حالة من التذبذب تشهدها سوق النفط على مستوى العالم، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية «إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الحكومية»، الأربعاء الماضي، ارتفاع مخزون النفط الخام في أمريكا خلال الأسبوع الماضي بمقدار 7.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، بعد أنّ تراجع بمقدار 6.4 مليون برميل سابقا.

ومع بداية اليوم الجمعة، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال التعاملات مع وجود احتمالات بأن يبقي تحالف أوبك+ على قراره بخفض الإنتاج، بينما يظل خام برنت وغرب تكساس متجهين لتسجيل تراجع أسبوعي بسبب المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي.

خبير أسواق النفط: عدم التوصل لهدنة يزيد التوتر في الأسعار

يقول عامر الشوبكي خبير أسواق النفط، إنّ الأوضاع الحالية في سوق النفط لا تزال معقدة وسط وجود مخاوف جيوسياسية لا تزال موجودة، خاصة أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تصل إلى هدنة بعد، الأمر الذي يزيد من التوترات التي تعانيها سوقا النفط والذهب على حد السواء.

وأضاف «الشوبكي» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنّ الصين بنشاطها الاقتصادي الكبير يعد جزءًا مهمًا من المعادلة المتعلقة بأسعار النفط عالميًا، لكن تظل أسعار النفط وبرميل برنت هي المعيار المحدد لثلثي السعر في العالم.

«الشوبكي»: مخزون أمريكا من النفط الأدنى منذ 40 عاما

وأوضح أنّ ارتفاع مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة قد لا يثنيها عن إعادة ملء مخزونها الاستراتيجي، الذي بات في أدنى مستوى له منذ 40 عاما، خاصة بعد سحب الولايات المتحدة أكثر من 220 مليون برميل من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار خلال الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة.

وأشار إلى أنه حال أتخذت أمريكا قرارا بإعادة ملئ المخزون فسيؤدى ذلك إلى ارتفاع سعر برميل النفط عالميا، وهو الذي وصل إلى أدني مستوي له منذ 7 أسابيع مستغلا الأسعار المناسبة لملئ المخزون مرة أخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوق النفط النفط الطاقة أسعار النفط أمريكا أوبك الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب … أسعار النفط … تحليل ..؟؟

بقلم الخبير المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..

بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تتجه الأنظار نحو سياساته التي قد تؤثر بشكل كبير على أسواق النفط العالمية.
تُعتبر الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة
سواء من خلال إنتاجها المحلي أو تأثيرها على التحالفات الدولية مثل ( أوبك+ )أو عبر سياساتها الخارجية تجاه الدول المنتجة للنفط مثل إيران وفنزويلا.
في هذا المقال سنستعرض كيف يمكن لسياسات ترامب الثانية أن تشكل مستقبل أسعار النفط.

تعزيز الإنتاج الأمريكي

خلال فترة رئاسته الأولى، دعم ترامب صناعة النفط والغاز الأمريكية بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي وجعل الولايات المتحدة واحدة من أكبر المنتجين للنفط في العالم.
في إدارته الثانية، من المتوقع أن يستمر ترامب في تعزيز الإنتاج المحلي عبر تخفيف القيود البيئية والتنظيمية، مثل السماح بالحفر في مناطق كانت محظورة سابقًا، وتسهيل عمليات الاستكشاف.

هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من النفط، خاصة مع استمرار نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
إذا ارتفع الإنتاج الأمريكي بشكل كبير، فقد يضع ضغوطاً هبوطية على الأسعار، خاصة إذا لم يرتفع الطلب العالمي بنفس الوتيرة.
ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يعتمد أيضاً على قدرة الأسواق على استيعاب الإنتاج الإضافي دون حدوث فائض كبير.

العلاقة مع ( أوبك+ )

خلال فترة رئاسته الأولى، لم يتردد ترامب في الضغط على تحالف أوبك+ لضبط أسعار النفط.
في إدارته الثانية، من المرجح أن يستمر هذا النهج، خاصة إذا شعر أن التحالف يتحكم في الأسعار.
قد يحاول ترامب استخدام الدبلوماسية أو حتى التهديد بفرض عقوبات على الدول الأعضاء في ( أوبك+ ) إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير.

من ناحية أخرى، إذا انخفضت الأسعار بشكل حاد بسبب زيادة الإنتاج الأمريكي، فقد تضطر أوبك+ إلى خفض إنتاجها للحفاظ على استقرار الأسواق.
هذا التفاعل بين السياسات الأمريكية وقرارات ( أوبك+ ) قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط، حيث تحاول كل جهة تحقيق مصالحها.

السياسة تجاه إيران وفنزويلا

تعد إيران وفنزويلا لاعبين مهمين في سوق النفط العالمي، رغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليهما.
في إدارته الثانية، قد يعيد ترامب فرض عقوبات صارمة على كلا البلدين، خاصة إذا شعر أن سياسات بايدن السابقة كانت متساهلة للغاية.

إذا تم تقييد صادرات إيران وفنزويلا بشكل كبير، فقد ينخفض المعروض العالمي من النفط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ومع ذلك، إذا نجحت الولايات المتحدة في زيادة إنتاجها المحلي بشكل كافٍ، فقد يتم تعويض جزء من هذا النقص، مما يحد من تأثير العقوبات على الأسعار.

السياسات الاقتصادية والنقدية

سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤثر أيضًا على أسعار النفط بشكل غير مباشر.
إذا اتبع ترامب سياسات تحفيزية لزيادة النمو الاقتصادي الأمريكي، مثل خفض الضرائب أو زيادة الإنفاق الحكومي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الطلب على النفط محليًا وعالميًا.
هذا الارتفاع في الطلب قد يدعم أسعار النفط ويبقيها مرتفعة.

ومع ذلك، إذا أدت سياسات ترامب إلى اضطرابات اقتصادية أو حروب تجارية مع دول أخرى، فقد ينخفض الطلب العالمي على النفط.
على سبيل المثال، إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على الواردات من الصين أو الاتحاد الأوروبي، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما يقلل من الطلب على الطاقة ويضع ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط.

النتيجة المحتملة مزيج من التأثيرات المتضاربة

في النهاية، فإن تأثير سياسات ترامب الثانية على أسعار النفط سيعتمد على المزيج الذي ستتبناه إدارته من السياسات.
إذا ركز ترامب على زيادة الإنتاج الأمريكي، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار.
وفي المقابل، إذا أعاد فرض العقوبات على إيران وفنزويلا، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار.

بالإضافة إلى ما جاء اعلاه هناك التوترات الجيوسياسية، مثل العقوبات على روسيا أو الصراعات في الشرق الأوسط و الاحتباس الحراري و التلوث يفرضان محددات كبيرة قد تجبر العالم الى التحول للطاقة النظيفة (مثل اتفاقية باريس) و كل هذه المتغيرات السياسية و الاقتصادية و البيئية و الصحية قد تسبب تقلبات حادة في اسواق الطاقة في العالم.

بالتالي، فإن أسواق النفط ستكون في حالة تأهب لأي تغييرات في السياسات الأمريكية، حيث أن قرارات ترامب قد تكون عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاهات الأسعار في السنوات القادمة.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • ليبيا: إنتاج مليون و404 آلاف برميل نفط خام خلال 24 ساعة
  • رمضان بين الروحانية ولهيب الأسعار.. تحذيرات مع قرب الشهر الفضيل
  • رمضان بين الروحانية ولهيب الأسعار.. تحذيرات مع قرب الشهر الفضيل - عاجل
  • ارتفاع كبير في صادرات النفط العراقي إلى أمريكا خلال أسبوع
  • بطاقة 600 برميل يومياً.. إعادة العمل بـ«حقل الصباح النفطي» بعد توقف دام عشر سنوات
  • بعد تثبيت الفائدة | خبير اقتصادي: إجراء احترازي عقب ارتفاع سعر الدولار
  • رويترز: الولايات المتحدة تهدد العراق بفرض عقوبات بسبب نفط كردستان
  • أسعار النفط تواصل مكاسبها وسط توقعات بقوة الطلب
  • ترامب … أسعار النفط … تحليل ..؟؟
  • بعد محادثات الولايات المتحدة وروسيا.. من هما المرشحان للسفارتين في موسكو وواشنطن؟