صحيفة روسية: إيران تحاول كسب ثقة أفريقيا بصادرات السلاح
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
كشفت القيادة الإيرانية أنها تعطي الأولوية للتنمية الشاملة للعلاقات مع الدول الأفريقية باستضافتها مؤخرا قمة إيرانية أفريقية دولية جمعت وزراء اقتصاد أكثر من 40 دولة أفريقية.
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، قال إيغور سوبوتين إن الوسيلة الرئيسية التي تخطط طهران من خلالها لكسب الثقة تتمثل في تصدير الأسلحة، خاصة على خلفية رفض اللاعبين المحليين صيغة الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.
وصرح وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان بأن طهران ترى أولوية في تعزيز العلاقات الشاملة مع أفريقيا. وقد أكد ذلك خلال لقائه مع وزير المؤسسات الصغرى والمتوسطة في جمهورية أفريقيا الوسطى، نجاتي روبارد، الذي وصل إلى طهران للمشاركة في معرض "إيران إكسبو 2024″، وهو حدث تجاري مهم يوفر فرصة لطهران لعرض منتجاتها التصديرية.
وبالتوازي مع المعرض، استضافت طهران المنتدى الدولي الثاني "إيران-أفريقيا"، الذي حضرته وفود من 40 دولة.
وفي افتتاحه للمنتدى، قال الرئيس إبراهيم رئيسي إن إيران "لديها الفرصة لبناء مصفاة نفط أو محطة كهرباء في أفريقيا"، مضيفا: "يرى الغرب في أفريقيا فرصة لتأمين مصالحه الخاصة. يريد أن تكون أفريقيا بأكملها ملكه؛ أما نحن فنريد أن تكون أفريقيا للأفارقة، وهذا هو الفرق في مناهجنا".
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز) القوة الناعمةوهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة استعداد طهران لتزويد اللاعبين الأفارقة بالأسلحة، فعند زيارة ساديو كامارا، وزير الدفاع لشؤون المحاربين القدامى في مالي، إيران في مايو/أيار من العام الماضي، أكدت الدولة المضيفة قدرتها على تزويد باماكو بالمعدات العسكرية وتبادل الخبرات في الحرب ضد الإرهاب.
وفي فبراير/شباط 2024 ظهرت تقارير تفيد بأن الجانب الإيراني كان يزود القوات المسلحة السودانية بمسيّرات قتالية متقدمة لاستخدامها ضد قوات الدعم السريع. وكان يُعتقد أن طهران بهذه الطريقة تأمل الوصول إلى ميناء بورتسودان، وهو مرفق يوفر القدرة على استعراض القوة في البحر الأحمر.
وحسب المستشرقة ناتاليا فيليبوفا فإن أفريقيا لا تجذب إيران فقط، حيث يتسابق العديد من المشاركين على النفوذ في أفريقيا بغية الحصول على الموارد الطبيعية التي تتمتع بها القارة.
وترى فيليبوفا أن هناك عامل جذب آخر وهو أسواق المبيعات من الأسلحة إلى التقنيات المتقدمة، فقد بات نمو النفوذ الإيراني بعد الفراغ الذي خلفه رحيل فرنسا والولايات المتحدة جليا للعيان. وتدفع العقوبات المفروضة على القيادة الجديدة للدول الأفريقية في منطقة الساحل الحكومات إلى البحث عن الاستثمار.
وأشارت فيليبوفا إلى أن هذه الاستثمارات لها تأثير إيجابي على تطور القوة الناعمة لإيران. ومثلما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمة الأفريقية الأخيرة التي عقدت في إيران، فإنه يتعين على أفريقيا الدفاع عن مصالحها الخاصة وليس خدمة المصالح الغربية.
وترى طهران أن العقوبات لا تعكس سوى نية الدول الغربية فرض سياساتها، وبفضل هذه "القوة الناعمة" تتحسن صورة إيران أيضا.
ووفقا لفيليبوفا، هناك نقطة أخرى مهمة وهي تطوير "محور المقاومة" باعتباره ناديا غير رسمي يضم لاعبين حكوميين وغير حكوميين قريبين من إيران. وقالت إن الاهتمام الإيراني بالقارة حتى الآن لا يشكل تحديا مباشرا لروسيا.
ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بالنفوذ الإيراني الذي يتعلق في المقام الأول بالحفاظ على "محور المقاومة". بالإضافة إلى ذلك، فإن أجندة إيران المناهضة للاستعمار في أفريقيا، بخلاف ذلك، تصب في مصلحة روسيا لأن موسكو تتبنى الموقف ذاته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات ترجمات فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: توجيهات من الرئيس السيسي لدفع العلاقات مع دول أفريقيا
قال الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية، إنّ الدائرة الأفريقية إحدى الدوائر الأساسية للسياسة الخارجية المصرية، وهناك توجيهات عليا من الرئيس السيسي بالتركيز على دفع العلاقات مع الأشقاء في الدول الأفريقية، وبخاصة دول الجوار الجغرافي المباشر وغير المباشر.
منطقة الساحل الأفريقيوأضاف عبدالعاطي في لقاء مع الإعلامي همام مجاهد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، على هامش زيارته دولة تشاد: «تأتي منطقة الساحل الأفريقي وعلى رأسها تشاد كأحد المناطق الهامة التي نوليها كل الاهتمام من جانبنا لمزيد من دفع العلاقات، خاصة فيما يتعلق بأمن هذه المنطقة التي تواجه خطر الإرهاب».
فرص استثمارية وتجارية واقتصاديةوتابع وزير الخارجية: «علينا مسؤولية في دعم هذه الدول في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى وجود فرص استثمارية وتجارية واقتصادية كبيرة تستطيع الشركات المصرية بما لديها من خبرت كبيرة الإسهام في عملية التحديث والتطوير بهذه الدول، وبناءً على توجيهات الرئيس، أقوم بهذه الزيارة بصحبة وفد رفيع المستوى يضم كبار مسؤولين من وزارات الإسكان والاستثمار والتجارة الخارجية والدفاع، وهناك وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال المصريين الذين يمثلون كبرى الشركات المصرية من القطاع العام والقطاع الخاص وفي مقدمتها شركة المقاولون العرب».
جدير بالذكر أن المستشار ياسر البخشوان، نائب رئيس المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الأفريقي، قال إنه تم مناقشة ملف التعدين واستخراج المعادن والبترول مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا، موضحا أن هذه الدولة من أهم وأكثر دول العالم الغنية بالموارد الطبيعية، فضلا عن كونها تتميز بأنقى أنواع أحجار الماس، والتي هي من أندر الأنواع في العالم، فضلا عن الحصول على أولوية الحصول على المعادن النفيسة والذهب لصالح جمهورية مصر العربية.
وأضاف "البخشوان"، أن هذا التعاون يدعم الاقتصاد القومي المصرى وينمي العلاقة التجارية والاقتصادية مع مصر في هذا المجال، موضحا أنه التقى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى مع وفد رفيع المستوى برئاسة المستشار هاني أبو زيد رئيس المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الأفريقي.
ولفت إلى أن اللقاء شمل مفاوضات رفيعة المستوى مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى في محاور مهمة جدا للتعاون مع الدولة المصرية، موضحا أن اللقاء تناول النقاش حول إقامة الخدمات اللوجستية في الموانئ التي تمتلكها جمهورية أفريقيا الوسطى مع الحدود الكاميرونية بموجب حق الانتفاع من حكومة الكاميرون والتي تعد الممر الرئيسي لجمهورية تشاد وكذلك جنوب السودان، حيث أن تنمية هذه الموانئ البحرية والجافة تدعم وتساعد في الاستفادة من الثروة الحيوانية في دول وسط أفريقيا بما يُساهم في ملف الامن الغذائي المشترك بين الدولتين.
ونوه بأن اللقاء اشتمل أيضا على أولوية حصول الاقتصاد المصري على المحاصيل الزراعية التي تدعم ملف الأمن الغذائي المصري وذلك من خلال فتح منفذ دبلوماسي لزيادة التعاون في هذا الملف عبر المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الأفريقي، فضلا عن شمول اللقاء على التعاون في إنشاء بنك إسلامي في البلاد كأول بنك إسلامي في تاريخ جمهورية أفريقيا الوسطى.