حراك جامعات أمريكا المتضامن مع فلسطين.. كيف بدأ قبل أكثر من 100 عام؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
اتسّعت رقعة المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات الأمريكية، وامتدت إلى دول أوروبية عديدة، رغم محاولات شيطنتها، ومنعها بالقوة.
وأظهر الطلبة المحتجون بدءا من جامعة كولومبيا إلى بقية الجامعات الأمريكية الأخرى، إصرارا كبيرا في تحقيق مطالبهم المتمثلة بوقف التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
واللافت أن الحراك المتضامن مع فلسطين في الجامعات الأمريكية، له جذور تاريخية عريقة، تمتد إلى ما قبل احتلال فلسطين وإعلان الاحتلال الإسرائيلي إقامة دولة له عام 1948.
وعد بلفور
في عام 1917، وبعد إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عن وعده لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ظهرت احتجاجات واسعة في الجامعات الأمريكية ضد ما بات يعرف اليوم بـ"وعد بلفور".
واحتج طلبة عرب وأمريكيون في الجامعات حينها، وأسسوا جمعية فلسطينية لمناهضة الصهيونية، تم تغيير اسمها لاحقا إلى "الرابطة الوطنية الفلسطينية"، ثم "الرابطة الوطنية العربية".
وبحسب موقع "vox" الأمريكي، فإن حراكا آخر من أجل فلسطين ظهر في الجامعات الأمريكية عام 1921، أي قبل أكثر من 100 عام أيضا.
وشارك طلبة الجامعات في احتجاجات حينها أمام مبنى الكونغرس ضد الدعم الأمريكي المقدم للعصابات الصهيونية في فلسطين.
ما قبل النكبة
في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، تزايدت هجرة الفلسطينيين والعرب من دول الشام إلى الولايات المتحدة، وهو ما أرفد الجامعات الأمريكية بمجموعة كبيرة من الطلبة العرب.
ونشر الطلبة القادمون حينها من فلسطين إلى الجامعات الأمريكية وعيا لدى زملائهم بخطر الاستعمار البريطاني، والترتيب لإقامة وطن لليهود، وطرد أصحاب الأرض من بلدهم.
ما بعد نكسة 1967كان للطلبة الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية دورا بارزا في الاحتجاجات التاريخية ضد الحرب في فيتنام، بستينات القرن الماضي.
وفي كتاب بعنوان "في قوتنا: الطلاب الأمريكيون ينظّمون من أجل العدالة لفلسطين"، ذكرت الكاتبة نورا باروز فريدمان، أن حراكا فلسطينيا واسعا كان في الستينات، وشكل مجموعة تنظيم تحت مسمى "تحرير فلسطين".
وتزايد الحضور الفلسطيني في الجامعات الأمريكية بعد نكسة عام 1967، حيث وصلت مجموعات جديدة من النازحين إلى الولايات المتحدة.
مظاهرة أمام قنصلية إسرائيل في هيوستن عام 1981
توسع وانتشار
بدءا من سبعينات القرن الماضي، اتسع الوجود الفلسطيني في الولايات المتحدة، والذي ينعكس بطبيعة الحال على الجامعات.
وفي فترة زمنية ليست بالطويلة، بدأت تتشكل عدة مجموعات طلابية هدفها الأساسي العمل من أجل فلسطين، على غرار "منظمة الطلاب العرب، ورابطة خريجي الجامعات العربية الأمريكية (أنشأها المفكر الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد)، والاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين".
واستمر الحراك الطلابي بنشاطه والذي يتضاعف مع كل حدث بارز، على غرار حرب أكتوبر 1973، واجتياح بيروت عام 1982، والانتفاضة الأولى عام 1987، كما شارك في الحراك المتضامن مع جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، والذي برز في ثمانينات القرن الماضي أيضا.
مظاهرة في جامعة كولورادو ضد بيع الأسلحة الأمريكية لإسرائيل خلال حرب 1973
"أوسلو" وإعادة تشكيل الحراك
شكل اتفاق السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عام 1993، ضربة للحراك الطلابي من أجل فلسطين في الجامعات الأمريكية، حيث بدأ التضييق على المتضامنين مع فلسطين، مع تضخيم مصطلح "معاداة السامية"، وإلصاقه بأي حراك رافض للاحتلال الإسرائيلي.
ورغم ذلك، بدأ طلبة الولايات المتحدة الفلسطينيون والمتضامنون مع قضيتهم، بإعادة تشكيل الحراك الطلابي بشكل أكثر شمولا.
ومع ثورات الربيع العربي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات عمل المجموعات المناصرة لفلسطين أكثر تنظيما في الجامعات الأمريكية.
وبرز خلال السنوات الماضية حراك "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وباتت تنسق جل المظاهرات والتجمعات الطلابية لا سيما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
شيطنة غير مسبوقة
يواجه الطلبة المتضامنون مع فلسطين من اتهامات وشيطنة غير مسبوقة لهم، إذ يتم اتهامهم بشكل مباشر بـ"معاداة السامية" والتحريض على المكوّن اليهودي في الولايات المتحدة.
وعبّرت رئيس جامعة جورج واشنطن إلين غرانبيرغ عن هذه الحالة، باتهامها الطلبة الرافضين للتعاون مع الجامعات الأمريكية بأنهم "معادون للسامية".
وقالت غرانبيرغ إن رفع الطلاب شعارات تشمل "سحب الاستثمارات من الإبادة الجماعية الصهيونية الآن"، و"المجد لشهدائنا"، و" تحرير فلسطين من النهر إلى البحر "، هي "معادية للسامية"، وهو ما يرفضه الطلبة بشكل قاطع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطين كولومبيا غزة جورج واشنطن فلسطين غزة كولومبيا جورج واشنطن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجامعات الأمریکیة الولایات المتحدة القرن الماضی مع فلسطین من أجل
إقرأ أيضاً:
فنزويلا تستقبل 177 مواطنا مهاجرا غير نظامي تم ترحيلهم من أمريكا
وصل 177 مهاجرًا فنزويليًا غير نظامي، تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، حيث استقبلهم وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو في مطار "سيمون بوليفار".
وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفنزويلية قد أقلت المهاجرين إلى المطار أمس الجمعة، في إطار اتفاق بين فنزويلا والولايات المتحدة.
وأكد الوزير كابيلو في تصريحات صحفية أن المهاجرين الـ177 ليسوا أعضاء في عصابة "ترين دي أراغوا" كما ادعت الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بعضهم لديهم سوابق جنائية، وأن كل من لديه ملفات أو دعاوى قائمة سيخضع للقضاء لينال جزاءه.
يُذكر أن آخر دفعة من المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة وصلت إلى فنزويلا في 11 شباط/ فبراير الجاري، وضمت 190 شخصًا. وتشير أرقام هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إلى وجود نحو 1.5 مليون شخص لديهم أوامر ترحيل نهائية، بينهم أكثر من 22 ألف فنزويلي.
وفي الأول من شباط/ فبراير الجاري٬ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن فنزويلا وافقت على استقبال المهاجرين الفنزويليين غير النظاميين المرحلين من الولايات المتحدة، بما في ذلك أفراد من العصابات.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "فنزويلا وافقت على استقبال جميع المهاجرين الفنزويليين غير الشرعيين الذين كانوا يخيمون في الولايات المتحدة، بمن فيهم أفراد عصابة ترين دي أراغوا".
وأضاف: "وافقت فنزويلا أيضًا على توفير وسائل النقل للعودة. نحن في صدد إبعاد أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين من جميع البلدان، وقد وافقت جميع البلدان على قبول عودة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين".
كما أشاد ترامب بعودة ستة أمريكيين كانوا مسجونين في فنزويلا، حيث تم الإفراج عنهم وعادوا إلى الولايات المتحدة بعد اجتماع بين المبعوث الخاص لترامب، ريتشارد غرينيل، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي دعا إلى "بداية جديدة" في العلاقات مع واشنطن.
ونُشرت صورة للرجال الستة، الذين لم يتم الكشف عن هوياتهم، وهم يبتسمون على متن طائرة برفقة غرينيل.
وكان غرينيل قد زار كاراكاس للمطالبة بقبول حكومة مادورو العودة غير المشروطة للفنزويليين المرحلين من الولايات المتحدة، تحت طائلة مواجهة عواقب.
من جهته، وعد ترامب بتنفيذ أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، متعهدًا بطرد ملايين المهاجرين غير النظاميين، وكثير منهم من دول أمريكا اللاتينية.
كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الثاني/ يناير الماضي عن رغبته في توسيع منشآت احتجاز المهاجرين في غوانتانامو لتستوعب ما يصل إلى 30 ألف شخص.