يمن مونيتور:
2024-11-25@04:30:33 GMT

كيف أنشأ الحوثيون اقتصاداً بديلاً في اليمن؟

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

كيف أنشأ الحوثيون اقتصاداً بديلاً في اليمن؟

يمن مونيتور/ العربي الجديد (الانجليزية)/ ترجمة خاصة:

في 30 مارس/آذار، قامت حكومة الأمر الواقع التي يقودها الحوثيون في اليمن بسك عملة معدنية جديدة من فئة 100 ريال. وجاءت هذه الخطوة غير المسبوقة بحجة إيجاد حل للمشكلة المتزايدة للأوراق النقدية التالفة.

ومع ذلك، رأى محللون يمنيون أن هذه خطوة أخرى اتخذتها الجماعة المدعومة من إيران في اقتصاد بديل مستقل أنشأته، مما يهدد بشكل أكبر “السلام والاستقرار” في الدولة التي مزقتها الحرب.

وردا على ما وصفته بـ”التصعيد الخطير”، حذرت الحكومة المعترف بها دوليا في عدن المواطنين من استخدام العملة “المزورة”، وأصدرت في أبريل/نيسان قرارا يلزم البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنقل مقراتها الرئيسية. خلال 60 يوما إلى عدن.

وقال رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن، مصطفى نصر، إن التوجيه “ضروري” لكنه “يصعب تحقيقه”.

وأضاف: “استولى الحوثيون على احتياطيات من العملات الأجنبية بقيمة 5 مليارات دولار وودائع اليمنيين في البنوك بقيمة 500 مليار ريال (1.9 مليار دولار) خلال السنوات الأولى للحرب”

وأوضح أن “المؤسسات المالية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحاجة إلى إيجاد إطار لتنفيذ القرار الجديد الصادر عن عدن، وإلا فإن النظام المصرفي بأكمله مهدد بالانهيار”.

ويمكن إرجاع جذور الانقسام المالي إلى عام 2014 عندما سيطرت الجماعة المتمردة لأول مرة على العاصمة اليمنية صنعاء، والقرار اللاحق الذي اتخذته الحكومة اليمنية بنقل البنك المركزي إلى عدن بعد ذلك بعامين.

وقال محمد قحطان أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز لـ  ”العربي الجديد”: “لكن المخاوف بشأن اقتصاد حوثي مستقل بدأت تتشكل في عام 2019، بعد أن قرر الحوثيون، بسبب مخاوفهم بشأن التضخم، حظر جميع الأوراق النقدية الصادرة حديثاً، والاعتماد بدلاً من ذلك على ما تم تداوله بالفعل في المناق الخاضعة لسيطرتهم”.

كما ربطت حكومة الأمر الواقع في صنعاء سعر صرف الريال اليمني بالدولار الأمريكي في عام 2019، مما أدى إلى تباين في سعر الصرف. وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وصل السعر الرسمي إلى حوالي 1,650 ريال يمني، بينما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون تم تحديده بحوالي 560 ريالاً للدولار.

وقال نصر للعربي الجديد : “إن نظام الأوراق النقدية المزدوج للريال لا يمكن إلا أن يؤدي إلى توسيع الانقسام المالي وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الناس”.

وأضاف: “من السخف كيف أن تحويل الأموال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي يعتمد عليها الكثير من اليمنيين، يمكن أن يكلف ما يصل إلى 70 بالمائة من إجمالي مبلغ الرسوم”.

هذا الانقسام المالي الكامل، الذي يهدف الحوثيون إلى تحقيقه وفقًا للصحفي والمحلل الاقتصادي المستقل وفيق صالح، ينبع من استيلائهم  على خزائن الحكومة اليمنية واحتياطياتها من العملات الأجنبية البالغة 5 مليارات دولار و500 مليار ريال يمني (1.9 مليار دولار) من ودائع البنوك اليمنية خلال فترة السنوات الأولى للحرب.

اقرأ/ي.. صناعة المجاعة والتهرب من المسؤولية.. كيف يبتز الحوثيون وكالات الإغاثة؟!

خلال الفترة نفسها، سيطرت الجماعة على السوق المالية في المناطق الخاضعة لسيطرتها: فقد أدخلت 180 شركة لاستيراد النفط، و250 شركة لصرافة العملات، و1023 شركة تجارية، وحصلت جميعها على إعفاءات ضريبية وجمركية. وفي الوقت نفسه، تم الضغط على العديد من الشركات في القطاع الخاص في اليمن قبل الحرب لإغلاق أبوابها.

وقال مصدر يعمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون للعربي الجديد : “لقد نشأت هذه الشركات من العدم، ويعمل العديد من مديريها التنفيذيين كواجهة”.

وأضاف أن “الحوثيين قدموا لهم رأس المال وكل التسهيلات اللازمة سواء لإنشاء المصانع أو استيراد المواد الأولية”.

وفقًا لبيانات البنك الدولي لعام 2018 ، فقد أفلست ما يقرب من 35 بالمائة من الشركات اليمنية منذ بداية الحرب، في حين أن أكثر من 51 بالمائة من الشركات التي نجت من الإفلاس شهدت انخفاضًا في حجمها وانخفاضًا في عملياتها.

يقول أستاذ الاقتصاد قحطان: “إن الشركات الجديدة التي قدمها الحوثيون تتمتع بوضع خاص يمنحها العديد من الامتيازات التي يُحرم منها الكثير من العاملين في القطاع الخاص”.

وأضاف: “وهذا يمكّن المتمردين من السيطرة على تدفق الاستثمار في أراضيهم”.

ويحتفظ الحوثيون بميزانياتهم العمومية تحت غطاء محكم، ولكن وفقًا للجنة خبراء الأمم المتحدة فإن الجماعة المتمردة تحقق إيرادات تبلغ حوالي 1.8 مليار دولار سنويًا . وفي حين أن جزءًا من هذا الدخل ينبع من البنية التحتية المالية المنشأة بالفعل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فإن جزءًا كبيرًا مستمد من قطاع الجمارك، حيث قامت المجموعة بزيادة الرسوم بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وأدت القيود المفروضة على السلع المستوردة من خلال سبع نقاط تفتيش جمركية أنشأها الحوثيون حديثًا، حيث تزيد الرسوم الجمركية 1000 مرة عن تلك التي يتم جمعها في موانئ الحكومة المعترف بها دولياً، إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية في بلد يتم استيراد 90 بالمائة من المواد الغذائية فيه.

اقرأ/ي.. انهيار الريال والهجمات البحرية.. اليمنيون يترقبون الفقر والجوع!

يقول ماجد أحمد، الذي يملك شركة واردات صغيرة: “أدفع حوالي 1300 دولار كرسوم جمركية في ميناء عدن، لكن في موانئ الحوثيين، يمكنني دفع ما يصل إلى 15 ألف دولار لنفس البضائع”.

ويقول مستورد آخر، فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن ما يدفعه في ميناء عدن يقل عن أربعة بالمئة مما يدفعه للحوثيين جمركيا.

ووفقاً لصالح، فإن الحوثيين يشنون أيضاً “حرباً على اقتصاد الحرس الثوري الإيراني”، مستخدمين تكتيكات مختلفة مثل شن هجمات بطائرات بدون طيار على موانئ تصدير النفط التابعة للحرس الثوري الإيراني في أكتوبر 2022، ومقاطعة مشتريات الغاز من شركة صافر، المنتج الوحيد في اليمن الواقع في منطقة تسيطر عليها الحكومة.

وتأثير كل ذلك هو الأقوى على المواطنين، بحسب عبد الكريم حيدر، الناشط الإنساني في تعز ، الذي يصف الوضع الاقتصادي بـ”الكارثي”.

وأوضح: “لقد عملت لسنوات مع العديد من منظمات الإغاثة المحلية والدولية، لكننا ما زلنا غير قادرين على مساعدة هذه الأسر في الحصول على أبسط احتياجاتها”، مضيفًا أن مئات الأسر اليمنية تعيش الآن في خيام وتعتمد على وجبة واحدة في اليوم”.

وأضاف: “لقد شهدنا أيضًا عددًا متزايدًا من حالات سوء التغذية بسبب النقص المستمر في الغذاء الذي يؤثر على اليمنيين الأكثر ضعفًا.”

أفاد المواطنون عن ارتفاع مفاجئ في الضرائب جاء بعد قرار برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر/كانون الأول 2023 بتعليق أنشطته في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان صحفي، تعليق برنامج المساعدات الغذائية التابع له بسبب عدم كفاية التمويل وفشل المحادثات مع الحوثيين. وسعت المفاوضات، التي امتدت قرابة عام، إلى خفض تغطية المساعدات من 9.5 مليون إلى 6.5 مليون شخص، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

يقول قحطان: “تستغل الجماعة المتمردة المساعدات الإنسانية كوسيلة للسيطرة على السكان وتعزيز خزائنها”.

أدت السياسات النقدية الانقسامية التي نفذها الحوثيون إلى زيادة الأسعار في جميع أنحاء اليمن، حيث قامت الشركات، لتحقيق الربح من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لتعويض عبء ضرائب الحوثيين، بفرض أسعار موحدة لمنتجاتها وخدماتها، وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى القول إنهم لا يستطيعون تحمله.

 

يمن مونيتور3 مايو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام أمريكا.. الشرطة تداهم جامعة كاليفورنيا وتفض مخيم الطلاب الداعمين وتعتقل المئات منهم مقالات ذات صلة أمريكا.. الشرطة تداهم جامعة كاليفورنيا وتفض مخيم الطلاب الداعمين وتعتقل المئات منهم 2 مايو، 2024 عشرات الجمعيات تطالب ألمانيا بوقف صادرات الأسلحة لـ”إسرائيل” 2 مايو، 2024 “بلومبرغ”: تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع “إسرائيل” 2 مايو، 2024 زعيم الحوثيين يعلن مقتل وإصابة 75 من عناصره بالضربات الأمريكية منذ يناير 2 مايو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية زعيم الحوثيين يعلن مقتل وإصابة 75 من عناصره بالضربات الأمريكية منذ يناير 2 مايو، 2024 الأخبار الرئيسية كيف أنشأ الحوثيون اقتصاداً بديلاً في اليمن؟ 3 مايو، 2024 زعيم الحوثيين يعلن مقتل وإصابة 75 من عناصره بالضربات الأمريكية منذ يناير 2 مايو، 2024 تقرير حكومي: تضرر خمسة آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن 2 مايو، 2024 بريطانيا: يجب معالجة انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن 2 مايو، 2024 كيف تنظر شركات الشحن البحري العالمية لأزمة البحر الأحمر؟ 2 مايو، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم زعيم الحوثيين يعلن مقتل وإصابة 75 من عناصره بالضربات الأمريكية منذ يناير 2 مايو، 2024 “الداخلية اليمنية”: وفاة وإصابة 378 شخصاً بحوادث السير خلال أبريل الماضي 2 مايو، 2024 بكين تسعى لافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية بجامعة عدن 2 مايو، 2024 تقرير حكومي: تضرر خمسة آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن 2 مايو، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار هطول الأمطار على عدة محافظات 2 مايو، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 20 ℃ 25º - 18º 47% 1.46 كيلومتر/ساعة 25℃ الجمعة 26℃ السبت 25℃ الأحد 25℃ الأثنين 25℃ الثلاثاء تصفح إيضاً كيف أنشأ الحوثيون اقتصاداً بديلاً في اليمن؟ 3 مايو، 2024 أمريكا.. الشرطة تداهم جامعة كاليفورنيا وتفض مخيم الطلاب الداعمين وتعتقل المئات منهم 2 مايو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬436 غير مصنف 24٬153 الأخبار الرئيسية 13٬349 اخترنا لكم 6٬756 عربي ودولي 6٬376 رياضة 2٬189 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬094 كتابات خاصة 2٬024 منوعات 1٬897 مجتمع 1٬783 تراجم وتحليلات 1٬604 تقارير 1٬518 صحافة 1٬462 آراء ومواقف 1٬439 ميديا 1٬309 حقوق وحريات 1٬254 فكر وثقافة 854 تفاعل 778 فنون 464 الأرصاد 221 أخبار محلية 108 بورتريه 63 كاريكاتير 29 صورة وخبر 26 اخترنا لكم 11 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر أخر التعليقات yahya Sareea

What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...

Tarek El Noamany

الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...

Tarek El Noamany

الله يصلح الاحوال...

Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: فی المناطق الخاضعة الحکومة الیمنیة المناطق التی بالمائة من العدید من فی الیمن کیف أن

إقرأ أيضاً:

اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر

عدنان ناصر الشامي

على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.

كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.

الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..

واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.

قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..

الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”

اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.

وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.

إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.

هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.

من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.

اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.

نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.

اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تطالب بتصنيف الحوثيين ”منظمة إرهابية عالمية” بسبب انتهاكاتهم
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • الحوثيون يضعون شروطا تعجيزية للإفراج عن مئات اليمنيين المختطفين بسبب رفعهم علم اليمن
  • صحيفة فرنسية تكتب عن رحلتها إلى اليمن.. بلد الحوثيين المحرم أحد أكثر الأنظمة انغلاقاً في العالم (ترجمة خاصة)
  • معهد أمريكي يسلط الضوء على القاذفة الشبحية B-2 ونوع الذخائر التي استهدفت تحصينات الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً 
  • ردا على طعن ”الأهنومي” بأعراض اليمنيين.. الإرياني: الحوثيون يسعون لتدمير هوية اليمن وإحلال الثقافة الإيرانية
  • خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلقه الحوثيون من اليمن
  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)