«بايدن أم ترامب».. هل ستتأثر منطقة الشرق الأوسط بالانتخابات الرئاسية بفوز أحد المرشحين؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
عنوان آخر للموضوع «بايدن أم ترامب».. خبراء سياسيون يكشفون أثر الانتخابات الرئاسية على منطقة الشرق الأوسط
قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، إن معايير الانتخابات الرئاسية الأمريكية تخضع للعديد من الاعتبارات، مما يجعل من الصعب التكهن بالرئيس الفائز، حيث تمثل الانتخابات الأمريكية المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، حيث تتميز هذه الحملات الانتخابية بشراسة، حيث يستخدم كل طرف كل الأدوات الممكنة.
الانتخابات الأمريكية تمثل المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزبينالدكتور ضياء حلمي
من جانبه أوضح الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الانتخابات الأمريكية تمثل المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، حيث تتميز هذه الحملات الانتخابية بشراسة، حيث يستخدم كل طرف كل الأدوات الممكنة، مع حدوث تجاوزات كبيرة قبل وأثناء الانتخابات، وحتى بعدها، بما في ذلك تبادل الاتهامات وحملات التشكيك في نزاهة الانتخابات من قبل الخاسرين، هذه الظواهر تمثل مفارقة ملفتة، حيث كانت الولايات المتحدة تنتقد ممارسات مماثلة في انتخابات الدول الأخرى.
فوز ترامب سيأتي نتيجة انخفاض شعبية بايدن
واضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" في حال فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية القادمة، فإن ذلك لن يكون بسبب شعبيته أو رأي الناخب الأمريكي فيه، بل سيكون بسبب انخفاض شعبية بايدن، الذي يتعرض للانتقاد بسبب سنه المتقدمة وعدم تحقيقه لإيجابيات اقتصادية كافية للناخب الأمريكي، الذي يهتم بأسعار السلع في السوبرماركت وحجم الدولار في جيبه، وقد فشل بايدن بشكل كبير في هذه الجوانب، بالإضافة إلى ذلك، فإن مساندته وحزبه لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة تؤثر سلبًا على شعبيته، مما أدى إلى فقدان جزء من هيبة أمريكا في أوكرانيا.
وقال: إذا دقق أي خبير سياسي بعناية، فسيكتشف أن الصين حققت انتصارات كبيرة وملموسة خلال فترة حكم بايدن، وقد أقر نظامه بأن الصين حققت تقدمًا مذهلًا في الاقتصاد والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهذه الأمور من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على مسار قطبية العالم خلال العقود العشرة المقبلة على الأقل.
وأشار الخبير السياسي إلى أن أوضح دليل على ذلك هو سلسلة الزيارات المتتالية لوزراء الحكومة الأمريكية إلى بكين، حيث زارت وزيرة الخزانة بلادها مرتين، ووزير الخارجية أكثر من ذلك، تُظهر هذه الزيارات محاولات يائسة من الولايات المتحدة للحد من تقدم الصين، بعد فشل السياسة الأمريكية في إيقاف التقدم الصيني وترسيخ مكانتها في العالم، وتشمل هذه المحاولات الاستئصالية محاولة لتعطيل الصين على الأقل عن التقدم، ويعكس ذلك أيضًا المساعي الصينية للوساطة في المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران.
ترامب وعد الناخبين الأمريكيين بتحقيق تحسن اقتصادي سريع
وأكد الخبير السياسي أن وعد ترامب للناخبين الأمريكيين بتحقيق تحسن اقتصادي سريع يثير آمالًا جادة في العقول الأمريكية، مشيرًا إلى أن فوز ترامب أو بايدن في الانتخابات الرئاسية لن يؤثر كثيرًا في النهج العام للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أو الاتجاه الاستراتيجي للبلاد في المنطقة، موضحًا أن هذا المبدأ يعتبر مشتركًا بين الأحزاب الديمقراطية والجمهورية، ولكن تختلف الوسائل والأساليب المستخدمة في تنفيذ نفس السياسة.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، أشار إلى أهمية أن تتبنى القيادة الفلسطينية مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية، والابتعاد عن الانقسامات الداخلية بين الفصائل والميليشيات وحركات الجهاد، لافتًا إلى أن تحلى القيادة الفلسطينية بالواقعية السياسية يمكن أن يجعل تحقيق الحلول ممكنًا، وأنه في ضوء الظروف الراهنة والتحليل السياسي الحالي، يبدو أن البحث عن حلول من خلال المفاوضات وتعزيز السلم والأمن في المنطقة هو الخيار الأكثر واقعية.
من الصعب التكهن بالرئيس الفائزالدكتور رمضان قرني
من جانبه قال الدكتور رمضان القرني، الخبير السياسي، إن معايير الانتخابات الرئاسية الأمريكية تخضع للعديد من الاعتبارات، مما يجعل من الصعب التكهن بالرئيس الفائز.
وأشار "القرني" في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن ذلك يشمل الأبعاد الاقتصادية والمالية، مثل فرض الضرائب على المواطنين وقضايا السياسة الخارجية، وعلى الرغم من أن الأدبيات السياسية الأمريكية تُولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا الشأن الخارجي، إلا أن الأمور الداخلية تظل محور اهتمام كبير أيضًا، فالفائز في الانتخابات الرئاسية يعتمد على العديد من الأمور الداخلية في حسم النتيجة النهائية.
السياسة الخارجية ستلعب دورًا كبيرًا في اختيارات وتوجهات الناخب الأمريكي
وأشار إلى أن السياسة الخارجية ستلعب دورًا كبيرًا في اختيارات وتوجهات الناخب الأمريكي، خاصة مع وجود عدة أزمات كبرى تطرح تحديات جسيمة، ويتضمن ذلك الصراعات في الشرق الأوسط، مثل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، والتوترات الروسية الأوكرانية الحالية، والدعم الأمريكي والأوروبي للجانب الأوكراني، بالإضافة إلى الصراع الاقتصادي المستمر مع الصين.
وأوضح أن خلال فترة رئاسة ترامب التي استمرت أربع سنوات، شهدنا انخراطًا قويًا في قضايا الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بملفين رئيسيين، وهما الملف النووي الإيراني والصراع العربي الإسرائيلي، وربما كانت أبرز النجاحات التي حققتها إدارة ترامب هي إيقاف برنامج إيران النووي، وفرض العديد من العقوبات الدولية على إيران، والأهم من ذلك كانت الجهود المبذولة في تحقيق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية جديدة مثل البحرين والإمارات والمغرب والسودان.
إدارة ترامب شهدت فشلًا في السياسة تجاه إفريقيا
وعلى صعيد إفريقيا، قال: إن إدارة ترامب شهدت فشلًا في السياسة تجاه إفريقيا، حيث شهدت فترة حكمها انسحابًا أمريكيًا من القارة الأفريقية، وحدثت مصادمات بين الجانبين، خاصة مع اتهام الجانب الأمريكي ترامب باستمرار بإهانة وازدراء الأفارقة.
وأشار الخبير السياسي إلى أن الرئيس الأمريكي يتحرك وفق متغيرين رئيسيين، وهما المؤسسات الأمريكية والعامل الحزبي، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. ورغم ذلك، استنادًا إلى التجربة السابقة، يعتبر أن إدارة ترامب كانت أكثر فعالية بالنسبة للعالم العربي، بسبب عدة عوامل، بما في ذلك نجاحه في إيقاف برنامج إيران النووي والتصعيد في التعامل مع تهديداتها لمنطقة الخليج.
وأيضًا، تم توقيع العديد من الصفقات بين الشركات الأمريكية والدول الخليجية والعربية خلال فترة إدارة ترامب، ويرجح البعض أنه بفضل علاقاته القوية مع دول الخليج ومصر والأردن، قد تتمكن إدارته من التقدم في حل ملفات معقدة، مثل التوترات الإقليمية والتصعيد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وربما يكون هناك تفكير في حل الدولتين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشرق الأوسط الانتخابات الرئاسية الحزب الديمقراطي الولايات المتحدة الانتخابات الأمريكية منطقة الشرق الأوسط الحزب الجمهوري انتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الامريكية انتخابات الرئاسية الأمريكية الرئاسية الأمريكية الانتخابات الأمریکیة الانتخابات الرئاسیة الخبیر السیاسی الشرق الأوسط إدارة ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
مشروع تقسيم “سوريا”
يمانيون../
شكل الانتداب الفرنسي نموذجاً تاريخياً لتقسيم سوريا على أسس طائفية وإثنية بكونه أول تطبيق فعلي لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” في نسخته القديمة “اتفاقية سايكس بيكو”. التحديات الحالية التي تمر بها سوريا تعيد إلى الأذهان هذا النموذج، وإمكانية العودة له مع تعديلات معينة في سياق المشروع الأمريكي الإسرائيلي الجديد للتقسيم.
عاد الحديث مجدداً عن “الشرق الأوسط الجديد” منذ بداية طوفان الأقصى على لسان نتنياهو، إذ وجد الكيان الصهيوني في حدث طوفان الأقصى مبرراً لإطلاق العنان لهذا المشروع التدميري، وحشد الدعم الأمريكي والغربي الأوربي له.
سوريا بتعددها العرقي والديني والطائفي هي بيئة ملائمة لإعادة إطلاق هذا المشروع، ومن ثم توسيعه ليشمل دولاً أُخرى بما يتناسب مع الواقع المحلي لكل دولة؛ فمع إنهيار نظام بشار الأسد في سوريا، هناك مساع جدية لإعادة تشكيل “الشرق الأوسط”.
التقسيم الفرنسي لسوريا إبان الانتداب
شهدت سوريا عقب إعلان قيام المملكة العربية السورية عام 1920م تطورات سياسية وعسكرية أفضت إلى تقويض السيادة السورية لصالح الانتداب الفرنسي. بعد معركة ميسلون واستشهاد وزير الحربية يوسف العظمة، فرضت فرنسا سيطرتها على سوريا وأقرت سلسلة من المراسيم لتقسيمها إلى كيانات طائفية وإثنية مستقلة، كان أبرزها:
دولة دمشق (1920-1925): تضم دمشق وحمص وحماة وأجزاء من وادي العاصي، لكنها فقدت أقضيتها الساحلية (بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع) لصالح دولة لبنان الكبير.
دولة حلب (1920-1925): شملت مناطق الشمال السوري وشرق الفرات، واحتوت على تنوع إثني من عرب وأرمن وكرد ومسيحيين.
دولة العلويين (1920-1936): مركزها اللاذقية، وضمّت مناطق العلويين والإسماعيليين.
دولة جبل الدروز (1921-1936): شملت السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
دولة لبنان الكبير (1920-1926): تأسست كياناً مستقلاً يضم المناطق ذات الأغلبية المسيحية وبعض المناطق السنية.
لواء الإسكندرون: أُُعلِن أنه منطقة مستقلة لاحقاً، وأُلحق بتركيا في 1939م وهو أرض تاريخية سورية.
اعتمدت فرنسا في هذا التقسيم على مبدأ “فرِّق تسد” الذي طبقه الانجليز، مبررة بأن سوريا غير قابلة للحكم الموحد بسبب تنوعها الطائفي والإثني، ما أسهم في تعميق الانقسامات الداخلية وتهيئة الأرضية لصراعات مستقبلية، ورغم أن لبنان جزء صغير من سوريا فقد قامت فرنسا بتشكيل نظام سياسي لبناني على أسس طائفية ودينية.
احتمالات تقسيم سوريا في سياق مشروع
“الشرق الأوسط الجديد”
في ظل الحرب الدائرة في سوريا عقب الاحتجاجات الشعبية المستمرة عام 2011م حتى دخول الجماعات المسلحة دمشق وسقوط النظام السوري ديسمبر 2024م بِيَدِ الجمعات المسلحة المتطرفة، ظهرت مخاوف جدية بشأن احتمالات تقسيم سوريا ليكون ذلك جزءاً من مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي يهدف إلى إعادة رسم الحدود وفقاً لتوازنات طائفية وإثنية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني قبل أي دولة أخرى.
التقسيم الفعلي لسوريا إلى دول مستقلة سيؤدي إلى مزيد من الصراعات والتوترات في المنطقة، خاصة مع وجود مصالح دولية وإقليمية متضاربة، بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيبة السكانية المتنوعة في سوريا تجعل من الصعب رسم حدود واضحة بين الطوائف والعرقيات المختلفة، وبينما يمكن تصور تقسيم سوريا نظرياً، فإن تطبيقه على أرض الواقع يواجه تحديات كبيرة، لكنه يظل ممكناً.
العوامل الداعمة لاحتمال التقسيم في الوقت الراهن هي السيطرة التركية على الشمال السوري، والتوسع الصهيوني نحو القنيطرة، ومساعي الصهاينة إقامةَ دولة درزية، ووجود القوات الأمريكية وحلفائها شرق الفرات، الذي يدعم الإدارة الذاتية الكردية، وبقاء القاعدة العسكرية الروسية في الساحل السوري. كما أن من شأن ممارسات الجماعات المتطرفة -بنزعتها الإرهابية- أن تخلق أزمة طائفية وتعزز العصبيات الدينية والعرقية والمذهبية، فقد ظهرت في الأيام الأخيرة مضايقات للمسيحيين واعتداء على قبورهم، ومحاولة اقتحام مقام السيدة زينب، ومداهمات منازل العلويين والمسيحين. وإن كانت هذه الممارسات حتى الآن ليست على نطاق واسع إلا أن الاستمرار فيها سوف يدفع مشروع التقسيم قُدماً.
فإذا ما اختفت الدولة الوطنية المركزية -التي تضمن مصالح الجميع- سوف تعود المجتمعات المحلية إلى الهويات الخاصة تتعصب حولها لحماية نفسها.
قد يتم التوصل إلى حدود الدويلات عبر المفاوضات بين الفصائل المختلفة الممثلة للعرقيات والطوائف والمذاهب لتحديد الحدود وتقاسم الموارد، ومن المحتمل أن تستمر الصراعات لفترة طويلة حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
وسيترتب على تقسيمٍ كهذا صراعاتٌ جديدة بين هذه الكيانات على الحدود والموارد، وستظل القوى الإقليمية والدولية حاضرة في الساحة السورية لضمان مصالحها. التقسيم هذا سيعني نسف الهوية الوطنية السورية والدولة السورية المستقلة، التي برزت إلى الوجود عقب رحيل المستعمر الفرنسي في العام 1947م.
خارطة سوريا الجديدة
افتراض وقوع حرب أهلية طويلة الأمد في سوريا مدعومة بتدخلات خارجية قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية والديمغرافية، حيث يمكن أن تظهر عدة كيانات أو دول جديدة تستند إلى التوازنات الطائفية، والعرقية، والسياسية. بناءً على الوضع الحالي والتوترات المعروفة. يمكن تخيل سيناريوهات التقسيم على النحو الآتي:
دولة علوية في الساحل:
تشمل مناطق الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس) وتمتد إلى أجزاء من حمص وحماة، غالبية سكانها علويون، وقد تستفيد من الدعم الروسي أو الإيراني لحمايتها بكونها كياناً منفصلاً.
دولة كردية شمال شرق سوريا:
تمتد على المناطق ذات الغالبية الكردية، مثل الحسكة والقامشلي، وصولاً إلى الحدود العراقية والتركية. تتمتع بدعم غربي، خاصة من الولايات المتحدة، على غرار إقليم كردستان العراق.
دولة سنّية في الشمال والوسط:
تشمل المناطق ذات الأغلبية السنية مثل حلب وإدلب وجزء من دير الزور والرقة، وقد تكون مدعومة من تركيا وبعض الدول الخليجية، مع نفوذ قوي للفصائل الإسلامية المتطرفة.
دولة درزية جنوب سوريا:
تتركز في السويداء وجزء من ريف درعا، تتمتع بتوازن عرقي وديني معتمد على حماية خارجية من “إسرائيل”.
دمشق وريفها قد تكون منطقة حكم خاص أو عاصمة رمزية، تخضع لسيطرة جهة دولية أو قوة محلية متعددة الأطراف للحفاظ على أهميتها الدينية والتاريخية.
موقع أنصار الله – أنس القاضي