أمير ومرام الطرشة… موهبتان واعدتان في عالم الرسم
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
ريف دمشق-سانا
“عندما يكون رفيقك الرسم… تنضج باكراً بحياة مختلفة وبعينٍ فنية” .. هي كلمات الشابين أمير ومرام الطرشة اللذين فُطرا على حب الرسم وتميزا بلوحاتهما اللطيفة المحببة والقريبة إلى قلوب أبناء مدينتهما الرحيبة بريف دمشق.
يتحدث الشاب أمير مواليد 2004 لنشرة سانا الشبابية كيف أمسك القلم وعمره سنة وخمسة أشهر فقط ليرسم فتاة، ما أثار إعجاب والدته ومع الوقت كبر وهو يرسم كل شيء حوله ويحوله إلى قصصٍ مرسومة بشغفٍ وبدعمٍ كبير من عائلته ومحيطه.
رغم طموحاته بدخول كلية هندسة العمارة لتنمية موهبته إلا أن ظروفه اضطرته لأن يكون طالباً في المعهد التقاني الهندسي اختصاص مساحة، لكن ذلك لم يقف عائقاً في وجهه، إذ فاز بعدة مسابقات فنية تجري على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مسابقات مدرسية وبعدة فعاليات فنية محلية بحسب ما ذكر.
الرسم فتح لأمير الباب لإتقان الخط العربي أيضاً والمشاركة بمسابقة “أجمل خط عربي” في الرحيبة، كما تعلم العزف على البيانو والأورغ وتميز بعزف ألحان من أغان لفيروز وعبد الحليم حافظ، إضافة إلى معزوفات شعبية تراثية.
أما ابنة خالته مرام مواليد 2005 فرغم أنها تحب الرياضيات والعلوم وهي طالبة الآن في الثانوية العامة الفرع العلمي، إلا أن أصابعها راحت ترسم وتلون لوحدها منذ طفولتها بلوحات أكبر من عمرها، وأصبحت شيئاً فشيئاً تدقق النظر في الخطوط لتصل إلى مرحلة الاحتراف.
مرام نالت تشجيعاً كبيراً من عائلتها ومدرسيها دفعها للمضي قدماً، وخاصة الفنان النحات علي الطرشة، وأستاذ اللغة الانكليزية حسين تركمان، والأستاذ ماهر الخالد مدير المركز الثقافي في الرحيبة، ومعتز زكريا مدير صفحة محلية على الفيسبوك.
مرام عانت قليلاً في رسم تفاصيل الوجوه لكنها لم تستسلم، بل حاولت وأخطأت ومحت رسومات، وسعت كثيراً لإتقان ماعشقته مستفيدةً من برامج تعلم الرسم عبر الإنترنت، وبذلك باتت تطور ذاتها تدريجياً، حتى وصلت لمجال الماندالا والخط العربي أيضاً بحسب ما ذكرت.
لم تبق موهبة مرام حبيسة غرفتها بل اتسعت لتشارك في العديد من المسابقات المدرسية والمعارض المحلية والثقافية بمدينتها وآخرها معرض زهرة نيسان بالمحطة الثقافية في مدينة الرحيبة.
الفن لدى عائلتي أمير ومرام متوارث، وله قيمة جمالية كبيرة في الحياة، فالشابان يطمحان لتأسيس مشروع صغير لتعليم الرسم للأطفال واليافعين بمدينتهما، والمساهمة في بناء مجتمعهما.
دارين عرفة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
صنّاع أفلام في «اكسبوجر»: الإخراج فن يتطلب الإيمان بالقصة
الشارقة (الاتحاد)
أكد صناع أفلام أن الإخراج السينمائي ليس مجرد عملية تقنية، بل هو فن يتطلب الإيمان العميق بالقصة، وتوظيف العناصر البصرية والنفسية لإيصال رسالة مؤثرة، واتفق المتحدثون على أن الممثلين، وزوايا التصوير، والموسيقى، وتحرير النصوص كلها أدوات تُستخدم لتشكيل رؤية إخراجية مميزة تترك أثراً في المشاهد.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة، ويستمر حتى 26 فبراير الجاري، وقد استضافت الجلسة كلّاً من المخرجة الإماراتية ميثة العوضي، والكاتب والممثل الكوميدي ترافون فري، والمخرج نيل كومار، حيث استعرض كل منهم رحلته السينمائية ونهجه الإبداعي في تشكيل الرؤية الإخراجية.
تعبير ذاتي
تحدثت ميثة العوضي عن رحلتها في عالم السينما، والتي بدأت من مجال أفلام الكرتون القصيرة، حيث وجدت نفسها مدفوعة بالرغبة في تجربة كل شيء في عالم الإخراج. وأكدت أن الإخراج السينمائي بالنسبة لها عملية تعبير ذاتي، حيث تستخدم الرسم والتخطيط لتشكيل قصصها وإيصال صوتها إلى العالم.
وأوضحت العوضي أن الإيمان بالقصة هو الخطوة الأولى والأساسية لأي مخرج، واعتبرت أن نجاح الفيلم يعتمد على اختيار الأشخاص الذين يؤمنون بالرؤية نفسها، مؤكدة أن الممثلين هم المؤثرون الحقيقيون الذين يبثون الحياة في القصة.
أما من الناحية الفنية، فشددت على ضرورة أن يخلق المخرج أسلوبه البصري والإنتاجي الخاص، قائلة: «المخرج يجب أن يجرب باستمرار، وأن يهتم بجمالية الإخراج، فالرؤية تتغير مع مرور الوقت ومع تطور الأفكار». كما أشارت إلى أن الموسيقى وتحرير النصوص هما من أصعب مراحل صناعة الفيلم، حيث يتطلب التحرير إعادة النظر في المشاهد وكأنها تُشاهد لأول مرة، مع مراعاة أن بعض الأمور قد تحتاج إلى التعديل أثناء عملية تركيب المشاهد.
إيصال العواطف بصريًا
من جانبه، استعرض ترافون فري رحلته في عالم الإخراج، التي بدأت مع حبه للكتابة منذ الصغر، مشيرًا إلى أن بداياته كانت في الكوميديا، لكنه كان دائمًا ينظر إلى الأفلام بمنظور طفولي مفعم بالخيال. وأوضح أنه كلما تعمق في كتابة النصوص السينمائية، كان يكتشف أنه يمتلك رؤية بصرية واضحة، وأنه يفضل تنفيذ أفكاره بنفسه حتى يتمكن من إيصال ما يشعر به للمشاهد.
وأضاف أن الإخراج لا يتعلق فقط برواية القصة، بل بتحفيز المشاهد على التفاعل معها ونقلها من شخص إلى آخر. وأشار إلى أن حركة الكاميرا والتمثيل هما العنصران الأهم في تشكيل التجربة البصرية، وأنه يعتمد على الصورة أكثر من الحوار في بعض أعماله، لافتاً إلى أنّه شاهد حوالي 700 فيلم خلال العام الماضي، معتبرًا أن متابعة الأفلام بكثافة تساعده على استلهام أفكار جديدة، وفهم زوايا تصوير مختلفة، وتجربة أساليب إخراجية متنوعة.
دراسة عميقة للشخصيات
أما المخرج نيل كومار، فقد أوضح أن دخوله إلى مجال السينما لم يكن محض مصادفة، إذ نشأ في بيئة أدبية، حيث كان جده كاتبًا وشجعه على حب الكتابة منذ الصغر، ليبدأ حياته المهنية كمحرر صحفي، وكان شغوفًا بالتصوير الفوتوغرافي ما ساعده على تطوير حسه البصري.
وأكد أن الإخراج بالنسبة له ليس مجرد تصوير مشاهد، بل هو دراسة عميقة للشخصيات، وقال: «أنا لا أنظر إلى الشخصيات على أنها مجرد مشاهد عابرة، بل أهتم بجوانبها النفسية، حتى لو لم أكن كاتب النص، لأن كل مخرج يجب أن يكون لديه فهم عميق لما يحرك الشخصيات وما يعيقها عن تحقيق أهدافها».
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في صناعة الأفلام، حيث يساعد في تشكيل الرؤية البصرية، لكنه شدد على أن الإحساس الإنساني والفطري للمخرج يظل العامل الأساسي في اتخاذ القرارات الفنية.