طالب بن صقر القاسمي ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
رأس الخيمة (وام)
أخبار ذات صلة مسلم بن حم: طحنون بن محمد مسيرة حافلة بالعطاء طحنون بن زايد: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعى المغفور له الشيخ طحنون بن محمدنعى الفريق الشيخ طالب بن صقر القاسمي، المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان الذي وافته المنية أمس.
وقال الشيخ طالب بن صقر القاسمي: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: طالب بن صقر القاسمي تعزية طحنون بن محمد الشیخ طحنون بن محمد آل نهیان
إقرأ أيضاً:
الشيخ ياسر مدين يكتب: معجزة الإسراء
الإسراء والمعراج معجزتان عظيمتان، أخبر الله تبارك وتعالى عن الأولى منهما بقوله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]، وكلمة (سبحان) يُقصد به التعجيب كما قال السادة المفسرون، ومعنى التعجيب أن الخَلق إذا تفكّروا فى رحلة الإسراء وجدوها معجزة عجيبة حتى فى زمان الناس هذا الذى شهِد تقدُّماً كبيراً!
وحتى نعى شيئاً من تلك المعجزة الكبرى ننظر فى قوله سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، حيث لم يكن كلام القرآن الكريم (أسرى عبدَه) وإنما جاء الفعل متعدياً بالباء {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، وهذه الباء تضيف للكلام معنى زائداً، فهى تفيد المصاحبة، كما فى قول الله سبحانه: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ}؛ أى: سار مصاحباً لأهله، فالباء تفيد معنى المصاحبة والمعية، وإذا كان الله تعالى مع كل خَلقه كما قال سبحانه: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، فلا بد إذن من أن تكون الباء من كلمة (بعبده) قد أفادت معيةً خاصة، وهى ما قد أشار إليه السادة المفسرون، حيث بينوا أنها أفادت التلويح إلى أن الله تعالى كان مع رسوله فى إسرائه بعنايته وتوفيقه، كما قال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
ويعزز هذا المعنى الإضافة التى فى كلمة (عبده)، فالإخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه (عبده) يبين ما تستلزمه هذه الإضافة من نصرة وتأييد وتوفيق وإعانة وعناية ورعاية. وكان من آثار هذه المصاحبة الربانية تلك المرائى التى رآها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، وكان مما رآه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً مما فى عالم الملكوت من جزاءات للطائعين وللعصاة، والطائعون مهتدون بهديه صلى الله عليه وسلم مقتدون به، والعصاة زاغوا عن هذا الهدى وحادوا عنه.
ويُلحظ أن الآية الكريمة جعلت مبدأ الرحلة مسجداً ونهايتها مسجداً آخر، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، فالبدء كان من المسجد الحرام، والانتهاء إلى المسجد الأقصى، والمسجد اسم من (السجود)، والسجود ركن الصلاة، وهو ركن القرب، يقول الله تبارك وتعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، ويقول سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: «أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثُروا الدعاءَ» [رواه مسلم]، وقد كانت هذه المعجزة مظهراً من مظاهر القرب للحبيب صلى الله عليه وسلم من ربِّه، وفيها فُرضت الصلاة التى هى عبادة القرب والمناجاة.
وفى المسجد الأقصى جُمع النبيون عليهم السلام فصَلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم إماماً، وفى هذا معنى لطيف، وهو أنه إذا أعرض بعض البشر ممّن لا شأنَ لهم فقد ائتم به صلى الله عليه وسلم صفوة الخَلق عليهم السلام.
وثَم معنى آخر وهو أن صلاة النبيين عليهم السلام خلفَه صلى الله عليه وسلم فى المسجد الأقصى، وهو موطن الديانة اليهودية والمسيحية، إيذان بانضواء الجميع تحت لوائه صلى الله عليه وسلم، وبأن شريعته صلى الله عليه وسلم ناسخة لكل ما سواها من الشرائع.
هذا شىء يسير من المعانى التى تضمّنها الإسراء وغيرها كثير، ومثل هذه المعانى إذا اجتمعت كان الإسراء معجزة كبرى لا يقل إعجازاً رغم تقدم البشر، وهل فى طوق البشر، ولو بعد آلاف السنين من التقدُّم، أن يقوم أحدُهم بمثل هذه الرحلة؟! وكيف إذا أضفنا إليها معجزة المعراج؟!