميع، وأن المعركة تجاوزت حدود البقعة الجغرافية التي تدور فيها، وأن توازن القوى العسكرية بين الطرفين لم يعد خاضعا للمعايير البشرية المادية، وإنما لترتيب رباني شمل أنحاء العالم بشكل لم يحدث في الكون منذ عشرات السنين.

فالتظاهرات التي تدين إسرائيل، وتناصر شعب #فلسطين، هي الأولى من نوعها في العالم منذ قيام إسرائيل على أطلال فلسطين عام ١٩٤٨؛ وهذه التظاهرات ليست في بقعة واحدة من الأرض، والمتظاهرون ليسوا من طائفة أو فئة شعبية واحدة، ولا يجمعهم دين واحد.. وإنما هي أمواج تحركت في أرجاء الدنيا، تضم أطيافاً من كل البشر ومن كل ملة ولون ودين، وتمتد بقعتها من اليابان شرقا وحتى الولايات المتحدة غربا، ومن أقصى بقعة في شمال الكرة الأرضية شمالا وحتى أستراليا ونيوزلندا جنوبا.. وهذا يعني أن تغييرا كونيا يجري، فهو ليس محليا أو إقليميا.

فلم تعد هناك بقعة في الدنيا لا تعرف #غزة وفلسطين، ولأننا –كمسلمين- نختلف عن غيرنا في فهم وتفسير ما يجري في الكون، وما يدور في الحياة من أحداث، حيث نزن كل شيء بميزان عقيدتنا وديننا، فإننا نقف عند عقيدتنا التي تؤكد من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية أن كل شيء يجري في الكون إنما هو بمقادير الله؛ ورغم أن ألم المعارك يتشارك فيه المسلمون وأعداؤهم، فإن المسلم يرجو من الله ما لا يرجو غيره، وإن النصر له أشكال متعددة، ويجري على مراحل مختلفة، ولعل يقظة العالم هي أولى مراحل النصر والتغيير.
ما يجري في غزة منذ طوفان الأقصى

وإذا عدنا إلى الأهداف التي انطلقت بها حركة حماس وقوى المقاومة في غزة إلى “طوفان الأقصى“، في السابع من أكتوبر الماضي، لوجدنا أن الهدف الأساسي كان الحصول على بعض #الأسرى_الإسرائيليين، لمبادلتهم مع آلاف #الأسرى_الفلسطينيين في سجون إسرائيل، ولم يدُر في خلد رجال المقاومة الفلسطينية على الإطلاق أن المعركة يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه، وأن تكون أطول معركة في تاريخ إسرائيل وتاريخ الصراع معها، وأن تمتد كل هذه الفترة الزمنية، رغم الاختلال الكبير في ميزان القوى والعتاد والعدة والرجال، وما كان يُتصور أن تصل إلى ما وصلت إليه؛ إذ أصبح العالم كله مشاركا فيها، وانضمت إليها شعوب وأجيال وفئات من البشر، لم يسبق لها أن شاركت في أي عمل سياسي أو تظاهرات تضامنية تتعلق بقضية خارج نطاق بلادها.

لكن مدبر الكون سبحانه وتعالى له مشيئته التي أراد من خلالها أن يحرك العالم كله تعاطفا مع الفلسطينيين، وأن يعرّي الحركة الصهيونية وجرائمها، ويعرّي إسرائيل ومشروعها الاستعماري الإجرامي، وهي التي نجحت طيلة أكثر من قرن من الزمان في تسويقه واستغفال العالم وابتزازه، حتى باتت ورما خبيثا في خاصرة الأمة الإسلامية يجب استئصاله.

إن التأمل فيما يجري في الكون منذ ستة أشهر كفيل بأن يذكّر المسلمين بأن ربهم هو الذي يدير الكون ويدبر شؤونه

لقد نجح الغرب على مدى أكثر من قرنين، من خلال سيطرته على وسائل المعرفة والإعلام في العالم، أن يرسخ النظرة إلى الموازين المادية للأحداث على أنها المعيار الأول والأخير الذي يقوم عليه كل شيء، وقد أثر ذلك بشكل كبير في اعتبار المسلمين لتلك الموازين، ونسي كثير منهم أن مدبر الكون وخالقه له موازين أخرى.

وإن التأمل فيما يجري في الكون منذ ستة أشهر كفيل بأن يذكّر المسلمين بأن ربهم هو الذي يدير الكون ويدبر شؤونه، وأنّ عليهم أن يعيدوا قراءة الأحداث وتفسير ما يجري في الكون من خلال منهج ربهم لامن خلال فهم أعدائهم، وأن يعودوا بفهم صحيح إلى قول ربهم: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم}.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أسلحة البشرية الإسلام هزيمة التاريخ طوفان الأقصى المسلمون فلسطين غزة الأسرى الإسرائيليين الأسرى الفلسطينيين طوفان الأقصى منذ ستة أشهر فی الکون من فی العالم من خلال

إقرأ أيضاً:

الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا

في السنوات القادمة ستصبح إفريقيا أكثر أهمية مقارنة بأي وقت آخر في العصر الحديث، فخلال العقد المقبل من المتوقع أن ترتفع حصتها من سكان العالم إلى 21% من 13% في عام 2000 و9% في عام 1950 و11% في عام 1800، ومع تزايد شيخوخة سكان باقي العالم ستتحول إفريقيا إلى مصدر بالغ الأهمية للعمل، فأكثر من نصف الشباب الذين يلتحقون بالقوة العاملة العالمية في عام 2030 سيكونون أفارقة.

هذه فرصة عظيمة لأفقر القارات، لكن لكي تنتهزها بلدان القارة (54 بلدا) سيلزمها أن تفعل شيئًا استثنائيًا وهو التخلص من ماضيها ومن أرثوذكسية الدولة الكئيبة التي تُمسِك بخناق أجزاء كبيرة من العالم (تقصد الإيكونومست بأرثوذكسية الدولة الاعتقاد التقليدي بمركزية الدولة وهيمنتها على الاقتصاد والمجتمع والسياسة وجعل هذه الهيمنة أساسا للحكم وتنظيم الحياة - المترجم). سيلزم قادة إفريقيا تبني الأنشطة الإنتاجية الخاصة والنموَّ وحرية الأسواق. إنهم بحاجة إلى إطلاق ثورة رأسمالية.

إذا تابعتَ التطورات في إفريقيا من بعيد ستكون مدركًا لبعض متاعبها كالحرب المدمرة في السودان وبعض جوانبها المضيئة كالهوس العالمي بموسيقى «آفروبيتس» الإفريقية التي ارتفع معدل بثها عبر منصة «سبوتفاي» بنسبة 34% في عام 2024، وما يصعب استيعابه واقعُها الاقتصادي الصادم الذي وثقته الإيكونومست في تقرير خاص نشرته هذا الشهر وأسمته « فجوة إفريقيا»

التحولات التقنية والسياسية التي شهدتها أمريكا وأوروبا وآسيا في العقد الماضي لم تؤثر إلى حد بعيد على إفريقيا التي تخلفت كثيرا وراء الركب. فدخل الفرد في إفريقيا مقارنة بالدخل في باقي العالم هبط من الثلث في عام 2000 إلى الربع. وربما لن يكون نصيب الفرد من الإنتاج عام 2026 أعلى عن مستواه في عام 2015. إلى ذلك أداء عملاقين إفريقيين هما نيجيريا وجنوب إفريقيا بالغ السوء. بلدان قليلة فقط مثل ساحل العاج ورواندا تجنبت ذلك.

خلف هذه الأرقام يوجد سجل بائس لركود الإنتاجية. فالبلدان الإفريقية تشهد تحولا كبيرا بدون تنمية. فهي تمر عبر اضطرابات اجتماعية مع انتقال الناس من المزارع إلى المدن دون أن يترافق ذلك مع ثورات زراعية أو صناعية، وقطاع الخدمات، الذي يجد فيه المزيد من الأفارقة فرص عمل، أقل إنتاجا مقارنة بأي منطقة أخرى. وهو بالكاد أكثر إنتاجا في الوقت الحالي من عام 2010.

البنية التحتية الضعيفة لا تساعد على ذلك، وعلى الرغم من كل الحديث عن استخدام التقنية الرقمية والطاقة النظيفة لتحقيق قفزة إلى الأمام تفتقر إفريقيا إلى مستلزمات القرن العشرين الضرورية للازدهار في القرن الحادي والعشرين. فكثافة طُرُقِها ربما تراجعت، وأقل من 4% من الأراضي الزراعية مَرويَّة ويفتقر نصف الأفارقة تقريبا جنوب الصحراء إلى الكهرباء.

للمشكلة أيضا بُعدٌ آخر لا يحصل على تقديرٍ كافٍ. فإفريقيا «صحراء» من حيث توافر الشركات. في السنوات العشرين الماضية أنتجت البرازيل شركات تقنية مالية عملاقة وإندونيسيا نجوما تجارية وتحولت الهند إلى الحاضنة الأكثر حيوية لنمو الشركات في العالم. لكن ليست إفريقيا. فهي لديها أقل عدد من الشركات التي تصل إيراداتها على الأقل إلى بليون دولار مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم، ومنذ عام 2015 يبدو أن هذا العدد قد تقلص، المشكلة ليست في المخاطر ولكن في الأسواق المبعثرة والمعقدة التي أوجدتها كل هذه الحدود السياسية الكثيرة في القارة، فبورصات إفريقيا المُبَلْقَنة (المجزَّأة) ليست جاذبة للمستثمرين.

وتشكل إفريقيا 3% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم لكنها تجتذب أقل من 1% من رأسماله الخاص.

ما الذي يجب أن يفعله قادة إفريقيا؟ يمكن أن تكون نقطة البداية التخلي عن عقود من الأفكار الرديئة. تشمل هذه الأفكار تقليد أسوأ ما في رأسمالية الدولة الصينية التي تتضح نقائصها والركون إلى الإحساس بعدم جدوى الصناعة التحويلية في عصر الأتمتة ونسخ ولصق مقترحات تكنوقراط (خبراء) البنك الدولي.

النصائح الجادة التي يقدمها البليونيرات الأمريكيون عن السياسات الكلية من استخدامٍ للناموسيات (للوقاية من الملاريا) وإلى تصميم ألواح الخلايا الكهروضوئية مقبولة. لكنها ليست بديلًا لإيجاد ظروف تسمح للشركات الإفريقية بالازدهار والتوسع.

إلى ذلك، هنالك نمط خطير من التفكير التنموي الذي يوحي بأن النمو لا يمكنه التخفيف من الفقر أو أنه ليس مهما على الإطلاق طالما هناك جهود للحد من المرض وتغذية الأطفال والتلطيف من قسوة الطقس. في الحقيقة في كل الظروف تقريبًا النمو الأسرع هو السبيل الأفضل لخفض الفقر وضمان توفر موارد كافية للتعامل مع التغير المناخي.

لذلك يجب أن يتخذ القادة الأفارقة موقفا جادا تجاه التنمية. عليهم استلهام روح الثقة بالذات في التحديث والتي شوهدت في شرق آسيا في القرن العشرين وحاليا في الهند وأماكن أخرى.

هنالك بلدان إفريقية قليلة مثل بوتشوانا وإثيوبيا وموريتشوس التزمت في أوقات مختلفة بما أسماها الباحث ستيفان ديركون «صفقات التنمية». إنها اتفاق ضمني بين النخبة بأن السياسة تتعلق بزيادة حجم الاقتصاد وليس فقط النزاع حول اقتسام ما هو موجود. المطلوب المزيد من مثل هذه الصفقات النخبوية.

في الوقت ذاته على الحكومات بناء إجماع سياسي يحبذ النمو. والأمر الجيد وجود أصحاب مصلحة أقوياء حريصين على الدينامية الاقتصادية. فهناك جيل جديد من الأفارقة الذين ولدوا بعد عدة عقود من الاستقلال. إنهم أكثر اهتماما بمستقبلهم المهني من عهد الاستعمار.

تقليص «فجوة إفريقيا» يدعو إلى تبني مواقف اجتماعية جديدة تجاه النشاط الاقتصادي الخاص وريادة الأعمال مماثلة لتلك التي أطلقت النمو في الصين والهند. فبدلا من تقديس الوظائف الحكومية أو الشركات الصغيرة يمكن للأفارقة إنجاز الكثير مع المليارديرات الذين يركبون المخاطر باتخاذ قرارات استثمارية جريئة.

وتحتاج البلدان الإفريقية كل منها على حِدة إلى الكثير من البنى الأساسية من الموانئ والى الكهرباء وأيضًا المزيد من التنافس الحر والمدارس الراقية.

هناك مهمة أخرى ضرورية وهي التكامل بين الأسواق الإفريقية حتى تستطيع الشركات تحقيق أكبر قدر من اقتصاد الحجم الكبير واكتساب الحجم الذي يكفي لاجتذاب المستثمرين العالميين. هذا يعني المضي في تنفيذ خطط إيجاد مناطق لا تحتاج إلى تأشيرة سفر وتحقيق التكامل بين أسواق رأس المال وربط شبكات البيانات وأخيرا تحقيق حلم المنطقة التجارية الحرة لعموم إفريقيا.

عواقب استمرار الوضع في إفريقيا على ما هو عليه ستكون وخيمة.

فإذا اتسعت فجوة إفريقيا سيشكل الأفارقة كل فقراء العالم «المُعْدَمين» تقريبا بما في ذلك أولئك الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي. وتلك ستكون كارثة أخلاقية. كما ستهدد أيضا عبر تدفقات الهجرة والتقلب السياسي استقرارَ باقي العالم.

لكن ليس هنالك سبب لتصوير الأمر وكأنه كارثة والتخلي عن الأمل. فإذا كان في مقدور القارات الأخرى الازدهار سيكون ذلك ممكنًا أيضًا لإفريقيا. لقد حان الوقت لكي يكتشف قادتها الإحساس بالطموح والتفاؤل. إفريقيا لا تحتاج إلى إنقاذ. إنها أقل احتياجًا إلى النزعة الأبويَّة والرضا بالواقع والفساد وبحاجة إلى المزيد من الرأسمالية.

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي يجري اتصالاً مع وزير خارجية بنين.. تفاصيل
  • وزير الخارجية والهجرة يجري اتصالًا مع وزير خارجية بنين
  • برلماني: الاتفاقيات بين مصر وكينيا تشير إلى مستقبل مزدهر بين البلدين
  • فيفا يجري تعديلا قد يسمح لـ محمد صلاح بالانضمام إلى الهلال
  • مع انطلاقه اليوم.. ماذا تعرف عن مهرجان طيران الإمارات للآداب؟
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • عدنان الروسان يكتب … الأردن في مواجهة الحقيقة … مالعمل..!!
  • وزير الخارجية الأمريكي يجري اتصالا بملك الأردن
  • عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة
  • وزير الخارجية الأمريكي يجري اتصالاً مع ملك الأردن