بعد 50 عامًا من الغموض.. دراسة حديثة تكشف حل لغز ثقب الجليد البحري بالقطب الجنوبي
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة قام بها مجموعة دولية من العلماء سر تواجد الحفرة بولينيا وسط الجليد البحري الجنوبي بعد 50 عاما من الغموض.
تشهد القارة القطبية الجنوبية تغيرا جذريا في كل شتاء جنوبي، حيث يتوسع الجليد البحري المحيط بالقارة إلى الخارج ما يضاعف حجم القارة القطبية الجنوبية بشكل فعال، كما تشكلت حفرة نادرة تسمى بولينيا وسط الجليد البحري بحجم سويسرا تقريبا، وكان قد أطلق على الحفرة اسم بولينيا نسبة إلى الهضبة المحيطية أو الجبل تحت الماء الواقع تحتها في بحر ويديل.
ووفقا للدراسة الجديدة فقد تشكلت في نهاية المطاف نتيجة لمزيج من الرياح وتيارات المحيط والجغرافيا تحت الماء ما خلق الظروف المالحة المثالية لإذابة الجليد البحري.
ويعود تاريخ بولينيا إلى ما هو أبعد من عام 2016، وقد جرى التعرف عليها لأول مرة بواسطة أقمار صناعية لاستشعار الأرض في سبعينيات القرن العشرين وعلى وجه الخصوص خلال فصول الشتاء من عام 1974 إلى عام 1976.
وافترض العلماء أن البولينيا ستعود كل شتاء لكن هذا لم يكن صحيحا ولم تعاود الظهور إلا بشكل متقطع ولفترات وجيزة وفي شتاء 2016 و2017 كان التيار المحيطي الدائري في بحر ويدل أقوى من المعتاد وعلى هذا النحو أدى ارتفاع مياه القاع إلى جلب المياه الأكثر دفئا والأكثر ملوحة إلى السطح، وفي ذلك الوقت استمرت بولينيا لعدة أسابيع ووصلت إلى حجم كبير ووفقا لوكالة ناسا فقد اتسعت مساحة الحفرة من 9500 كم مربع جرى قياسها في منتصف سبتمبر 2017 إلى نحو 80 ألف كم مربع في نهاية أكتوبر من نفس العام.
وأراد المتخصصون معرفة الآلية التي سمحت لبولينيا بالتشكل والاستمرار لفترة طويلة.
وتوصلت الدراسة الحديثة إلى أن هذه البولينيا نتجت عن ارتفاع مياه القاع الدافئة والمالحة بسبب تيار دائري حول بحر ويدل كما وضح البروفيسور فابيان روكيه متخصص في علم المحيطات الفيزيائي بجامعة جوتنبرج في السويد في تصريحات صحفية له أن هذا يفسر طبيعة ذوبان الجليد، حيث إن تبريد المياه السطحية الذي يحدث مع ذوبان الجليد يجب أن يمنعها من الاختلاط بالماء الدافئ والملح ويجب أن تكون هناك كمية إضافية من الملح في مكان ما.
وباستخدام بيانات من الأقمار الصناعية والعوامات المستقلة والثدييات البحرية رجح أن الدوامات المضطربة جلبت المزيد من الملح إلى المنطقة والذي جرى بعد ذلك نقله إلى السطح من خلال عملية تسمى نقل إيكمان ومن خلال عملية نقل إيكمان يتحرك الماء بزاوية 90 درجة مع الريح أعلاه ويؤثر على تيارات المحيط.
كما يمكن أن تبقى بصمة البولينيا في الماء لعدة سنوات بعد تشكلها ويمكنها تغيير كيفية تحرك المياه وكيف تحمل التيارات الحرارة نحو القارة ويمكن للمياه الكثيفة التي تتشكل هنا أن تنتشر عبر المحيط العالمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراسة القطب الجنوبي الجلید البحری
إقرأ أيضاً:
شاهد.. مختصة تكشف لـ ”اليوم“ عن مهددات المياه الجوفية في المملكة
في زمن تتناقص فيه الموارد وتتسارع فيه التحديات البيئية، تبقى المياه الجوفية واحدة من أثمن الثروات التي لا تُرى، لكنها تحرّك عجلة الحياة بصمت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); هذه "النعمة المدفونة" تحت سطح الأرض لا تزال مجهولة التفاصيل لدى الكثيرين، لكنها تحتل صدارة أولويات الاستدامة البيئية في المملكة، التي تقود جهودًا منهجية للحفاظ عليها وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
أخبار متعلقة صرف 724 ألف متر مكعب من 6 سدود بالمدينة المنورة لتعزيز المياه الجوفيةبمشاركة 9 جهات.. حلول تنسيقية لمعالجة التحديات البيئية بالشرقية"لأجيال تنمو وموارد لا تنضب" هيئة المياه تطلق تقرير الاستدامة الأولوكشفت الدكتورة سحر الحامدي، المختصة في استدامة المياه والبيئة، لـ ”اليوم“ عن تفاصيل دقيقة حول واقع إدارة المياه الجوفية في المملكة، والتهديدات التي تواجهها، والسياسات الوقائية المطبّقة، فضلًا عن آليات المعالجة، والممارسات الدولية التي تحاكيها المملكة، إلى جانب نظرتها للوعي المجتمعي بوصفه ”الدرع الحقيقي“ لهذه الثروة.بداية.. لماذا تعتبر المياه الجوفية موردًا استثنائيًا يستدعي الحماية؟المياه الجوفية ليست فقط مصدرًا من مصادر الشرب والري، بل هي بمثابة المخزون الاستراتيجي الذي تلجأ إليه الدول في حالات الطوارئ، والجفاف، وشُحّ المياه السطحية
الدكتورة سحر الحامدي
وما يميزها هو أنها تتكوّن ببطء شديد، حيث تعتمد على تغذية طبقات الأرض عبر الأمطار والسيول على مدى سنوات طويلة، لهذا السبب، إذا تلوثت أو استُنزفت، يصعب جدًا تعويضها أو تجديدها.
وهي مورد نادر بطبيعته، وصامت في حضوره، لكن فقده ستكون له تبعات جلية على الأمن الغذائي والمائي، بل وحتى على الاستقرار البيئي واستدامته.ما مدى اعتماد المملكة على المياه الجوفية في ظل شح الموارد السطحية؟المملكة تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، خصوصًا كونها المصدر الوحيد للمياه العذبة حيث لا يتوفر بالمملكة العربية السعودية مصادر مياه سطحية مثل الأنهار أو البحيرات أو الجداول أو الينابيع.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 90% من مياه الآبار في المملكة تأتي من مصادر جوفية، وهذه المياه تُستخرج من طبقات رسوبية أو صخرية عميقة، بعضها يمتد لعشرات الأمتار تحت سطح الأرض.
المملكة لا تدخر جهدًا في حماية هذا المورد، سواء عبر الدراسات الجيولوجية أو من خلال السياسات التنظيمية، أو حتى عن طريق التقنيات الحديثة لرصد مستويات المياه وجودتها.ما أبرز التهديدات التي تواجه هذا المورد؟التهديدات متعددة، لكنها تتلخص في ثلاث فئات: التلوث، الاستنزاف، والتعدي غير المصرّح به.
أخطر هذه التهديدات هو التلوث، الذي قد يحدث بفعل تسربات من المشاريع الإنشائية، أو بسبب تصريف مياه الصرف الصحي بطريقة غير آمنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مختصة تكشف لـ ”اليوم“ عن مهددات المياه الجوفية.. وتحذر من التلوّث
كذلك، الاستخدام المفرط لمبيدات الآفات والأسمدة في الزراعة يهدد المياه الجوفية على المدى البعيد ولذلك قمت بتنفيذ مشروع بحثي عن تلوث المياه الجوفية بفعل ملوثات الإنشاء معتمد من مركز الأمير سلطان للدارسات والبحوث لعام 2025ميلاديا
يلخص البحث استنزاف مورد المياه الجوفية في الصناعات، فما يحدث عندما تُستخرج المياه الجوفية بسرعة تفوق قدرتها على التجدد، وهنا تكمن الخطورة التي تؤثر على المدى الزمني لمخزون الدولة من هذا المورد وتأثير على إمدادات الري والسقاية والشرب واستدامة الغطاء النباتي تطبيقًا لرؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030م – صفر ملوثات على البيئة لعام 2060م ونحن في طور التطبيق والنتائج.تحدّثتِ عن المشاريع الإنشائية.. هل هناك معايير بيئية لحماية المياه الجوفية؟نعم، هناك معايير صارمة، بعضها مستمد من هيئات دولية مثل "وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA"، والبعض الآخر من سياسات وضعتها الجهات السعودية المعنية.
قبل بدء أي مشروع إنشائي، يجب إجراء فحص جيولوجي للأرض والتأكد من عدم وجود تسربات مائية أو مواد ملوثة في الموقع. كما يُشترط استخدام أنظمة عزل أرضي تمنع تسرب الزيوت أو المواد الكيميائية إلى التربة، مع منع سحب المياه الجوفية دون تصريح واضح يوضح الكمية والغرض.كيف تتعامل الجهات المختصة في المملكة مع المخالفات أو حالات التلوث؟المملكة تعتمد على مركز الرقابة على الالتزام البيئي، وهو جهة رقابية تُفعّل مهامها فورًا عند الإبلاغ عن أي ملوث. يتم منح الجهة المنفذة للمشروع مهلة تتراوح بين 15 إلى 30 يومًا لاتخاذ الإجراءات التصحيحية.
في حال لم يُعالَج التلوث، تفرض غرامات مالية تصل إلى مئات الآلاف من الريالات حسب درجة الخطورة. كما تُجرى المعالجات في مختبرات معتمدة من الدولة، باستخدام فلاتر وأنظمة مصممة خصيصًا حسب نوع التلوث، مثل ارتفاع الكلورايد أو وجود الجسيمات الدقيقة PM10 وPM2.5.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مختصة تكشف لـ ”اليوم“ عن مهددات المياه الجوفية.. وتحذر من التلوّثماذا عن البنية التحتية لتصريف المياه؟ وهل تلعب دورًا في تلويث المياه الجوفية؟بالتأكيد. أحد أكبر مصادر تلوث المياه الجوفية في العالم هو نظام الصرف الصحي غير السليم. وفي المملكة، كل منطقة لها خصائص جغرافية مختلفة، لذا صُمّمت لها أنظمة تصريف خاصة.
مثلًا، في جدة، التي تقع على ساحل البحر الأحمر، يُشترط وجود مرادم تحت الأرض مرخصة من المركز الوطني لإدارة النفايات"موان" لتصريف المياه المعالجة. عدم الالتزام بهذه الأنظمة قد يؤدي لتسرب الملوثات إلى التربة، ومنها إلى المياه الجوفية.ما السياسات السعودية الأبرز لحماية هذه المياه؟الجهات المختصة، وعلى رأسها مؤسسة المياه الوطنية، تطبق عدة إجراءات:
بناء سدود مخصصة لتنظيم تدفق السيول وتغذية الخزانات الجوفية بطريقة طبيعية.
استخدام أنابيب خالية من الرصاص لضمان عدم تلوث المياه خلال النقل.
إجراء فحوصات دورية شهرية للمياه الجوفية في المناطق المحيطة بأي مشروع.
إضافة إلى ذلك، هناك تفعيل لبرامج المراقبة الذكية، باستخدام أجهزة استشعار لرصد جودة المياه في الوقت الحقيقي.هل هناك حملات توعوية مجتمعية لتثقيف المواطنين حول أهمية المياه الجوفية؟نعم، وتزايدت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، وهناك حملات مشتركة بين وزارة البيئة والمياه والزراعة، والجامعات، ومراكز الأبحاث، تهدف لتثقيف المزارعين، والمقاولين، والمواطنين العاديين حول هذا المورد الحساس.
لكن في رأيي، لا يزال الوعي بحاجة إلى مزيد من التوسيع، خصوصًا في المناطق التي تعتمد على الآبار، إذ يجب أن يدرك الجميع أن سوء الاستخدام أو الحفر العشوائي قد يُكلّفهم، ويكلف الوطن، ثروة لا تُعوض، وهذا ما تسعى المملكة جاهدة له ويؤخذ على عاتق الخبراء مثلي ومن فريقي لذا توجهنا للعمل على هذا البحث القيم الذي نسعى جاهدين لتغطية الدعم الذي يحتاجه والمجال مفتوح للمشاركة من قبل الجهات ذات العلاقة والصلاحيات.ماذا تقولين للمجتمع في ختام هذا اللقاء؟حوالي 3% من إمدادات المياه في العالم هي مياه عذبة، ومن بينها أكثر من 30% مياه جوفية، الحفاظ على المياه الجوفية ليس خيار بل هو امر محتم لاستدامة البيئة ومن عليها قال الله تعالى(وجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) فهي مورد للبقاء في جميع النواحي الحياتية الاقتصادية والزراعية والاجتماعية هي حق عام، ومسؤولية وطنية، وواجب شرعي.
والحفاظ على هذه النعمة عبادة، وتركها عرضة للتلوث أو الإهمال هو جناية تؤثر على توفير الحياة الكريمة بحق أبنائنا الأجيال القادمة.
رسالتي: فلنتعامل مع المياه الجوفية كما نتعامل مع الذهب، بل أغلى، لأن الله سخرها لحفظ الاستدامة على حياة كوكب الأرض الإنسان والحيوان والنبات وبدونها، لا بقاء لأي شيء.