تتصاعد الخلافات بين رئيس وزراء الاحتلال ورؤساء الأجهزة الأمنية، على خلفية التخبط وعدم الوضوح بشأن مستقبل الحرب على قطاع غزة، وغياب الرؤى والاستراتيجيات الواضحة بشأن الأهداف.

وترى النخبة الأمنية أن نتنياهو يعرض "مكتسبات" الحرب للخطر ويحدث ضررا استراتيجيا، وتطالبه باتخاذ قرارات حاسمة في 5 ملفات رئيسية وهي "صفقة المحتجزين، ومسألة اليوم التالي للحرب، والعملية العسكرية في رفح، والمواجهات مع حزب الله في الشمال، فضلا عن ميزانية الدفاع المخصصة لحرب غزة".



وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، عن خلاف "خطير" يتصاعد بين نتنياهو، ورؤساء الأجهزة الأمنية حول مسار الحرب في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إنه "ظهر في الأسابيع الأخيرة، خلاف متزايد بين كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بما في ذلك وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ونتنياهو".

وأوردت الصحيفة أن السياسيين في تل أبيب يطالبون نتنياهو، باتخاذ قرار بشأن 5 قضايا استراتيجية يقولون إنها "ضرورية لإنهاء الحرب في الساحتين الجنوبية والشمالية".


وبيّنت أن السياسيين يعتبرون نتنياهو، "غير قادر على اتخاذ قرارات" بشأن هذه القضايا.

وأضافت: "كل هذه القضايا مترابطة، وبحسب مصادر بارزة في جهاز الأمن، فإن نتنياهو امتنع عن اتخاذ قرار في هذا الشأن، وبالتالي منع الجيش الإسرائيلي من التصرف بطريقة من شأنها دفع تحقيق أهداف الحرب".

المحتجزون الإسرائيليون
وتابعت الصحيفة: "يطلب الجيش من رئيس الوزراء والمجلس الوزاري السياسي الأمني الموسع اتخاذ قرارات واضحة بشأن هذه القضايا الخمس" على رأسها قضية المحتجزين في قطاع غزة.

وأردفت: "أولا في موضوع المختطفين (الأسرى في غزة) هناك رغبة لاتخاذ قرار بشأن وقف الحرب إلى أجل غير معلوم، للسماح بصفقة شاملة على عدة مراحل أو في مرحلة واحدة".

"اليوم التالي في غزة"
أما المسألة الاستراتيجية الثانية فتتعلق بما يعرف بـ "اليوم التالي"، للحرب والبحث عن بديل لحماس في غزة.

وفي هذا الشأن، قالت "يديعوت أحرونوت" إن "الجيش الإسرائيلي" يعتقد "أن تردد نتنياهو، وخاصة عدم التحرك السياسي لتشكيل حكومة مدنية بديلة، يدفع حماس إلى العودة وتثبيت نفسها في المناطق التي تم تطهيرها بالفعل".

واستدركت: "يزعم الجيش الإسرائيلي أنه لا معنى للدخول إلى رفح دون حكومة مدنية بديلة لحماس، لأنه بمجرد خروج الجيش من المنطقة، ستعود المنظمة للسيطرة على المنطقة الحدودية مع مصر".
وذكرت أن المسألة الثالثة هي العملية العسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة والمكتظة بالنازحين.


هجوم رفح
وبيّنت قائلة: "يزعم الجيش الإسرائيلي أنه أعد منذ أشهر خطة قابلة للتنفيذ لإجلاء ما يقرب من مليون نازح في المدينة، ومن ثم المناورة العسكرية داخلها ومحيطها على مراحل من أجل تفكيك كتائب لواء رفح الثلاث".

وتحدثت عن اتخاذ رئيس الأركان عدة مرات (قرارات) بشأن الخطط المرتبطة بدخول رفح، سواء لإجلاء النازحين أو للعملية العسكرية.

لكنها أوردت أن نتنياهو "لا يفعل ذلك" تحت ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 المواجهات مع "حزب الله"
وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى أن المسألة الرابعة في حزمة القضايا الاستراتيجية المختلف عليها بين الساسة الإسرائيليين هي "وقف الصراع في الشمال" أي مع لبنان.

وقالت: "تزعم المؤسسة الأمنية أن استمرار تطبيع حرب الاستنزاف قد يصبح روتينا، ولن يتمكن سكان الجليل من العودة إلى منازلهم قبل عام أو أكثر".

"ميزانية الدفاع"
وأشارت إلى أن المسألة الخامسة هي "ميزانية الدفاع" التي يغيب الوضوح بشأنها.

واعتبرت الصحيفة هذه المسألة "ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بالتحضير لمواجهة محتملة مع إيران".

وقالت إن كل هذه القرارات الاستراتيجية الحاسمة مرتبطة ببعضها البعض وتعتمد على بعضها البعض، وبالتالي فإن المؤسسة الأمنية بأكملها، بقيادة الوزير غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، وربما أيضا رئيس جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، تطالب نتنياهو، باتخاذ هذه القرارات.

وفي السياق، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدرين رفيعين قولهما "إنه إذا لم يتخذ رئيس الوزراء والحكومة الموسعة قرارا، فقد يتخذ قادة الجيش وغالانت خطوات تم تجنبها حتى الآن".


وتابعت: "بحسب المصادر نفسها، فإن العديد من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي قد يعلنون خلال أشهر قليلة قرارهم بالتقاعد بسبب دورهم في إخفاقات هجمات تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهذه الحقيقة تسهل عليهم توضيح موقفهم لنتنياهو".

وأردفت الصحيفة: "وفقا لهم، فإنهم يريدون إنهاء الحرب من خلال هزيمة حماس وإزالة حزب الله من الحدود الشمالية من أجل إصلاح الضرر الاستراتيجي الذي لحق بدولة إسرائيل" في 7 أكتوبر.

واعتبرت أن تردد نتنياهو، "يزيد من ضرر الردع، ولا يتيح تحقيق النتائج المطلوبة للحرب".

وشددت الصحيفة على أنه "لا جدوى من الاستمرار في التعثر".

ومساء الأربعاء، اعتبر الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيؤرا آيلاند، أن الولايات المتحدة التي كانت تتوقع انتهاء الحرب على غزة في أشهر قليلة "سئمت" من استمرارها وتريد انتهاءها.

وقال في حديث لإذاعة إسرائيلية: "الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو إنهاء الحرب. لقد توقعوا أن الحرب ستنتهي في غضون أشهر قليلة، لقد سئموا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الخلافات نتنياهو نتنياهو خلاف الاجهزة الامنية دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خطة إعمار ودولة فلسطينية.. خبير: التغير بالموقف الأمريكي جعل نتنياهو لا ينام

أكد خبير الشؤون الإسرائيلية، يحيي قاعود، أن التغير في الموقف الأمريكي جعل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ينام.

حماس: حكومة الإرهابي نتنياهو ترتكب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقةنتنياهو يفقد أعصابه في المحكمة.. ويصرخ: جعلوا حياتي بائسةبشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلامترامب أم نتنياهو؟.. نصف الإسرائيليين يحسمون الجدل حول مصير الرهائن | استطلاع صادم

وتابع، خلال مداخلة عبر تطبيق زووم على فضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الخميس، أن الحرب ترهق أي دولة في العالم مهما كانت قوية، مشيرًا إلى أن "أي دولة مهما كانت قوتها ترهقها الحرب، فالولايات المتحدة الأمريكية انسحبت من العراق وباكستان، رغم أنها الدولة الأقوى على مستوى العالم، فما بالنا بدولة تحارب في أكثر من جهة وأكثر من أداة وفي أكثر من معركة”.

وأوضح، أن الاحتلال الإسرائيلي يحارب في مواقع على أرض الواقع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومن ثم فإنه بعد كل هذه المدة من الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي دولة تعيش على الاحتلال والإرهاب، فإن هناك عدة قضايا تُثار على المستوى الداخلي مثل الحريديم والأسرى، وغيرها وعلى المستوى الخارجي، وكل ذلك يكون له تأثير.

تغير الموقف الأمريكي 

وشدد، أنه بالنسبة للتأثير الخارجي فهناك رواية جديدة فلسطينية منذ عام ونصف، وهو ما أتعب نتنياهو، بسبب التغير في الموقف الأمريكي بعدم الترحيل والتهجير، والرفض العربي وتحديدا مصر، وهناك حديث الآن يجري عن خطة إعمار ووجود دولة فلسطينية، وبالتالي فإن هناك قضايا كثيرة مرتبطة ببعض أصبحت تنفتح وتطفو على سطح المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يعود نتنياهو لقرار الحرب؟
  • مكتب نتنياهو يتهم حماس بممارسة الحرب النفسية بشأن الرهائن
  • بولندا على موعد مع انتخابات رئاسية حاسمة
  • نتنياهو : الجيش الإسرائيلي يسيطر على 5 مواقع جنوب لبنان
  • خطة إعمار ودولة فلسطينية.. خبير: التغير بالموقف الأمريكي جعل نتنياهو لا ينام
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو قررت عدم الالتزام باتفاق غزة منذ لحظة توقيعه
  • المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب
  • وزير الدفاع الإيراني: توسع نفوذ النيتو نحو الشرق تهديد خطير لأمن المنطقة
  • يديعوت: نتنياهو يرضخ لإملاءات ترامب بشأن الحرب والسلم وتبادل الأسرى
  • بشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام