بعد رحلة طويلة درست خلالها في المدارس المصرية بمنطقة حدائق القبة، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ رحلتها كونها أول مصرية تعمل بوكالة ناسا الفضائية، سنوات من التعلم والدراسة والمحاولات، حصلت على الماجيستير ثم الدكتوراه بمساعدة «ناسا» رغم تعرضها للرفض في البداية.

الدكتور تهاني عامر، تعمل مدير مساعد لبرامج الطيران بوكالة ناسا وتعمل أيضًا بمديرية المهام العلمية بالوكالة، سافرت إلى أمريكا بعد حصولها على الثانوية العامة من مدرسة السلام الثانوية بنات، وهناك، درست العلوم المختلفة، وتخرجت من جامعة أولد دومينيون بولاية فرجينيا، وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه بالجامعة نفسها، وخلال دراستها، تعاونت مع «ناسا» في بعض المشروعات، ودرست بكلية وارتون‏ لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، ثم كلية هارفاد لإدارة الأعمال، مما ساعدها في ثقل خبرتها قبل العمل بالوكالة الفضائية.

تهاني عامر في حوار مع «الوطن»

تقول «تهاني» في حوارها مع «الوطن» «طول حياتي بتعلم، ولغاية دلوقتي بتعلم، التعليم مش مجرد شهادة بس، أنت بتتعلم كل يوم حاجة جديدة».

استفادت الدكتورة تهاني عامر من تعاونها مع «ناسا» خلال فترة دراستها، كما استفادت من عملها على الطائرات خلال الفترة نفسها، ومن هنا بدأت رحلتها كأول مصرية تعمل في وكالة ناسا الفضائية، وإلى نص الحوار:

 متى بدأتِ العمل بوكالة ناسا؟

في السنة الأخيرة في البكالوريوس كان مطلوب «سينيور بروجيت» أو مشروع تخرج، حينها كنت أعمل على بعض المشروعات مع ناسا، فكنت أمتلك الفرصة، وبعد نهاية العمل مع ناسا في البكالوريوس، «كان أمامي فرصة جيدة وجهزت نفسي وبدأت أقدم نفسي من مكتب لمكتب في الوكالة، و10 مكاتب رفضوني، وبلغوني إن الدكتوراه شرط أساسي، لأن معظم العاملين باحثين وحاصلين على الدكتوراه، بس ربنا سبحانه وتعالى فتح لي باب وبدأت بلفعل العمل مع ناسا، وساعدوني في إني أخلص الماجستير والدكتوراه، كانوا داعمين ليا ووقتها كنت متزوجة وعندي عائلة وأولاد».

أسرة «تهاني» ساعدتها في دراستها وعملها

 خلال فترة الدراسة في أمريكا والعمل في وكالة ناسا.. كيف ساعدتك أسرتك؟

كانت لدي العديد من المسئوليات خلال هذه الفترة لأنني كنت أم وزوجة وأخت بالإضافة لعملي في وكالة ناسا، «زوجي كان بيساعدني ووالدتي وحماتي، ساعدوني في شغلي وفي تربية أولادي، كل اللي وصلت له ليس بمجهودي فقط، ربنا يسر لي أصدقاء ساعدوني وأصبحت قادرة على تحقيق كل ما أريد». 

شاركت في إطلاق مهمة في عام 2022

* ما هي طبيعة وظيفتك بوكالة ناسا؟

في بداية عملي بوكالة ناسا كنت أعمل على الطائرات الجديدة وعلى الـ«Wind Tunnel» أو نفق الرياح وكنت أشارك في المعمل الخاص بناسا في إعداد أجهزة القياس والتحكم واستخداماتها، وفي 2022، شاركت في مهمة المياه السطحية وتضاريس المحيطات، وهي عبارة عن مقياس ارتفاع عبر الأقمار الصناعية، وخلال الوقت الحالي بشتغل مديرة في مكتب يعمل على 17 مهمة لكن حاليًا لا أمتلك تخصص ثابت، ونعمل معًا خلال الوقت الحالي على مشروعات ستطلق في 2025 و2030 و2040، لأننا نجهز يستمر العمل عليها لمدة 20 أو 30 سنة ويشارك معانا فريق مكون من آلاف الأشخاص من أوروبا والهند ومن أماكن مختلفة ومتنوعة من العالم.

ما هو المشروع الذي تعملين عليه ومن المتوقع إطلاقه عام 2025؟

المشروع هو جزء من تكنولوجيا سنرسلها إلى الفضاء، «إحنا بنخترع تكنولوجيا جديدة للق ياس في الفضاء وفيزياء الفضاء، والمشروع المقرر في 2025 هو أداة تساعدنا في أمور كثيرة وفي إعداد تلسكوب جديد، هو رومان تلسكوب، ونحاول فهم المادة المظلمة في علم الفلك، والتفاعلات التي تحدث حوالينا كيف تمدنا النجوم بالطاقة».

تحديات واجهت الدكتورة تهاني عامر

ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك أثناء العمل في وكالة ناسا؟

هي ليست صعوبات بل تحديات، فالحياة مراحل نمر بها أسميها مواجهات، ففي أول الدراسة بأمريكا واجهت تحدي اللغة، وهو أصعب تحدٍ قابلته، لكن بالنسبة للعمل في بدايتي مع وكالة ناسا، كان ضروري فهم المناخ المحيط بس علشان أكون عضو فعال في مجتمعهم، «كان بالنسبة لي فرصة كبيرة العمل في ناسا، فكان من المهم فهم طبيعة العمل والمجتمع علشان أعرف أتقدم وأساعد وأعرض رأيي وأحل مشكلة، وهناك احترموا رأيي وشخصيتي وشغلي، والتعامل لم يكن صعبًا لأن جميع العاملين من بلاد مختلفة فلن يشعر الشخص إنه غريب بينهم». 

* هل واجهتي صعوبات تتعلق بالحجاب خلال عملك في وكالة ناسا؟

أنا جزء من المجتمع وليس فقط جزء من ناسا، وفي الوكالة العمل والعلوم والاكتشافات أهم الأشياء، ولا يهتم شخص بأمر الآخر، لكن أنا أنتهز الفرصة للحديث عني وعن مصريتي إسلامي، «وفي أي حفلة أشارك بها أقوم بإعداد الطعام المصري وتجهيزه لهم، علشان يعرفوا أنا مين ويستطيعوا التواصل معايا، وأحاول ترك أثر جيد، ولم أشعر أبدًا بالاختلاف». 

الترويج للسياحة المصرية

* هل تستغلين وجودك في أمريكا ووكالة ناسا للترويج للسياحة المصرية؟

أنا أحاول الحفاظ على زيارة مصر على الأقل مرتين سنويًا وأفتخر بكوني مصرية، «كل أصحابي عارفين إني مصرية وبيحبوا مصر، وكونت جروب وتعاونت مع شركة سياحة في مصر وسافرنا القاهرة والأهرامات وزرنا المتاحف وخان الخليلي والكنسية المعلقة والحسين، وروحنا الأقصر وأسوان وشرم الشيخ، وكانوا سعداء وإن شاء الله أفكر في تكرار الرحلة مرة أخرى، وفي مكتبي في ناسا الحائط عبارة عن صور مصر والأهرامات، أنا بتكلم عن مصر طول الوقت، وحبي لمصر أثار فضول الجميع وجعلهم يحبون مصر ويفكرون في زيارتها، وأشارك أيضًا في محاضرات في جامعات مصر عن عملي وعن وكالة ناسا».

حقيقة رحلات ناسا إلى الفضاء تكشفها «تهاني»

هل الإعلان عن رحلات تنظمها وكالة ناسا إلى الفضاء صحيحة؟

ناسا تعلن بالفعل عن رحلات إلى كل مكان على الأرض ويتم تصميمها كأننا في الفضاء، ويدرس المشاركين في الرحلة لمدة تصل إلى سنتين أو 3 كل شيء، أكل وشرب ونوم وعِلم، لكن ليس هناك أي رحلات لكوكب المريخ أو للفضاء، المكان في الأرض أشبه بمحاكاة للفضاء، بحيث يستطيع هؤلاء الأشخاص المسافرين التأقلم على العيش خلال فترة سفرهم للمريخ، وأي شخص يستطيع التقديم لكن يجب المرور باختبارات معينة وهناك نظام معين للقبول. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وكالة ناسا وكالة ناسا الفضائية الفضاء فی وکالة ناسا

إقرأ أيضاً:

النسوية.. إرهاصات البداية

تبدأ كثير من الحركات والأحداث الثورية فـي العالم باعتبارها نصيرًا للمظلومين، مدافعة عنهم ومطالبة لحقوقهم، ثم ما تلبث أن تستخدم فـي مآرب أخرى؛ خصوصًا فـي العصر الرأسمالي الحديث وككل نضال آخر فـي سبيل الحق، بدأ الأمر من منطلق الحق والعدالة؛ فلا يعقل أن تظل العبودية أو احتقار النساء أو ظلم الشعوب واستعمارها أو إبادة شعب أصلي، لا يعقل أن تظل كل هذه الأمور مبررة أو مشروعة، لذلك يناضل الإنسان لتحقيق ما كان ينبغي أن يكون بديهيًا. فقد قاتل تشي جيفارا الرأسمالية الاستعمارية، ومات فـي سبيل مبادئه التي آمن بها؛ ثم تم استعمال جيفارا رأسماليًا بطباعة صوره والأفلام عنه والاستفادة من بيعها ماديًا. وهكذا حقوق النساء المسلوبة -فـي الغرب خصوصًا- التي يكاد يغيب ذكرها، وقبل أن تتحول الحركة النضالية من أجل حقوق المرأة إلى الاسم المعروفة به اليوم «النسوية». فالنسوية بطبيعتها المعهودة اليوم، لم تبق فـي تلك البؤرة التي تحدثت عنها وناضلت لأجلها نساء كثيرات فـي وقت كُنَّ يدفعن فـيه حياتهن ثمنًا لها، بل تطورت الفكرة وتطور النضال إلى أن وصلت النسوية إلى حالها وشكلها الآني.

لا يتم ذكر مصطلح النسوية إلا ويكون مرادفًا للنقد والتمحيص وإثارة الجدل، فالنسوية شيء مختلف فـي تعريفاته التي تناولها مفكرو النسوية ومنظروها، ولكنه يتفق فـي المبدأ الكلي وهو محورية المرأة والنضال لأجل انتزاع حقوقها. ويمكننا القول: إن كتاب البريطانية ماري وولستونكرافت الشهير الذي نشرته عام 1792م «دفاعا عن حقوق النساء» أحد أهم الكتب التي أسست للفكر النسوي -إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فـي مرحلة مبكرة جدا، وهو الكتاب الذي صدر بعد سنتين من صدور كتابها «دفاعا عن حقوق الرجال» الذي جاء ردًا على المفكر السياسي الإيرلندي إدموند بيرك صاحب كتاب «تأملات حول الثورة الفرنسية»، وقد انتقدته ماري انتقادًا لاذعًا وحادًا بسبب انتقاده للثورة الفرنسية واعتباره أنها نذير شؤم ومعول سيهدم النظام الاجتماعي، وكذلك رفضه لقلب النظام الأرستقراطي وإسقاطه. وهو ما حفزها لاحقًا إلى كتابة كتابها الذي يهمنا فـي معرض حديثنا عن النسوية ونشأتها الفكرية.

لم تطرح ماري فكرةً واضحةً حول النسوية وماهيتها، كما أنها لم تقم بنحت المصطلح الذي غدا رائجًا ومتداولًا ومعتبرًا الآن؛ بل إن من السخرية بمكان أن يكون ناحت هذا المصطلح رجلًا قصد به السخرية من المطالبين بالمساواة بين المرأة والرجل فـي الحقوق، وهو المؤلف الفرنسي الشهير ألكسندر دوما الابن فـي كتابه «الرجل-المرأة» وهو كُتيّب صغير الحجم، ومن خلال العنوان ذاته يمكن أن يقع الإيضاح وكذلك اللبس؛ وذلك لأن «الرجل-المرأة» هنا ليس من قبيل المقارنة بينهما، إنما من قبيل الشتيمة للرجال المتصفـين بالضعف والأنوثة كما يراها دومًا الابن، والإناث اللاتي يطالبن بالمساواة التي يرفضها دومًا الابن بل وسخّر كتابه للسخرية منها، ومن التحولات الاجتماعية التي بدأت تتبدى فـي ذلك الحين فـي فرنسا خصوصًا وفـي أوروبا عمومًا، لذلك ترجمه البعض إلى «الرجل-الأنثوي» وهي الترجمة الأدق فـي رأيي.

يقول ألكسندر دوما الابن فـي الصفحة الحادية والتسعين من كتابه المذكور «النسويون -اسمحوا لي بهذا النحت اللغوي- يقولون: كل الشر يأتي من عدم الرغبة فـي الاعتراف بأن المرأة مساوية للرجل، وأنه يجب منحها نفس التعليم ونفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل» ولينظر المرء فـي هذه المعركة الفكرية فـي التاريخ القريب، وفـي تمثلاتها ومآلاتها فـي حال اليوم إن كان فـي فرنسا ذاتها أو فـي عموم العالم الغربي. ومن الجدير بالذكر أنه كان يرى بأن الحركة المطالبة بالمساواة تسعى إلى تحويل النساء إلى رجال، وتحويل الرجال إلى نساء. وليس لهذا الأمر علاقة بالمفاهيم الحديثة للجندر والجنس وتطوراتها بالضرورة.

لم يؤثر كتاب ماري التأثير الذي قلب الأمور رأسًا ومباشرة، ولكنه كان حجر الأساس لكل ما بعده فـي سياق النضال لحريات النساء وحقوقهن، لأجل هذا كله لا يمكن أن نبحث فـي تاريخ النسوية دون أن نذكر أثرها الثقافـي والفكري. ولا يمكن أيضًا أن نتغافل عن البدايات فـي معرض نقدنا للنهايات، أو لواقع الحال. كما أن الأحداث الأخيرة فـي غزة وما يحدث من انتهاك صارخ لكل قيم الإنسانية والنضال لأجل الحق، جعل كل الحركات المنادية بالحريات تحت المجهر. فكأن غزة غدت الميزان الذي تقاس به موضوعية الأفكار والمعتقدات والتصرفات التي تكون مع الخير أو الشر، أو مع الحق وضده، فما بدأ كنضال من أجل الحقوق؛ لا ينبغي بحال أن يكون مناداةً لحقوق تفضيلية بناء على عرق أو لون أو منطقة جغرافـية. فالإنسان وقيمته وقدسية النفس الإنسانية، لا يحددها موقعه على الخريطة، بل الإنسان هو الإنسان فـي الشرق والغرب.

مقالات مشابهة

  • تهاني المنيع تنصح الرجال والنساء: غيّري بجامتك باستمرار والرجل لا تجلس متسدّح بسروالك.. فيديو
  • النسوية.. إرهاصات البداية
  • فاضل الربيعي.. العودة إلى نقطة البداية
  • تهنئة بمناسبة اقتراب عيد العمال 2025
  • «الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك» تبحث التعاون مع «ناسا»
  • أكاديمية الشارقة و«ناسا» تبحثان التعاون في علوم الفضاء
  • مشروع المنصة الجيومكانية الوطنية مرجع شامل للصور الفضائية
  • “صواريخ إس-300 تظهر لأول مرة”.. الإعلام العبري يزعم انتشار أسلحة مصرية قرب فيلادليفيا
  • إيمان كريم تترأس لجنة اختيار الأسر المثالية لعام 2025 في إطار مبادرة "أسرتي قوتي"
  • «أوشـرم» تكشف تفاصيل المؤتمر السنوي الثامن بشعار: «القيادة في الفضاء الحر»