“هل يمكن للفن أن يعالج الأمراض؟” حول هذا السؤال جاءت جلسة “تقنيات العلاج بالفن للتعبير عن المشاعر وتقليل التوتر” التي شهدتها الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والتي استضافت الدكتورة سماء الهاشمي، من البحرين، وجين ماونت، من الولايات المتحدة، وأدارتها الدكتورة مانيا سويد، حيث أكدت المتحدثتان أن مفهوم العلاج بالفن أوسع من مجرد رسم صورة؛ إذ يمتد إلى مختلف فنون التعبير مثل الغناء والرقص والسرد، ليصبح لغة غير لفظية نستخدمها للتعبير عن مشاعرنا وتجاربنا، وهو من أهم طرق الشفاء من بعض الأمراض التي قد لا يستطيع الطب تداركها.

فرصة للتعبير عن الذات
وحول أهمية هذا النوع من العلاج، أكدت الدكتورة سماء الهاشمي، أنه في ظل الحياة المعاصرة وما تحمله من ضغوط، يبرز العلاج بالفن كملاذ للكبار والصغار على حد سواء، مانحاً إياهم الفرصة للتعبير عن ذواتهم بإبداع وحرية، مشيرة إلى أن كل إنسان يحمل بداخله رغبة في الإبداع والتعبير عن الذات، وهذه الرغبة يمكن أن تتجسد في الرسم، الكتابة، الغناء، والفنون بشكل عام.
وقالت الهاشمي: “يمتلك الأطفال مخيلة واسعة وموهبة إبداعية فطرية تتيح لهم رسم العالم كما يرونه، ومن هنا يأتي دورنا في تشجيعهم واستثمار هذه المواهب ليس فقط في الرسم، بل في كافة أشكال التعبير الفني. لذلك فإنني أعتز بالعمل مع طلابي في الجامعة على مشروع مبتكر، حيث يجلس طلاب الجامعة مع الأطفال لمناقشة محتوى الكتب وتحويلها إلى رسومات تعبيرية؛ بحيث يستلهم المؤلفون رسومات كتبهم من خيال الأطفال، مما يجعل الطفل يشعر بالفخر والسعادة عندما يرى أنه أسهم في صناعة كتاب”.
وفي هذا السياق، شاركت الدكتورة الهاشمي قصة واقعية حول أهمية الفن في الكشف عن المشكلات التي يتعرض لها الأطفال، حيث قالت: “في أحد لقاءات طالب جامعي مع أحد الأطفال، بدأ الطفل يسرد قصة طفل يتعرض للتنمر في إحدى المدارس، لكن المفاجأة كانت أن القصة كانت عن الطفل نفسه، ولم تكن أسرته على دراية بما يحدث له. هذا الموقف جعلنا ندرك تماماً أهمية الفن في مشاركة الطفل بحل مشكلاته والتعبير عن مشاعره”.

قوة دافعة للتطور والنمو
من جهتها، أكدت جين ماونت إيمانها العميق بقدرة الفن على إحداث التغيير، حيث قالت: “الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو قوة دافعة للتطور والنمو” مشددة على أن الأطفال، حتى في أصغر مراحلهم العمرية، يجدون في الفن لغة مفضلة للتعبير عن أنفسهم.
وأضافت ماونت: “ينبغي أن ننظر إلى الرقص والغناء ليس كأنشطة ترفيهية فحسب، بل كمرآة تعكس الروح الداخلية للطفل. علينا أن نشجع كل حركة، كل لوحة، كل نغمة يؤديها الطفل؛ لأن في كل منها قد تكمن دلالات عميقة عن تجاربهم وما يمرون به من مواقف”.
واختتمت ماونت قائلة: “داخل كل منا يكمن طفل يتوق للتعبير والإبداع، وأعمال الأطفال، مهما بدت بسيطة، تحمل في طياتها عوالم من المعاني والأفكار التي تساهم في تنشئتهم بشكل صحيح. لذلك فإن الكتب المصورة تلعب دوراً حيوياً؛ فهي تخاطب حاسة البصر، وتثري خيال الطفل، مما يمكّنه من استخلاص معانٍ ودروس قد تختلف عن تلك التي يستخلصها طفل آخر”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل للضمان مطالبة المُتسبّب بإصابات “العقبة” بتكاليف العلاج.؟!

#سواليف

هل للضمان مطالبة المُتسبّب بإصابات “العقبة” بتكاليف العلاج.؟!

خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي

تعرض ثلاثة عاملين في مصنع بمحافظة العقبة لإصابات عمل بالغة إثر إقدام عامل مفصول من عمله على إطلاق الرصاص عليهم.!

مقالات ذات صلة WSJ: قوات خاصة إسرائيلية تدخل أنفاق حزب الله تمهيدا للعملية البرية 2024/09/30

هذه الحادثة حصلت داخل المصنع، أي في موقع العمل، وبالتالي تعتبر حادثة عمل وتعتبر إصابات العمال الثلاثة إصابات عمل بمفهوم إصابة العمل المحدد في قانون الضمان الاجتماعي.

ولا يُغيّر من اعتبار الحادثة إصابة عمل، أنها نجمت عن فعل متعمّد من قِبَل شخص كان يعمل في المصنع، والمصابون كانوا مُستهدَفين على ما يبدو أو أحدهم على الأقل. وفي هذه الحالة، فإن على إدارة المصنع أن تقوم بإبلاغ مؤسسة الضمان بالإصابات، وأن تتحقق المؤسسة عبر مفتشيها، وبالاطلاع على التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية كحادثة جنائية، من كل التفاصيل والشروط لاعتبار إصابات العمال الثلاثة إصابات عمل، وتثبيتها وإقرارها على هذا الأساس مع ما يترتّب لهم من حقوق تأمينية وفقاً لما سينتج عن إصاباتهم من وضع صحي أو وفاة لا سمح الله. طبعاً إضافة إلى تحمّل مؤسسة الضمان لتكاليف علاجهم وبدلاتهم اليومية المستحقة وفقاً للقانون عن مُدَد تعطلهم عن العمل بسبب الإصابات.

المهم في موضوع الحادثة أنها وقعت بفعل الغير، أي طرف خارجي قام بفعل متعمّد وهو إطلاق الرصاص على العمال الثلاثة وإصابتهم، وفي هذه الحالة فإن مسؤولية مؤسسة الضمان تبقى قائمة تجاه المصابين، لكن لها الحق بالرجوع على مطلق الرصاص (المتسبّب) بكامل ما تدفعه من تكاليف العناية الطبية للمصابين والبدلات اليومية المصروفة لهم.

مقالات مشابهة

  • هل للضمان مطالبة المُتسبّب بإصابات “العقبة” بتكاليف العلاج.؟!
  • النادي الثقافي يطلق المكتبة السينمائية للطفل والناشئة
  • الصين تعرب عن “قلقها البالغ” من التوتر في الشرق الأوسط بعد إغتيال حسن نصر الله
  • الملتقى الدولي الثالث لمعلّمي العربية “نماءٌ وانتماء” 5-6 أكتوبر 2024
  • صنعاء تفتتح مسار “إسناد لبنان”: تل أبيب تحت النار… والمعركة البحرية قائمة
  • خلال مؤتمر الجمعية السعودية لأمراض الجهاز الهضمي.. البروفيسور “مارك بينينغا” يكشف عن بحث جديد لتخفيف الإمساك عند الرضع
  • خلال مؤتمر الجمعية السعودية للأمراض الجهاز الهضمي .. البروفيسور مارك بينينغا يكشف عن بحث جديد لتخفيف الإمساك عند الرضع
  • “مفوضية سبها للكشافة والمرشدات” تعقد دورة حول السلم الاجتماعي
  • هل التدليل الزائد والتربية الخاطئة للطفل تولد الميول المثلية؟.. «خلوا بالكم»
  • عضو «القومي للمرأة»: تعزيز الهوية الوطنية للطفل واجب على الأم