تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة مسالمة برعت في العمل خلف خطوط العدو
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
توصف الأميرة المسلمة نور خان بأنها أحد عملاء الاستخبارات الأسطوريين بالحرب العالمية الثانية. هذه المرأة دخلت في صراع مع الشرطة السرية النازية في فرنسا المحتلة عام 1943.
إقرأ المزيد التنين الصيني وحكمة القطتين والفئران!اسمها الكامل نور أون نيسا، وتنحدر من عائلة ملكية هندية يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثامن عشر.
الأميرة نور عناية خان ولدت في موسكو في 1 يناير عام 1914، وكانت أسرتها حينها تعيش في العاصمة الثانية للإمبراطورية الروسية، بدعوة من القيصر نيكولاي الثاني.
الحرب العالمية الأولى دفعت أسرة الأميرة نور إلى مغادرة روسيا إلى فرنسا. هناك نشأت وتلقت تعليمها في جامعة السوربون. كما درست الموسيقى واجتازت دورات في التمريض، وعملت في الإذاعة الفرنسية، وألفت كتبا للأطفال.
هذه الأسرة لاحقتها الحرب مجددا، وأجبرتها الحرب العالمية الثانية على مغادرة فرنسا إلى بريطانيا.
على الرغم من تأثرها بأفكار والدها الصوفية في رفض العنف، إلا أنها وجدت نفسها في خضم معارك وحشية، فقررت المشاركة في الحرب ضد النازية، وتطوعت في القوات الجوية البريطانية المساعدة، وتدربت هناك على تشغيل أجهزة الاتصال بالراديو.
انتقلت بعد عام ونصف إلى القسم الفرنسي في مديرية العمليات الخاصة، حيث تدربت على أساليب الاستخبارات وفنونها والعمل مع الإشارات المشفرة، وتحسين عملها على أجهزة اللاسلكي.
لإتقانها استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية واللغة الفرنسية أصبحت نور عميلة سرية، وكانت أول مشغل لاتصالات الراديو أرسل إلى فرنسا في مهمة خطيرة خلف خطوط العدو. كان متوسط العمر المتوقع لمشغلي الراديو في فرنسا التي كانت محتلة في ذلك الوقت من قبل النازيين، في حدود ستة أسابيع فقط.
حملت طائرة نقل خفيفة الأميرة المسلمة في 17 يونيو عام 1943، وانزلت بالمظلة داخل فرنسا قرب نهر لوار، لتبدأ مشوارها في العمل السري مع شبكة استخباراتية هناك.
كانت تحمل معها الأشياء الضرورية فقط، جهاز اتصال لاسلكي وزنه 15 كيلو غراما، وأحمر شفاه بداخله سم. أما المسدس الذي سلم لها فقد تركته في منزلها لعدم رغبتها في استعماله.
نور تركت خلفها أيضا رسالة طلبت أن تُسلم إلى والدتها في حال مقتلها. أسرتها في ذلك الوقت كانت تعتقد أن نور حصلت على وظيفة وسافرت إلى مقر عملها الجديد في شمال بريطانيا.
عملت نور مع الخلية الاستخباراتية في مجال جمع المعلومات والتواصل مع جماعات المقاومة الفرنسية، إلا أن الشرطة السرية الألمانية اكتشفت الخلية البريطانية وكان بإمكان نور أن تطالب بإعادتها إلى بريطانيا، لكنها رفضت العودة بعد أن علمت أنها أصبحت حينها مشغل الراديو الوحيد المتبقي.
حاولت نور البحث عن مخرج لأفراد المجموعات السرية التي لم تكتشف. في ذلك الوقت كان عملاء الغستابو يبحثون عنها في كل أرجاء باريس وضواحيها. تبين أن أحد أعضاء الشبكة جاسوس مزدوج للنازيين.
نجحت نور لفترة في الابتعاد عن مطاردة الغستابو، وكانت تغير مظهرها ومكان إقامتها باستمرار. اختبأت في الحقول والمزارع وفي قنوات الصرف الصحي ونامت في العراء.
في نهاية المطاف تمكنت الشرطة السرية النازية من اعتقالها. بعثوا برسالة مشفرة إلى المقر باسم نور جاء فيها: "يقولون إن اعتقالات تجري هنا، لكني بخير، ومستعدة للعمل". نور سلمتهم الاسم السري، لكنها لم تبح لهم برمز الأمان، ولذلك عرف البريطانيون أن الغستابو هو من اتصل بهم.
نقلت نور عناية خان إلى إلى سجن بفورتسهايم ووضعت في زنزانة انفرادية. كانت مكبلة بالأصفاد طيلة تسعة أشهر، وجرى التحقيق معها بشكل يومي في محاولة لإقناعها بالتعاون مع النازيين. تعرضت لضرب وحشي، حتى أن أحد السجناء السابقين أبلغ شقيق نور في وقت لاحق بأن الأميرة صدر عنها أثناء تعذيبها "صرخات بشكل غير إنساني"!
النهاية جرت في 13 سبتمبر عام 1944، فيما كانت الحرب العالمية الثانية لا تزال في أوجها. أعدمت نور في معسكر اعتقال "داخاو"، الواقع قرب مدينة ميونخ، برصاصة في مؤخرة الرأس، وأحرق جسدها في الفرن مع أخريات.
كرمت نور مرارا بعد مقتلها. من ذلك حصولها على أوسمة رفيعة، كما نصب تمثال نصفي لها وسط لندن في عام 2012، وظهرت قصتها على شاشات السينما، وأصدر البريد الملكي البريطاني طابعا تذكاريا لها في عام 2014.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف النازية الحرب العالمیة
إقرأ أيضاً:
مركز تريندز يفوز بجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل للسنة الثانية على التوالي
أبوظبي – الوطن:
للسنة الثانية على التوالي، وفي إنجاز وتقدير جديدين، فاز مركز تريندز للبحوث والاستشارات بجائزة “الإمارات للريادة في سوق العمل” في دورتها الثانية، وذلك ضمن فئة الأنشطة المهنية والعلمية والتقنية،والتي نظمتها وزارة الموارد البشرية والتوطين، وشارك فيها أكثر 7700 شركة ومؤسسة.
وتحظى جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، والمعتمدة من قبل مجلس الوزراء، برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتلعب دوراً كبيراً في الاحتفاء بجهود منشآت القطاع الخاص الرائدة، وتكريم العمالة المتميزة، وإبراز الممارسات الناجحة في مجالات سوق العمل في قطاعاته في الدولة كلها.
وقد كرم سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء الفائزين بالجائزة، بحضور معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، رئيس اللجنة الإشرافية للجائزة، وتسلم الجائزة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ”تريندز”، في حفل كبير نظمته الوزارة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض لتكريم الفائزين بالجائزة، بحضور جمع كبير من المسؤولين ورؤساء المؤسسات والشركات، وفريق عمل “تريندز” والإعلاميين والضيوف.
وفاز مركز تريندز بالجائرة تقديراً لتطبيقه أفضل الممارسات لموارده البشرية بكل معايير هذه الفئة من الجائزة.
بيئة عمل محفزة للإبداع
وبهذه المناسبة أعرب الدكتور محمد عبدالله العلي، عن سعادته بهذا الإنجاز الكبير لـ”تريندز”، مشيراً إلى أن الفوز للمرة الثانية على التوالي بـ”جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل” جاء تتويجاً للجهود المتواصلة التي يبذلها المركز لتوفير بيئة عمل مميزة وجاذبة وضعت نصب عينيها الكادر المواطن المؤهل والمتمكن، مشدداً على حرص “تريندز” على تعزيز تنافسية بيئة الأعمال ومواكبة تنمية القطاعات ذات الأولوية التي ترسم ملامح المستقبل.
وأضاف أن هذا الفوز يجسد التزام المركز بتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع والابتكار، مؤكداً أن “تريندز” يسعى دائماً إلى تعزيز مساهمته في تطوير سوق العمل، من خلال تقديم الاهتمام للعناصر الشابة، وتقديم خدمات بحثية استشارية تلبي احتياجات أصحاب الأعمال والجهات كافة.
وأكد العلي حرص المركز على الاستثمار في الموارد البشرية المواطنة، باعتبارها أهم ركائز نجاحه، ولذلك يوفر المركز مجموعة من البرامج التدريبية والتنموية لموظفيه، بهدف تطوير مهاراتهم وقدراتهم، ورفع مستوى أدائهم.
وتقدم الرئيس التنفيذي لـ”تريندز” بخالص الشكر والتقدير إلى جميع أعضاء فريق العمل في مركز تريندز، الذين ساهموا بشكل كبير في تحقيق هذا الفوز المستحق للسنة الثانية على التوالي، وأهدى الفوز إلى كل عنصر من عناصر فريق عمل “تريندز”، مؤكداً أنه لولا هذه الجهود والتفاني لما تمكنا من الوصول إلى هذه المكانة المرموقة.
نتاج جهود مخلصة
بدوره أعرب الأستاذ ناصر محمد آل علي، رئيس قطاع الشؤون الإدارية عن فخره واعتزازه بتحقيق مركز تريندز الفوز للسنة الثانية على التوالي بجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، مؤكداً أن هذا الفوز هو نتاج جهود مخلصة يبذلها جميع أعضاء فريق العمل في المركز، مضيفاً أن قطاع الشؤون الإدارية يسعى دائماً إلى العمل على توفير بيئة عمل إيجابية ومحفزة للموظفين، من خلال تطبيق مجموعة من السياسات والإجراءات التي تدعم هذه القيم.
دافع للمزيد
من جانبها قالت الأستاذة آمنة البلوشي، رئيس قسم الشؤون القانونية، المنسق العام للجوائز في “تريندز” إن الفوز بجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل يشكل دافعاً للمزيد من العمل وتحقيق أعلى درجات التطور في الإدارة والموارد البشرية، كما أنه يعزز فرص إيجاد بيئة عمل مميزة تساهم في مسيرة الإبداع والابتكار والإنجاز الذي يحقق الأهداف ويعزز نتاج “تريندز” البحثي.
وكان مركز تريندز للبحوث والاستشارات قد فاز بجائزة “الإمارات للريادة في سوق العمل” في دورتها الأولى، وذلك ضمن فئة “المنشأة الرائدة في سوق العمل”، التي نظمتها وزارة الموارد البشرية والتوطين وشارك فيها 3500 شركة ومؤسسة.