طحنون بن محمد.. مسيرة حافلة بالإنجاز وذكرى خالدة في القلوب
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
إيهاب الرفاعي (العين)
أخبار ذات صلة طحنون بن محمد.. مسيرة زاخرة بالعطاء والعمل «الإمارات الصحية» تصدر تحديثاً بعمل مراكز الرعاية في 6 إماراتستبقى ذكرى المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، باقية في نفوس الجميع، فقد كان رفيق درب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مسيرة التطوير والتنمية والنهضة الشاملة في كل مناحي الحياة بمدينة العين، وهي مسيرة مباركة حققت نجاحات كبرى ومكاسب تنموية متواصلة.
وعندما نتحدث عن المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان نتحدث عن من سكن القلوب بصفاته وخصاله. ومن خلال البث المباشر على شاشة تلفزيون أبوظبي تحت عنوان «طحنون بن محمد رحلة حافلة بالعطاء»، تحدث كثيرون عن صفاته وإنجازاته وجهوده المخلصة في العمل والعطاء والتفاني في خدمة الوطن.
إخلاص في خدمة الوطن
وفي البداية، تحدث محمد عبدالجليل الفهيم، رجل الأعمال ورفيق درب الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، وقال إن فقيد الوطن الكبير كان رجلاً عصامياً، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يعتمد عليه في كثير من أمور الوطن والمواطن، وخاصة أن الشيخ طحنون كان مخلصاً ومتفانياً ومحبوباً لدى الناس بفضل دماثة أخلاقه ونبل صفاته. وكان له دور وطني مهم جداً من خلال إنجازاته وعمله الدؤوب والمستمر، موضحاً أن فقيد الوطن الكبير كان يقوم بترجمة توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى واقع عملي، وكان يتواصل مع الجميع بشكل دائم.
وتحدث الفهيم عن جوانب من شخصية الشيخ طحنون التي عرفها منذ سن العاشرة، مؤكداً أنه كان كثير التواضع، لا يغضب ولا ينفعل أو يتأثر بأي حديث أو موقف، ويعمل بكل حب وتفانٍ في جميع الأحوال والظروف مهما كانت صعوبتها، وظل متمسكاً بهذه الصفات في جميع المناصب التي تولاها، وكان حريصاً على أن يقوم بواجباته على أكمل وجه.
وبيّن الفهيم أنه كان يحرص دائماً على زيارة الشيخ طحنون، رحمه الله، في منزله، حيث كان متهما باستقبال الأهالي، لا فرق عنده بين البيت والعمل، فجميع أوقاته ملك للناس، يستقبلهم ويلتقي بهم ويبذل كل جهده في خدمتهم، وهذه هي مدرسة الشيخ زايد التي استمد منها رفيق دربه كل تلك المكارم، وخاصة أنه كان قريباً من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يعتبره بمثابة الابن.
إنجازات في العين
واستدعى الفهيم ذكريات من مدينة العين عندما كانت لا توجد فيها تمور تكفي السكان أو مياه لري المزروعات من الأفلاج، وعندما استلم الشيخ طحنون المسؤولية، وبناء على توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حفر الأفلاج وقام بتوسعة مجاري المياه لري المزروعات، كما أوجد مياهاً للشرب، وقام بزراعة المناطق الصحراوية، وكان الجميع يتعجب كيف يمكن أن تتم زراعة الصحراء وتؤتي ثمارها بعد 3 سنوات، وتمت توسعة الزراعة في العين بـ50 ضعف ما كانت عليه في السابق، وأصبحت العين تنتج الخضراوات والفاكهة وتقوم بتصديرها للخارج.
كما كان الشيخ طحنون يستقبل في مجلسه المواطنين في جميع الأوقات صباحاً ومساءً، ومكتبه عامر بالنشاط والحركة حيث يستقبل المواطنين ويتابع شؤونهم بنفسه، ويحرص على تلبية احتياجاتهم في جميع الأوقات، ولذا كانت له مكانة كبيرة في قلوب المواطنين، وكان يترجم توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بكل حب وإخلاص إلى خطط وبرامج تساهم في دفع وتطوير المدينة والارتقاء بها.
دعم الهوية والتراث
وأكد الفهيم أن الشيخ طحنون له دور كبير في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الأجيال في منطقة العين، من خلال دعم السباقات التراثية وخاصة سباقات الإبل والخيول وتوفير المناخ المناسب لها، وشجع رجال الأعمال على أن يكونوا جزءاً من عملية دعم وتعزيز الهوية الوطنية حيث شاركوا في تلك المسابقات التي تلامس اهتمام الكثير من أبناء الوطن.
وذكر الفهيم أن تلك المسابقات لم تكن موجودة في فترة الستينيات أو كان الاهتمام بها محدوداً، ولكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولاها كل اهتمام ودعم، وقد أسهم الشيخ طحنون في الاهتمام بتلك المسابقات وتوفير البنية التحتية المناسبة لها، وهو ما أدى إلى توفير ميادين السباقات وإقامة المسابقات، مما كان له أكبر الأثر في زيادة أعداد الإبل والخيول المشاركة في تلك السباقات، حيث تحققت نتائج مبهرة في مختلف السباقات الداخلية والخارجية.
مسيرة عامرة بالعطاء
ومن جانبها، أكدت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة دولة، أن مسيرة فقيد الوطن الكبير الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، مسيرة عامرة بالعطاء ممتدة منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وقد امتدت تلك المسيرة الحافلة بالعطاء أيضاً مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث قدم خلالها فقيد الوطن الكبير الكثير في خدمة الوطن في شتى المواقف والمجالات والإنجازات، مؤكدة أن تلك المسيرة الحافلة بالإنجازات ستظل خالدة في ذاكرة وقلوب أبناء الإمارات، وستبقى درساً من دروس العطاء والإخلاص والوفاء، ونموذجاً يحتذى، فقد ظل يعمل منذ صباه بكل جد وإخلاص وتفانٍ، وكان طيلة مسيرته الوطنية مثالاً للإخلاص والوفاء وحب بالوطن، والتأكيد على أن الوطن في المقدمة ووأنه أساس الحياة، ويجب أن نعطيه كل جهودنا بإخلاص حتى آخر رمق.
وأشارت الدكتورة ميثاء الشامسي إلى أنها من أبناء مدينة العين وشاهدة على جهود فقيد الوطن الشيخ طحنون، وما قدمه للوطن بكل تفانٍ وإخلاص، وكيف انعكس هذا الإخلاص في النهضة التي تشهدها مدينة العين في كل المجالات، ومنها تطور التعليم والمجال الصحي والتخطيط الحضري والعمراني، إلى جانب التطور الزراعي الذي شهدته مدينة العين وقد تحولت إلى مدينة مزدهرة الزراعة بفضل التسهيلات الكاملة الممنوحة للمزارعين، فكان الإنتاج الزراعي المتميز، وأصبحت العين مركزاً لإنتاج الغذاء في دولة الإمارات.
الآثار والسياحة
وكانت لفقيد الوطن الكبير أيضاً جهود كبيرة في قطاع السياحة والآثار، حيث حرص على استقبال المنقبين عن الآثار والباحثين والمؤرخين المهتمين بحضارة دولة الإمارات، بهدف إبراز هذا التاريخ الحضاري للعين، كما سعى إلى تطوير المرافق والمناطق السياحية في العين.
التعليم الجامعي
وأوضحت الدكتورة ميثاء الشامسي أن الشيخ طحنون حرص على أن يترجم كل التوجيهات على أرض الواقع لتتحول خططاً مدروسة، مما يؤدي إلى تطوير وتنمية وتحديث في الاستراتيجيات والتخطيط العمراني، وكان مجال التعليم خاصة محل اهتمامه، وقد جعل جامعة الإمارات من مدينة العين مركزاً إقليمياً وثقافياً، وهي الرؤية التي كان يسعى إليها الوالد المؤسس، حيث كان يرى أن مدينة العين يجب أن تكون مدينة نموذجية في مجال التعليم، وهي الرؤية التي استوعبها الشيخ طحنون، رحمه الله، وترجمها إلى واقع على أكمل وجه، فكان دائماً على تواصل مع جامعة الإمارات، والمدارس، وكل المؤسسات المرتبطة بقطاع التعليم، وكان صاحب نظرة حكيمة ورؤى وأهداف، وحرص على تحقيقها، وكان دائم المتابعة والاهتمام بهذا القطاع الحيوي المهم.
المرأة ومكانتها
وأكدت الدكتورة الشامسي أنها كانت شاهدة أيضاً على جهود الشيخ طحنون في مجال الاهتمام بتمكين المرأة تعليمياً ومعرفياً، فكان حريصاً على زيارة المدارس والالتقاء بالطالبات والمدرسات، وتروي موقفاً معه عندما كان يزور مدرستها وطلبت منه المساعدة في استكمال التعليم الجامعي وما بعد الجامعي، وأن فتيات العين لا يرغبن في الاكتفاء بالمدرسة فقط، وقد وعد بنقل المقترح والطلب إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتحظى كل فتاة بفرصة التعليم في أعلى مستوياته، وبالفعل وعد وأوفى وأتاح للفتاة الإماراتية في مدينة العين الفرصة لإكمال التعليم الجامعي، ووفر المنح التعليمية في الخارج، في الطب والهندسة وكل المجالات والتخصصات.
شخصية وطنية فذة
وأضافت الدكتورة ميثاء الشامسي أننا عندما نتحدث عن الشيخ طحنون، رحمه الله، فيما يخص الهوية الوطنية التي كان حريصاً على تعزيزها وتثمينها، فإننا نتحدث عن شخصية وطنية فذة، شخصية رسمت وكرست العطاء والإخلاص للوطن، وكان نموذجاً في هذا الشأن، وأعطي دروساً لأبناء الإمارات في الإخلاص والتفاني والعطاء، والحب الخالص غير المشروط، والتأكيد أن العمل بجد وإخلاص هو طريق النجاح وتحقيق الإنجازات.
إنجازات تلو الإنجازات
وبدوره، أكد معالي الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، كان أباً لجميع أهالي منطقة العين، وكان حريصاً على أن يظل بالقرب منهم في كل المواقف، سواء خلال أفراحهم أو أحزانهم، كما كان دائم الحضور إلى مواقع العمل، يشرف على خطط التطوير والتنمية بنفسه، لتتحقق الإنجازات تلو الإنجازات في مدينة العين، وفي المساء داخل البرزة يستقبل الأهالي ويستمع إليهم ويتواصل معهم بكل حب وإخلاص.
وأضاف الدكتور الخييلي أن الشيخ طحنون، رحمه الله، كان أحد رجالات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد تخرج من مدرسته، واكتسب خبرته وأسلوبه وحكمته من الوالد المؤسس، تلك المدرسة التي لا تزال قائمة وشامخة تحت راية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأشار الدكتور الخييلي إلى أن الشيخ طحنون كان حريصاً أشد الحرص على الاهتمام بالمواطن، وأن يكون قريباً منه مهما كانت مسؤولياته والتزاماته، فكان يحرص على أن يلتقي الجميع في مجلسه، ويستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم، ويلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم، ونسأل الله عز وجل أن يرحم الشيخ طحنون ويرزقنا جميعاً الصبر.
إنجاز وطني كبير
وقال الدكتور سليمان الجاسم، باحث أكاديمي: فقدنا قامة من قامات الوطن، فقد كان الشيخ طحنون رفيق درب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان معه في جميع المواقف. والشيخ طحنون ساهم مع الوالد المؤسس في تهيئة المناخ لتأسيس الدولة. وأضاف الجاسم أن وجود الشيخ طحنون في العين ساهم في استقرار وازدهار المنطقة، فانتشرت الزراعة، واهتم الناس بها، وانتشرت في المدينة المناشط الصناعية والتعليمية والصحية، فقد بذل كل الجهد لتصبح العين كما هي الآن مدينة عالمية عامرة بالإنجازات الحضارية. وأشار الجاسم إلى دور الشيخ طحنون في الإنجاز الوطني الكبير بإنشاء أول جامعة إماراتية في العين، واختيار المدينة لأن تكون منارة تعليمية، تجمع كل أبناء وبنات الإمارات معاً تحت سقف واحد، فقد اختار الوالد المؤسس مدينة العين موقعا للجامعة، وتابعها الشيخ طحنون بالزيارات المستمرة والالتقاء بالطلاب والأساتذة، واستشعار أحوال الطلبة في الدراسة، مما خلق لدى الطلاب نوعاً من الاطمئنان والتحفيز على الاجتهاد والتعلم. كما تم توفير كليات التقنية بعد جامعة العين وبعدها باقي الكليات الأخرى، مما جعل العين منارة ثقافية تعليمية علمية.. وبيّن الجاسم أن جهود الشيخ طحنون في دعم المرأة وتمكينها آتت ثمارها، فالفتاة الإماراتية في العين تعمل في المصانع والمدارس والمستشفيات، وكذلك في صناعة الطائرات.
دعم المرأة الإماراتية
ومن جانبها، قالت شيخة الجابري، كاتبة وإعلامية: منذ وعينا ونحن نرتبط بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، نرتبط بتلك الأيام التي كنا فيها بالمدارس وكذلك في الجامعة، وكيف كان الشيخ طحنون دائماً حريصاً على الحضور ومتابعة كل التفاصيل وخاصة أنه خريج مدرسة زايد الإنسانية، وقد كان دائماً يفتخر بما وصلت إليه الفتاة الإماراتية من نجاح وتفوق وتألق، وكان له الفضل الكبير فيما حققته المرأة الإماراتية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: طحنون بن محمد الإمارات العين طحنون بن محمد آل نهيان الشيخ زايد الشیخ طحنون بن محمد آل نهیان الشیخ طحنون فی الوالد المؤسس طیب الله ثراه مدینة العین رحمه الله کان حریصا نتحدث عن فی العین فی جمیع على أن
إقرأ أيضاً:
حسن الظن بالله راحة القلوب ودلالة الإيمان عند المصائب والموت
يقول سيدنا النبي ﷺ فيما يرويه عن رب العزة: «أنا عن عند ظن عبدي بي» [رواه البخاري ومسلم] فإن أحسنت الظن فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب لك على حسن ظنك، وإن أساءت فلا تلومن إلا نفسك.
عالم أزهري يكشف سبب عظيم من أسباب القرب من النبي علي جمعة: سيدنا محمد دعا بنفسه إلى عالمية الإسلاموقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني"فيسبوك" أن حسن الظن بالله يستلزم الثقة بما في يد الله سبحانه وتعالى، ويستلزم حسن التوكل عليه، والله سبحانه وتعالى يحب المتوكلين عليه، ويستلزم التسليم والرضا بقضائه وقدره في أنفسنا، ويستلزم الالتجاء إليه بالدعاء والدعاء هو العبادة.
وتابع جمعة أن ضد إحسان الظن بالله القنوط من ثواب الله وموعوده، وقد قيل : قتل القنوط صاحبه، ففي حسن الظن بالله راحة القلوب. قال ابن حجر : «وإنما كان اليأس من رحمة الله من الكبائر لأنه يستلزم تكذيب النصوص القطعية . ثم هذا اليأس قد ينضم إليه حالة هي أشد منه , وهي التصميم على عدم وقوع الرحمة له , وهذا هو القنوط, بحسب ما دل عليه سياق الآية : {وإن مسه الشر فيئوس قنوط} وتارة ينضم إليه أنه مع اعتقاده عدم وقوع الرحمة له يرى أنه سيشدد عذابه كالكفار. وهذا هو المراد بسوء الظن بالله تعالى» [فتح الباري].
وانتهى جمعة إلى أنه يجب على المؤمن أن يحسن الظن بالله تعالى, وأكثر ما يجب أن يكون إحسانا للظن بالله عند نزول المصائب وعند الموت, قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى, وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض , إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائما حسن الظن بالله , ففي صحيح مسلم : «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله».