برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شارك مجمع اللغة العربية بالشارقة ونظيره في لبنان في ندوة علمية لغوية بعنوان “ماذا بعد المعجم التاريخي للغة العربية”، نظّمتها “كلية العلوم الإنسانية” في جامعة بيروت العربية، بهدف توجيه الطلاب الجامعيين إلى وجوه الاستفادة من المعجم التاريخي في علوم فقه اللغة، وتاريخها ودراستها، وبحث سبل استثماره من قبل الباحثين والأكاديميين وطلاب الجامعات في الوصول إلى المعاني الصحيحة للجمل وترجمتها بشكل أدقّ، واستثمار المواد المعجمية المجموعة والشواهد اللغوية والأدبية والتاريخية في الدراسات العلمية الحديثة، وأكدت المداخلات التي قدّمت خلال الندوة على أهمية مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” في ربط مختلف أنواع الدراسات العلمية بتاريخ الألفاظ التي يوثقها المعجم عبر العصور.

اتفاقية ثلاثية لتبادل الخبرات الأكاديمية
وشهدت الندوة توقيع اتفاقية لمدة ثلاث سنوات بين مجمع اللغة العربية بلبنان وجامعة بيروت العربية، بهدف تأسيس تعاون ثقافي وعلمي وتربوي في مجال تدريس اللغة العربية وتبادل الخبرات الأكاديمية، وإجراء البحوث المشتركة، وتنظيم الفعاليات الثقافية؛ ووقّع الاتفاقية كل من الأستاذ الدكتور وائل نبيل عبد السلام، رئيس جامعة بيروت العربية، والدكتورة سارة سالم ضاهر، رئيس مجمع اللغة العربية بلبنان.

فرصة لإحياء التراث اللغوي العربي
وفي كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة: “يُعد المعجم التاريخي للغة العربية إنجازاً ثقافياً وعلمياً مهماً، تحوّل من كونه حلماً بعيد المنال، إلى واقع ملموس في أيدينا، بفضل جهود وتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة وبفضل كوكبة كبيرة من اللغويين والأكاديميين الذين يعملون في الحقل المعجمي واللغوي في شتى الأصقاع والبقاع”.
وأضاف: “يُمثل مشروع المعجم التاريخي ثمرة جهود جماعية لعلماء وباحثين وخبراء بارزين، وهو يُعيد تشكيل المشهد اللغوي والثقافي، مُتيحاً لنا فرصة ذهبية لإحياء التراث اللغوي العربي وتعزيز الهوية العربية، ولا شك أنه يعد أيضاً مصدراً لا غنى عنه للمتخصصين والأكاديميين في مختلف المجالات الإنسانية واللغوية؛ إذ يُقدم مادة علمية غنية تُسهم في تعميق الفهم والبحث في أصول اللغة وتطوراتها، ويُعزز من قدرات الباحثين على استكشاف آفاق جديدة في دراساتهم اللغوية والثقافية”.
تطور في قطاع المعجميات
وفي كلمته خلال الندوة، قال البروفيسور وائل نبيل عبد السلام، رئيس الجامعة: “شهد قطاع الدراسات المعجمية التاريخية في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً بفضل التطورات في تكنولوجيا الكمبيوتر وتوافر كميات هائلة من البيانات النصية الرقمية، مما أتاح للمعجميين إنشاء معاجم تاريخية أكثر شمولاً ودقة من أي وقت مضى”.
وأضاف: “تقدم الجامعة مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية في اللغة العربية، بما في ذلك درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، كما تتبنى الجامعة منهجاً متعدد التخصصات في تدريس اللغة العربية، يجمع بين الدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية والثقافية”.

إنجاز تاريخي
من جهتها، أشارت الدكتورة سارة ضاهر، رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان، إلى أن الندوة تأتي ثمرة إطلاق الأجزاء ٦٧ من المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يحظى بدعم ورعاية من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، مؤكدة أنه إنجاز تاريخي يجمع تحت مظلته أكثر من 800 شخص من الباحثين والأكاديميين والفنيين والإداريين، ويسهم في توثيق وتحليل تطور اللغة العربية عبر العصور.
مصدر غني يثري البحث الأكاديمي
واستضافت الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين في جامعة بيروت العربية، أكدوا خلالها أهمية “المعجم التاريخي للغة العربية” في فتح آفاق جديدة للبحث العلمي، مانحاً العلماء والباحثين نافذة تطل على العلوم اللغوية من منظور تاريخي ومقارن، لافتين إلى أنه يُعتبر مصدراً غنياً يثري البحث الأكاديمي ويُعمِّق الفهم اللغوي، مما يُساعد على تطوير مادة البحث الرصين ويُعزز من قيمة الدراسات اللغوية.
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن المشروع يمثل ركيزة أساسية للدراسات الأدبية، حيث يوفر شواهد تاريخية تغطي مختلف الأقوال والموضوعات، مما يُساعد في تتبع تطور الأدب العربي، ومع اكتماله، سيُصبح المعجم سجلاً شاملاً يُوثق الإرث اللغوي والأدبي والاجتماعي للعرب، مُحققاً بذلك وفاءً للغة العربية ومتطلبات العصر.

توصيات الندوة العلمية
وفي هذا السياق، أوصى المشاركون في الندوة بضرورة توسيع نطاق البحث ودمج التكنولوجيا الحديثة في العمل المعجمي، مما يُسهم في تعزيز التوعية والترويج للغة العربية، كما شددوا على أهمية التعاون الدولي وتعزيز الهوية العربية والانتماء الثقافي، وأكدوا أهمية متابعة العمل المعجمي من خلال إنشاء معجم يُساعد في ربط المعجم التاريخي بخريطة حاسوبية، تُعتبر منطلقاً لتطوير البرمجيات وتوجيه الباحثين وطلاب الدراسات العليا نحو استكشاف مجالات بحثية متعددة انطلاقاً من المعجم التاريخي للغة العربية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المعجم التاریخی للغة العربیة مجمع اللغة العربیة بیروت العربیة

إقرأ أيضاً:

شراكات استراتيجية تبرز أهمية «الشارقة القرائي للطفل»

الشارقة (الاتحاد)
أعلنت «هيئة الشارقة للكتاب» عن قائمة رعاة وشركاء الدورة الـ 16 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، والذي يستمر حتى 4 مايو في «مركز إكسبو الشارقة» تحت شعار «لتغمرك الكتب»، ويقدم برنامجاً متكاملاً يحفل بالفعاليات والأنشطة الثقافية، وورش العمل التفاعلية، والجلسات النقاشية، والندوات الحوارية، ويستعرض باقة واسعة من أحدث الإصدارات باللغة العربية واللغات الأجنبية.

وتقدم مجموعة من المؤسسات والشركات والهيئات الرائدة، في قطاعات الاتصالات والإعلام والاستثمار والسياحة والاقتصاد وغيرها، الرعاية لدورة العام الجاري من المعرض، منها «دو»، الشريك الرسمي للاتصالات، و«هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون»، الشريك الإعلامي الرسمي، و«بنك الاستثمار»، الشريك المصرفي، و«شبكة أبوظبي للإعلام»، الشريك الإعلامي، و«هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة»، الشريك السياحي، و«جمعية الشارقة التعاونية»، شريك ركن الطهي، إلى جانب الشريكين التقنيين، «واكوم» و«إتش بي».

أخبار ذات صلة تنمية مهارات الأطفال في ورشة «فنّ الرسم بالخيوط» «حقيبة الزمن الجميل».. تُعيد للصغار ذكريات الزمن الجميل خولة المجيني

وعبرت خولة المجيني، المنسق العام لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، عن شكرها وتقديرها للدعم الذي يقدمه الشركاء، وقالت: «تشهد الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل دعم نخبة من الشركاء والرعاة الذين يلعبون دوراً أساسياً في نجاح المهرجان وتميزه وتعزيز مكانته كمنصة عالمية رائدة لترسيخ ثقافة القراءة في نفوس الأطفال، وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي، والاحتفاء بالكتّاب والرسامين الذين أثروا مكتبة الطفل العربي. وبفضل التزامهم ودعمهم المستمر، وحضورهم الفعال ومساهماتهم النوعية، سنقدم برامج متكاملة ترتقي بتجارب الزوار، وتلبي تطلعات الأطفال وأولياء أمورهم، وتسهم في بناء جيل المعرفة».

مقالات مشابهة

  • بكرات يترأس فعاليات “يوم الأبواب المفتوحة” لجمعية أليانس فرانسيز
  • شراكات استراتيجية تبرز أهمية «الشارقة القرائي للطفل»
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض تونس الدولي للكتاب
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • شركة “أراكال” للذهب والألماس تفتتح أكبر صالة عرض لها وأكثرها ابتكاراً في الشارقة
  • “إنترريجونال” يشارك في أبوظبي للكتاب بـ 80 إصداراً متخصصاً
  • حلقة نقاشية لـ«تريندز» تؤكد أهمية مراكز الفكر في تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية
  •  شخصيات لـ”الثورة “: نبارك الدور المحوري للسيد القائد في دعم الكفاح التحرري للأشقاء في فلسطين ولبنان
  • برنامج ثقافيّ متكامل لـ«أبوظبي للغة العربية» في «أفينيون» المسرحي الدولي»
  • “الشارقة للاتصال الحكومي” تواصل استقبال المشاركات في دورتها الـ12