تغير المناخ والوقود الأحفوري كارثة بالإمارات .. فيضانات مميتة وطوارئ ووقف الرحلات الجوية وغلق المدارس والمكاتب| القصة كاملة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يبدو أن تغيرات المناخ قررت أن تعادي الإمارات، في ظل موجة أمطار غير مسبوقة منذ 75 عاما، أدت إلى فيضانات قاتلة داخل دبي وإمارات أخرى داخل الدولة، ودخلت الإمارات في حالة طوارئ، إذ اضطرت “طيران الإمارات” إلى إلغاء وتأخير عدة رحلات جوية من وإلى دبي، ثاني أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم، في حين صدرت تعليمات للناس والطلاب بالعمل والدراسة من المنزل، مع عودة الأمطار الغزيرة إلى الإمارات العربية المتحدة اليوم الخميس.
وتأتي العاصفة الجديدة بعد أسبوعين من هطول الأمطار القياسية التي تسببت في فيضانات مدمرة في عدة أجزاء من البلاد وسلطنة عمان المجاورة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في الإمارات العربية المتحدة وتوقف مدينة دبي الصاخبة، كما تسببت الفيضانات في مقتل 19 آخرين على الأقل في عمان، من بينهم 10 أطفال جرفت الفيضانات حافلتهم المدرسية.
أشجار النخيل تنحنى أمام قوة الرياح
وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الامريكية، فقد أظهرت صور فيديو من مدينة رأس الخيمة الساحلية بالإمارات العربية المتحدة، تمت مشاركتها مع الشبكة، أشجار النخيل وهي تنحني بفعل الرياح القوية يوم الخميس، بينما هطلت أمطار غزيرة على الطرق وأضاء البرق السماء، ولم تكن الأمطار غزيرة كما حدث قبل أسبوعين، لكن دبي شهدت 20 ملم في 12 ساعة، أي أكثر من ضعف ما تتلقاه عادة خلال شهري أبريل ومايو مجتمعين، وشهدت أبوظبي 34 ملم خلال 24 ساعة، أي أكثر من أربعة أضعاف ما كانت ستشهده عادة خلال شهري أبريل ومايو.
وفيما شوهدت سيارات مهجورة وسط مياه الفيضانات على طريق سريع بعد عاصفة مطيرة في دبي بالإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء، وبدا السكان أكثر استعدادا هذه المرة، فقد شاهد صحفي في شبكة سي إن إن في دبي عمالًا يفتحون مصارف المياه في الشوارع قبل يوم واحد من هطول الأمطار، وتم إرسال إشعارات الطوارئ على نطاق واسع إلى الهواتف المحمولة في المدينة، لتحذيرهم من البقاء في المنزل حيثما أمكن ذلك، بينما أمرت السلطات بالعمل والدراسة عن بعد في المناطق المتضررة يومي الخميس والجمعة، وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى مناطق الأودية المعرضة للفيضانات، فيما طُلب من الأهالي الابتعاد عن المناطق الجبلية والصحراوية والبحرية.
ما يحدث أكبر من ظاهرة النينيو
وربط العلماء هطول الأمطار القياسي الذي ضرب الإمارات وعمان قبل أسبوعين بتغير المناخ، فقد وجد فريق من 21 عالمًا وباحثًا، في إطار مبادرة World Weather Attribution، أن تغير المناخ أدى إلى هطول أمطار غزيرة في البلدين - والتي تهطل عادةً خلال سنوات ظاهرة النينيو - بنسبة تتراوح بين 10 و40% أكثر كثافة مما كانت ستكون عليه بدونها.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإنه على مدى أقل من 24 ساعة خلال هذا الحدث، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر هطول للأمطار منذ بدء التسجيل قبل 75 عامًا. شهدت دبي ما يعادل أكثر من عام ونصف من الأمطار في ذلك الوقت.
بصمات تغير المناخ على فيضانات دبي القاتلة
والأمطار القياسية التي هطلت على الإمارات العربية المتحدة وعمان هذا الشهر، والتي تسببت في فيضانات مميتة وفوضى، كانت مدفوعة جزئياً بأزمة المناخ، وفقاً لتحليل علمي، والذي أشار بشكل مباشر إلى حرق البشر للوقود الأحفوري، وقد وجد فريق من 21 عالمًا وباحثًا، في إطار مبادرة World Weather Attribution ، أن تغير المناخ أدى إلى هطول أمطار غزيرة في البلدين - والتي تهطل عادةً خلال سنوات ظاهرة النينيو - بنسبة تتراوح بين 10 و40% أكثر كثافة مما كانت ستكون عليه بدونها. الاحتباس الحرارى.
وعلى مدى أقل من 24 ساعة بين 14 و15 أبريل، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أشد هطول للأمطار غزارة منذ بدء التسجيل قبل 75 عامًا. وقال التحليل إن دبي، المدينة الصحراوية الجذابة التي اعتادت على قضاء أشهر دون هطول أمطار على الإطلاق، شهدت ما يعادل أكثر من عام ونصف من الأمطار في تلك الفترة، وباستخدام النماذج العلمية، لم يتمكن الفريق من التحديد الدقيق لمدى احتمالية حدوث الفيضانات بسبب تغير المناخ، ومع ذلك، فقد خلصوا إلى أن الاحتباس الحراري هو المحرك "الأكثر احتمالا" لهطول الأمطار القياسي، لأن الغلاف الجوي في عالم أكثر دفئا بمقدار 1.2 درجة يمكن أن يحمل الآن رطوبة أكثر بنسبة 8.4٪، مما يجعل أحداث الأمطار الغزيرة أكثر كثافة، وأشار التحليل إلى أن أنماط الدورة المتغيرة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي أيضًا إلى زيادة كثافة هطول الأمطار.
الوقود الأحفوري والتهديد الذي يطال المناطق الجافة
وهنا تقول سونيا سينيفيراتني، الأستاذة في معهد علوم الغلاف الجوي والمناخ: "لقد أظهرت فيضانات الإمارات وعمان أنه حتى المناطق الجافة يمكن أن تتأثر بشدة بأحداث هطول الأمطار، وهو تهديد يتزايد مع زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب حرق الوقود الأحفوري"، بينما قال منصور المزروعي من مركز التميز لأبحاث تغير المناخ بجامعة الملك عبد العزيز في جدة بالمملكة العربية السعودية، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلدين جاءت من نظامين منفصلين وقويين للعواصف، وأضاف أن درجات حرارة المحيطات القياسية تلعب دورًا في زيادة قوة العواصف، وتابع: "المحيط الهندي يزداد دفئا، فالضغط المرتفع في المحيط الهندي يساهم بالتأكيد في هطول الأمطار".
وقالت فريدريك أوتو، المحاضر الأول في علوم المناخ بمعهد جرانثام في لندن، إن الدراسات تشير إلى أن هذه العواصف تتزايد في تواترها، وأوضح أوتو، أن ظاهرة النينيو - وهي تذبذب طبيعي في درجات حرارة المحيطات يؤثر على الطقس العالمي - كانت أيضًا عاملاً دافعًا لحدث الأمطار في أبريل، وأضافت أن التركيز يجب أن ينصب على إبطاء تغير المناخ، فرغم أننا لا نستطيع إيقاف ظاهرة النينيو، إلا أننا نستطيع وقف تغير المناخ، فالحل هو وقف حرق الوقود الأحفوري، ووقف إزالة الغابات، وتعد إزالة الغابات مسؤولة عن 12% على الأقل من التلوث الكربوني العالمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة ظاهرة النینیو هطول الأمطار تغیر المناخ أمطار غزیرة أکثر من
إقرأ أيضاً:
كارثة غذائية تلوح في الأفق.. ثلث إنتاج العالم مهدد بالضياع!
شمسان بوست / متابعات:
حذرت دراسة جديدة من أن الاحتباس الحراري يعرض جزءا كبيرا من إنتاج الغذاء العالمي للخطر، مع تعرض المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة لأشد العواقب.
وفي الدراسة التي نشرت في الثالث من مارس/آذار الجاري في مجلة “نيتشر فوود”، بحث المؤلفون كيف ستؤثر درجات الحرارة المرتفعة، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وزيادة الجفاف على زراعة 30 محصولا غذائيا رئيسيا حول العالم.
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة سارة هيكونين، باحثة الدكتوراه في قسم البيئة المشيدة في جامعة ألتو بفنلندا، في تصريحات للجزيرة نت إن “فقدان التنوع يعني خيارات أقل للزراعة، مما قد يقلل من الأمن الغذائي ويحد من الحصول على السعرات الحرارية والبروتينات الأساسية”.
ووفقا للدراسة، يمكن أن تصبح نصف المساحات الزراعية في المناطق الاستوائية غير صالحة للإنتاج إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع. وستعاني هذه المناطق أيضا من انخفاض حاد في تنوع المحاصيل، مما يهدد الأمن الغذائي ويجعل من الصعب على السكان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
المحاصيل الأساسية في خطر
وتسلط الدراسة الضوء على أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى انخفاض كبير في الأراضي الزراعية المناسبة للمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والقمح والبطاطا وفول الصويا.
وتوفر هذه المحاصيل أكثر من ثلثي الطاقة الغذائية العالمية. وتعتبر المحاصيل الجذرية الاستوائية، مثل اليام التي تعد مصدرا أساسيا للأمن الغذائي في العديد من البلدان المنخفضة الدخل، من بين الأكثر تأثرا.
وأوضحت هيكونين “في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي ستكون الأكثر تضررا، قد يصبح ما يقرب من ثلاثة أرباع الإنتاج الغذائي الحالي في خطر إذا تجاوزت درجات الحرارة 3 درجات مئوية”، مشيرة إلى أن بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط الواقعة في الصحراء الكبرى ستكون ضمن أكثر المناطق المتأثرة بتغير المناخ.
من ناحية أخرى، قد تحافظ المناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية، مثل أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا وروسيا، على إنتاجها الزراعي، بل قد تشهد توسعا في زراعتها. ومع ذلك، فإن أنواع المحاصيل المزروعة ستتغير، إذ يمكن أن تصبح الفواكه المعتدلة مثل الكمثرى أكثر شيوعًا في المناطق الشمالية مع تغير الظروف المناخية.
وتلفت الباحثة إلى أنه رغم أن بعض المناطق قد تشهد تحسنا في الظروف المناخية للزراعة، فإن تغير المناخ يجلب معه تحديات أخرى.
“تظهر دراستنا أن هناك إمكانات زراعية في بعض المناطق، ولكن هناك عوامل أخرى مثل انتشار الآفات الجديدة والظواهر الجوية المتطرفة يمكن أن تشكل تهديدات كبيرة، كما أوضحت هيكونين.
مشكلة عالمية تتطلب استجابة موحدة
علاوة على ذلك، فإن العديد من البلدان الواقعة في خطوط العرض المنخفضة تعاني بالفعل من نقص الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي ونقص الموارد الزراعية.
وتوصي الدراسة بضرورة تحسين الوصول إلى الأسمدة والري وتخزين الغذاء للحد من بعض هذه المخاطر. ولكن وفقا للباحثة، فإن الحلول الطويلة الأجل ستتطلب تغييرات كبيرة في السياسات واستثمارات في إستراتيجيات التكيف مع المناخ.
“في العديد من المناطق الاستوائية، تكون إنتاجية المحاصيل أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى ذات ظروف مناخية مشابهة. يمكن تحسين الإنتاجية من خلال تقنيات زراعية أفضل وبنية تحتية متطورة، لكن تغير المناخ يضيف المزيد من التحديات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات إضافية، مثل اختيار محاصيل أكثر مقاومة وتحسين أساليب التهجين”، كما قالت هيكونين.
على الرغم من أن التأثيرات الأكثر خطورة لتغير المناخ على إنتاج الغذاء ستحدث في المناطق الاستوائية، فإن الدراسة تؤكد أن النظام الغذائي العالمي مترابط. فارتفاع درجات الحرارة، والظواهر الجوية المتطرفة، وتغير المناطق الزراعية، سيؤثر كلها على أسعار الغذاء وسلاسل التوريد والتجارة الدولية.
وأكدت هيكونين “إذا أردنا تأمين نظامنا الغذائي العالمي، فيجب علينا اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الظروف المتغيرة. حتى لو كانت أكبر التأثيرات في المناطق الاستوائية، فإننا جميعا سنشعر بتداعياتها من خلال الأسواق الغذائية العالمية. هذه مشكلة تتطلب منا جميعا العمل معا لمواجهتها”.