RT Arabic:
2025-02-22@06:15:04 GMT

كلاهما يحب أوربان

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

كلاهما يحب أوربان

العلاقة الوطيدة بين رئيس وزراء المجر والصين تجلب الأخيرة إلى الحضن الأوروبي والناتو! فماذا يفعل اليمينيون الأمريكيون في بودابست؟مارك ثيسين – واشنطن بوست

ما هو القاسم المشترك بين اليمين الأمريكي المحافظ والحزب الشيوعي الصيني؟ والجواب هو أن كليهما يحب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

لقد واصل مؤتمر العمل السياسي المحافظ احتضانه لأوربان في الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعه السنوي الثالث لليمين الأوروبي في بودابست.

ويقول رئيس مؤسسة التراث كيفين روبرتس إنه "فخور بشكل خاص" بعلاقة مجموعته بأوربان، واصفا الأخير بأنه "نموذج للحكم المحافظ".

حقًا؟ ولنضع جانباً أن أوربان أعلن صراحة: "لا نريد أن نصبح شعباً من أعراق مختلطة"، ولنضع جانباً أن أوربان أيد علناً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسافر إلى موسكو لمصافحته بفخر، في وقت حيث كان زعماء غربيون آخرون يتجنبونه. وإذا لم يكن هذا كافيا لجعل أوربان مصدر خطر لليمين الأمريكي، فماذا عن احتضان أوربان للرئيس الصيني شي جين بينج؟

إذا كان هناك شيء واحد من المفترض أن يوحد جميع فروع التيار المحافظ الأمريكي، فهو الاعتراف بأن الصين تشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة. حسنًا، لقد نجح أوربان في تحويل المجر إلى أقرب حليف للحزب الشيوعي الصيني في أوروبا.

لقد استضاف أوربان وزير الأمن العام الصيني، وانغ شياو هونغ، المسؤول الحكومي المسؤول عن مكافحة التجسس ووقع اتفاقيات لتعميق التعاون بين البلدين في مجال مكافحة التجسس. وتسمح الاتفاقيات الجديدة للشرطة الصينية بالقيام بدوريات داخل البلاد، مما يسمح لها بمطاردة المنشقين الصينيين في أوروبا بسهولة أكبر. وأعلنت المجر مؤخرا أن الرئيس شي جين بينج سيزور بودابست هذا الشهر، ومن المفترض أن يساعد حكومة أوربان التي تعاني من ضائقة مالية بسخاء.

وفي الوقت الذي يضغط فيه المحافظون الأمريكيون من أجل الانفصال الاقتصادي عن الصين، جعل أوربان بكين أكبر شريك تجاري لبلاده خارج الاتحاد الأوروبي وأحد كبار المستثمرين فيها. "نحن فخورون بأن المجر أصبحت الآن الوجهة الأولى للاستثمارات التجارية الصينية في أوروبا الوسطى. نشكر الرئيس شي على هذا".

وقعت حكومة أوربان اتفاقيات تعاون استراتيجي مع الشركات الصينية الكبرى بما في ذلك بنك الصين وشركة هواوي، والتي دعتها المجر للعب دور حاسم في تطوير التحول الرقمي والمجري في المجر، رغم أن الولايات المتحدة تعتبرها تهديدًا لأمن المعلومات في حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل جعل أوربان المجرتوقع اتفاقية تعاون الحزام والطريق مع الصين، وحصل على 7.6 مليار دولار من بكين. وتقوم الصين بتمويل خط السكك الحديدية فائق السرعة من بودابست إلى بلغراد، وهو المشروع الأكثر أهمية لمبادرة الحزام والطريق في أوروبا. وأعلنت الحكومة مؤخرا عن مشروع الحزام والطريق الجديد لبناء خط أنابيب النفط بين المجر وصربيا. كان أوربان هو العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي في منتدى الحزام والطريق الثالث في بكين في أكتوبر. وعقد اجتماعا دافئا مع شي، ووقع خمس اتفاقيات جديدة لمشروعات صينية في المجر.

وفي الوقت الذي ينتقد فيه الجمهوريون في الكونغرس الجامعات الأمريكية بسبب قبولها أموالاً من الصين الشيوعية والسماح لبكين بإنشاء معاهد كونفوشيوس في حرم الجامعات الأمريكية، دعا أوربان بكين لبناء حرم جامعي تابع لجامعة فودان في شنغهاي بقيمة 1.8 مليار دولار لتكون أول جامعة صينية في الاتحاد الأوروبي.

كل هذا هو جزء من استراتيجية متعمدة يطلق عليها أوربان "الانفتاح الشرقي"، وتهدف للحد من اعتماد المجر على التجارة مع الغرب وإعادة توجيه البلاد نحو الصين والشرق.

إذا كان أوربان يريد احتضان الرئيس الصيني فهذا خياره. ولكن لماذا سيحتضنه المحافظون الأمريكيون إذن؟ وحتى ترامب أشاد بأوربان واستضافه مؤخرا في مارالاجو. وفي الوقت نفسه، فإن أولئك الذين ينتمون إلى اليمين المناهض لأوكرانيا يزعمون أنهم ليسوا مؤيدين لبوتين، بل يعتقدون فقط أن الحرب في أوكرانيا هي مجرد إلهاء عن التهديد الحقيقي الذي تفرضه الصين. حسنا، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يدعمون أقرب أصدقاء شي جين بينج وحليفه في أوروبا؟

وربما يرى اليمينيون الأمريكيون أن أوربان بطلاً للسياسات المناهضة للعولمة والحدود المفتوحة والمؤيدة للأسرة. حسنا، وكذلك الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. كلاهما تمكنا من النضال من أجل سياسات عائلية قوية والدفاع عن أهمية الدولة القومية دون الوقوف إلى جانب روسيا والصين. فلماذا لا يتم عقد مؤتمر العمل السياسي في وارسو أو روما بدلا من بودابست؟

المصدر: واشنطن بوست

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: التجسس الحزب الجمهوري الكونغرس الأمريكي جورجا ميلوني حلف الناتو دونالد ترامب شي جين بينغ فلاديمير بوتين هواوي الحزام والطریق فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

أسامة ربيع يبحث التعاون مع مبعوث الرئيس الفرنسي لشئون الممر الاقتصادي الهندي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، جيرارد ميستراليت المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا"IMEC"، لبحث سبل التعاون المشترك، بحضور السفيرة نجلاء نجيب نائب مساعد وزير الخارجية، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية. 

 يأتي ذلك على هامش زيارته الرسمية للقاهرة، وفي إطار التعاون المثمر والتنسيق المستمر بين هيئة قناة السويس ووزارة الخارجية، وتهدف الزيارة إلي التعرف عن قرب على قناة السويس ومشروعاتها التنموية. 

 في مستهل اللقاء، أكد الفريق أسامة ربيع على الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس باعتبارها حلقة الوصل الأقصر والأسرع والأكثر أمانا بين الشرق والغرب وركيزة أساسية لطالما اعتمدت عليها صناعة النقل البحري على مدار ما يزيد عن قرن ونصف من الزمان. وأوضح الفريق ربيع أن المستقبل يحمل مزيدا من الفرص الواعدة لتحقيق الاستفادة المثلى من قناة السويس في ظل تبني الدولة المصرية لاستراتيجية تطوير طموحة ومتكاملة تشمل المجرى الملاحي للقناة والمنطقة الصناعية واللوجيستية المحيطة لتعظيم الاستفادة من ميزة الموقع الجغرافي الفريد في قلب العالم. 

 وأضاف رئيس الهيئة أن قناة السويس نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة لعملائها بتوفير الوقت والتكلفة و الخدمات البحرية واللوجيستية اللازمة لتلبية متطلبات عملائها في مختلف الظروف بما يساهم بشكل فعال نحو خدمة حركة التجارة العالمية. وشدد رئيس الهيئة على استعداد قناة السويس الدائم للتعاون والتكامل مع كافة الأطروحات والمشروعات البحرية الجديدة التي تسعى لتعزيز التجارة بين الدول أو تسهيل العمليات اللوجيستية اللازمة لنقل البضائع لاسيما وأن النقل البحري يستحوذ على النسبة الأكبر من حجم التجارة العالمية. 

 وأكد رئيس الهيئة أن أزمة البحر الأحمر لم تسفر عن خلق طريق مستدام بديل لقناة السويس بل أثبتت أهمية القناة لاستدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية حيث أدى اتخاذ العديد من الخطوط الملاحية لطريق رأس الرجاء الصالح إلى ارتفاع نوالين الشحن وزيادة التكاليف التشغيلية وقيم التأمين البحري فضلا عن ما نتج عن زيادة مدة الرحلات من زيادة استهلاك الوقود وارتفاع مستوى الانبعاثات الكربونية الضارة في البيئة البحرية.

 ثم استعرض الفريق ربيع الجهود التي بذلتها الهيئة لتقليل تأثيرات الأزمة على عملائها من استحداث حزمة من الخدمات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل مرورا بتبني سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة، منها تثبيت مستوي رسوم العبور عبر القناة، فضلا عن تحقيق التواصل المستمر والفعال مع الخطوط الملاحية وشركات الشحن الكبرى. وأشار الفريق ربيع إلى وجود العديد من المؤشرات الإيجابية نحو بدء عودة الاستقرار للمنطقة، وهو ما انعكس على قيام العديد من السفن بتعديل مسارها للعودة مرة أخرى للعبور من قناة السويس. 

 من جانبه، أعرب جيرارد ميستراليت المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا"IMEC" عن تطلعه لاستثمار زيارته لهيئة قناة السويس لمناقشة سبل التعاون واكتشاف فرص التعاون المحتملة في مشروعات قناة السويس المختلفة. 

 وأكد المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي أن الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا"IMEC" لن يكون منافسا لقناة السويس فهناك اختلاف واضح من حيث الطاقة الاستيعابية لحجم التجارة التي يمكن استيعابها في الممر الجديد الجاري إنشاؤه حيث يعتمد على النقل البحري في بعض مراحله بالإضافة إلى النقل بواسطة السكك الحديدية. وأوضح ميستراليت أن الهدف من زيارته لمصر هو التعرف عن قرب على استراتيجية قناة السويس وما يمكن أن تقدمه قناة السويس من خدمات بحرية ولوجيستية، لافتا إلى أن طرق الممر الجديد مازالت قيد الدراسة وهناك العديد من البدائل التي يتم دراستها والتي يمكن من خلال بعضها التعاون مع مصر من خلال العبور بقناة السويس. 

 وثمن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي الخطوات الجادة التي اتخذتها هيئة قناة السويس نحو تعزيز مشروعاتها في مجال البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات الملاحية المُقدمة للعملاء، كما أشاد بالتعامل المرن للهيئة في إدارة أزمة البحر الأحمر، متمنيا عودة الاستقرار الكامل إلى المنطقة في القريب العاجل. من جهتها أكدت السفيرة نجلاء نجيب نائب مساعد وزير الخارجية على أهمية اللقاء في ضوء الجهود المبذولة للتعريف بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية خلال العشر سنوات الماضية لتصبح مصر نقطة محورية أساسية ليس للربط بين آسيا وأوروبا فقط وإنما للتوسع لربط أطراف أخرى في الشرق الأقصى وغرب أوروبا وأفريقيا وغيرها مما يمكن معه طرح فرص للتعاون المستقبلي لتكون مصر جزءا من الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا"IMEC. 

 شملت الزيارة، تفقد محاكيات التدريب بأكاديمية التدريب البحري والمحاكاة، تلاها زيارة مارينا يخوت قناة السويس، ثم القيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، اعقبها تفقد متحف قناة السويس للتعرف عن قرب على ما يحتويه من مقتنيات تاريخية تسرد تاريخ القناة منذ بداية الحفر وحتى الآن.

مقالات مشابهة

  • افتتاح الجناح المصري في معرض المجر الدولي للسفر 2025
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يستقبل السيد شي هونغ وي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سوريا
  • شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
  • لا مجال للحواجز النارية.. نائب ترامب يهدد التحالف الأمريكي الأوروبي
  • ترامب: الرئيس الصيني وجميع الزعماء سيأتون لواشنطن في نهاية المطاف
  • نائب الرئيس الأمريكي يكشف أكبر خطر يواجه أوروبا
  • نائب الرئيس الأمريكي: الهجرة غير النظامية أكبر تهديد إلى أوروبا
  • السفارة الروسية في المجر تحذر من خطر هجمات أوكرانية محتملة
  • السفارة الروسية في المجر تحذر من خطر وقوع هجمات أوكرانية
  • أسامة ربيع يبحث التعاون مع مبعوث الرئيس الفرنسي لشئون الممر الاقتصادي الهندي