تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أزمة الفقر المائي تلقي بظلالها على المحاصيل التي تُصنفها وزارة الري والموارد المائية بأنها الأكثر شراهة للمياه مثل الأرز وقصب السكر والموز وغيرها، وعلى إثر ذلك تُتخذ التدابير القانونية بغية فرض القيود أو تقنين زراعتها ولعل أخرها ما ذكره الدكتور هاني سويلم وزير الري والموارد المائية، الذي شدد  على ضرورة التزام المزارعين بزارعة الأرز فقط في المناطق المصرح لها بزراعة الأرز بمناسبة قرب حلول فترة أقصى الإحتياجات المائية.

يري الخبراء بأحقية تحديد سياسية تحافظ على المياه شريطة ألا تؤثر بالسلب على صلاحية الأراضي الزراعية التي من المفترض أن تكون لها الأولوية وأضافوا، بأن الأرز محصول استراتيجي ينقذ أراضي الدلتا التي حذرت تقارير البنك الدولي من تملح ثلث مساحتها، علاوة عن التنوع البيولوجي والمردود الاقتصادي الجيد لمحصول الأرز على فلاحية  ونقلهم من العوز والحاجة لتحقيق هامش ربح.

القرار الوزاري رقم ٥٤٣ بتاريخ ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ حدد المساحات المصرح بزراعة الأرز  بعدد من المحافظات وهى "الإسكندرية - البحيرة - الغربية - كفر الشيخ - الدقهلية - دمياط - الشرقية - الإسماعيلية – بورسعيد"، وأن الوزارة ملتزمة بتوفير المياه للمساحات المقررة لزراعة الأرز.

 

يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: يبدأ حصاد الأرز خلال شهر سبتمبر ومن ثم تتراجع الاحتياجات المائية وعادة يتم "فطم" المحصول، ولابد من تحديد لزراعات الأرز بحسب كميات المياه خاصة أننا تعاني من الفقر المائي الذي يدفع  لتقليل مساحات الحاصلات الشرهة للمياه مثل "الأرز وقصب السكر والموز" رغم أن الموالح تدخل أيضًا ضمن الحاصلات.

ويواصل "نور الدين": ينبغي زراعة ثلث أراضي الدلتا التي تبلغ أربعة ونصف مليون فدان بالأرز كل عام بنحو لا يقل عن مليون ونصف فدان لحمايتها من التملح الذي يسري لشمال ووسط الدلتا بفعل البحر وهنا تأتي أهميته كبديل للفيضان ما قبل السد العالي لغسيل ملوحة التربة السارية بحسب توصيات البنك الدولي، كما أن اهتمام "الري " بالمياه على حساب تدهور الأراضي الزراعية غير مقبول ويستلزم إعادة النظر في ذلك لأن وظيفتها هي الحفاظ على المياه والتربة، فالحفاظ على صلاحية التربة الزراعية أولا ثم تقليل الهدر المائي، كم يعد محصول اقتصادي سعره الكيلوجرام  منه ضعف نظيره من القمح والذرة وينقل الفلاح من الحاجة والعوز.

الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية

ويضيف "نور الدين": يمكن اعتبار أن شهور "يوليه وأغسطس وسبتمبر" هي فترة "أقصي الاحتياجات المائية للنباتات" خاصة في ظل الاحتباس الحراري حيث  تُزرع المحاصيل الصيفية عادة في  أواخر شهر مايو بعد الانتهاء من حصاد المحاصيل الشتوية ويتم حصادها في شهري سبتمبر وأكتوبر وخلال نصف هذه الفترة تسمي فترة "أقصي احتياجات مائية للنباتات" وهي التي يكون النبات في طور النضج مثل طرح السنابل وهي خلال "يوليه وأغسطس" التي ترتفع فيها درجات الحرارة وفاقد المياه كبير من أوراق النباتات وسطح التربة عن طريق البخر.

غرامات للمخالف

وأضاف "وزير الري والموارد المائية"،  أن قيام بعض المزارعين بمخالفة القرار الوزاري وزراعة الأرز في غير المساحات المصرح بالزراعة فيها يؤثر سلبًا على عملية توزيع المياه بالمحافظة الواقع بها المخالفة والمحافظات وأوضح أنه وطبقًا للمادة رقم (٢٨) من قانون الموارد المائية والري رقم ١٤٧ لسنة ٢٠٢١ ولائحته التنفيذية، فإنه يُوقع على المخالف الغرامة المنصوص عليها فى المادة (١٠٤) من القانون، كما تحصل قيمة تبديد المياه عن زارعة الارز بالمخالفة طبقا للائحة التنفيذية للقانون، مضيفًا أنه يمكن لأى مزارع التواصل مع الإدارة العامة للرى أو الإدارة الزراعية اللى تقع أرضه الزراعية بزمامها لتحديد مدى وقوع أرضه ضمن المساحة المصرح بزراعتها بالأرز من عدمه.

تراجع زراعة الأرز لـ56%

بحسب تحليل بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في الفترة من 2006 حتي 2021؛  فقد تراجعت  المساحة المنزعة بالأرز من مليون و676 ألف فدان إلى مليون 105 ملايين فدان؛ بنسبة 65.9%، مصحوبًا بتراجع إنتاجية من6 مليون 677 ألف طنًا إلى 4 ملايين 424 ألف طنُ بنسبة 61.6%.  كما حذرت دراسة صادرة عن معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ديسمبر 2017 –من تناقص المساحة المنزرعة بالأرز من مليون 568 ألف فدان في الفترة " 2000 إلى2015" إلى مليون 216 فدانًا  بتناقص مقداره 352 ألف فدان بنسبة تناقص 22%، تبعها تراجع في الإنتاجية من 5مليون 817 ألف طن إلى 5مليون 467 ألف طنًا بنحو 350 ألف طن بنسبة تنتقص6% وتحولنا من التصدير إلى الاستيراد؛ فزادت واردات الأرز لتصل إلى مليون طنًا من الأرز ما يؤثر على الميزان التجاري الزراعي والقومي.

 

جدي بالذكر أن القرار الوزاري -رقم ٥٤٣ بتاريخ ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - تضمن التصريح بزراعة الأرز في مساحة إجمالية ٧٢٤٢٠٠ فدان، بالإضافة لمساحة ٢٠٠ ألف فدان تزرع بسلالات الأرز الموفرة للمياه والمقترحة من قبل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مثل الأرز الجاف وغيره كمناطق تجريبية توزع على المحافظات المصرح لها زراعة الأرز بالدلتا، ومساحة ١٥٠ ألف فدان تزرع على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبيًا بشبكة الري والصرف والأراضي التي بـها مشاكل بالتربة بالمحافظات المصرح لها بزراعة الأرز بالدلتا.

الأرز يخدم التنوع البيولوجي

يشرح «جمال صيام» أستاذ الاقتصاد الزراعي: الأرز يمنع تسرب مياه البحر في أرض الدلتا ويقلل من زيادة ملوحتها "تمليح التربة" وفى حالة عدم زراعته لمدة سنتين تنخفض إنتاجية الأراضي للنصف وتهدد ببوار الأرض.

كما تضمن القرار الوزاري قيام أجهزة وزارة الزراعة واستصلاح الأراض بالمحافظات بتوزيع المساحات المصرح بزراعتها أرز على الجمعيات والأحواض الزراعية والمساحات المصرح لها بالزراعة وفقًا لمحددات القرار الوزاري مع قيام الإدارات العامة المختصة ومديريات الزراعة بعرض كشوف وكروكيات مساحات ومناطق زراعات الأرز طبقا لما ورد بالمادة رقم (٣٦) من اللائحة التنفيذية لقانون الموارد المائية والري رقم ١٤٧ لسنة ٢٠٢١.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زراعة الارز الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الموارد المائیة القرار الوزاری بزراعة الأرز زراعة الأرز المصرح لها نور الدین ألف فدان ألف طن

إقرأ أيضاً:

وزير الري يتابع الاستعدادات لفترة أقصى الاحتياجات المائية وموقف إيراد نهر النيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، اجتماعاً، اليوم الخميس، لمتابعة حالة الري بالمحافظات، والاستعداد لفترة أقصى الاحتياجات المائية، وموقف إيراد نهر النيل، وتحديد كميات المياه الواصلة لبحيرة السد العالي.

وأكد الدكتور سويلم على توفير الاحتياجات المائية حال طلبها من المنتفعين بالكميات المطلوبة وفى التوقيتات المناسبة ، والتعامل بمرونة مع حالات الطلب المتنوعة على المياه بالمناطق المختلفة على مستوى الجمهورية وقيام الإدارة المركزية لشئون المياه باتخاذ التدابير اللازمة والتعامل المرن مع القناطر الرئيسية وبرك التخزين الداخلية فى الشبكة بما يعمل على سرعة الاستجابة لطلبات زيادة التصرفات المائية للمناطق المختلفة التى تشهد زيادة فى الطلب على المياه مع الدخول لموسم اقصي الاحتياجات، مع تحقيق المناسيب اللازمة أمام مآخذ محطات مياه الشرب والحفاظ علي المناسيب الآمنة على طول نهر النيل.

ووجه باستخدام صور الأقمار الصناعية في تحديد التوسع في زراعات الأرز وتحديد الاحتياجات المائية المطلوبة، مع استمرار التنبيه على المزارعين المخالفين على أراضى طرح النهر باحتمالية غمر هذه المناطق كجزء من نهر النيل.

وأكد على اتخاذ الإجراءات الاستباقية لضبط المناسيب والتصرفات عبر نهر النيل بما يحقق الجاهزية للتعامل مع أي طلب مرتفع على المياه سواء بسبب زراعات الأرز أو موجات الحرارة العالية المتوقعة.

وشدد على ضرورة التزام كل إدارة رى بالحصص المائية المقررة لها، ومتابعة إدارة توزيع المياه لمدى الالتزام بالمناسيب المقررة خلف القناطر الفاصلة بين إدارات الرى على مستوى الجمهورية لتأمين احتياجات الرى ومياه الشرب، مع قيام كل إدارة عامة للرى بحسن إدارة وتوزيع المياه بزمام الإدارة من خلال الالتزام بتطبيق المناوبات وتنفيذ أعمال تطهيرات الترع ومتابعة قيام المنتفعين بتطهير المساقى الخصوصية، ومتابعة صيانة وإحلال بوابات أفمام الترع ومنشآت التحكم ومصابات نهايات الترع، ومنع التعديات علي جسور ومنافع الري في المهد للمحافظة على قدرة الشبكة على استيعاب وإمرار التصرفات المائية المطلوبة.

مقالات مشابهة

  • وزير الري يتابع استعدادات أقصى الاحتياجات المائية ويوجه باستخدام الأقمار الصناعية في متابعة زراعات الأرز
  • وزير الري يتابع الاستعدادات لفترة أقصى الاحتياجات المائية وموقف إيراد نهر النيل
  • «لا تهاون مع المخالفين».. قوص تنفذ 7 قرارات إزالة لتعديات على أراضي الدولة
  • كفاءة عالية في اقتصاديات التشغيل.. البنك الدولي يشيد بريادة السعودية في تحلية المياه
  • غرامات ضخمة ومصادرة ممتلكات.. إدارة ترامب تشدد عقوبات المهاجرين
  • وزير الري يتابع قطاع المياه الجوفية ومقترحات تطوير أعماله
  • البنك الدولي يشيد بريادة المملكة في قطاع تحلية المياه
  • "نموذج متقدم".. البنك الدولي يشيد بريادة المملكة في "تحلية المياه"
  • البنك الدولي يشيد بريادة المملكة في تطوير تقنيات “تحلية المياه”
  • البنك الدولي يشيد بريادة المملكة في تطوير تقنيات “تحلية المياه” منخفضة الطاقة وجهودها في إدارة المياه