صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-05@07:03:01 GMT

لا تعليم في وضع أليم!!

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

لا تعليم في وضع أليم!!

أشرف عبد العزيز كل يوم يمر من أيام الحرب العبثية يتضح حجم المأساة المتفاقمة والتي تحولت إلى ملهاة زمنية مملة ..في وقت لا تهتم فيه الأطراف بما يحدث للمواطن السوداني الذي بات هو الضحية الأولى بإمتياز ، فحتى ما تبقى من موارد مثل الذهب يصدر ويُهرب في وضح النهار مقابل الحصول على سلاح يمكن (نيرون) من الجلوس على تلة مدن السودان المختلفة ليتفرج في الحريق وهو يتلذذ غير آبه بما يحدث لرعاياه.

في محاولة يائسة لإثبات حكومة الأمر الواقع بأن المدن الآمنة يسودها الاستقرار قررت ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل استئناف الدراسة .. وتدرك السلطات في هذه الولايات أن المدراس أصبحت دوراً للإيواء واحتضنت بين فصولها آنات النازحين والفارين من جحيم الحرب الذين لم تقدم لهم الحكومة شيئاً وتركتهم يعيشون في أوضاع مأساوية لا تحتاج سبر أغوار لاكتشافها. وكعادتها تداوي الحكومة عجزها بمزيد من الجراح والتنكيل بالضعفاء اللذين لم تعد لهم جهة غير الله يتضرعون إليها بسبب ما حاق بهم من ظلم ، ويجسد ذلك (فيديو) انتشر بوسائل التواصل الاجتماعي كشفت فيه مواطنة (مريضة) كيف تجرأ أفراد الأمن بإقتحام المدرسة التي يقيمون فيها ، وتقطع صوتها معبراً عن الآلام التي لاحقتها طوال رحلتها من الخرطوم حتى عطبرة وقالت إن أفراد الأمن لم يحترموا حتى خلوتها ودخلوا عليها وطلبوا منها والنازحين الآخرين إخلاء المدرسة لينتقلوا للعراء ويلتحفوا السماء ونباح الكلاب تقلق مضاجعهم و(ستارة) فقط هي التي (تسترهم) لقضاء حاجتهم ، وليت السلطات في ولاية نهر النيل وقفت عند هذا الحد بل سارعت لإخلاء مبني آخر يتبع لجامعة وادي النيل خصصت للمعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة. هذه لم الممارسات ليست قاصرة على ولاية النهر النيل وحدها وإنما ممتدة وشملت ولايتي البحر الأحمر وكسلا ، فيما إعتقلت قوات الدعم السريع عضو لجنة المعلمين آدم إسحق بكتيلا بولاية جنوب دارفور وما زال مكانه مجهولاً. والمدهش أن الحكومة تعلن عن استئناف الدراسة في الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش وهي لم تمنح المعلمين رواتبهم على قلتها منذ ستة أشهر ، وما زالت في محطة التسجيل لإمتحان الشهادة السودانية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ألم ينظر الولاة الذين قاموا بطرد النازحين المتأثرين بالحرب بأن لهم أبناء من حقهم أن يتعلموا مثلهم مثل الذين سيعودون للدراسة في ذات المدارس التي طردوا منها ؟ وماذا عن بقية النازحين واللاجئين هل يصبحون فاقداً تربوياً بأمر طرفي النزاع؟. أي حكومة هذه تصر على فتح المدارس وترفض إيصال المساعدات الإنسانية لأطفال معسكر زمزم في ولاية شمال دارفور ويموت أحدهم في كل ساعة بسبب سوء التغذية (الجوع)، وأي تعليم يقوم على الظلم بطرد أطفال من المدارس ليخلوها لآخرين ليتعلموا دون توفير بدائل للمطرودين وتركهم هائمين في الطرقات ..يظل الحل في وقف هذه الحرب اللعينة التي في كل يوم تكشف مدى تضرر المواطنين منها ..!! نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومأشرف عبد العزيز

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أشرف عبد العزيز

إقرأ أيضاً:

ليس أمام الذين زجوا بأولادهم في هذه المحرقة سوى الهروب بعيداً عن آل دقلو، والاقتراب من هلال

يبدو أن جولة المفاوضات القادمة ستكون في مستريحة، وسيشرف عليها الشيخ موسى هلال كوسيط منحاز لمؤسسات الدولة، وليس أمام الذين زجوا بأولادهم في هذه المحرقة سوى الهروب بعيداً عن آل دقلو، والاقتراب من هلال، والبحث عن حل، فطوفان الجيش والمشتركة الذي بدأ لا عاصم منه.

عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لنقابة المعلمين: نحن حرصاء على تعليم جميع التلاميذ النازحين وغير النازحين
  • تكريم المجيدين في تعليم القرآن بالمضيبي
  • ليس أمام الذين زجوا بأولادهم في هذه المحرقة سوى الهروب بعيداً عن آل دقلو، والاقتراب من هلال
  • لاكروا: ما الخطايا السبع التي طلبت الكنيسة المغفرة منها؟
  • قرار مهم من مديرية تعليم الجيزة بشأن إجازة يوم السبت للمعلمين "مستند"
  • تعليم المنيا يتابع انتظام الدراسة بعدد من المدارس
  • بغداد تصعد دعمها الإنساني للبنان.. وبدء تسجيل أطفال النازحين في المدارس العراقية
  • وزير البيئة اللبناني: تفعيل خطط الطوارئ وإنشاء 850 مركزا لإيواء النازحين
  • منها قانون التصرف في أملاك الدولة.. الحكومة توافق على 6 قرارات هامة في اجتماعها الأسبوعي
  • الدلنج تحدد مواعيد فتح المدارس وخطة لإخلاء النازحين