عربي21:
2024-12-22@15:40:04 GMT

لماذا يريد بلينكن صفقة الآن؟

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

 يُصرّ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على ضرورة إنجاز صفقة التبادل الآن، ولكنّه يُبرّئ إسرائيل من المسؤولية عن التعطيل، ويُلقي التهمة على حركة حماس، التي ينتظر الجميع ردّها على آخر المبادرات.

تائه بلينكن، حين يضطرّ لتبرير استعجاله إتمام صفقة، طال أمد انتظارها، فهو تارةً يُبدي حرصاً على عدم توسُّع دائرة الحرب، خصوصاً في الجنوب اللبناني، وتارةً يضرب على وتر المساعدات الإنسانية، ومنع اجتياح رفح ويتجاهل عن عمد مسألتين:

الأولى، أنّه لم يبقَ أمام الإدارة الأميركية، وموعد الانتخابات الرئاسية سوى أشهر قليلة، حتى تتمكن هذه الإدارة من تحقيق الإنجاز الكبير الذي تنتظر أن يحسّن فرص الرئيس جو بايدن في المنافسة.


الأمر يتعلّق بصفقة تؤدّي إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، ما سيفتح الباب أمام توسيع دائرة "اتفاقات أبراهام" بانضمام دول أخرى عربية وإسلامية.

ينطوي هذا الإنجاز في حال تحقيقه على أبعاد إستراتيجية هامّة في سياق سعي الولايات المتحدة لضمان مصالحها في هذه المنطقة الحيوية، ولقطع الطريق أمام تقدّم النفوذ الصيني والروسي.
وفي حال تحقيق هذا الإنجاز، فإنّه سيشكّل مكافأة لإسرائيل، التي انتظرت طويلاً، وكانت تعتقد أنّ الطرق ممهّدة لتحقيقه لولا الانفجار الذي وقع في 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، وقد يشكّل مثل هذا الإنجاز في حال تحقيقه، التعويض الذي ينتظره نتنياهو، لإضفاء مشهدٍ انتصاري بعد رحلة الفشل الطويلة التي قادها لتحقيق انتصار حاسم، يرى الكثيرون أنّه أقرب إلى المستحيل.

بإمكان الإدارة الأميركية أن تضع بين يدَي نتنياهو وحكومته إنجازاً ملموساً ومُكتملاً، مقابل وعود أميركية، بفتح مسارٍ سياسي نحو "حلّ الدولتين".

الفلسطينيون يعرفون أكثر من غيرهم أنّ الإدارة الأميركية فقدت الحدّ الأدنى من المصداقية، إزاء وعود كثيرة وأقّل أهمية من "حل الدولتين"، الذي سيتمّ ترحيله عملياً، إلى زمنٍ آخر مفتوح، بعد أن تنتهي الانتخابات الأميركية.

نتنياهو المحكوم لمعادلة صعبة، حيث تشكّل حكومته قيداً عليه، فهو إن وافق على صفقة التبادل قد يخسر تحالفه الحكومي الفاشي، وإن رفض وأصرّ على تلبية مواقف سموتريتش وبن غفير، وتحوّل إلى رفح، خسر بيني غانتس وآيزنكوت، وفتح المجال لمزيد من الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة.

الإغراءات الأميركية لنتنياهو لا تتوقّف عند ذلك، فهو يتوسّل دور الولايات المتحدة، لمنع صدور مذكّرات اعتقال بحقه وبعض زملائه من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وأيضاً تقف الولايات المتحدة حائلاً أمام أيّ تحقيق مستقل فيما يتعلّق بجرائم المقابر الجماعية التي تمّ الكشف عنها في مستشفيات غزّة وخان يونس.

المسألة الثانية، التي يتجاهل بلينكن أهمّيتها تتعلّق بما تشهده الساحة الأميركية من حراكات داعمة للحقوق الفلسطينية وينضمّ إليها عديد نواب الحزب الديمقراطي، والنخب السياسية، والأكاديمية والفنّية.

الجامعات الأميركية الكبرى، تشهد احتجاجات طلّابية واسعة، تستقطب أكاديميين، وتحرّك الشارع الأميركي، خلف حرم الجامعات. ثمة خشية من تحرّك الطلبة، في مجتمع يضجّ بالتناقضات، والعنصرية، والعرقية، خاصة وأنّ الحراك الطلّابي بدأ يؤثّر على عديد الجامعات الفرنسية والبريطانية، وربما يمتدّ إلى دول أوروبية أخرى.

وفيما تصرّ الولايات المتحدة على استخدام الشرطة والقمع لفضّ الاحتجاجات فإنّ المحتجين يزدادون إصراراً على مطالبهم، ولا يُظهرون استعدادات للاستسلام والرضوخ أمام حالة القمع.

الشرطة استنفرت قوّات كبيرة لقمع الاحتجاج الطلّابي والأكاديمي في جامعة كاليفورنيا وجامعات أخرى، ما يعني أنّ المسألة تتعدّى هدف إيصال رسائل للمحتجّين في الجامعات الأخرى، بما يفضح طبيعة الديمقراطية التي تتغنّى بها الإدارات الأميركية، بعد أن سقطت منظومتها القيمية، فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، والقانون الدولي، وحقوق الأقلّيات، وحرّية التعبير.

أظهرت بعض المشاهد، وجود قنّاصة من الشرطة، وثلاثة من أفرادها يتناوبون بالضرب بالهراوات، على سيّدة في شارع خلفي يظنّون أنّهم بعيدون عن أعين وسائل الإعلام.

في الواقع فإنّ الاحتجاجات الطلّابية، تقلق نتنياهو، الذي شبّهها بالتحريض على اليهود في الجامعات الألمانية قبل الحرب العالمية الثانية.

هو يدرك مدى خطورة هذا الحراك الذي يحفر في وعي الرأي العام الأميركي إزاء الرواية الإسرائيلية التي ظلّت تسيطر على وعي الرأي العام لعشرات السنوات في الدول التي لولا دعمها لإسرائيل لكانت الأخيرة في وضع لا تُحسد عليه.

حين يتعلّق الأمر بالرواية الإسرائيلية أو الفلسطينية، ويظهر في المشهد طلّاب وأكاديميون يهود يشاركون في الاحتجاجات، فإنّ على كلّ السياسيين في إسرائيل أن يتحسّسوا خطراً إستراتيجياً أكيداً.
هذه هي القضية الفلسطينية، وهذه هي إسرائيل بكلّ خصائصها ومواصفاتها وقيمها، وادّعاءاتها، وتزويرها للحقائق وكذبها، تتجلّى بوضوح شديد فيما تمارسه من جرائم تفوق قدرة البشر على التحمُّل.

لقد ارتكبت الولايات المتحدة حماقات كبرى، حين قامت بغزو أفغانستان وبعدها العراق، ثم اضطرّت إلى انسحابات ذليلة بعد أن مارست أبشع أنواع القتل والتشريد والتدمير.

دفعت الولايات المتحدة أثماناً باهظة اقتصادية وعسكرية وبشرية، ومعنوية خلال غزواتها الفاشلة، لكن كلّ ذلك، لم يشكّل الصدمة الكبرى للرأي العام الأميركي.

هذه المرّة الأمر يختلف حين تتورّط الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في حربٍ بشعة تؤدّي من بين نتائج أخرى إلى عزل الحليفين على المستوى الدولي، وتترك تصدُّعات قوية في مجتمعاتهما الداخلية.
إذ لا يبدو أنّ احتجاجات الطلبة أمر عارض أو طارئ، أو أنّ آثارها تزول حين تضع الحرب أوزارها. صدق وزير اقتصاد الاحتلال حين قال: "إنّ الرأي العام الأميركي هو تهديد وجودي لإسرائيل".

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بلينكن الحرب غزة حرب بلينكن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة اقتصاد صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لا أحد يريد حسم اللقب في الدوريات الأوروبية الكُبرى!

 
عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة إصابة دوناروما تفجر الغضب ضد الحكم! أرنولد يقرر مصيره مع ليفربول!


«كأن أحداً لا يريد حسم اللقب، أو الفوز به»، تستمر الأوضاع على غرابتها وتقلبها في هذا الموسم، في بطولات الدوري الأوروبية الكبرى، باستثناء «ليج ون» الفرنسي كالعادة، والبداية من «البريميرليج»، حيث انطلق مانشستر سيتي في البداية بصورة جيدة جداً، ليتفوق على الجميع، بما فيهم ليفربول وأرسنال، إلا أن الأمور سرعان ما انقلبت بغرابة تكاد تصل إلى «الجنون»، ليُفسح «السيتي» الطريق أمام منافسيه، لكن أرسنال، «الغريم العنيد» طوال السنوات الماضية، لم يستغل تعثّر «حامل اللقب»، وكلما تراجع «سيتي بيب»، سار «الجانرز» على نهجه، ليجد ليفربول نفسه مُحلّقاً وحده فوق قمة الدوري الإنجليزي.
وبدلاً من أن يستمر «الريدز» بعدها في الابتعاد بالصدارة، مستفيداً من وضع منافسيه، فرّط بصورة مفاجئة في الفوز على نيوكاسل ثم أفلت من الهزيمة أمام فولهام، في آخر جولتين، والطريف أن «المدفعجية» كرّر رد فعله الغريب، مع ليفربول هذه المرة، حيث تعادل هو الآخر مع فولهام وإيفرتون، ليتخلى عن فرصة الضغط على «الريدز»، ورغم البداية السيئة لتشيلسي، وتراجعه إلى المركز السادس والثامن في الجولات الأولى، إلا أنه انطلق فجأة نحو المقدمة، ليتجاوز الجميع، وبات في «الوصافة» بفارق نقطتين فقط وراء «المتصدّر»، الذي يملك مباراة واحدة مؤجلة، لكن «البريميرليج» يبدو كأنه يخبئ الكثير من المفاجآت هذا الموسم.
وعلى النسق نفسه، سارت «الليجا» هي الأخرى، إذ راهن الجميع على أن برشلونة سيحسم اللقب مبكراً وبفارق كبير من النقاط عن منافسيه الوحيدين، في العاصمة مدريد، بعد 11 انتصاراً في أول 12 مباراة، منها الفوز الكبير في «الكلاسيكو» على ريال مدريد، وبأرقام هجومية «خارقة»، لكن «البارسا» تجمّد في مكانه خلال آخر 6 جولات، إذ اكتفى بفوز واحد وتعادلين، بل خسر 3 مباريات غير متوقعة على الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، لم يستفد «الملكي» من تلك العثرات المتتالية لغريمه، وبدلاً من تعويض الفارق بعد خسارته «المُذلة» على يد «البلوجرانا»، بدأ الظهور بصورة مذبذبة هو الآخر، ليتراجع إلى المركز الثالث مؤقتاً، ويفسح المجال أمام جاره، أتلتيكو، الذي بدا «تائهاً» خلال 11 جولة، قبل أن يستفيق فجأة وبقوة في الجولات الـ6 الأخيرة، ويقفز مزاحماً برشلونة، وربما يقتنص الصدارة ويزيح «البارسا» بنفسه في الجولة المُقبلة، ومع ذلك تبقى كل الأمور معلقة ومطروحة في إسبانيا حتى نهاية الموسم.
الأحداث في «الكالشيو» تبدو أكثر اشتعالاً وتقلباً، حيث يرفض الجميع التمسّك بالقمة، التي تبادلها 5 أو 6 فرق منذ انطلاق النُسخة الجارية، وبعد «صمود» طويل من نابولي، سقط فجأة أمام لاتسيو، الذي خسر بـ«سداسية» على يد إنتر ميلان بعدها مباشرة، في حين خسر فيورنتينا أمام بولونيا، واستمر يوفنتوس في مطاردة رقمه القياسي الخاص بالتعادلات، التي يبدو أنه وقع في غرامها بدلاً من حصد النقاط «السهلة»، التي كانت تكفيه لبلوغ الصدارة، وإذا كان «الأفاعي» قد استعاد الكثير من شراسته مؤخراً، بعكس البداية المتراجعة، وبات قريباً جداً من القمة بفرض فوزه في المباراة المؤجلة، فإن أتالاتنا الذي حقق أسوأ نتائجه في أول 6 جولات بالدوري، انتفض بصورة مفاجئة أيضاً، ليحصد 10 انتصارات متتالية، منحته الصدارة في نُسخة مُتقلبة لم تكشف عن كامل أسرارها.
وربما يظهر الوضع في «البوندسليجا» بصورة أقل حدة، لكن «السيناريو» يبدو قريباً مما يحدث في تلك الدوريات، إذ كان بايرن ميونيخ يسير بخطوات ثابتة منذ البداية، في ظل التراجع الذي واجهه «حامل اللقب»، ليفركوزن، وكانت المنافسة بعد أول 8 جولات تقتصر على «البايرن» ولايبزج، المتساويين في عدد النقاط وقتها، لكن «الثيران» بدأ في التعثّر مُبكراً حتى ابتعد إلى المركز الرابع، وصعد فرانكفورت تدريجياً ليُزاحم «الكبار»، إلا أن الأمور بدأت في السير عكس الاتجاه بطريقة مفاجئة، حيث استعاد «الأسود» مع قائدهم ألونسو «بوصلة» الانتصارات، وفقد «البافاري» نقاطاً أمام دورتموند «المتقهقر» وماينز «المتوسط»، بينما سقط فرانكفورت على يد لايبزج، ليتساويا معاً في عدد النقاط، يفصلهما عن «البايرن» 6 نقاط فقط، بينما بات «حامل اللقب» وصيفاً على بعد 4 نقاط من «المُتصدر»، وربما تشهد الجولة الجديدة مزيداً من الإثارة والغرابة.

مقالات مشابهة

  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • السلطات الأميركية تدرس حظر أجهزة الراوتر الصينية في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • لماذا يريد المجتمع الدولي مقابلة حكام سوريا الجدد؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • لماذا تحلّق طائرات الدرون في السماء الأميركية مؤخرا؟
  • لا أحد يريد حسم اللقب في الدوريات الأوروبية الكُبرى!
  • لماذا تحظر الولايات المتحدة استيراد هواتف موتورولا؟
  • بلينكن: «الجولاني» قال أشياء إيجابية لكن السؤال «ما الذي سيفعله على الأرض»؟