بذور مقاومة للجفاف تزرع الأمل في المغرب رغم انتشارها المحدود
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
يشير عالم الزراعة وولتاو تاديسي ديغو باعتزاز إلى « سنابل قمح جملية » تغطي حقلا لاختبار بذور مقاومة للجفاف في المغرب تمثل أملا في مستقبل أفضل لبلد يعاني جفافا منتظما ويتعرض لتداعيات التغير المناخي.
يمتد هذا الحقل على مساحة 120 هكتارا في قرية مرشوش الصغيرة، على بعد حوالى 70 كيلومترا جنوب شرق الرباط. وهو تابع منذ العام 2013 للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، الذي يعنى بتطوير بذور لا سيما على صعيد الحبوب، قادرة على التكيف مع المخاطر المناخية.
ترسم بساتين القمح والشعير الخضراء بسنابلها الناضجة صورة مناقضة لواقع الموسم الزراعي الحالي المهدد بجفاف حاد للعام السادس تواليا. وهو ما ينذر بمحصول ضعيف من الحبوب، علما أنها تشكل أساس الغذاء والواردات الزراعية للمغرب.
فقد تراجعت المساحة المزروعة بالحبوب من حوالى 3,7 ملايين هكتار العام الماضي إلى 2,5 مليون هكتار هذا العام بسبب الجفاف، وفقا لبنك المغرب.
ويتوقع أن يؤدي شح الأمطار إلى تراجع محصول الحبوب إلى 25 مليون قنطار فقط، في مقابل 55,1 مليونا العام الماضي، بحسب المصدر نفسه.
في ظل هذا الوضع، يشير العالم الإثيوبي تاديسي ديغو لوكالة فرانس برس إلى »الفرق الواضح في الجودة بين حقلنا وباقي الحقول، من البديهي أن استعمال بذور مقاومة على نطاق واسع بسرعة بات ضروريا ».
ويدير هذا العالم برنامج تطوير القمح اللين في مركز إيكاردا الذي له ستة مختبرات وبنك لجينات البذور في الرباط.
لا تكمن أهمية هذه البذور فقط في قدرتها على النضج من دون مياه غزيرة، ولكن أيضا في إنتاجيتها المرتفعة. فبينما كان مردود القمح العام الماضي بالمغرب يراوح في المتوسط بين طن إلى طنين لكل هكتار، بلغ أربعة أطنان في الهكتار الواحد في قرية مرشوش، وفق تاديسي ديغو.
وسجلت هذه النتيجة على الرغم من أن مرشوش لم تستفد سوى من حوالى 200 ملمتر من الأمطار، أي نصف معدل الأمطار في الظروف العادية، بفضل أنواع مقاومة للجفاف فضلا عن إدارة زراعية فضلى مع اختيار الموعد الأنسب لنثر البذور وكميات متكيفة واللجوء الاستثنائي للري (10 ملم مياه على جزء من الـ120 هكتارا).
كذلك، ارتفع محصول الشعير من معدل 1,5 طن إلى طنين في الهكتار بفضل البذور المقاومة للظروف المناخية القاسية، على ما يؤكد الخبير في تطوير زراعة الشعير في منظمة إيكاردا ميغيل سانشيز غارسيا.
تثير هذه الإمكانات الهائلة اهتماما واسعا عبر العالم، في ظل المنحى المتصاعد للتقلبات المناخية، حيث تعمل المنظمة الدولية في 17 بلدا بإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وقد طورت أكثر من 300 سلالة واعدة من بذور القمح، جلها في مختبراتها بالمغرب اعتمادا على تلاقح سلالات مختلفة، ويتم توزيعها سنويا لتستعمل في تسعين برنامجا للبذور المقاومة للجفاف عبر العالم، وفق ما أفاد مدير الموارد الجينية في « إيكاردا » أحمد عمري.
تختبر سلالات البذور الواعدة هذه محليا لثلاثة أعوام على الأقل، قبل تسويق الأجود منها. وفي العقد الأخير، حظي أكثر من 70 صنفا من بذور القمح هذه بمصادقة السلطات المختصة في عدة بلدان.
في المغرب تم ترخيص ستة أصناف جديدة لبذور القمح والشعير العام الماضي، لكنها ليست بعد في متناول المزارعين لغياب منظومة « ناجعة » للتسويق، وفق خبراء الفرع المحلي للمنظمة الدولية.
تعرض الأصناف الجديدة بمجرد الترخيص لها على الشركات المتخصصة في تسويق البذور، لكن عرضها للبيع يستغرق خمس سنوات.
يقر مسؤول قسم التطوير في المعهد الوطني للبحث الزراعي (رسمي) موحا فراحي بوجود « بطء في منظومة المصادقة على البذور يجب مراجعته » بسرعة.
ويأسف أيضا لضعف اهتمام القطاع الخاص إذ تفضل الشركات العاملة في هذا الميدان استيراد « بذور أجنبية لضمان أرباح سريعة رغم أنها غير ملائمة للظروف المناخية للمغرب »، موضحا أن المملكة « اختارت تحرير هذا القطاع خلافا لمصر أو إثيوبيا ».
ويتسبب ذلك بربح فائت هام بالنسبة لبلد يعاني موجات جفاف منتظمة، ويشهد مستوى مرتفعا من استهلاك الحبوب يقدر بحوالى 200 كيلوغرام من القمح للفرد سنويا، أي أكثر بثلاث مرات المعدل العالمي، وفق بيانات رسمية.
ويأمل عمري أن يتم تدارك هذا التأخر مع اعتماد المخطط الفلاحي الجديد « الجيل الأخضر » (2020-2030) الذي يسعى إلى توسيع نطاق استعمال البذور المقاومة للجفاف.
مع (أ.ف.ب)
كلمات دلالية المغرب بذور جفاف فلاحة مناخالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب بذور جفاف فلاحة مناخ العام الماضی
إقرأ أيضاً:
الاطلاع على نشاط بنك البذور المجتمعية في التعزية
الثورة نت/..
اطلع القائم بأعمال محافظ محافظة تعز أحمد أمين المساوى اليوم ،على بنك البذورالمجتمعية الذي أنشأته منظمةالأغذية والزراعة للأمم المتحدة بتكلفة مالية تصل إلى 60 ألف دولار ضمن مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن.
وثمن القائم بأعمال محافظ تعز جهود المعنيين وكافة الجهات التي سهلت لهذا العمل الجبار وخصوصاً أهالي المنطقة الذين قدموا قطعة أرض لإنشاء هذا البنك ،والذي يعتبر البنك الثاني على مستوى المحافظة والذي سبقه بنك بذور بمديرية شرعب الرونة .
وقال : نتمنى أن يكون بنك البذور هذا إضافة للعمل الزراعي والتنموي بالمحافظة ،ونعول كثيرًا على هذه الجهود وإن شاء الله يسهم بشكل مباشر في حفظ البذور المختلفة وإنعاش بقية البذور التي كادت أن تكون على وشك الانقراض .
واستمع المساوى ومعه وكيل محافظة تعز لشوون التنمية عبدالواسع الشمسي ومدير عام مكتب الزراعة المهندس عبدالله الجندي ورئيس جمعية التعزية سعيد الربيعي ،من مدير فرع مكتب الزراعة بمديرية التعزية عبدالله حمود الوجيه عن شرح مفصل عن أقسام ومحتويات البنك للبذور المجتمعية المختلفة التي بدورها ستعمل على الحفاظ على تلك البذور .
بدوره أوضح الوكيل الشمسي أن العمل لإنشاء هذه البنوك للبذور المجتمعية بالمحافظة يأتي ترجمة فعلية واقعية لمواجهات القيادة الثورية والسياسية نحو الجانب التعاوني والتنموي من أجل التعزيز والنهوض بالقطاع الزراعي بالمحافظة وللحفاظ على البذور المحلية خاصة أن محافظة تعز تتميز بميزة نسبية للذرة الشامية والذرة الرفيعة ، وأشار قائلا: أننا نطمح بأن يكون هناك بذور للجمعيات التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في جميع مديريات المحافظة .
من جانبه أشار مدير مكتب الزراعة بالمحافظة عبدالله الجندي أن الهدف من إنشاء بنك البذور هو الحفاظ على الأصول الوراثية لبذور محاصيل الحبوب السائدة في المنطقة وذلك بسبب تدهور البذرة ،منوهاً بأن وزارة الزراعة مع اللجنة الزراعية والجمعية التعاونية الزراعية الآن في صدد تصحيح أوضاع البذور بحيث يكون هناك مخزون للبذور النقية السليمة التي تمتاز فيها كل منطقة بمسمها وكل هذا يأتي بالتنسيق مع شركاء التنمية وسيسهم البنك في سلامة البذرة وزيادة الإنتاج في المستقبل القريب .