رأى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "الحركة الطلابية في الجامعات الأمريكية، من كولومبيا إلى ما يناهز السبعين جامعة، إلى الجامعات في باريس وبريطانيا وألمانيا والسويد وغيرها من الدول الغربية المطالبة بإيقاف الحرب على غزة، والمطالبة بالحرية لفلسطين، والمطالبة بإيقاف الإمداد بالسلاح من دولها، هي حركة مباركة في مواجهة الإجرام وحرب الإبادة، هي حركة في مواجهة التزييف وشعار السامية وقلب الحقائق بالإعلام والثقافة الغربية.

وقد كشفت الحركة الطلابية كذب ادعاء الديمقراطية من خلال ممارسة الحكومات قمع المتظاهرين السلميين".

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك: "إننا نناشد جميع طلاب الجامعات في العالم الإسلامي والعربي, الإقتداء بالحركة الطلابية في الغرب التي تتحدى حكوماته، والضغط من منطلق إنساني لإيقاف الحرب ومناصرة الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن"استمرار الحرب والقتل والدمار والتجويع في غزة، وصمة عار على الدول والأنظمة التي لم تحرك ساكنا، وهي أمام امتحان القيم، ومع سقوطها تسقط الإنسانية".

أضاف: "العدو الإسرائيلي رغم كل دعم الدول والأنظمة لم يحقق شيئا من أهدافه التي شنّ الحرب من أجلها، بعد 210 أيام، بل ارتدت الحرب الوحشية على العدو، اختلافات حكومية، واستقالات أمنية وعسكرية، وانقسامات داخلية، ومظاهرات تقمع، تخبط وقلق واتهامات، أمام صمود شعب جبار، ومقاومة وبطولات ليس لها نظير في تاريخ المواجهات".

وشدد على أن "الوقوف إلى جانب الشعب ومقاومته في جبهات الإسناد من المنطلقات الأخلاقية والدينية والإنسانية لن يتوقف، حتى تتوقف الحرب على غزة". 

وختم: "المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض حربها مع العدو الإسرائيلي إسنادا ودفاعا، وقد جعلته في الشمال والمستوطنات في قلق وهلع وصراخ وانتقادات، والمقاومة تلاحقه بالرد بما يتناسب مع جهوزيتها الدائمة، وهي مستندة إلى حضنها الدافئ شعبها الشريف والعظيم، آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات، إن ذلك من دواعي الفخر والإعتزاز، إنه شعب على بصيرة، وينتظر القادم من الأيام لولي أمر يملؤها قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا وظلما، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا".

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

من يعتقدون بأنَّ المقاومة انتهت بسقوط دمشق بأيدي تتار العصر، وبمقتل عدد من قادتها، وتدمير كبير لبنيتها، فهم بلا شك فقراء في اللغة العربية؛ حيث لا يمتلكون منها سوى مفردات البؤس والفجيعة في التوصيف، وهم بلا شك فقراء في لغة الإعلام ولغة الصورة، والنظرة السطحية للأمور لإخفاء الحقيقة الكاملة، ولسكب الهزيمة في عقل الخصم والمتلقي، وهم بلا شك فقراء في الزاد التاريخي؛ حيث حرموا من التطواف والتجوال في التاريخ للوقوف على العبر والأحداث المشابهة، وهم بلا شك فقراء من الزاد الإيماني وأثره، بمشيئة الله وأثرها، والقوة الإيمانية الهائلة لأبناء فصائل المقاومة وأثرها، وهم بلا شك فقراء في معارف علوم ومسلمات أطوار الحياة ودول الأيام، وهم بلا شك ممن يعتقدون بأن التاريخ توقف وتجمد في بطون الكتب ولم يعد يُصنع، وهم بلا شك من ضحايا السرديات الصهيونية بأنَّ الكيان لا يُهزم وأمريكا قضاء وقدر.

حينما تكون المعطيات لديك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون استنتاجاتك خاطئة وقناعاتك هشة ومنحرفة عن الحقيقة، والعكس صحيح، لهذا فنحن نعيش في عصر التزييف العميق، وبسط السطحية ونثر الهشاشة وتمكين التفاهة، تمهيدًا للاحتلالات والسيطرات المقبلة من قبل العدو على العقول والحقول معًا.

الخبرة التراكمية للمقاومة اليوم في مواجهة العدو وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا وبمرتبة تكافؤ الردع والخسائر والوجع، والعدد النوعي والكمي للمقاومة اليوم بمرتبة فخر للأمة بشقها المقاوم، وبمرتبة رعب وقلق للصهاينة والمتصهينين.

والعقيدة القتالية لفصائل المقاومة، واتساع نطاق ثقافتها العابرة للأجيال والحدود هو ما يُرعب العدو حقيقة ويقض مضاجعه ويقلل من منسوب عمره وزمن احتلاله.

فصائل المقاومة اليوم تجاوزت العقود الأربعة من عمرها، وهو عمر الحكمة والرشد والتكليف بعظائم الأمور، وبالنتيجة فلا قلق عليها من فقد رمز هنا أو قائد هناك، ولا بفقد منشآت أو عتاد أو كوادر، فهذه جميعها من مسلمات الحروب.

تصعيد المقاومة لعملياتها ومواجهاتها للعدو، وتعدد تلك المواجهات ونوعيتها جعل الفخر التراكمي بالانتصارات يتعاظم يوماً بعد يوم؛ بل وجعل حضور المقاومة وثقافتها تزاحم ثقافات التفاهة والترفيه الماجن وتلغيها؛ بل وجعل النظام الرسمي العربي يُعيد حساباته بصمت، ويتيقن بأن المقاومة خياره الأوحد والصريح للبقاء على قيد الحياة، وأن فلسطين هي الخندق الأول للدفاع عن الأمن القومي العربي.

نتائج هكذا حروب ومواجهات مفصلية في التاريخ لا تظهر فوريًا، بل تظهر مؤشراتها أولًا ثم تتبعها النتائج الطبيعية على الأرض، لهذا نقول ونكرر بأن العدو انتصر تكتيكيًا، عبر التدمير والاغتيالات ولغة الصورة السطحية المؤثرة على المتلقي، ولكن المقاومة انتصرت استراتيجيًا عبر توازن الرعب والردع والخسائر، وانتصارات المقاومة ستجعل الكيان يراجع ذاته في كل شيء ويسأل كل فرد في الكيان سؤال بعد ملحمة طوفان الأقصى "كيف وصلنا إلى هنا"!؟ فخسائر كيان دولة لا تقاس بخسائر فصائل، ومنسوب خسائر العدو لا يقاس بسقف المقاومة المفتوح لتلقي الخسائر ثمنًا للكرامة والعزة والشرف والكبرياء. والمنتصر لا يفاوض لوقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرى؛ بل يُملي شروطه على الآخر، وهزيمة العدو تأتي عبر خيارين، هزيمة العدو وسحق قدراته القتالية، أو منعه من تحقيق أهدافه من الحرب، والمقاومة حققت جزءًا مهماً من الأول، وكل الجزء الثاني.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
  • يزبك: منفتحون على كل حوار داخلي بناء
  • مواصلة الدراسة في الجامعات رهين بوقف الحرب
  • مئات الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باستكمال صفقة التبادل
  • اهالي الأسرى الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باتمام الصفقة غزة
  • عزالدين: المقاومة حاضرة وجاهزة
  • الصومال تدعو موطنيها لدعمها في الحرب ضدّ «الإرهاب»
  • رئيس جامعة المنيا: مراكز متقدمة للأنشطة الطلابية على مستوى الجامعات
  • إنا على العهد.. معادلة لا مجرد شعار
  • صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟