الذكاء الاصطناعي ينبش في أسرار ما قبل الميلاد.. تفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
تحتوي مخطوطات هركولانيوم على نصوص فلسفية وأدبية ذات أهمية كبيرة من علماء اليونان والرومان القدماء، ولكنها تحولت إلى كتل متفحمة بسبب ثوران بركان جبل فيزوف الكارثي في عام 79 بعد الميلاد.
أدت محاولات فتح اللفائف إلى إتلافها أو إتلافها، مما أدى إلى تحويل الآثار الثمينة الشبيهة بالفحم إلى غبار، والآن يستخدم العلماء تقنيات مسح ذكية للتعرف على النص المكتوب بداخلها، دون الحاجة إلى فتح صفحات البردي الهشة.
لقد قرأ الفريق بالفعل إحدى اللفائف لاكتشاف كيف أمضى الفيلسوف اليوناني أفلاطون أمسيته الأخيرة قبل 2500 عام، لكنهم يقولون إن هناك اكتشافات وأسرار لا حصر لها حول سقراط قد تكون في انتظارهم.
وقال جرازيانو رانوكيا، عالم البرديات من جامعة بيزا في إيطاليا: "أفلاطون هو مجرد البداية، نحن على وشك اكتشافه يجب أن يكون مذهلاً أيضًا.
وقد تم تدمير مدينة هيركولانيوم الإيطالية، جنبًا إلى جنب مع بومبي وتوري أنونزياتا وستابياي، بسبب ثوران بركان فيزوف عام 79 بعد الميلاد، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 16000 شخص إجمالاً.
كان أحد المباني المدفونة في البلدة عبارة عن فيلا كبيرة، ربما تعود إلى لوسيوس كالبورنيوس بيسو كايسونيوس، والد زوجة يوليوس قيصر، وتحتوي المكتبة الكبيرة للفيلا على أكثر من 1800 مخطوطة من ورق البردي التي تحولت إلى كربون أثناء الثوران البركاني.
في خمسينيات القرن الثامن عشر، بدأت أعمال التنقيب في الفيلا وتم إتلاف عدد من المخطوطات أو التخلص منها معتقدًا أنها كتل من الفحم، ولسوء الحظ، تم تدمير مئات أخرى خلال محاولات فتح اللفائف، الموجودة الآن في المكتبة الوطنية في نابولي.
في عام 1756، اخترع الأباتي بياجيو، محافظ المخطوطات القديمة في مكتبة الفاتيكان، آلة يمكنها نشر مخطوطة واحدة في أربع سنوات، تم نسخ النص بسرعة لأنه سرعان ما يتدهور بمجرد تعرضه للهواء، وركزت المحاولات الحديثة على الأساليب الرقمية لقراءة النصوص دون فتح البرديات فعليًا لمنع الضرر.
عادةً ما تستخدم مثل هذه المحاولات، المعروفة باسم الفتح الافتراضي، الأشعة السينية ومصادر الضوء الأخرى لمسح الكائنات والكشف عن نص غير معروف سابقًا.
يقول البروفيسور رانوكيا وزملاؤه إنهم استخدموا تقنية تسمى التصوير الفائق الطيفي بالأشعة تحت الحمراء على الموجات القصيرة، والتي تلتقط الاختلافات في الطريقة التي يرتد بها الضوء عن الحبر الأسود الموجود على ورق البردي.
كشف مقطع تم اكتشافه حديثًا من إحدى اللفائف باستخدام هذه التقنية أن أفلاطون قضى ليلته الأخيرة في انتقاد 'افتقار الإيقاع' لدى فتاة جارية أثناء عزفها على الفلوت.
أبواب الجحيم المشتعلة منطقة خطيرة ولها زوّار .. فأين تقع؟ تفصلنا عنها بضع ساعات.. عالم الزلازل الهولندي يحذر من كارثة جديدةوكان الفيلسوف، الذي كان يعاني من الحمى، يستمع إلى الموسيقى ويرحب بالضيوف قبل وفاته عن عمر يناهز 80 أو 81 عامًا في حوالي عام 348 قبل الميلاد.
وساعدت اللفيفة أيضًا في تأكيد أن أفلاطون دفن في أكاديمية أثينا، التي أسسها لكنها تضيف تفاصيل مفادها أن مكان استراحة المفكر القديم كان في حديقة مخصصة داخل حرم الجامعة.
وفي الوقت نفسه، تمت ترجمة لفيفة عن الأطباء في جنوب إيطاليا في القرن الخامس قبل الميلاد في عام 1906، لكن رانوكيا وزملائه قادرون على قراءة 10 أضعاف ذلك، على حد قوله.
يمكن للكلمات الجديدة أيضًا أن تلقي الضوء على لحظة حاسمة في تاريخ الطب عندما كان الكاتب الطبي اليوناني ألكمايون يجري دراسات مبكرة عن الدماغ، ويكشف تاريخ الرواقيين مدرسة فكرية يونانية تدعو إلى الفضيلة لتحقيق السعادة الآن عن 'ثلاث إلى أربع كلمات إضافية لكل عشرة إلى ثلاثة عشر سطرًا' - وهو ما يكفي لإعادة بناء جمل كاملة.
يعمل الفريق مع الأجزاء غير الملفوفة، بدلاً من اللفائف التي يبلغ عددها 400 إلى 500 والتي لم يتم فتحها بعد، والتي يمكن تركها دون مساس لسنوات عديدة حتى يتم تطوير التكنولوجيا التي يمكنها مسح الحبر مباشرة من مراكزها.
يستخدم فريق آخر الذكاء الاصطناعي (AI) لمعرفة ما هو مكتوب على اللفائف، وقام الفائزون في مسابقة تسمى تحدي فيزوف بتدريب خوارزميات التعلم الآلي الخاصة بهم على مسح ورق البردي المطوي والمدمر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
اختبار «جوجل» الجديد ومواجهة أدوات الذكاء الاصطناعي
تواجه شركة «جوجل» مالكة أكبر وأشهر محرك بحث على شبكة الويب تحديا جديدا قد يعجل بنهاية سيطرتها على سوق محركات البحث في العالم. التحدي الجديد ليس قانونيا كما كان الحال منذ شهور وما زال مستمرا سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها ويسعى إلى تفتيت تلك الإمبراطورية الرقمية العملاقة، ولكنه تحد من داخل الصناعة نفسها. الأسبوع الماضي أعلنت شركة «اوبن ايه آي» للذكاء الاصطناعي عن إصلاح شامل لبرنامجها الشهير «شات جي بي تي» الذي تم إطلاقه في العام 2022، وبلغ عدد مستخدميه وفقا لوكالة رويترز نحو 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، يمكّن روبوت المحادثة من البحث في الويب وتقديم إجابات بناءً على ما يجده على الشبكة، وهو ما يجعله في منافسة مباشرة مع «جوجل»، محرك البحث العملاق والأكثر استخداما في العالم. ويمكن أن تمثل هذه الخطوة بداية النهاية لمحركات البحث التقليدية وظهور محركات بحث جديدة تمزج بين وظائف البحث على الويب، وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يمثل فتحا جديدا في عالم الإعلام الرقمي. صحيح أن المنافسة مع «جوجل تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، خاصة إذا علمنا أن محرك بحث «جوجل» هو الأكثر شعبية في العالم ويستخدمه حوالي 4.3 مليار مستخدم حول العالم ويتم إجراء أكثر من سبعين ألف عملية بحث عليه في كل ثانية، وهو ما يعادل حوالي 5.4 مليار عملية بحث يوميا، ومع ذلك فان إقدام «اوبن آي» على هذه الخطوة تمثل بداية قد تتلوها محاولات أخرى من شركات أخرى لمواجهة طغيان جوجل على سوق محركات البحث على الويب، ونقطة انطلاق لتطوير محركات بحث بديلة للعثور على المعلومات من الويب واستهلاكها. وتتمثل قيمة التحول الأخير في «اوبن آي» في كونه سوف يمكن المشتركون في «شات جي بي تي» من الحصول على المعلومات الأحدث أثناء الرد على استفساراتهم من خلال البحث في شبكة الويب عن المعلومات الجديدة وتلخيصها وعدم الوقوف عند حد البيانات القديمة كما كان الأمر سابقا. ابتداءً من الخميس الماضي، أصبح بمقدور المشتركين في «شات جي بي تي» تفعيل خاصية جديدة تتيح لأداة الذكاء الاصطناعي الرد على الاستفسارات من خلال البحث في الويب عن أحدث المعلومات وتلخيص ما تجده، وليس فقط تقديم إجابات بناءً على البيانات القديمة السابق تغذية روبوت المحادثة بها. وتعتمد وظيفة البحث الجديدة في «شات جي بي تي» على محرك البحث «بنج» التابع لشركة ميكروسوفت والذي صدرت نسخة جديدة منه في العام الماضي يحتوي على تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في «شات جي بي تي»، وصاحبة ثاني أكبر محرك بحث على الويب، والداعم الرئيس لـشركة «أوبن آي»، كما تعتمد أيضًا على أرشيفات كبار الناشرين الذين تم توقيع صفقات معهم وأهمهم مجموعة «نيوزكوربريشن الناشر لصحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «الاسوشيتدبرس» أو «الصحافة المتحدة. ولعل هذا ما يجعل برنامج شركة الذكاء الاصطناعي أكثر قربا من محرك البحث التقليدي، وقادرة بالفعل على منافسة «جوجل» وغيها من الشركات المنافسة في سوق محركات البحث. لقد حاولت «جوجل» استجابة للمنافسة المتزايدة مع برامج الدردشة الآلية استباق الأحداث ودخول عالم برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي عن طريق تقدم ملخصات يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمستخدمين لمحرك بحثها، جنبا إلى جنب مع تقديم نتائج البحث التقليدية، ومع ذلك فإن غالبية المستخدمين ما زالوا ينظرون إلى «جوجل» باعتباره محرك بحث يقودهم إلى مواقع أخرى على الويب، خاصة بعد الفشل الذي منيت به التجربة الأولى التي بدأتها مع بعض المستخدمين داخل الولايات المتحدة في مايو الماضي، وقررت بعد أسبوعين فقط من إطلاقها تقليص استخدام الإجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي بعد أن تهكم المستخدمون على بعض الإجابات الغريبة مثل نصح أحد المستخدمين بوضع الصمغ على البيتزا وتأكيد أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كان مسلما، بالإضافة إلى إجابات تتعلق بالصحة وكانت كانت إحدى الإجابات توصي الناس بشرب كميات كبيرة من البول للمساعدة في التخلص من حصوات الكلى. وواجهت التجربة أيضا اعتراضات من الناشرين الذين تستعين «جوجل» بمحتوى مواقعهم وإعادة تقديمه للمستخدمين مباشرة في نتائج البحث لوهم ما يحرم هؤلاء الناشرين من حركة المرور على هذه المواقع وفقدان عائدات الإعلان. في تقديري أن التغيرات التي أدخلتها شركة «اوبن آي» على نسختها المدفوعة من «شات جي بي تي» وتحولها إلى محرك للبحث أيضا تجعل هذا البرنامج أكثر فائدة وأكثر دقة، ويقلل من أخطاء المعلومات في الرد على الأسئلة والاستفسارات إلى حد كبير. ولن يتوقف تأثير هذه الخطوة على اشتعال المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي وشركات محركات البحث العملاقة فقط وإنما سوف يمتد إلى جميع محاور اقتصاديات الإنترنت، والإعلام الرقمي. وتبقى هناك بعض القضايا العالقة في هذا التحول الذي يمكن أن نصفه «بالتاريخي»، وأهمها القضايا الأخلاقية التي تثيرها برامج الذكاء الاصطناعي والتي قد تتضخم مع تحول هذه البرامج إلى محركات للبحث، وعلى رأسها قضية الملكية الفكرية والسطو على جهود أفراد ومؤسسات أخرى وسرقة المحتوى وانتحاله وهو ما يتهم به الناشرون ومطورو برامج الذكاء الاصطناعي. وقد أقامت بعض المؤسسات الإخبارية دعوى قضائية بالفعل ضد «أوبن آي» تتعلق بانتهاك حقوق النشر. لقد ظلت «جوجل» ولأكثر من عقد من الزمان البوابة الرئيسية إلى شبكة الويب بعد أن تخلصت من عدد كبير من شركات محركات البحث المنافسة من أشهرها محرك بحث نيتسكيب الذي كان يسيطر على سوق متصفحات الويب في تسعينات القرن الماضي وكانت تستحوذ على 90 بالمائة من السوق، ولكنها سرعان ما تراجعت وخرجت من السوق، لحساب متصفح «انترنت اكسبلورر» الذي أطلقته شركة مايكروسوفت، الذي تحول إلى متصفح «ايدج» وتم إطلاقه لأول مرة في عام 2015. فهل يجري عليها ما جرى لشركات محركات البحث الأخرى لصالح شركات وبرامج الذكاء الاصطناعي؟ الواقع إن إجابة هذا السؤال قد تتأخر لسنوات لأننا أمام عملاق يسيطر على نحو 92 بالمائة من سوق متصفحات الويب ولا يمكن هزيمته وإخراجه من السوق بسهولة. ما نعلمه يقينا أن التطورات التكنولوجية المتسارعة لن تتوقف وأن العالم لن يكف عن الإبداع والابتكار في مجال الإعلام الرقمي. كل يوم تقريبا هناك جديد نقف أمامه مندهشين ومتسائلين عن الحدود التي يمكن أن يصل لها التنافس المحموم بين شركات التقنية العملاقة للسيطرة على العالم الرقمي. |