مع فض اعتصامات الجامعات.. إلى أين يتجه الموقف الأميركي تجاه حرب غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه موقفا صعبا في ظل تصاعد الاحتجاجات الطلابية التي تجتاح الجامعات الأميركية وقمع الشرطة لها، ويبحث عن نصر دبلوماسي عبر التوصل إلى صفقة تؤدي لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لكنهم استبعدوا اتخاذه ضغوطا على إسرائيل في هذا الإطار.
وخرج بايدن في خطاب لافت بالتزامن مع فض اعتصامات مساندة للفلسطينيين في جامعات أميركية قال فيه إن الاحتجاجات الطلابية وغيرها لم تجبره على إعادة النظر في سياساته بشأن منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن "المعارضة ضرورية، لكن غرس الخوف في نفوس الناس مخالف للقانون".
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" قال الدكتور تشارلز دان عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق والدبلوماسي السابق في سفارتي الولايات المتحدة بمصر وإسرائيل إن بايدن يحاول أن يتخذ مواقف فاعلة في وضع مستحيل وصعب بسبب ما اتخذته إداراته من قرارات داعمة لإسرائيل بشكل كامل.
وأوضح دان أن الموقف الصعب الذي يعيشه بايدن على المستوى الانتخابي تفاقمه خسارة دعم اليسار الداعمين للقضية الفلسطينية، إضافة إلى الوسطيين، وكذلك من يميل نحو اليمين من المستقلين الذين يتذكرون الاضطرابات التي حصلت إبان حرب فيتنام.
ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق أن بايدن يحاول من خلال خطابه الأخير التعامل مع تلك الفئات في المجتمع الأميركي لكنه لا يتوقع نجاحه في تحقيق "نصر دبلوماسي" يسعى إليه بالتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما تعمل عليه الإدارة الأميركية الآن.
الرئيس الضعيفوحول تأكيده أن التطورات الأخيرة لن تجبر بايدن على إعادة النظر في سياسته بشأن الشرق الأوسط، يرى دان أن ذلك نابع من قناعته بأنه في حال غيّر سياسته تلك بشكل جذري سيبدو بمظهر الرئيس الضعيف، وهو الأمر الذي سيعرضه للهجوم من الحزب الجمهوري ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكنه يرى في الوقت ذاته أن هناك اختلافات أساسية بدأت تظهر بشكل واضح بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي بخصوص الأهداف النهائية للعملية العسكرية في قطاع غزة، حيث تود واشنطن إيقاف الحرب والتوصل إلى وقف إطلاق النار، فيما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطالة أمد الحرب.
بدوره، يرى ساري عرابي الكاتب والباحث السياسي أن ثمة قضية لافتة في الخطاب الأميركي تجاه المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وهي أنه يتطابق ويتماهى مع خطاب المؤسسة الإسرائيلية، وهو ما يتناقض مع كل ما يقال عن تباين تلك المواقف.
ويقول عرابي في حديثه للجزيرة إن الولايات المتحدة لا تتجه بضغطها تجاه الاحتلال وإنما تتجه به إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك عبر الحديث عن فرصة مناسبة لإتمام الصفقة وعرض سخي على الحركة وتنازلات قدمها الجانب الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أكد عرابي على ضروة التفريق بين موقف نتنياهو الذي ربما يظهر بشكل مخالف للموقف الأميركي وموقف المؤسسة الإسرائيلية المعنية بإجراء صفقة تبادل، وهو المتوافق مع الموقف الأميركي، لافتا إلى أن تصريحات تلك المؤسسة لا تتحدث عن إيقاف الحرب وإنما ضرورة عقد الصفقة.
إستراتيجية المقاومةوبشأن موقف المقاومة، يرى الباحث السياسي أنها تعمل بإستراتيجية تقوم على مرتكزين، الأول الإثبات للاحتلال قدرتها الميدانية على تنفيذ عمليات استنزاف مستمرة لا تجعل من استمرار وجود قوات الاحتلال في القطاع أمرا سهلا، وكذلك إثبات استعدادها لمناقشة ما يطرح عليها خلال المفاوضات والتعامل معه بإيجابية.
أما الدكتور أشرف بدر الخبير في الشؤون الإسرائيلية فيرى أن إسرائيل قلقة مما يجري من انتفاضة للجامعات في الولايات المتحدة، ويرى أنه سيكون له تأثير على المدى القصير عبر تأثيرها على الانتخابات القادمة، وكذلك على المدى الطويل عبر تأثيرها في الرأي العام الأميركي.
وأشار إلى أن إسرائيل قامت بحملة إعلامية مضادة لهذا الحراك اتهمت المشاركين فيه بمعاداة السامية، مضيفا أن هناك حالة أشبه بالجنون في الأوساط الإسرائيلية مما يحدث وذهول شديد من توسعه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صفقة ترامب للمعادن.. هل يتجه للتكنولجيا الخضراء التي يسخر منها؟
منذ توليه منصبه، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، التي تُعتبر أهم اتفاقية عالمية للمناخ. ليس هذا فحسب بل هناك تقارير تفيد بأنه منع العلماء الأمريكيين من المشاركة في أبحاث المناخ الدولية، وألغى الأهداف الوطنية للسيارات الكهربائية.
وكان دائما يسخر من محاولات سلفه تطوير تكنولوجيا خضراء جديدة، واصفاً إياها بـ "الخدعة الخضراء الجديدة".
ومع ذلك ربما يهدي ترامب أكبر هدية لمؤيدي التكنلوجيا الخضراء، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
يأتي ذلك في ظل الاهتمام الكبير لترامب بمسألة المعادن النادرة. حيث تُعد هذه المعادن أساسية في صناعات تشمل الفضاء والدفاع، لكن من المثير للاهتمام أن لها استخداماً رئيسياً آخر أيضاَ، وهو تصنيع التكنولوجيا الخضراء، التي يستهزئ بها ترامب.
تناول تقرير نشرته لجنة حكومية أمريكية في كانون الأول/ ديسمبر 2023 ضعف موقف الولايات المتحدة في المعادن الأرضية النادرة والمعادن الحيوية (مثل الكوبالت والنيكل).
وجاء في التقرير: "يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في نهجها السياسي تجاه سلاسل توريد المعادن الحيوية وعناصر الأرض النادرة نظراً للمخاطر التي يشكلها اعتمادنا الحالي على جمهورية الصين الشعبية".
وحذر التقرير من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى "توقف الإنتاج الدفاعي تماماً وخنق تصنيع التقنيات المتقدمة الأخرى".
وتنبع هيمنة الصين على السوق من إدراكها المبكر للفرص الاقتصادية التي توفرها التكنولوجيا الخضراء. التي "تستحوذ على 60 في المئة من إنتاج المعادن الأرضية النادرة العالمي، لكنها تُعالج ما يقرب من 90 في المئة منها، وهي المهيمنة في هذا المجال"، بحسب غريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
وووفق كريستوفر نيتل، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فـ"إنها مصادفة سعيدة أن هذا قد يُسهم في نهاية المطاف في دعم التكنولوجيا الخضراء".
ويبدو أن جهود ترامب الأخيرة للحصول على هذه المعادن الأساسية تُشير إلى أن التركيز على العمليات الأولية قد يكون قائماً الآن.
ويفيد عاملون في القطاع إن الهمسات في أروقة البيت الأبيض تُشير إلى أنه قد يكون ترامب على وشك إصدار "أمر تنفيذي للمعادن الحيوية"، والذي قد يُوجِّه المزيد من الاستثمارات لتحقيق هذا الهدف.
ولا تزال التفاصيل الدقيقة التي قد يتضمنها الأمر التنفيذي غير واضحة، لكن خبراء مُلِمّين بالقضية قالوا، بحسب "بي بي سي" إنه قد يشمل تدابير لتسريع التعدين في الولايات المتحدة، بما في ذلك تسريع إصدار التصاريح والاستثمار لبناء مصانع المعالجة.
تختم "بي بي سي" تقريرها بالقول إنه "بالنسبة للمهتمين بقضايا المناخ، فإن ترامب ليس بالتأكيد مناصراً للبيئة. ومن الواضح أنه لا يهتم بجعل إرثه بيئياً، بل اقتصادياً، مع أنه قادر على تحقيق الأمر الأول إذا اقتنع بأنه سيعزز الاقتصاد".