بيان من منتدى الإعلام السوداني

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

يستقبل الصحفيون السودانيون اليوم العالمي لحرية الصحافة وقد دخلت الحرب الوحشيه عامها الثاني دون ان تلوح في الأفق أي بوادر للتوصل لاتفاق وقف اطلاق النار ووقف العدائيات. وتصطدم الجهود المحلية والإقليمية والدولية بتعنت طرفي النزاع (الجيش وقوات الدعم السريع) وسعيهما لحسم الحرب بانتصار عسكري، الأمر الذي يزيد من معاناة السودانيات والسودانيين وينذر بكوارث إنسانية متلاحقة ظلت المنظمات الإنسانية تحذر من حدوثها في حال استمرار الحرب.



لقد كان نصيب المؤسسات الصحفية والاعلامية والصحافة والصحفيين والإعلاميين من هذه الحرب، العنف الممنهج، من قتل و تدمير وتحطيم وسيطرة واحتلال مادي، وتحطيم وسرقة ونهب وسائل وأدوات الإنتاج الصحفي والإعلامي، ومطاردة وتهديد واعتقال، وتعذيب، وإخفاء قسري للصحفيين والصحفيات.

وصل الاستهداف الممنهج للصحفيين والصحفيات حد القتل مما جعل البلاد منطقة “إظلام إعلامي” ، يستحيل معه على الصحفيين والصحفيات، القيام بمهامهم وأدوارهم المهنية، من نقل للأخبار، وتمليك الجمهور المعلومات، وممارسة الحق في التغطية الصحفية والإعلامية الحرة والمستقلة، واطلاع المواطنين على حقيقة ما يدور في السودان من نزاعٍ مسلّح، وحرب كارثية، فتكت بالملايين، ومزقت بلادنا وجعلتها فريسة سهلة للتدخلات السالبة والأطماع الخارجية.

ولم يكتفِ طرفا النزاع بقمع أجهزة ومؤسسات الاعلام الحر، واسكات صوتها بقوّة السلاح، ولكنهما، واصلا حربا موازية في جبهة الإعلام والصحافة عبر غرف إعلامية، هدفها تلويث الفضاء الإعلامي، ببث الدعاية الحربية، وخطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، والدعوة العلنية والمستترة، للتجييش والاستنفار الحربي، مضافاً إلى ممارسة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الزائفة والمضللة والمغلوطة، والمعلومات المضطربة، وصناعة الأكاذيب مما ساهم في تفاقم النزاع وجعل من الصعب على المدنيين الحصول على معلومات دقيقة عن ما يجري في بلادهم.”

واقدم طرفا الحرب على قطع شبكات الاتصالات في البلاد بالكامل لمزيد من التعتيم الإعلامي على مجريات الحرب والجرائم التي ترتكب فيها، مما تسبب في حرمان المواطنين من حقهم الطبيعي والدستوري في الحصول على المعلومات حول ما يحدث حولهم والتواصل مع احبائهم وذويهم، وتضيق فرص نجاتهم من ويلاتها، علاوة على المعاناة التي سببتها لهم بحرمانهم من الموارد المالية الشحيحة التي تبقت لهم وعون الاخرين.

إننا في منتدى الإعلام السوداني ننتهز مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لتوجيه التحية للصحفيات والصحافيين السودانيين الذين يواجهون ظروفا مهنية وإنسانية سيئة وندعوهم للتماسك والتكاتف من اجل إعلاء صوت الصحافة الحرة المطالب بالوقف الفوري للحرب وفتح وتامين الممرات الإنسانية من اجل إيصال المساعدات الانسانية للمتضررين في كل أنحاء السودان وفي دول الجوار.

ويلعب الصحفيون والصحفيات السودانيون دورا هاما في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد ما يتطلب:
١/ توفير الحماية للصحفيين والصحفيات ليتمكنوا من اداء واجبهم عبر الضغط على طرفي الحرب للالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي.

٢/ تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية واستقلالية بمعداتهم وأدواتهم الصحفية للتغطية الصحفية المستقلة، وتمكينهم من الوصول – إلى أيّ منطقة أو موقع دون مُضايقات أو فرض قيود أو رقابة أو شروط.

٣/ الوقف الفوري لكافة أشكال الاستهداف والاعتداءات على الصحفيين والصحفيات، ووسائل الإعلام بمختلف أشكاها ومنصاتها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وصحافة الإنترنت، وتمكين الصحفيين والصحفيات من أداء مهامهم المهنية في التغطية الصحفية الحُرّة والمستقلّة.

٤/ ضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والمقار والمعدّات وجميع وسائل وأجهزة الصحافة والإعلام، على أساس الحماية العامة التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنشآت المدنية.

٥/ تمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى مقار الإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام لمعاينتها والوقوف على ما حدث فيها، والتأكد من سلامة معداتها ومكاتبها وأدوات عملها، وتقييم ما وقع فيها من أضرار.

٦/ السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الدوليين/ات بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري والوصول إلى جميع مناطق النزاع المسلح، ومناطق النزوح ومركز الإيواء ومعسكرات النازحين والمعابر بين السودان والدول المجاورة دون قيود.

ويناشد منتدى الإعلام السوداني الصحفيون والصحفيات في مختلف دول العالم للتضامن مع زملاء المهنة في السودان عبر تنوير الرأي العام العالمي بالتأثيرات الكارثية للحرب، بما فيها التداعيات البيئية، والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية من اجل التحرك بفعالية لإجبار طرفي حرب السودان على وقف الحرب والسماح بوصول الإغاثة وتوفير البيئة التي تسمح للصحفيين والصحفيات بأداء واجبهم المهني بحرية واستقلالية كاملة.

منتدى الإعلام السوداني

٣ مايو ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الیوم العالمی لحریة الصحافة الصحفیین والصحفیات

إقرأ أيضاً:

مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب

بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع حرب السودان، وانتصارات القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها، برزت العديد من الظواهر في المجتمع السوداني الجديد “ما بعد الحرب”، في رد فعل يجمع ما بين الهزال والجديّة.

وانتشرت موضة من الفكاهة وسط الشعب السوداني عبر سؤال لم يكن في البال ولا الخاطر: مليشيتك المفضّلة شنو؟ فبعد الأسئلة التقليدية عن وجبتك المفضلة وناديك المفضلة وفنانك المفضل ولونك المفضل، جاء هذا السؤال الصعب، ما يدل على تأثير الحرب الكبير على يوميات الحياة السودانية.

وانتشر السؤال بين الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي بحسب رصد “النيلين” “مليشيتك المفضلة شنو؟”، ليتفاجأ الجميع بكم هائل من الردود الساخرة والحزينة في آن واحد، ليكتب أحد المعلقين:

فعلاً سؤال واقعي، إنت مليشيتك المفضلة شنو؟ يعني بتحب وتفضل المشتركة ولا درع السودان الدراعة ولا البراء بن مالك، ولا كمان بتشجع الدعامة؟ وأنا بقول إنو بعد الحرب ما عايزين ولا مليشيا تحتفظ بقوات خارج إطار القوات المسلحة السودانية.

ورد معلق آخر:
ما كان متوقعين يجي يوم ويلاقينا سؤال زي ده، مليشيتك المفضلة؟ ياخي دي مبالغة البلد دي ماشية لي وين ولا هي مشت أصلا، غايتو ربنا يستر بعد نهاية الحرب لازم الجيش يلم القوات دي كلها.

وتخوض القوات المسلحة السودانية حرباً مفروضة لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع المستمر منذ 15 أبريل من العام 2023، ويساند القوات المسلحة مجموعات كبيرة من المستنفرين وكتائب الإسناد، وحركات الكفاح المسلح والأجهزة النظامية.

رصد وتحرير – “النيلين”

 

 

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر تكرم رواد الصحافة والإعلام
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين بغزة إلى 212 شهيداً
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • رئيس اتحاد الصناعات السوداني للجزيرة نت: القطاع الخاص يقود التعافي
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب
  • لجنة حماية الصحفيين بإثيوبيا تبدي قلقها لاقتحام مقر أديس ستاندارد
  • السلطات العسكرية في السودان تعتقل صحفية .. تعصيب عينيها وتفتيش هاتفها
  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019