يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه موقفا صعبا في ظل تصاعد الاحتجاجات الطلابية التي تجتاح الجامعات الأميركية وقمع الشرطة لها، ويبحث عن نصر دبلوماسي عبر التوصل إلى صفقة تؤدي لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لكنهم استبعدوا اتخاذه ضغوطا على إسرائيل في هذا الإطار.

وخرج بايدن في خطاب لافت بالتزامن مع فض اعتصامات مساندة للفلسطينيين في جامعات أميركية قال فيه إن الاحتجاجات الطلابية وغيرها لم تجبره على إعادة النظر في سياساته بشأن منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن "المعارضة ضرورية، لكن غرس الخوف في نفوس الناس مخالف للقانون".

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" قال الدكتور تشارلز دان عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق والدبلوماسي السابق في سفارتي الولايات المتحدة بمصر وإسرائيل إن بايدن يحاول أن يتخذ مواقف فاعلة في وضع مستحيل وصعب بسبب ما اتخذته إداراته من قرارات داعمة لإسرائيل بشكل كامل.

وأوضح دان أن الموقف الصعب الذي يعيشه بايدن على المستوى الانتخابي تفاقمه خسارة دعم اليسار الداعمين للقضية الفلسطينية، إضافة إلى الوسطيين، وكذلك من يميل نحو اليمين من المستقلين الذين يتذكرون الاضطرابات التي حصلت إبان حرب فيتنام.

ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق أن بايدن يحاول من خلال خطابه الأخير التعامل مع تلك الفئات في المجتمع الأميركي لكنه لا يتوقع نجاحه في تحقيق "نصر دبلوماسي" يسعى إليه بالتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما تعمل عليه الإدارة الأميركية الآن.

الرئيس الضعيف

وحول تأكيده أن التطورات الأخيرة لن تجبر بايدن على إعادة النظر في سياسته بشأن الشرق الأوسط، يرى دان أن ذلك نابع من قناعته بأنه في حال غيّر سياسته تلك بشكل جذري سيبدو بمظهر الرئيس الضعيف، وهو الأمر الذي سيعرضه للهجوم من الحزب الجمهوري ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

لكنه يرى في الوقت ذاته أن هناك اختلافات أساسية بدأت تظهر بشكل واضح بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي بخصوص الأهداف النهائية للعملية العسكرية في قطاع غزة، حيث تود واشنطن إيقاف الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار، فيما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطالة أمد الحرب.

بدوره، يرى ساري عرابي الكاتب والباحث السياسي أن ثمة قضية لافتة في الخطاب الأميركي تجاه المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وهي أنه يتطابق ويتماهى مع خطاب المؤسسة الإسرائيلية، وهو ما يتناقض مع كل ما يقال عن تباين تلك المواقف.

ويقول عرابي في حديثه للجزيرة إن الولايات المتحدة لا تتجه بضغطها تجاه الاحتلال وإنما تتجه به إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك عبر الحديث عن فرصة مناسبة لإتمام الصفقة وعرض سخي على الحركة وتنازلات قدمها الجانب الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أكد عرابي على ضروة التفريق بين موقف نتنياهو الذي ربما يظهر بشكل مخالف للموقف الأميركي وموقف المؤسسة الإسرائيلية المعنية بإجراء صفقة تبادل، وهو المتوافق مع الموقف الأميركي، لافتا إلى أن تصريحات تلك المؤسسة لا تتحدث عن إيقاف الحرب وإنما ضرورة عقد الصفقة.

إستراتيجية المقاومة

وبشأن موقف المقاومة، يرى الباحث السياسي أنها تعمل بإستراتيجية تقوم على مرتكزين، الأول الإثبات للاحتلال قدرتها الميدانية على تنفيذ عمليات استنزاف مستمرة لا تجعل من استمرار وجود قوات الاحتلال في القطاع أمرا سهلا، وكذلك إثبات استعدادها لمناقشة ما يطرح عليها خلال المفاوضات والتعامل معه بإيجابية.

أما الدكتور أشرف بدر الخبير في الشؤون الإسرائيلية فيرى أن إسرائيل قلقة مما يجري من انتفاضة للجامعات في الولايات المتحدة، ويرى أنه سيكون له تأثير على المدى القصير عبر تأثيرها على الانتخابات القادمة، وكذلك على المدى الطويل عبر تأثيرها في الرأي العام الأميركي.

وأشار إلى أن إسرائيل قامت بحملة إعلامية مضادة لهذا الحراك اتهمت المشاركين فيه بمعاداة السامية، مضيفا أن هناك حالة أشبه بالجنون في الأوساط الإسرائيلية مما يحدث وذهول شديد من توسعه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

حكومة الكونغو الديمقراطية تعلق نشاط حزب الرئيس السابق جوزيف كابيلا

أعلنت الحكومة في جمهورية الكونغو الديمقراطية تعليق عمل "حزب الشعب للإعمار والديمقراطية" الذي ينتمي إليه الرئيس السابق جوزيف كابيلا، وأمرت بمصادرة أصوله.

ووجهت اتهامات لأعضاء الحزب بالوقوف إلى جانب المتمردين المدعومين من رواندا في المناطق الشرقية من البلاد.

وأفاد بيان -صدر السبت الماضي- من وزارة العدل الكونغولية بأن أصول وممتلكات قادة الحزب ستصادر لاتهامهم بالمشاركة في جرائم قد تصل إلى الخيانة العظمى.

وفي تصريح لوكالة رويترز، قال أمين سر الحزب إن قرار التعليق الذي استهدف الحزب وقياداته انتهاك صارخ لدستور جمهورية الكونغو وقوانينها.

وقد جاء قرار تعليق عمل الحزب ومصادرة أصوله بعد يومين من عودة الرئيس السابق من منفاه الاختياري في جنوب أفريقيا إلى مدينة غوما شرقي البلاد، قائلا إنه يريد المشاركة في عملية السلام ووقف القتال المستمر منذ بداية العام الجاري بين المتمردين والجيش النظامي.

وقد ترأس كابيلا جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد اغتيال والده عام 2001، ونجح في حوار سياسي مع جماعات التمرد في شرق الكونغو عام 2003، حيث عين اثنين من زعماء الفصائل المتمردة في منصبي نائب رئيس الجمهورية.

وقد انتهت فترته الرئاسية الثانية عام 2016، لكنه رفض الخروج من الحكم، الأمر الذي جعل البلاد تشهد احتجاجات وأعمال عنف دامية.

إعلان

وتحت الضغوط الشعبية والدولية، ترك كابيلا السلطة عام 2019، وخرج للعيش بين تنزانيا وجنوب أفريقيا، وفي بداية أبريل/نيسان الجاري قرر العودة إلى بلده.

ومع عودته للبلاد، وخاصة في المناطق الشرقية، تكون البلاد قد دخلت فصلا جديدا من الصراع الذي تسبب منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي في مقتل أكثر من 7 آلاف شخص، وتشريد مئات الآلاف من السكان.

مقالات مشابهة

  • بشكل مؤقت.. اعتزال مدرب البرازيل السابق كرة القدم
  • نائب الرئيس الأميركي يقدّم مقترحاً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • الدولار يرتفع بعد تراجع ترامب عن تصريحاته تجاه الرئيس الفيدرالي
  • وزير الأوقاف السابق: الرئيس السيسي دائمًا ما يُولي اهتمامًا كبيرًا لقضية الوعي
  • صحيفة إسرائيلية تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت
  • هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود
  • نائب الرئيس الأميركي يزور حصناً تاريخياً في جايبور الهندية
  • روسيا: الموقف الأميركي من انضمام أوكرانيا لـالناتو يبعث على الرضا
  • نائب الرئيس الأميركي يبدأ زيارة إلى الهند
  • حكومة الكونغو الديمقراطية تعلق نشاط حزب الرئيس السابق جوزيف كابيلا