عنوان آخر للموضوع «بايدن أم ترامب».. خبراء سياسيون يكشفون أثر الانتخابات الرئاسية على منطقة الشرق الأوسط

 

 

 

قال عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، إن معايير الانتخابات الرئاسية الأمريكية تخضع للعديد من الاعتبارات، مما يجعل من الصعب التكهن بالرئيس الفائز، حيث تمثل الانتخابات الأمريكية المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، حيث تتميز هذه الحملات الانتخابية بشراسة، حيث يستخدم كل طرف كل الأدوات الممكنة.


الانتخابات الأمريكية تمثل المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزبينالدكتور ضياء حلمي 

من جانبه أوضح الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الانتخابات الأمريكية تمثل المنعطف الأخير في الصراع التقليدي بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، حيث تتميز هذه الحملات الانتخابية بشراسة، حيث يستخدم كل طرف كل الأدوات الممكنة، مع حدوث تجاوزات كبيرة قبل وأثناء الانتخابات، وحتى بعدها، بما في ذلك تبادل الاتهامات وحملات التشكيك في نزاهة الانتخابات من قبل الخاسرين، هذه الظواهر تمثل مفارقة ملفتة، حيث كانت الولايات المتحدة تنتقد ممارسات مماثلة في انتخابات الدول الأخرى.

 

فوز ترامب سيأتي نتيجة انخفاض شعبية بايدن


واضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" في حال فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية القادمة، فإن ذلك لن يكون بسبب شعبيته أو رأي الناخب الأمريكي فيه، بل سيكون بسبب انخفاض شعبية بايدن، الذي يتعرض للانتقاد بسبب سنه المتقدمة وعدم تحقيقه لإيجابيات اقتصادية كافية للناخب الأمريكي، الذي يهتم بأسعار السلع في السوبرماركت وحجم الدولار في جيبه، وقد فشل بايدن بشكل كبير في هذه الجوانب، بالإضافة إلى ذلك، فإن مساندته وحزبه لحكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة تؤثر سلبًا على شعبيته، مما أدى إلى فقدان جزء من هيبة أمريكا في أوكرانيا.

 

وقال: إذا دقق أي خبير سياسي بعناية، فسيكتشف أن الصين حققت انتصارات كبيرة وملموسة خلال فترة حكم بايدن، وقد أقر نظامه بأن الصين حققت تقدمًا مذهلًا في الاقتصاد والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهذه الأمور من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على مسار قطبية العالم خلال العقود العشرة المقبلة على الأقل.

 

وأشار الخبير السياسي إلى أن أوضح دليل على ذلك هو سلسلة الزيارات المتتالية لوزراء الحكومة الأمريكية إلى بكين، حيث زارت وزيرة الخزانة بلادها مرتين، ووزير الخارجية أكثر من ذلك، تُظهر هذه الزيارات محاولات يائسة من الولايات المتحدة للحد من تقدم الصين، بعد فشل السياسة الأمريكية في إيقاف التقدم الصيني وترسيخ مكانتها في العالم، وتشمل هذه المحاولات الاستئصالية محاولة لتعطيل الصين على الأقل عن التقدم، ويعكس ذلك أيضًا المساعي الصينية للوساطة في المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران.


ترامب وعد الناخبين الأمريكيين بتحقيق تحسن اقتصادي سريع


وأكد الخبير السياسي أن وعد ترامب للناخبين الأمريكيين بتحقيق تحسن اقتصادي سريع يثير آمالًا جادة في العقول الأمريكية، مشيرًا إلى أن فوز ترامب أو بايدن في الانتخابات الرئاسية لن يؤثر كثيرًا في النهج العام للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أو الاتجاه الاستراتيجي للبلاد في المنطقة، موضحًا أن هذا المبدأ يعتبر مشتركًا بين الأحزاب الديمقراطية والجمهورية، ولكن تختلف الوسائل والأساليب المستخدمة في تنفيذ نفس السياسة.

 

وبالنسبة للقضية الفلسطينية، أشار إلى أهمية أن تتبنى القيادة الفلسطينية مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية، والابتعاد عن الانقسامات الداخلية بين الفصائل والميليشيات وحركات الجهاد، لافتًا إلى أن تحلى القيادة الفلسطينية بالواقعية السياسية يمكن أن يجعل تحقيق الحلول ممكنًا، وأنه في ضوء الظروف الراهنة والتحليل السياسي الحالي، يبدو أن البحث عن حلول من خلال المفاوضات وتعزيز السلم والأمن في المنطقة هو الخيار الأكثر واقعية.

 

 

من الصعب التكهن بالرئيس الفائزالدكتور رمضان قرني

من جانبه قال الدكتور رمضان القرني، الخبير السياسي، إن معايير الانتخابات الرئاسية الأمريكية تخضع للعديد من الاعتبارات، مما يجعل من الصعب التكهن بالرئيس الفائز.


وأشار "القرني" في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن ذلك يشمل الأبعاد الاقتصادية والمالية، مثل فرض الضرائب على المواطنين وقضايا السياسة الخارجية، وعلى الرغم من أن الأدبيات السياسية الأمريكية تُولي اهتمامًا كبيرًا لقضايا الشأن الخارجي، إلا أن الأمور الداخلية تظل محور اهتمام كبير أيضًا، فالفائز في الانتخابات الرئاسية يعتمد على العديد من الأمور الداخلية في حسم النتيجة النهائية.

 

السياسة الخارجية ستلعب دورًا كبيرًا في اختيارات وتوجهات الناخب الأمريكي


وأشار إلى أن السياسة الخارجية ستلعب دورًا كبيرًا في اختيارات وتوجهات الناخب الأمريكي، خاصة مع وجود عدة أزمات كبرى تطرح تحديات جسيمة، ويتضمن ذلك الصراعات في الشرق الأوسط، مثل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، والتوترات الروسية الأوكرانية الحالية، والدعم الأمريكي والأوروبي للجانب الأوكراني، بالإضافة إلى الصراع الاقتصادي المستمر مع الصين.


وأوضح أن خلال فترة رئاسة ترامب التي استمرت أربع سنوات، شهدنا انخراطًا قويًا في قضايا الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بملفين رئيسيين، وهما الملف النووي الإيراني والصراع العربي الإسرائيلي، وربما كانت أبرز النجاحات التي حققتها إدارة ترامب هي إيقاف برنامج إيران النووي، وفرض العديد من العقوبات الدولية على إيران، والأهم من ذلك كانت الجهود المبذولة في تحقيق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية جديدة مثل البحرين والإمارات والمغرب والسودان.

 

إدارة ترامب شهدت فشلًا في السياسة تجاه إفريقيا


وعلى صعيد إفريقيا، قال: إن إدارة ترامب شهدت فشلًا في السياسة تجاه إفريقيا، حيث شهدت فترة حكمها انسحابًا أمريكيًا من القارة الأفريقية، وحدثت مصادمات بين الجانبين، خاصة مع اتهام الجانب الأمريكي ترامب باستمرار بإهانة وازدراء الأفارقة.


وأشار الخبير السياسي إلى أن الرئيس الأمريكي يتحرك وفق متغيرين رئيسيين، وهما المؤسسات الأمريكية والعامل الحزبي، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. ورغم ذلك، استنادًا إلى التجربة السابقة، يعتبر أن إدارة ترامب كانت أكثر فعالية بالنسبة للعالم العربي، بسبب عدة عوامل، بما في ذلك نجاحه في إيقاف برنامج إيران النووي والتصعيد في التعامل مع تهديداتها لمنطقة الخليج.


وأيضًا، تم توقيع العديد من الصفقات بين الشركات الأمريكية والدول الخليجية والعربية خلال فترة إدارة ترامب، ويرجح البعض أنه بفضل علاقاته القوية مع دول الخليج ومصر والأردن، قد تتمكن إدارته من التقدم في حل ملفات معقدة، مثل التوترات الإقليمية والتصعيد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وربما يكون هناك تفكير في حل الدولتين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الانتخابات الرئاسية الحزب الديمقراطي الولايات المتحدة الانتخابات الأمريكية منطقة الشرق الأوسط الحزب الجمهوري انتخابات الأمريكية الانتخابات الرئاسية الامريكية انتخابات الرئاسية الأمريكية الرئاسية الأمريكية الانتخابات الأمریکیة الانتخابات الرئاسیة الخبیر السیاسی الشرق الأوسط إدارة ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

"المستقبل للأبحاث" يستشرف سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط

أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" ملفاً خاصاً عن الانتخابات الأمريكية 2024، تحت عنوان "هاريس أم ترامب: الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة"، شارك فيه نخبة من الخبراء وكبار الكتَّاب والباحثين.

ويتناول الملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية من زوايا مختلفة وأفكار متنوعة، بدايةً من البيئة الانتخابية والعوامل المؤثرة في هذه الانتخابات، وصولاً إلى التداعيات والانعكاسات والمسارات المحتملة للانتخابات.

 

الاستقطاب والانقسام السياسي

وأشار الملف إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 تكتسب أهمية خاصة، نظراً للعديد من العوامل، من بينها معاناة الولايات المتحدة من تزايد حالة الاستقطاب والانقسام السياسي، ولاسيما منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2017 خلال ولايته الرئاسية الأولى، وهي الحالة التي اتسعت تدريجياً وخاصةً مع اقتحام أنصار ترامب للكونغرس في يناير (كانون الثاني) 2021، اعتراضاً على نتائج الانتخابات آنذاك، والتي أسفرت عن فوز الرئيس الحالي بايدن.

 

أحداث عالمية

كما تتزامن انتخابات هذا العام مع العديد من الأحداث الفارقة التي يشهدها العالم، وعلى رأسها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير (شباط) 2022، والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما ارتبط بها لاحقاً من شن إسرائيل حرباً على حزب الله اللبناني، والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، فضلاً عن مواصلة الحوثيين تهديدهم للسفن والملاحة في البحر الأحمر. ويُضاف إلى ذلك، قضايا دولية أخرى مثل: النفوذ الصيني المتزايد، والعلاقات مع دول أوروبا، وتغير المناخ... وغيرها.

 

عوامل داخلية وخارجية 

ويري المستقبل للأبحاث أن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي قد تؤثر في حسم السباق الرئاسي بين هاريس وترامب، لعل أبرزها الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، والتي تؤدي الدور الأبرز في تحديد توجهات الناخبين الأمريكيين.

وهناك كذلك "الولايات المتأرجحة" غير المنتمية تقليدياً لأي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، والتي تتأرجح أصواتها بين كلا الحزبين بهامش قليل في كل انتخابات.

وفي انتخابات 2024، من المُرجح أن تكون الولايات الحاسمة هي: أريزونا، وفلوريدا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا، وكارولاينا الشمالية، وويسكونسن، وبنسلفانيا.

جدير بالذكر أنه في انتخابات 2020، تغلب بايدن على ترامب في ست من هذه الولايات الثماني، باستثناء فلوريدا، وكارولينا الشمالية، مما منحه حينها تقدماً سمح له بالوصول إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021. ويُضاف إلى ما سبق، عوامل أخرى مؤثرة في السباق الانتخابي، مثل: قضية الهجرة، والانتماء الديني، ودعم المشاهير ونجوم الفن والرياضة والتكنولوجيا لأي من المرشحين الرئاسيين، والتهديدات السيبرانية.

 

سياسات الولايات المتحدة

وأشار المستقبل للأبحاث إلى أنه من المُتوقع أن يكون للانتخابات الحالية تأثير في سياسات الولايات المتحدة، سواء الداخلية أم الخارجية على صعيد علاقاتها مع الحلفاء ومواجهتها الخصوم ومواقفها من الصراعات والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وغيرها، خلال السنوات الأربع المقبلة؛ وهي التأثيرات التي ستختلف إذا فازت هاريس أم ترامب.

ففي حالة فوز هاريس، الأرجح أن تميل إلى النهج التقليدي في إدارتها، ولا يُتوقع تبنيها أي مبادرات كبرى أو مفاجئة، بل ستعتمد على الواقعية تجاه قضايا المنطقة، ومنها محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، والدعوة إلى التهدئة في الإقليم، ودعم "حل الدولتين" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما إذا فاز ترامب، فالأرجح ميله إلى الانعزالية، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية بشكل واسع النطاق خارجياً، مع تشديد العقوبات على إيران، والانحياز الأكبر لإسرائيل في حربها على غزة ولبنان.
وعلى كل حال، من الصعب توقع الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام، حيث تتباين استطلاعات الرأي إلى حد كبير في تقديراتها لنسب التصويت لكلٍ من هاريس وترامب، وما زالت الفروق ضئيلة للغاية بينهما حتى قُبيل أيام قليلة من التصويت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني).

 

انتخابات الكونغرس

وبالتزامن مع هذه الانتخابات الرئاسية، ستشهد الولايات المتحدة انتخابات أخرى مهمة للكونغرس؛ إذ سيتم انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 نائباً، وثُلث أعضاء مجلس الشيوخ من إجمالي 100 عضو.

ويسعى كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري للسيطرة على الكونغرس، نظراً لتأثير ذلك في قدرة الرئيس الأمريكي القادم على تمرير أجندته التشريعية.

ووفقاً لانتخابات للكونغرس الأخيرة في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، يحتفظ الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس الشيوخ بإجمالي 51 مقعداً، مقابل 49 مقعداً للجمهوريين.

وعلى العكس في مجلس النواب، حيث يمتلك الجمهوريون الأغلبية بـ222 مقعداً مقابل 213 مقعداً للديمقراطيين.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. لماذا تشكل قلقًا للشرق الأوسط وأوروبا؟
  • ترامب يواصل هجومه على بايدن وبيلوسي مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024
  • ترامب يواصل هجومه الحاد على بايدن وبيلوسي مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • المستقبل للأبحاث يستشرف سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط
  • خالد داود: استطلاعات الرأي بالانتخابات الأمريكية خادعة ولا تعكس الواقع
  • يوم أخير للحملات الانتخابات الأمريكية وسط تقارب كبير بين المرشحين
  • "المستقبل للأبحاث" يستشرف سيناريوهات الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الشرق الأوسط
  • عبدالمنعم سعيد: فوز كامالا هاريس بالانتخابات الأمريكية يفتح آفاق السلام في الشرق الأوسط
  • عبد المنعم سعيد: تقارب كبير بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • إقبال كبير على التصويت المبكر بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بولايتي كارولاينا الشمالية وميشيجان