قصف المستشفى القبطي ومحطة رمسيس.. كشف سجل إسرائيل الأسود خلال عدوانها على مصر
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
تتمتع دولة الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ مليء بالجرائم ضد الإنسانية والقانون العالمي فهي تعودت على انتهاكهما وكابرت في تهميشهما، بدءا من احتلال أرض الغير بالقوة والقهر والإجبار مرورًا باعتدائها على دول الجوار والتآمر عليهم وهو ما فعلته في عدوان 1967 ضد مصر.
قصف محطة رمسيسيحكي الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى الزائر فى أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، شهادته عن الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة بعنوان "أيام الدموع والدم".
ويقول “سلامة” خلال حواره مع الإعلامى محمد الباز، لبرنامج “الشاهد”ويقدمه، على قناة «إكسترا نيوز»، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كلفتني من بين خبراء في العالم في مراجعة متابعة تعليقات خبراء اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جينيف تعقيباتهم علي اتفاقية جينيف الثالثة لمعاملة أسري الحرب والمعتقلين التي صدرت في اغسطس 1949 فكانت لدي المسودات والتعلقيات لخبراء الصليب الأحمر".
ويضيف : "فكان من بين هذه الأوراق الرسمية للجنة الدولية للصليب الأحمر أن مصر اشتكت للصليب الأحمر من واقعة قصف محطة سكك حديد مصر ومئات الشهداء جراء ذلك القصف وأنه طال المستشفي القبطي، وكانت أمامي باللغة الإنجليزية ومدونة في سجلات دولية للصليب الأحمر في جينيف".
ولفت إلى أن مصر تقدمت بشكوي للجنة الدولية للصليب الأحمر ضد قصف إسرائيل محطة السكة الحديد في رمسيس والمستشفي القبطي في عدوان يونيو 1967.
قصف المستشفى القبطيوأشار إلى أنه عندما تم القصف في 5 يونيو 1967 دمرت واجهات المستشفي القبطي وتم إخلاء المستشفي وتابع:" كانت مدونة في سجلت دولية للصليب الأحمر في جينيف، فكنت أريد أن اعمل علي هذه الواقعة ولم أجد لها أي مرجع في الأدبيات العربية قانونيًا أو اجتماعيًا او سياسيًا او عسكريًا، فكانت هذه الواقعة مدونة باللغة الانجليزية دون تأصيل قانوني أو فقهي كانت عباره عن شكوي فقط، فرجعت لكلية الألسن التي كنت أشرف بعضوية مجلس إدارة الكلية بعين شمس، وذهبت لرئيس وحدة الترجمة للبحث عن أي مراجع حول هذه الواقعة باللغات غير الانجليزية".
وأكمل: "وهي ما زالت على قيد الحياة الدكتور أماني تومه قالت لي أنه والدت في هذه المستشفي يوم 3 يونيو قبل العدوان بيومين، وحينما حدث القصف، وتم تدمير الجدار والنوافذ، فتم استدعاء كل أولياء الأمور من قبل المستشفى لكل الأطفال والمرضي لإخلائهم، ويتم إخلاء المستشفي بالكامل، ووثقت لي هذه الواقعة كانها شاهد عيان علي الواقعة، وهذه الواقعة تدل على أن القانون الدولي الإنساني يذكر بماذا حين يهاجم المهاجم يكون هناك اعتبارات واحتياطات اول شئ أن يكون لديه معلومات استخباراتية موثوقة دون شك أن هذا هدف عسكري مشروع قصفه".
وواصل: “أنه لن يكون هناك ضرر جانبي في جوار المستشفى وإن كان هناك ضرر جانبي مسموح به في القانون الدولي ولكنه بشروط، لا يطغي ولا يزيد نسبة القتل والإصابة عن الميزة العسكرية التي سيحققها المهاجم، وهذا في القانون الدولي يقول في اللحظة الأخيرة أنه قبل القصف إذا تيقن المهاجم بأن هناك شك بأن هذا ليس هدف عسكري مشروع عليه التوقف عن القصف وإلا إلغاء الأمر بالقصف، وإسرائيل تعرف ذلك”، مطالبا أي جهة تمتلك صور أو فيديو لهذه الواقعة تخرجها للمواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور ايمن سلامة 5 يونيو 1967 الدولیة للصلیب الأحمر هذه الواقعة
إقرأ أيضاً:
غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.
خطط لتوسيع العمليات البريةأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.
بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.
وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.
وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.
وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.
وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.
انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.
ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.
وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.
ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟