رحلته من الحرب العالمية إلى الزراعة.. تفاصيل اتهام الولايات المتحدة لروسيا باستخدام مواد كيمائية محظورة بأوكرانيا .. وتلك آثاره
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
اتهمت الولايات المتحدة روسيا رسميا باستخدام الأسلحة الكيميائية "كوسيلة للحرب" ضد أوكرانيا وفرضت عقوبات جديدة شاملة على الشركات الروسية والهيئات الحكومية، وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN فقد قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان يوم الأربعاء إنها "توصلت إلى قرار... بأن روسيا استخدمت السلاح الكيميائي الكلوروبيكرين ضد القوات الأوكرانية في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية".
وأضافت أن روسيا استخدمت أيضًا "عوامل مكافحة الشغب" أو الغاز المسيل للدموع خلال الحرب في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، وأن استخدام مثل هذه المواد الكيميائية ليس حادثا معزولا، وربما يكون مدفوعا برغبة القوات الروسية في طرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة وتحقيق مكاسب تكتيكية في ساحة المعركة، وتلك تفاصيل الأزمة.
شهادات من القوات الأوكرانية .. والكرملين ينفى
وبحسب ما نشرته الشبكة الأمريكية، فإنه يتوافق الاستنتاج الأمريكي مع شهادة القوات الأوكرانية التي تقول إنها واجهت مواجهات متزايدة بالغاز والمواد الكيميائية المهيجة الأخرى في أجزاء من خط المواجهة مع القوات الروسية في الأشهر الأخيرة، وفي بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي في مارس، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها سجلت أكثر من ألف حادث استخدمت فيها روسيا "ذخائر الغاز المسيل للدموع المجهزة بمواد كيميائية سامة محظورة للاستخدام الحربي، مع 250 حالة في فبراير وحده.
فيما نفى الكرملين الاتهامات الأمريكية، وردا على سؤال عنهم خلال مؤتمر صحفي دوري، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “لقد رأينا الأخبار حول هذا الأمر، وهذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، ولا يدعمها أي شيء، وكانت روسيا وستظل ملتزمة بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وحتى إجلاء الجرحى يعرض مركباته المحدودة للخطر من هجمات الطائرات بدون طيار الروسية.
من الحرب العالمية إلى الزراعة
وقد تم استخدام الكلوروبيكرين على نطاق واسع كعامل حربي كيميائي في الحرب العالمية الأولى، لكنه لم يعد مسموحًا للاستخدام العسكري، ويستخدم الآن في الغالب في الزراعة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، فهو يهيج الرئتين والعينين والجلد، ويمكن أن يسبب الغثيان والقيء والإسهال الذي يستمر لأسابيع، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.
وبموجب قانون صدر عام 1991 ضد استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تعيد فرض القيود على التمويل العسكري الأجنبي، وخطوط الائتمان الحكومية الأمريكية، وتراخيص التصدير للمواد الدفاعية والمواد الحساسة للأمن القومي المتجهة إلى روسيا، وبحسب ما ذكرته الوزارة، فإنها تفرض عقوبات على ثلاثة كيانات حكومية روسية مرتبطة ببرامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في البلاد وأربع شركات روسية ساهمت في تلك الهيئات الحكومية، وكان هذا الإعلان جزءًا من مجموعة من ما يقرب من 300 عقوبات جديدة ضد شركات وشخصيات في دول متعددة لدعمهم الحرب الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك الصين وأذربيجان وبلجيكا وسلوفاكيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
ليست الحادثة الأولى .. الحرب الكيماوية خطر دائم مع روسيا
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت روسيا في السابق من شن حرب كيميائية في أوكرانيا؛ وفي مارس 2022، بعد شهر من بدء الغزو، قال الرئيس جو بايدن إن الناتو سيرد إذا استخدمت روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، وفي إبريل الماضي، وفي قمة مجموعة السبع، قال وزراء خارجية الدول الأعضاء في بيان مشترك إن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" في حالة أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية.
ومنذ ذلك الحين، حذر المسؤولون الأمريكيون من وجود علامات تشير إلى أن روسيا فعلت ذلك على أي حال، ففي نوفمبر، استشهد مالوري ستيوارت، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الحد من الأسلحة والردع والاستقرار، بتقارير من أوكرانيا تفيد بأن موسكو تستخدم عوامل مكافحة الشغب في الحرب، ويقول الأوكرانيون الموجودون على الخطوط الأمامية إنهم واجهوا هجمات متزايدة بالغاز، وفي ديسمبر، وقال مسعف قتالي أوكراني إنهم سجلوا ما لا يقل عن تسعة حوادث حيث أسقطت طائرات بدون طيار غازًا كاويًا وقابلاً للاشتعال على الخطوط الأوكرانية.
بينما قال مسؤول استخباراتي أوكراني آخر لشبكة CNN إن المادة التي نشرها الروس كانت أحد أشكال غاز CS، المعروف أيضًا باسم الغاز المسيل للدموع، وقال جنديان نجيا من هجوم بالغاز لشبكة CNN إنهما أصيبا بجروح، بما في ذلك حروق وكدمات في الوجه وداخل الفم والحلق.
تاريخ سيئ السمعة لموسكو
واستخدام الأسلحة الكيميائية محظور بموجب القانون الدولي. وقد وقعت روسيا على تلك المعاهدات وتدعي أنها لا تمتلك أسلحة كيميائية، ولكن تم بالفعل ربط البلاد باستخدام غازات الأعصاب ضد المنتقدين في السنوات الأخيرة، وتشمل هذه الحالات تسميم سيرجي سكريبال وأليكسي نافالني - الذي توفي الأخير في فبراير أثناء سجنه في مستعمرة جزائية في سيبيريا. وكان المنتقد الشرس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البالغ من العمر 47 عامًا، قد فقد وعيه بعد أن كان يمشي، وفقًا لما ذكرته مصلحة السجون الروسية؛ سبب وفاته غير واضح.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء إنها ستفرض أيضًا عقوبات جديدة على ثلاثة أفراد مرتبطين بوفاة نافالني: مدير السجن الذي سُجن فيه نافالني؛ ورئيس الحبس الانفرادي الذي أشرف على زنزانة نافالني، وكذلك ساحة المشي التي يُزعم أنه انهار فيها ومات؛ والمدير الطبي للسجن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأسلحة الکیمیائیة القوات الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: 100 موقع مرتبط ببرنامج سوريا
كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن تقديرات تشير إلى وجود ما يزيد عن 100 موقع يُحتمل، أن تكون مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا، اُكتشفت عقب انهيار حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتمثل هذه التقديرات أول تقييم رسمي من نوعه، منذ سقوط النظام السابق، إذ تسعى المنظمة إلى دخول سوريا وتقييم حجم التهديد المتبقي من البرنامج الكيميائي الذي يُنسب إلى الأسد.
وتتجاوز هذه الأرقام بكثير ما كان نظام الأسد قد أقر به في السابق. ويُعتقد أن تلك المواقع تضم منشآت للأبحاث والتصنيع والتخزين، ومرتبطة باستخدام أسلحة، كغاز السارين وغاز الكلور، اللذين استُخدما ضد المعارضة والمدنيين خلال سنوات الحرب التي استمرت لأكثر من عقد.
ولا يزال الغموض يحيط بعدد من هذه المواقع ومدى تأمينها، خصوصا، بعد أن فقد النظام السيطرة عليها عقب إطاحته العام الماضي. وتشكل المواد الكيميائية الموجودة الآن تحديا كبيرا للحكومة السورية الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
ويزداد القلق الدولي من المخاطر الكامنة في هذه الأسلحة القاتلة، خاصة إذا ما استُخدمت في مناطق مأهولة. ويخشى الخبراء من أن تؤول بعض هذه الأسلحة إلى ما يصفونها بجماعات متطرفة في حال عدم تأمينها تأمينا فعالا.
إعلان تدمير البرنامج الكيميائيوفي محاولة لطمأنة المجتمع الدولي، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في مارس/آذار الماضي، معلنا التزام الحكومة بتدمير بقايا البرنامج الكيميائي الذي أنشأه النظام السابق، والامتثال للاتفاقيات الدولية.
ومع ذلك، لا يزال التفاؤل حذرا، خاصة، وأن الحكومة لم تعين بعد ممثلا دائما للمنظمة، وهو ما يُنظر إليه كخطوة أولى لإثبات الجدية. وكان فريق تابع للمنظمة قد حصل هذا العام على إذن بدخول سوريا بهدف التحقق من هذه المواقع، وفقا لمصادر مطلعة.
وفي السنوات الأولى من النزاع، اعترفت حكومة الأسد بوجود 27 موقعا كيميائيا فقط، وسمحت للمفتشين الدوليين بزيارتها وإغلاقها. وعلى الرغم من ذلك، استمر استخدام هذه الأسلحة حتى عام 2018، وتظهر الأدلة أن النظام استمر في استيراد المواد الكيميائية الخام اللازمة لتصنيعها.
وتستند التقديرات الجديدة إلى معلومات جمعتها المنظمة من مصادر خارجية، بما في ذلك باحثون مستقلون ومنظمات غير ربحية ومعلومات استخبارية قدمتها الدول الأعضاء. ومن المحتمل أن تكون بعض هذه المواقع مخبأة في كهوف أو مواقع أقمار صناعية يصعب اكتشافها، مما يزيد من خطر بقائها دون رقابة.
مواقع جديدةوقال رائد الصالح، -الذي يتولى وزارة الطوارئ والكوارث، وكان مدير "الخوذ البيضاء سابقا" وهي مجموعة تطوعية تعمل على الاستجابة للطوارئ- إن هناك مواقع لم تُكتشف بعد، لأن النظام السابق كان يضلل المنظمات الإنسانية المحلية.
كما صرح نضال شيخاني، مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، أن منظمته حدّدت مواقع جديدة محتملة استنادًا إلى مقابلات مع علماء سوريين فروا إلى أوروبا.
ويؤكد المراقبون أن توثيق هذه المواقع لا يقتصر فقط على ضمان السلامة، بل له بعد قضائي أيضًا، إذ تُسهم الأدلة في دعم التحقيقات الدولية حول الجرائم المرتكبة باستخدام الأسلحة الكيميائية، بما فيها عشرات الهجمات التي أودت بحياة آلاف المدنيين، منهم أطفال. ومن أبرز تلك الهجمات، المجزرة التي وقعت في الغوطة قرب دمشق عام 2013 باستخدام غاز السارين.
إعلانويعود تاريخ البرنامج الكيميائي السوري إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأ بمساعدة علماء تدربوا في دول أوروبية مثل ألمانيا. وأشرف مركز الدراسات والبحوث العلمية التابع للجيش على تطوير الأسلحة التقليدية والكيميائية والنووية.
ويأمل المجتمع الدولي أن تُسهم الجهود الحالية في الوصول إلى الحقيقة، وتقديم المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة إلى العدالة.