جدة : البلاد

كشفت دراسة استقصائية بعنوان “وجهات نظر تنفيذية حول أبرز المخاطر للعام 2024 والعقد اللاحق”، عن أبرز المخاطر وأكثرها تأثيراً على المدى القريب في العام الجاري، والمدى البعيد 2031 في المملكة العربية السعودية.

التهديدات السيبرانية والتحول الرقمي في المقدمة

صنف المسؤولون التنفيذيون في المملكة التهديدات السيبرانية والتحول الرقمي، من أهم التهديدات التي يجب رصدها في العقد المقبل.

إذ ناقش الشريك التنفيذي الإقليمي لـ “بروتيفيتي” في المملكة، عدنان زكريا، الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتقليل المخاطر الممكنة في السعودية.

ولعل أبرز هذه المخاطر بحسب “بروتيفيتي”: التهديدات السيبرانية والغموض الاقتصادي ومخاطر الجهات الخارجية والتغييرات التنظيمية والتحول الرقمي، وترتبط العديد من هذه المخاوف بسياق مجتمع الأعمال السعودي وتحدياته؛ ومنها تنويع اقتصادها، وتقليل اعتمادها على النفط، وتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات السيبرانية، والامتثال للمعايير الدولية، واعتماد تقنيات جديدة.

عقبات أمام تخطيط الأعمال

استمرار بعض هذه المخاطر لفترة طويلة، يشكل عقبات أمام تخطيط الأعمال والتوقعات المالية على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، يُبين التقرير أن التهديدات السيبرانية وإدارة الكفاءات والمواهب واعتماد التقنيات الرقمية والتغييرات التنظيمية والتدقيق ستبقى من أبرز القضايا حتى عام 2034، مما ينذر بعقدٍ من الاضطرابات التي ستواجهها الشركات.

القطاعات الأكثر تعرضًا للمخاطر

كشفت الدراسة عن أكثر القطاعات تعرضًا للمخاطر بالمملكة، وهي تلك التي تعتمد بشكل كبير على سلسلة التوريد العالمية وأسواق النفط والبنية التحتية الرقمية. حيث تُبرز التحديات الأخيرة في مجال الخدمات اللوجستية أهمية تعزيز سلاسل التوريد على المستويين الوطني والمؤسسي، وفقًا لـ “بروتيفيتي”.

التطور الرقمي والجرائم الإلكترونية

رغم النجاحات التي حققتها المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل حصولها على بضعة آلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي المرغوبة بشدة من إنفيديا لتعزيز اعتماد هذه التقنية، فلا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الموارد التقنية والبشرية لضمان النمو السريع والمتواصل في هذا القطاع.
علاوة على ذلك، يزيد بروز التطور الرقمي والجرائم الإلكترونية من التحديات التي تواجه القطاع.

وأوضح الاستبيان تقييم وضع التدقيق الداخلي في المملكة العربية السعودية لعام 2023 عن أن التطورات التقنية وتهديدات الأمن السيبراني من بين أبرز المخاطر التي تواجهها المؤسسات في المملكة، إذ يمكن للشركات تحسين قدرتها على مواجهة المخاطر من خلال تطبيق أطر فعالة لإدارتها، والاستثمار في الأمن السيبراني والقدرات الرقمية، وتعزيز كفاءتها التشغيلية ومرونتها وثقافة الابتكار وروح التعاون.

دمج حلول التنقُّل الذكية والمستدامة

يمكن لقطاع النقل تعزيز فرص نموه المستدام على المدى الطويل من خلال تحسين معايير السلامة والأمن التي يتبعها، وتوسيع بنيته التحتية وشبكاته، ودمج حلول التنقُّل الذكية والمستدامة. ومن ناحية أخرى، يمكن لقطاع التقنية تعزيز ملفه لإدارة المخاطر من خلال تمكين ضوابط حماية البيانات والخصوصية، وابتكار نماذج أعماله وعروضه، ومواصلة التعاون مع القطاعات والجهات المعنية الأخرى.

أبرز المخاطر والعوامل الإقليمية وتأثيرها محليا

تُشكل السمات الجيوسياسية والاجتماعية والثقافية لمنطقة الشرق الأوسط بيئة فريدة من نوعها تُميز مشهد المخاطر في المملكة عن الاتجاهات العالمية. يُضاف إلى ذلك أن مسيرة الإصلاح الاجتماعي التي تشهدها المملكة تلعب دورًا مؤثرًا أيضًا في تشكيل بيئة المخاطر، فبالإضافة إلى متطلبات السعودة، هناك التزامات جديدة على إدارات الموارد البشرية، فضلا عن التوجيه الحكومي الأخير للشركات لتأسيس مقار إقليمية لاستقطاب أفضل الكفاءات وتطويرها واستبقائها.

وتعتبر المملكة موطنًا لواحدة من أكثر المجتمعات السكانية شبابًا في العالم. وعلى الرغم من أن هذه التركيبة السكانية الشابة والذكية رقميًا تبّشر بمستقبل رقمي واعد، رغم تحديات السوق المتغيرة باستمرار، بالإضافة إلى هيمنة المؤسسات العائلية. لتشكل جميع هذه العوامل
مخاطر تواجه إدارة تغير توقعات العمالة ومعالجة تحديات التعاقب الوظيفي.

على الشركات أن تُراعي هذه العوامل عند وضع استراتيجياتها المحلية لإدارة المخاطر، والفرص والتهديدات المحتملة التي قد تنشأ عن الديناميات الإقليمية. وألا تقتصر استراتيجيات إدارة المخاطر المحلية الفعالة على تحليل المخاطر وتقييمها، بل تتطلب مراعاة المسؤوليات والتوقعات الاجتماعية والثقافية.

توصيات التقرير والممارسات الحالية

تطرق التقرير إلى الفجوات ومجالات التحسّن المحتملة داخل المؤسسات، والتي تشمل: الافتقار إلى نهج شامل ومتكامل لإدارة المخاطر، وعدم كفاية المواءمة بين إدارة المخاطر والأهداف الاستراتيجية للشركة، ورؤيتها، ومحدودية الاستفادة من البيانات والتحليلات لدعم اتخاذ القرارات المتعلقة بالمخاطر، وانخفاض سوية الوعي والمشاركة لدى مجلس الإدارة والإدارة العليا في مراقبة المخاطر، ومحدودية استقطاب الكفاءات الماهرة والمؤهلة في مجال إدارة المخاطر واستبقائها.

لذا دعا المؤسسات السعودية إلى تطبيق أفضل الممارسات العالمية المتبعة في تعزيز حوكمة المخاطر وثقافتها، والاستفادة من التقنيات الرقمية والابتكار، وتطوير الكفاءات والقدرات في هذا المجال، وذلك من خلال:

وضع إطار واضح ومتسق لإدارة المخاطر يغطي مختلف الجوانب، مثل مستوى الرغبة في تحمل المخاطر، وسياسات وإجراءات إدارتها، والأدوار والمسؤوليات المتعلقة بها، وآليات الإبلاغ عنها ومراقبتها، ومواءمتها مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية، مثل رؤية المملكة 2030.

استخدام البيانات والتحليلات، بما في ذلك أحدث الابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات الضخمة، لتعزيز عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمخاطر.

رفع مستوى الوعي والمشاركة لدى مجالس إدارتها وإدارتها العليا في مراقبة المخاطر وتعزيز ثقافة الوعي بها، والقدرة على الصمود أمامها.

تطوير الكفاءات والقدرات في مجال إدارة المخاطر واستبقائها، من خلال توظيف المتخصصين في هذا المجال وتدريبهم، وتزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة.

كيفية الاستفادة من التوصيات للشركات السعودية

يقدم التقرير رؤى قيمةً تساعد المؤسسات في تعزيز استراتيجياتها في إدارة المخاطر وتحقيق النجاح على المدى الطويل. على سبيل المثال، يمكن للشركات السعودية، من خلال تعزيز حوكمة المخاطر وثقافتها والتواصل والتعاون، رفع مستوى وعيها واستعدادها لمواجهتها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التهدیدات السیبرانیة والتحول الرقمی لإدارة المخاطر إدارة المخاطر أبرز المخاطر فی المملکة على المدى من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

"المصري للتأمين" ينظم ورشة عمل حول إدارة المخاطر المؤسسية

استضاف الاتحاد المصري للتأمين ورشة عمل حول "المخاطر المؤسسية بين النظرية والتطبيق"، بهدف تعزيز مفاهيم الحوكمة وإدارة المخاطر داخل شركات التأمين.

مابين اعتقال وهدم منازل.. الاحتلال يواصل عدوانه على طمون ومخيم الفارعة

الورشة تناولت أهمية إدارة المخاطر المؤسسية، وطرحت استراتيجيات لتحسين عمليات تحديد وقياس وإدارة المخاطر داخل الشركات. كما تم التأكيد على أهمية الحوكمة والامتثال في قطاع التأمين.

بالإضافة إلى تحسين عمليات تحديد وقياس وإدارة المخاطر داخل الشركات وإعداد أدلة عمل استرشادية لتوحيد ممارسات الحوكمة وإدارة المخاطر عبر اقتراح أدلة إجرائية خاصة بحوكمة شركات التأمين وإدارة المخاطر المؤسسية، وعرضها على الهيئة العامة للرقابة المالية لاعتمادها كمعايير استرشادية موحدة لجميع الشركات العاملة بالسوق.

كما استعرضت الورشة التصميم المقترح لإطار عمل إدارة المخاطر، والذي يهدف إلى وضع منهجيات متكاملة تنطلق من المستويات العليا للحوكمة وتشمل مختلف جوانب إدارة المخاطر، بما في ذلك الإدارات التنفيذية، ووظيفة إدارة المخاطر، والتدقيق الداخلي، وتحديد مستويات تحمل المخاطر. كما تم التأكيد على

أهمية دمج إدارة المخاطر في عملية صنع القرار، من خلال تقييم المخاطر المرتبطة بمختلف الجوانب التشغيلية مثل تطوير المنتجات، والتسعير، والاستثمار، وإدارة رأس المال.

وتناولت الورشة استراتيجيات تحديد وتقييم ومراقبة المخاطر والحد منها، عبر تنفيذ عمليات شاملة ومستمرة لتحليل المخاطر والتعامل معها بفعالية.

وتم تسليط الضوء على أبرز أنواع المخاطر التي تواجه شركات التأمين، والتي تشمل: مخاطر الاكتتاب – مخاطر السوق – مخاطر التشغيل – مخاطر الائتمان – المخاطر القانونية والتنظيمية – مخاطر الكوارث – سعر الصرف – إعادة التامين – مخاطر الأصول – التعويضات والاحتياطي – الانتشار الجغرافي – مخاطر استراتيجية – السمعة – المنافسة – الهيكل التنظيمي – الخطط والسياسات.

وأبرزت الورشة أهمية اتباع نهج استباقي في إدارة هذه المخاطر، من خلال تطبيق أدوات تحليل متقدمة وتعزيز ثقافة الحوكمة داخل الشركات.

كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين شركات  التأمين والجهات الرقابية لضمان حوكمة فعالة للسوق، وتعزيز ثقافة الحوكمة والامتثال داخل القطاع.

الورشة شهدت مشاركة 70 مشاركًا من شركات التأمين، وتم مناقشة أهمية تطوير استراتيجيات إدارة المخاطر المؤسسية لتحقيق الاستدامة والاستقرار في السوق.

الاتحاد المصري للتأمين يسعى لتعزيز الحوكمة والاستدامة في قطاع التأمين من خلال ورش العمل والندوات الفنية، بهدف دعم شركات التأمين وتعزيز ثقافة الحوكمة داخل القطاع.

الورشة تمثل خطوة مهمة في تعزيز الحوكمة وإدارة المخاطر في قطاع التأمين، وتأتي في إطار الجهود المبذولة من قبل الاتحاد المصري للتأمين لتعزيز الاستدامة والاستقرار في السوق.

الورشة كانت فرصة للتعرف على أحدث التطورات في مجال إدارة المخاطر المؤسسية، وتعزيز القدرات والمهارات لتحقيق الاستدامة والاستقرار في السوق.

الاتحاد المصري للتأمين يعتبر أحد أهم المؤسسات في قطاع التأمين، ويتمتع بخبرة طويلة في تعزيز الحوكمة والاستدامة في القطاع.


 

مقالات مشابهة

  • صحة البحر الأحمر تنظم برنامجًا تدريبيًا حول إدارة المخاطر وسلامة المرضى
  • الطوارئ والأزمات بأبوظبي يطلق حملة مجتمعنا جاهز
  • لقطات جوية ترصد وصول الوفد الطبي السعودي إلى دمشق .. فيديو
  • "المصري للتأمين" ينظم ورشة عمل حول إدارة المخاطر المؤسسية
  • دراسة تكشف طرق تعزيز صحة الأمعاء ضد العدوى
  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تؤكد أن وثيقة الأخوّة الإنسانية تمثل مرجعية أخلاقية عالمية لتعزيز قيم التعايش والسلام
  • صحف ووكالات أنباء عالمية ترصد رد فعل مصر الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين
  • “البلاد” ترصد أبرز الجياد المشاركة في كأس السعودية للفروسية
  • وزير الكهرباء: تعزيز التعاون مع اليابان بمجالات الطاقة النظيفة والتحول الأخضر
  • لمواجهة الطقس غير المستقر والرياح الشديدة.. فرق كهرباء ضواحي بورسعيد تواجه المخاطر