الكرملين ينتقد تصريحات ماكرون وكاميرون بشأن الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
نددت الرئاسة الروسية، الجمعة، بتصريحات "خطرة للغاية" أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ولم يستبعد فيها إرسال قوات غربية الى أوكرانيا بحال اخترقت موسكو "خطوط الجبهة" في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحفيين إن "هذا التصريح مهم للغاية وخطر للغاية".
وأضاف أن ماكرون "يواصل على الدوام الحديث عن إمكانية الانخراط المباشر على الأرض في النزاع بشأن أوكرانيا. هذا نسق خطر للغاية".
وأكد المتحدث باسم الرئاسة "نتابع كل هذا باهتمام ونواصل وسنواصل عمليتنا العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة".
وتابع بيسكوف "تواصل فرنسا، عبر رئيسها، الحديث عن احتمالية تدخلها المباشر على الأرض في الصراع في أوكرانيا".
وكان ماكرون كرر، الخميس، موقفه لجهة عدم استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في حال تحقيق روسيا خرقا مهما في الغزو الذي بدأته عام 2022.
وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية نشرت، الخميس، "في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع".
وكان ماكرون أثار جدلا في نهاية فبراير عندما أكد أن إرسال قوات مسلحة غربية إلى الأراضي الأوكرانية لا ينبغي "استبعاده" في المستقبل.
وفي سياق التصريحات الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة، إن أوكرانيا لها الحق في ضرب روسيا بالأسلحة البريطانية، وذلك خلال زيارته الثانية لكييف منذ أن أصبح وزيرا للخارجية.
I hosted UK Foreign Secretary @David_Cameron.
I informed the Foreign Secretary about the situation on the frontlines. It is important that the weapons included in the UK support package announced last week arrive as soon as possible. First of all, armored vehicles, ammunition,… pic.twitter.com/NupPdsaCjQ
وأوضح كاميرون أن الأمر متروك لكييف لتقرر كيفية استخدام الذخيرة التي زودتها بها بريطانيا، وفقا لما ذكرته صحيفة "إندبندنت".
وأضاف: "فيما يتعلق بما يفعله الأوكرانيون، فمن وجهة نظرنا، فإن الأمر يتعلق بقرارهم بشأن كيفية استخدام هذه الأسلحة، فهم يدافعون عن بلادهم، وقد تعرضوا للغزو غير القانوني من قبل، فلاديمير بوتين، ويجب عليهم اتخاذ هذه الخطوات".
وتابع "نحن لا نناقش أي تحذيرات نضعها بخصوص ذلك. لكن لنكن واضحين تماما، فقد شنت روسيا هجوما على أوكرانيا، ومن حق أوكرانيا المطلق الرد على روسيا".
وجاءت زيارة كاميرون إلى كييف بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، عن تقديم نحو 3 مليارات جنيه استرليني (3.7 مليار دولار) من الدعم العسكري لأوكرانيا هذا العام.
وقالت وزارة الخارجية إن وزير الخارجية كرر خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "دعم المملكة المتحدة الواضح" لكييف.
واستنكر الكرملين تصريح كاميرون بشأن إمكانية استخدام أوكرانيا الأسلحة البريطانية ضد أهداف داخل روسيا إذا أرادت "التصعيد المباشر" للصراع.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التصريحات بأنها "خطيرة ومقلقة"، وقال إنها قد تعرض للخطر نظام الهيكل الأمني الأوروبي بأكمله.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا
في ظل تصاعد الحديث عن مفاوضات سلام محتملة بين روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022، يعبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مخاوف بلاده من استبعادها من أي مفاوضات قد تؤدي إلى تسوية الصراع، وبينما تشير إشارات من موسكو وواشنطن إلى احتمالية الحوار، يؤكد زيلينسكي أن أي اتفاق سلام لا يشمل كييف قد يكون مجرد وثيقة عديمة الجدوى، محذرًا من العواقب الاستراتيجية لهذا السيناريو.
تحذير زيلينسكي
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم من أن أي منصة تفاوضية لا تشمل أوكرانيا ستفشل في تحقيق "سلام عادل ودائم"، مطالبًا الحلفاء بوضع إطار واضح ومكتوب قبل أي محادثات محتملة مع روسيا.
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال اجتماعه مع نظيرته المولدافية مايا ساندو في العاصمة كييف، حيث شدد على أهمية إدماج بلاده في صياغة أي حلول للصراع.
وقال زيلينسكي: "يستحيل استبعاد أوكرانيا من أي مفاوضات سلام، فمثل هذه الجهود لن تؤدي إلى نتائج ملموسة"، مشيرًا إلى أن على الدول الداعمة لأوكرانيا التركيز على صيغة مكتوبة تضمن عدالة الاتفاق المرتقب.
المخاوف الأوكرانية من التفاهم الروسي الأمريكي
تأتي هذه المخاوف بعد تكهنات بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن مؤخرًا عن استعداده للحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يسعى لعقد اتفاق سلام دون موافقة أوكرانيا.
وقد وصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها "سخيفة"، مشيرًا إلى استعداده للضغط على موسكو لإنهاء النزاع فورًا.
على الجانب الآخر، رحب بوتين بفكرة الحوار مع واشنطن، مؤكدًا استعداده للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة إذا كانت "براغماتية وذكية".
وأعرب الكرملين عن تطلعه إلى "إشارات إيجابية" من الولايات المتحدة لبدء محادثات حول الأزمة الأوكرانية.
رد كييف على المبادرات الدولية
وفي السياق نفسه، أكد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أن أوكرانيا ترفض رفضًا قاطعًا أي مباحثات سلام بين موسكو وواشنطن تستثني كييف، مشددًا على أن أي محاولة لإقصاء بلاده تمثل انتهاكًا لسيادتها.
وأضاف يرماك: "بوتين يسعى للتفاوض على مستقبل أوروبا دون إشراك أوروبا ذاتها".
إطار السلام ومستقبل الأزمة
بينما يقترب النزاع من إكمال عامه الثالث، يبقى الحديث عن السلام محاطًا بعدة تعقيدات، أبرزها ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية لضمان حل شامل ومستدام.
ويرى مراقبون أن تجاهل كييف قد يؤدي إلى اتفاق غير مستقر، ما يطيل أمد الأزمة أو يعيد إشعالها مستقبلًا.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن زيلينسكي مصمم على ضمان مكان لأوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية، حتى لا تصبح بلاده ضحية تسويات أحادية الجانب تُعقد على حساب أمنها وسيادتها.