عقدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين اجتماعًا افتراضيًا مع كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي في محاولة لمنع المحكمة عن إصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين كبار بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقل موقع أخبار "أكسيوس" الإخباري عن مصادر "على دراية بالاجتماع" قولهم إن أعضاء مجلس الشيوخ - الذين لم يتم الكشف عن هويتهم في التقرير - استغلوا اجتماع يوم الأربعاء الماضي لـ"إبداء مخاوفهم بشأن كيفية إجراء تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن الحرب علي غزة.

"

كما أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة أن مسؤولي السلطة الفلسطينية قد يحاولون دفع المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف ضد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية هرتسي هاليفي، وفقًا للتقرير.

وأضاف التقرير أن إسرائيل حذرت الولايات المتحدة بأنها ستنتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت المحكمة مذكرات التوقيف.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أفاد "أكسيوس" بأن أعضاء الكونجرس الأمريكي من كلا الحزبين حذروا المحكمة الجنائية الدولية من أن واشنطن ستنتقم من المحكمة إذا أصدرت مذكرات التوقيف المحتملة.

ويحقق مكتب المدعي العام الرئيسي للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في سلوك إسرائيل في الحرب علي غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وعكفت مجموعة إسرائيلية منذ لأسابيع لمحاولة منع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار مذكرات التوقيف، حيث اتهم نتنياهو في وقت سابق أن هذه الخطوة ستكون "جريمة كراهية معادية للسامية غير مسبوقة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو الجنائية الأمريكي الشيوخ الأمريكي حماس السلطة الفلسطينية المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

ما قانونية تقديم نتنياهو استئنافا إلى الجنائية الدولية ضد مذكرة اعتقاله؟

أثار إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته تقديم استئناف إلى الجنائية الدولية ضد قرارها القاضي بتوقيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب تساؤلات حول قانونية هذا الإجراء القضائي.

ووفقا لبيان صدر من مكتب نتنياهو في بيان، طلب الاحتلال من المحكمة الجنائية الدولية تعليق تنفيذ مذكرتي التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت في انتظار ما سيسفر عنه الاستئناف.

وكانت المحكمة ومقرها لاهاي، قد أصدرت مذكرتي توقيف في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة وجرائم ضد الإنسانية، حيث ينفذ الاحتلال عدوانا وحشيا بحق سكان غزة منذ أكثر من عام.

عبارة تضليلية وغير قانونية

ولمعرفة الرأي القانوني في مسألة استئناف الاحتلال التقت "عربي21" بالخبير في القانون الدولي سعد جبار، والذي وصف مصطلح الاستئناف "بالعبارة الخاطئة والتضليلية قانونا ولغة، لأنه لا يجوز لنتنياهو أو أي متهم أخر الاستئناف إلا إذا حضر شخصيا وحوكم، وفي حال تم الحكم عليه عندها يمكنه تقديم الاستئناف".

وأوضح جبار لـ"عربي21" أن "نتنياهو لم يصدر بشأنه حكم وإنما هو متهم، وحسب الإجراءات الحاسمة لنظام الجنائية الدولية يجب أولا أن يسلم نفسه ويطلب كفالة أو يطلق سراحه ويصبح حرا مؤقتا، وهذا ما حدث لرئيس كينيا السابق حيث سلم نفسه وطالب المحكمة أن تتركه حرا لحين بدء المحاكمة، وقضية الاستئناف هذه غير واردة".



وتابع شارحا، "أولا، لا بد من الإشارة إلى أن التهمة هنا جنائية فردية وليست ضد الدولة، بمعنى نتنياهو وغالانت ملاحقان شخصيا، فالدولة لا تلاحق جنائيا بل تعويضيا وذلك أمام العدل الدولية فهي صاحبة الاختصاص بمحاكمة الدول، وأما الأفراد يلاحقون جنائيا أمام الجنائية الدولية".

ويتوقع جبار أن "تقوم الحكومة الإسرائيلية بالاتصال بالمحكمة ومكاتبتها والادعاء بأن المحكمة غير مختصة وأن دورها تكميلي لأن هناك عدالة في إسرائيل، وهذا غير صحيح".

ويكمل، "وسيقولوا إننا استمعنا للمحكمة وهي أصلا غير مختصة ونحن ليس أعضاء في اتفاقية روما الخاصة بتشكيلها والأمر من اختصاص القضاء الإسرائيلي والجنائية فقط دورها تكميلي أي سرد ادعاءات بحيث يدحضون باختصاص المحكمة".

وأكد أن "أي دفوعات أو اتصالات من قبل نتنياهو وغالانت أو الحكومة الإسرائيلية لن تغير شيئا في الموقف القانوني من رئيس الوزراء ووزيره، بمعنى لو سافرا إلى الدول الأعضاء في المحكمة سيلقى القبض عليهما، ولن تغير أي اتصالات في مجرى الملاحقة".

تأثير واشنطن
وفور صدور مذكرتي الاعتقال ضد نتنياهو و غالانت أعلنت واشنطن رفضها لها، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن "أمريكا ترفض بشكل جوهري قرار الجنائية الدولية، وأنها ستناقش الخطوات التالية مع شركاء مثل إسرائيل".

وأضاف المتحدث "ترفض الولايات المتحدة بشكل جوهري قرار المحكمة بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبيرين، ولا نزال نشعر بالقلق العميق إزاء اندفاع المدعي العام إلى إصدار أوامر الاعتقال والأخطاء العملياتية المثيرة للقلق التي أدت إلى هذا القرار".

من جهته دعا السيناتور الجمهوري جون ثون، قبل صدور مذكرتي الاعتقال، إلى فرض عقوبات على الجنائية الدولية على الفور، واستكمال خطوات مشروع قانون عقوبات المحكمة الجنائية الدولية الذي أقره مجلس النواب في حزيران/يونيو الماضي.

الخبير القانوني سعد جبار، قال عن تهديدات واشنطن وتأثيرها، "يمكنها فقط أن تضغط على المحكمة وعلى قضاتها من خلال القانون الأمريكي المحلي، ومثلا يمكنها من خلال النظام المصرفي العالمي تجميد حسابات أعضاء المحكمة ومنع البنوك من التعامل معهم".



وتابع، "ولكن القضاة لديهم حصانة وفي نفس الوقت لديهم سلطة أن يصدروا قرار بالقبض على الذين يطالبون بإجراءات ضد المحكمة، فهذه المطالب تعتبر غير قانونية وتشويه واساءة لسمعة المحكمة، وبإمكان الجنائية الدولية ملاحقة هؤلاء الأشخاص جنائيا".

وأكد أن "الملاحقة الجنائية ضد من يطالب بإجراءات ضد الجنائية الدولية ممكنة حتى لو كانوا من دول غير موقعة على ميثاق روما المؤسس لها، فهي لها سلطة أن تلاحق من يريد التشكيك أو الاساءة لسمعتها".

وحول تأثير مذكرتي الاعتقال على إسرائيل، أوضح جبار "أن هذا الأمر شيء مختلف، فالاحتلال ضمن اختصاص محكمة العدل الدولية والتي قالت أن هناك أسس مقنعة بأن هناك إبادة جماعية وخرق لقانون الدولي الإنساني وخرق لقوانين الحرب".

وأكد أن "مذكرتي الاعتقال تضاف إلى الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، والجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية تقويان وتعززان بعضها البعض، وقرار الجنائية الدولية بالملاحقة الجنائية يعتبر من الحقائق التي تستند إليها محكمة العدل الدولية".

مقالات مشابهة

  • المحكمة الجنائية الدولية تؤكد على استمرار تحقيقاتها في الجرائم ضد الإنسانية دون تراجع
  • في مواجهة موسكو وواشنطن…رئيسة “الجنائية الدولية”: وجود المحكمة في خطر
  • الجنائية الدولية تنتقد هجمات دول بعد مذكرة اعتقال نتنياهو
  • ترحيب بالخطوة.. بيان أميركي بشأن العلاقة المصرفية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
  • الجنائية الدولية: الضغوط تهدد وجود المحكمة واستقلالها
  • رئيسة الجنائية الدولية تقر بهجمات على المحكمة تهدد وجودها
  • رئيس المحكمة الجنائية الدولية تشن هجومًا عنيفًا على أمريكا وإسرائيل
  • تحديات «الجنائية الدولية» مع افتتاح اجتماعها السنوي.. مذكرات اعتقال واتهامات ضد المدعي العام
  • سنسحق اقتصادكم.. سيناتور أمريكي يهدد الدول حل توقيف نتنياهو
  • ما قانونية تقديم نتنياهو استئنافا إلى الجنائية الدولية ضد مذكرة اعتقاله؟