سفير الكويت: التقارب السياسي بين الدولتين خلق تطابقًا في الرؤى تجاه الأزمات والأحداث
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
قال السفير غانم صقر الغانم سفير الكويت بالقاهرة، إنه خلال اللقاء الذي جمع أمير الكويت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي استذكر خلاله المحطات المشتركة التي تجمع البلدين منذ عصر وما قبل الاستقلال وتحدث فيها الوفدان المصري والكويتي، واستذكر مشاركة مصر في العملية التنموية في دولة الكويت.
وأضاف "صقر"، في لقاء خاص عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الكويت ومصر فيما يتعلق بالشؤون السياسية وتعاطفها مع الأزمات الدولية دائما يحطون نصب أعينهم ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة في عدم للتدخل بالشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول.
وتابع السفير الكويتي: "هناك تقارب سياسي بين القيادتين والشعبين المصري والكويتي، يجعل رؤاهم متطابقة تجاه هذه الأزمات أو الأحداث الإقليمية أو الدولية، وعلى مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، تجدين أن الكويت ومصر مواقفهما متطابقة إيذاء مجمل القضايا التي تطرح، وبالتالي هناك تطابق وانسجام سياسي بين الدولتين تجاه كل هذه الأمور".
وقال سفير الكويت بالقاهرة، إنّ زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت لمصر قبل يومين اكتسبت أهمية خاصة، فقد جاءت بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف "غانم"، أنّ ما يجمع البلدين أكبر من أن يوصَف، لافتًا إلى أن زيارة أمير الكويت لمصر جاءت في وقت دقيق تمر به المنطقة، إذ تمر المنطقة بظروف دقيقة مثل الحرب في غزة والأحداث في السودان وليبيا وأمن الممرات المائية في البحر الأحمر.
وتابع السفير الكويتي: "الزيارة جاءت في وقت نحتاج فيه إلى التقارب بين الدول العربية، خاصة أن ما يربط البلدان أكبر بكثير مما يتم تلخيصه في هذا اللقاء".
وبحسل السفير غانم صقر الغانم فإنّ العلاقات بين البلدين خاصة وممتدة لسنوات طويلة ومرت بمحطات مهمة، موضحًا أن شعبي البلدين شقيقان: "نتذكر البعثات المصرية في الكويت قبل الاستقلال ووقفة مصر في أثناء عهد الاستقلال وما بعد ذلك".
ولفت سفير الكويت بالقول: "نستذكر أيضا، مشاركة مصر في التنمية بالكويت، كما دعمت الكويت مصر في حرب 1956 وحربي 1967 و1973، وهذه أمور لا تنسى".
وتابع السفير الكويتي: "هناك أيضا، اختلاط الدم الكويتي مع الدم المصري في حرب 1973، كما وقفت مصر مع الكويت في أنثاء الغزو العراقي ، وهذه الأمور راسخة في أذاهننا بالكويت ولا يمكن أن تنسى، ومصر تعتبر الأم الكبرى للدول العربية، وعلاقتها خاصة، وما يربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسي بأمير البلاد علاقة ممتدة كذلك".
سفير الكويت بالقاهرة: الزيارة الأخيرة لأمير الكويت ستعطي دفعة للعلاقات الثنائية بين البلدين
وأردفا قائلا: إنّ الزيارة الأخيرة لأمير الكويت للقاهرة من شأنها إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الحديث في أثناء الزيارة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول الخطوط العريضة التي سيكون عليها التعاون المستقبلي الثنائي.
وأضاف: "هناك ملفات تم الحديث عنها في الشأن السياسي، وهناك توافق وتطابق في الرؤى بين البلدين الشقيقين فيما يخص موضوع غزة، فنحن ندعم الحق الفلسطيني، كما تبذل مصر جهودها لوقف الاقتتال في قطاع غزة، ومازالت المساعدات الكويتية مستمرة لإخواننا في غزة".
وتابع: "هناك ملفات أخرى مثل التعليم والاقتصاد والاستثمار، وهناك ملفات تم الحديث عنها بخطوط عريضة، بانتظار عقد اللجنة المشتركة في القريب بعد تشكيل الحكومة الكويتية، ووجه أمير الكويت بالإسراع في انعقاد هذه اللجنة وإعطاء دفعة في كل المجالات مع الأشقاء في مصر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سفير الكويت غانم صقر الغانم الكويت ومصر الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الرئيس عبد الفتاح السيسي سفیر الکویت أمیر الکویت بین البلدین مصر فی
إقرأ أيضاً:
مفهوم (حل الدولتين) فوق الطاولة وتحتها
مفهوم ( #حل_الدولتين ) فوق الطاولة وتحتها
أ.د رشيد عبّاس
يبدو أن مفهوم حل الدولتين مفهوم غير واضح وغير متفق عليه حتى اللحظة, وطالما انه مفهوم غير واضح وغير متفق عليه, نرى أنه يتقدم خطوة للأمام ويعود للخلف خطوتين, ولكي يتقدم للأمام لابد لهذا المفهوم أن يأخذ نفس الأبعاد السياسية عند جميع الأطراف المعنية, وخلاف ذلك سنبقى نراوح في نفس الدائرة دون تقدم.
اعتقد أن مفهوم حل الدولتين في الجانب العربي له وجهان, وجه فوق الطاولة وآخر تحتها, وبغض النظر عن تصنيف الدول العربية في هذا الاتجاه, إلا أن بعض الدول العربية ترى ضرورة وقف فكرة المقاومة من اجل بحث حل الدولتين, في حين أن الدول العربية الأخرى ترى أن استمرار المقاومة هي الطريق الوحيد لحل الدولتين, وهناك إشارة أن السلطة الفلسطينية في هذه الحالة تتبنى فكرة الدول العربية التي ترمي إلى وقف المقاومة من اجل بحث حل الدولتين.
مقالات ذات صلة ترامب أسوأ كوابيس الأردن 2024/11/19في المقابل نجد أن مشكلة إسرائيل في مفهوم حل الدولتين تقع في تفريغ الجغرافيا من أهلها الشرعيين, ومن اجل ذلك حشدت إسرائيل منذُ زمن بعيد لهذا المفهوم حيثيات كثيرة جداً عند كل من الأمريكان والغرب حق الوجود في فلسطين, والذي يؤكد ذلك ما صرح به دونالد ترامب مؤخراً أثناء دعايته الانتخابية وقبل الانتخابات الأميركة بفترة وجيزة من الزمن والذي جاء فيه: “أن إسرائيل دول صغيرة المساحة” وقد كشف بذلك الوجه الحقيقي لمفهوم حل الدولتين عند الساسة الأمريكان.
وتجدر الإشارة هنا أن مفهوم حل الدولتين عند الفلسطيني الذي يعيش في مخيم لاجئين في غرفة متواضعة تحت ظروف معيشية قاسية وصعبة للغاية, يختلف تماماً عن مفهوم أولئك الذين يتنعموا بقصور وغرف مكيّفة ومزوّدة بكل مزايا الرفاهية, وأن مفهوم المقاومة عند الباعة الفلسطينيين المتجولين على بعض الطرقات تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً وتحت الأمطار الشديدة شتاءً من اجل لقمة العيش, يختلف تماماً عن مفهوم المقاومة عند أولئك الذين يتمتعوا برغد الحياة.
من الصعوبة بمكان حل الدولتين والحال هكذا من التباينات, وأن أساس هذه التباينات يقع في محورين, المحور الأول يتمثل في التباينات حول مشروعية المقاومة, والمحور الثاني يتمثل في التباينات حول جغرافيا فلسطين المحتلة, وبكل صراحة فإننا نجد أن هذه التباينات اخذت تتسع نتيجة للتدخلات الخارجية, ولحصر هذه التباينات لا بد من جلوس كل من الإسرائيليين والفلسطينيين معاً برعاية أردنية فقط على طاولة واحدة مستديرة وإجراء حوارات ومناقشات جادة حول (المقاومة) و(الجغرافيا) تفضي إلى توافقات وحلول عادلة يقبل بها جميع الأطراف, ومن ثم تأخذ صفتها الدولية.
لماذا الأردن؟
الأردن يمارس مسؤوليته تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها, فقد ارتبط الهاشميون جيلاً بعد جيل بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات, فحفظوا لها مكانتها, وقاموا على رعايتها, مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي, وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أن الأردن الأقرب لفلسطين وشعبها في نضاله من اجل الحرية والاستقلال, وهوه الداعم والمساند الأول للحقوق الشرعية والتاريخية والقانونية للفلسطينيين في جميع الأوقات والظروف الصعبة, وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن في سلم الأولويات, ويسعى الأردن دوماً في جميع المحافل إلى حل الدولتين لحيصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
الأردن في جميع تحركاته ومساعيه السياسية تجاه (حل الدولتين) كان وما زال يضع جميع أوراقه فوق الطاولة, وليس ادل على ذلك من طريقة تعامله الواضحة والصريحة مع كثير من التحركات السياسية غير العادلة في المنطقة.