سودانايل:
2024-10-05@14:15:04 GMT

حمية الصراع الإستراتيجي على السدوان

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
عندما بدأت الحرب في السودان في 15 إبريل 2023م، كان المشهد السياسي يقول أن الحرب جاءت نتيجة للخلافات التي برزت في الخلاف بين المجموعات المدنية و العسكرية في " الإتفاق الإطاري" و كانت الأجندة الأجنبية رغم ظهورها الواضح في المجموعات المختلفة " الرباعية أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و الثلاثية " البعثة الأممية و الاتحاد الأفريقي و الإيغاد" إلي جانب الاتحاد الأوروبي، كل هؤلاء كانوا يمثلون الداعم الأساسي لعملية " الاتفاق الإطاري" لكن العملية بدأت تأخذ بعدها الأخر، عندما دعت الأمارات رئيس تشاد محمد كاكا في 13يونيو 2023م و قدمت له دعما بمبلغ مليار و نصف دولار حتى يفتح مطاراته لاستقبال الطائرات الأماراتية المحملة بالدعم العسكري و التشوين إلي ميليشيا الدعم السريع، بدأ الدعم الخارجي يظهر بوضوح، بعدها سافر رئيس الأمارات محمد بن زايد إلي روسيا في 16 يونيو 2023م لحضور المؤتمر الاقتصادي في بطرسبرغ، و رغم حضور أبن زايد مبكرا لكن فضل الرئيس الروسي أن يعطى الكلمة بأسم الحضور للرئيس الجزائري عبد المجيد بن تبون متجاهلا محمد بن زايد الأمر الذي أغلق الباب في وجه أبن زايد أن يفتح أي قضية تخص منظمة فاغنر و دورها في السودان و لدعم الميليشيا.

.
في 27 يوليو 2023م حضرت الدول الأفريقية مؤتمرها مع روسيا، و التي قال فيها رئيس بوركينافاسو ( يجب علينا التوقف نحن كرؤساء الدول الأفريقية كدمي تحركها الإمبريالية.. و يجب علينا طرح الأسئلة الصعبة .. كيف تكون بلادنا غنية بالثروات و شعوبنا جائعة؟ جيلي يقول لماذا نحن نعبر المحيط إلي أوروبا نبحث عن الدعم و هم يتنعمون بخيراتنا؟ و عندما نهب لمطالبة حقوقنا نوصف بالميليشيا؟ جاء اليوم الذي يجب على اجيال الدول الأفريقية أن يتمتعوا بثرواتهم؟) بوركينافسو كانت أحدى منظومة الدول التي تسيطر على ثرواتها فرنسا، و عملت انقلابا عسكريا لكي تغير خارطتها السياسية التابعة للغرب و تبعتها مالي، و بعد مؤتمر بطرسبرغ جاء انقلاب النيجر ثم تبعتها الغابون، هذا التحول في أفريقيا أرق الغرب، و أصبحت فرنسا جاهدة لكي تعيد الوضع الذي كان قبل الانقلاب، و لكنها أجبرت على الخروج من النيجر. و بقيت الولايات المتحدة التي قالت أنها سوف تجتهد للحوار مع القيادة الجديدة، و بعد خروج فرنسا طلب من الولايات المتحدة المغادرة وغادرت.. بعدها طلبت النيجر خبراء روس لتدريب جيش النيجر، ثم تبعت ذلك السنغال التي انتخبت في مارس 2024م رئيسا لها باسيرو ديوماي فاي الذي وعد بعدم خنق السلطة التنفيذية لكل من السلطة التشريعية و القضاء لكي يكون هناك حقيقة نظاما ديمقراطيا، و إصلاح اقتصادي في البلاد، و أن تكون علاقة السنغال مع الخارج لمصلحة الشعب السنغالي، و الأخيرة تبين الموقف من فرنسا. هذا التحول في عدد من الدول الأفريقية يؤكد أن الساخل من القرن الإفريقي إلي الحيط الاطلنطي ذاهب نحو إستراتيجية جديدة دون التي كانت سائدة لمصلحة الغرب و الخاسر الأكبر فرنسا..
لم يبق لفرنسا في أفريقيا إلا تشاد و إفريقيا الوسطى و هما دولتان فقيرتان مقارنة بالدول التي فقدتها و التي كانت تجلب منها خاصة " اليورانيوم" لتشغيل مفاعلاتها النووية، و بالتالى لابد أن تبحث عن البديل قبل أن تضربها الأزمة بقوة، فكانت أعينها على إقليم دارفور المجاور لكل من تشاد و أفريقيا الوسطى، و جاء دخول فرنسا في القضية السودانية بشكل مباشر من خلال الدعوة لعقد مؤتمر باريس لدعم السودان، الذي يظهر بأنه دعما اقتصاديا للمتضررين من الحرب لكنه يعد مدخلا سياسيا و محاولة لفرض أجندة جديدة تمسك خيوطها كل من فرنسا و حليفتها ألمانيا، و صرح ماكرون أنه لا يعترف باالسلطة بعد انقلاب 25 أكتوبر..
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد سحبت ملف السودان من الخارجية الأمريكية عندما فشلت مساعدة وزير الخارجية " مولي في" في إيجاد حل سياسي، للأزمة السودانية و جاء الملف للرئاسة و عين توم بيرييلو مبعوثا للسودان و طاف على كل الدول المجاورة للسودان و التقى بسودانيين خارج السودان لكنه لم يزور السودان، و يلتقي بالمواطنيين و السلطة داخل السودان.. و أرسلت السلطة في السودان رئيس مخابراتها لموسكو و التقى بالقيادات الروسية، و تم إرسال نائب وزير الخارجية الروسي كمبعوث رسمي من الرئيس بوتين لبورتسودان الذي التقى بالقيادة و تحدث عن علاقات إستراتيجية بين البلدين و أهتمام روسيا بالاستثمار في مجال المعادن في السودان.. هذا الذي أثار حفيظة أمريكا، و استدعاء الكونجرس للمبعوث الأمريكي للسودان لمسائلته عن السودان، و أقر أن الأمارات تعتبر داعما رسميا للميليشيا في الحرب، و وعد أن الجولة القادمة في منبر جدة سوف تكون الأخيرة.. لكن هل القيادة الأمريكية تملك ورقة ضغط على السودان، أم إنها قررت أن يكون الحل مبني على استبعاد الميليشيا عن الساحتين العسكرية و السياسية حتى تعطي فرصة لخدوم حلفائها السياسيين؟. الأخيرة هذه يقررها الشعب السوداني و ليس النفوذ الخارجي...
أن الصراع الإسترايجي في أفريقيا بين الاعبين الدوليين مسألة أصبحت حقيقة واقعة في أفريقيا، الممتدة من القرن الآفريقي للساحل الغربي للاطلنطي، و هذا الصراع سوف تتأثر به شعوب المنطقة، و سوف تراهن دول المصالح على السلطة القوية في الدول، و ليس الضعفاء.. و الملاحظ أن القوى السياسة المتشظي علي نفسها في السودان هي الحلقة الضعيفة في المنظومة، و أن الحرب قد استطاعت فيها قيادة الجيش أن تلف حولها أغلبية الشعب، نتيجة لأفعال الميليشيا ألتي نقلت حرب إلي منازل المواطنين و ممتلكاتهم.. الأمر الذي جعل قيادة الجيش تصرح بالواضح أن الفترة الانتقالية سوف تكون تحت أشراف الجيش، و كل هذه تفرضها الصراعات الإستراتيجية و بها تتغير الأجندات باستمرار.. و يصبح السؤال الذي أكرره دائما من الذي يصنع الحدث و يفرض أجندته للحوار؟ هو الذي سوف يشكل مستقبل السودان... نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدول الأفریقیة فی السودان فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟

الجديد برس:

كشف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، عن تزامن الهجمات الصاروخية الإيرانية على “إسرائيل” مع الهجمات التي شنتها قوات صنعاء على أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة، مجدداً تأكيده على ثبات الموقف اليمني إلى جانب الشعب اللبناني.

وفي خطابه الأسبوعي المتلفز حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، قال الحوثي: “نؤكد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله وجماهيره وحاضنته الشعبية، ومساندين دائماً للشعب اللبناني، وهذا هو حال المحور بأسره”. وأوضح أن جبهة الإسناد في اليمن نفذت عمليات قصف صاروخي متزامنة مع عملية “الوعد الصادق الثانية” باتجاه يافا (تل أبيب) وأم الرشراش (إيلات) ومواقع في صحراء النقب.

واعتبر الحوثي أن الضربة الصاروخية الإيرانية تُعدّ أكبر ضربة تلقاها العدو الإسرائيلي منذ بداية احتلاله لفلسطين، مشيراً إلى أن تلك الضربة غطت مساحة واسعة على امتداد فلسطين المحتلة، وصولاً إلى قبالة عسقلان، وركزت على القواعد العسكرية والمراكز التجسسية للكيان الغاصب.

وأوضح الحوثي أن “الصواريخ الإيرانية وصلت بنسبة 99 بالمائة، كما أظهرت المشاهد الموثقة بالفيديو توثيق وصولها وهي تدك القواعد الإسرائيلية، مما دفع ملايين الصهاينة إلى الهرب برعب شديد إلى الملاجئ، وعاش الجنود الصهاينة حالة من الرعب في مختلف أنحاء فلسطين”.

وأشار الحوثي إلى أن عملية “الوعد الصادق الثانية” تأتي “تنفيذاً لالتزام الجمهورية الإسلامية بعد اغتيال العدو الإسرائيلي لشهيد الأمة الإسلامية إسماعيل هنية، وجريمة استهداف السيد حسن نصر الله والقائد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان”. ووصف العملية بأنها ناجحة وقوية، مشدداً على أنها لم تعقها القواعد الأمريكية، رغم تكرار الأمريكيين إعلانهم أنهم سيوفرون الحماية للعدو الإسرائيلي.

كما ذكر الحوثي أن “عملية الوعد الصادق الثانية كانت ضرورية، وكسرَت الطوق والإرهاب والتهويل ومحاولات إيقافها من قبل الأمريكي وأدواته”، مؤكداً أن “حماية الأمريكي للعدو الإسرائيلي من صواريخ الجمهورية الإسلامية فشلت، رغم وعوده وجهوده لتحقيق ذلك”.

وقال: “أمتنا بحاجة دائماً إلى الجرأة في اتخاذ الموقف الذي يمثل ضرورة واقعية ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية لردع العدو الإسرائيلي، الذي لا يمكن أبداً منعه من ارتكاب الجرائم وإبعاده عن المزيد من التصعيد والعدوان إلا من خلال عمليات قوية ورادعة ومؤثرة”.

ولفت الحوثي إلى مدى بهجة الشعوب المظلومة، وبخاصة الشعب الفلسطيني، بالضربة الكبيرة والموفقة للجمهورية الإسلامية في إيران. وأضاف: “عقب العملية الإيرانية، امتلأت قلوب أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب أمتنا بالفرح، بقدر ما امتلأت قلوب الصهاينة بالرعب والخوف والقهر”.

وأوضح الحوثي أن “جبهة الإسناد اليمنية نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث بلغ عدد السفن المستهدفة منذ بدء العمليات نحو 188 سفينة”. وأشار إلى أنه تم إسقاط المزيد من طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكية من طراز MQ9، ليصل إجمالي عددها إلى 11 طائرة خلال هذا العام.

كما أشار الحوثي إلى سعي الأمريكي والإسرائيلي إلى التصعيد في العدوان ضد الشعب اليمني، حيث بلغت الغارات الإسرائيلية والأمريكية هذا الأسبوع 39 غارة. وأضاف: “إن استهداف الحديدة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي لن يوقف عملياتنا، وجهادنا مستمر”.

وتابع: “مع عملياتنا، يستمر تطوير القدرات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ولإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.

وأكد الحوثي في خطابه أن “واقع إخوتنا في حزب الله يتميز بالتماسك والثبات، وجهوزيتهم في مواجهة العدو الإسرائيلي كما كانوا في السابق”. وأوضح أن “حالة حزب الله لم تتغير بعد استشهاد الأمين العام، بل زادت ثباتاً وعزيمة وتصميماً في العمل في سبيل الله”.

وأضاف أن “المجاهدين في حزب الله يمتلكون من الحافز والدافع بعد استشهاد الأمين العام ما يفوق السابق، وأن الحالة التي انعكست على واقعهم ليست انهياراً أو عجزاً، بل تصميماً وعزيمة وحرصاً على أداء الموقف العظيم والمشرف”.

مقالات مشابهة

  • لماذا تعلوا أصوات الحرب على السلام في السودان ؟
  • استعراضان لكتاب “مصر والصراع على السلطة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الناصرية”
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • هذه حقيقة السيدة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة / فيديو
  • المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • عبر البحر والجو... ما الذي تفعله الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟