«أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. تعرف على نص خطبة الجمعة اليوم
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
نشرت دار الإفتاء المصرية، منذ أيام نص موضوع خطبة الجمعة اليوم، والذي جاء تحت عنوان «أمانة العامل والصانع وإتقانهما»، بالتزامن مع عيد العمال، الذي تم الاحتفال به منذ أيام خلال هذا الأسبوع، لذا جاءت الخطبة تتناول مسألة العمل، وآدابه، والأمور التي لا بد من العبد أن يتبعها، والتي لابد من تجنبها أثناء العمل، وفي التقرير التالي توضح «الوطن» نص الخطبة.
وتفتتح خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ علَيهِ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
وتكمل خطبة الجمعة اليوم: «فإنَّ الأمانةَ خُلُقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِ الأنبياءِ والمرسلين، وفضيلةٌ مِن فضائلِ المؤمنينَ الصالحين، عَظَّمَ الإسلامُ شأنَهَا وأعلَى قدرَهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ عبادِهِ المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أربعٌ إذَا كُنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتَكَ مِن الدُّنيا، حفظُ أمانَةٍ وصدقُ حديثٍ وحسنُ خَلِيقَةٍ وعِفَّةٌ في طُعمةٍ)، وحينمَا سَألَ هرقلُ عظيمُ الرومِ أبَا سفيانَ عن دينِ الإسلامِ وصفةِ نبيِّهِ ﷺ أخبرَهُ أنَّهُ يأمرُ بالصَّلَاةِ وَالصَّدقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فَقَالَ له هرقلُ: هَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ».
وأشارت الأوقاف في نص خطبة الجمعة اليوم إلى صور الأمانة: «ومِن أهمِّ صورِ الأمانةِ: أمانةُ العاملِ والصانعِ، وتكونُ بمراقبةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في كلِّ عملٍ كُلِّفَ بهِ الإنسانُ، سواءٌ أكانَ عملًا عامًّا أم خاصًّا، لأنَّهُ يراقبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) سرًّا وعلنًا في حضورِ صاحبِ العملِ أو مَن ينوبُ عنهُ، أو في عدمِ حضورِ أيٍّ منهُمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}، ويقولُ تعالَى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، ويقولُ سبحانَهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}».
نص خطبة الجمعة اليوموأكدت الأوقاف المصرية في نص خطبة الجمعية اليوم إلى أهمية الأمانة في العمل: «ومِن أمانةِ العاملِ والصانعِ إتقانُ العملِ والصنعةِ وتجويدُهُمَا، ولقد لفتَ الحقُّ سبحانَهُ أنظارَنَا إلى الإتقانِ، حيثُ خَلَقَ سبحانَهُ كلَّ شيءٍ بإتقانٍ معجزٍ، يقولُ تعالَى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وأوجبَ علينَا سبحانَهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ، يقولُ سبحانَهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)، ويقول نبينا ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ)».
وتكمل الأوقاف: «ومِن ذلكَ سرعةُ إنجازِ العملِ في موعدِهِ، لأنَّ ذلكَ مِن صورِ الوفاءِ بالوعدِ والعهدِ، وهو شأنُ العمالِ والصُّنّاعِ في المجتمعاتِ المتحضرةِ، كمَا أنَّهُ صفةٌ كريمةٌ تدلُّ على شرفِ النفسِ وقوةِ العزيمةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مسؤولا}، وقد أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ، وامتدحَ بهِ عبادَهُ المؤمنينَ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقولُ تعالَى: {وَالَّذِينَ هُم لِأَمَانَاتِهِم وَعَهْدِهِم رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}».
وواختتمت الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم: «أمانةُ العاملِ والصَّانعِ كما تنطلقُ مِن دافعٍ دينيٍّ فإنّهَا تنطلقُ أيضًا مِن دافعٍ وطنيٍّ، فإنّمَا يُحمَلُ حبُّ الوطنِ والعملُ على رقيّهِ وتقدمِهِ على الأمانةِ وإحسانِ العملِ والجودةِ والتميزِ فيهِ، حيثُ إنَّ مِن واجبِ وطنِنَا الغالِي مصرَ علينَا أنْ نعملَ مجدينَ مخلصينَ لنهضتِهِ وتقدمِهِ، فالجميعُ بعملِهِم الجادِّ المُتقَنِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يتقدمُ الوطنُ إلَّا بجهدِ وإتقانِ وأمانةِ الجميعِ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة الیوم سبحان ه نص خطبة
إقرأ أيضاً:
أمانة القلم والكلمة
محمد رامس الرواس
يقول الحق جل في عُلاه: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" (إبراهيم: 24).
لقد كانت ولا تزال الكلمة أمانة يصونها القلم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل المجتمع المستقر الآمن المتصالح مع نفسه ومع الآخرين من تكرار الزلات التي قد يكتبها بعض ضعفاء النفوس أو من لديهم أفكار ضالة وشاذة ومن في حكمهم.
عندما تمسك يد الإنسان بالقلم أو تكتب بالحروف على الجهاز الرقمي لا بد وأن يستحضر الكاتب رقابة الله سبحانه وتعالى أولا ثم رقابة مجتمعه والحديث موجه للذين يريدون أن يحدثوا التغيير الإيجابي بمجتمعهم.
وُجِدَت الكلمة لوصف المشاعر التي تنتاب كاتبها أو شرح قضايا المجتمع الذي يعيش فيه فيصف ويدون الكاتب المشاعر والقضايا الاجتماعية وعبرات الناس وقضايا أمته فيقوم بتحرير الصادق من الظواهر من آهات المجتمع والأمة وينقلها بصدق وبكل شفافية مما اطلع عليه بنفسه بدون رتوش أو التأويلات وليس عما يسمع أو يُقال له، ففي النهاية هناك مسؤولية كبرى لا بد وأن يحسب لها ماسك القلم ألف حساب.
والكلمة الموفقة يعلم الجميع سر قوتها ومدى تأثرها وأثرها إذا قيلت في حق أو في دحض باطل، وكما يعلم معظمنا سر فشلها إذا قيلت بغير حق، ولطالما كانت الكلمة الصادقة هي العدو الأول الذي يكشف الأكاذيب ويسطر الحقائق ويسجل الخير، كذلك المغرضون يسجلوا الشر في سجل كتاباتهم أو تدويناتهم ومداد أقلام أهل الحق نور يسطر الكاتب به الكلمات لتنير الطريق للجميع، كما أن أهل الملكات والمواهب الذين يعرفون أمانة القلم يجعلون منها ضياء ونقاء يرث من ورائه مداد قلمه استحقاقا وجدارة لما سجل من جميل العبارات ويصيغ أجمل الرسائل ويترك عظيم الأثر التي تحملها كتاباته عبر الوقت والزمن.
ومن خلال الكلمات التي يخطها القلم يصيغ الإنسان هويته الحقيقية ويعلن عن رسالته التي وضعها لنفسه في الحياة ويتركها من بعده بين طيات مؤلفاته ومقالاته ورسائله.
ويكفي بالقلم شرفًا أن أقسم الله به؛ حيث يقول المولى عز وجل: "ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (القلم: 1)، وصاحب الكلمة، يجب أن يكون إنسانا يرفق بمجتمعه وبمن حوله من خلال ما يخطه قلمه، فالقلم أمانة وحجة علينا إما سلبا او إيجابا، ورب كلمة لا يلقي لها صاحبها بالاً تقسم ظهر روح أو تهتك عرض إنسان أمن في سربه، ولا يمكننا بأي حالة من الأحوال، أن نكون من أولئك الناس الذين عمت قلوبهم فأصبحوا يدونون ويكتبون شرقًا وغربًا بما لا يُرضي الله ولا يرضي أولياء الأمور ولا الناس طمعا منهم في نيل شهرة أو ما شابه.
وختامًا.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة"، فإن الكلمة الطيبة صدقة بجانب أنها أمانة، وقد يجد فيها البعض عدم التكلف عند الخروج عن الحقيقة والواقع عندما توسوس له نفسه الأمارة بالسوء، فيفقد المسار ويحيد عن الطريق الصواب، وأمانة الكتابة والقلم إنما هما جزءان من حياة الإنسان، إن لم يلجمهما بالصدق والحق فإنه قد يطيش وينسحب إلى ساحات الباطل والكذب والزور ويبعد عن الصدق والواقع.
يقول تعالى في محكم التنزيل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" (الرعد: 17).
رابط مختصر