قالت وكالة "بلومبرغ" إن الاتفاق الدفاعي الأميركي السعودي الهادف لدفع الرياض للتطبيع مع إسرائيل يصطدم بعقبات كبيرة، أبرزها تتمثل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرافض كليا لحل الدولتين وإنهاء حرب غزة.

وكانت مصادر مطلعة أبلغت الوكالة أن الاتفاقية التي يمكن أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط تقترب من الاكتمال، بعد حوالي سبعة أشهر من خروجها عن مسارها بسبب هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل.

بلومبرغ تكشف ما ستحصل عليه السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل تقترب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من التوصل لاتفاق "تاريخي" من شأنه أن يوفر للمملكة ضمانات أمنية ويحدد مسارا محتملا لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفقا لما نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على الموضوع.

وتواجه الصفقة، التي تسعى إليها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، عقبات كبيرة، بحسب بلومبرغ.

فمن أجل تمريرها في الكونغرس تحتاج لأصوات ثلثي مجلس الشيوخ الأميركي لتصبح معاهدة ملزمة، كما تصر الرياض.

وبالمقابل يحتاج الاتفاق النهائي لإقامة المملكة العربية السعودية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهذا بدوره يتطلب إنهاء الصراع في غزة والتزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية.

ووفقا للوكالة فإن نتانياهو، الذي يعتمد ائتلافه الحكومي على دعم سياسيين يمينيين متشددين، قد يخاطر بانهيار حكومته إذا تجاوز اعتراضاتهم على وقف الهجوم المتوقع على رفح والموافقة على خيار حل الدولتين.

كذلك سيتعين على نتانياهو أن يواجه الناخبين الإسرائيليين الذين يعارضون بأغلبية ساحقة تقديم أية تنازلات للفلسطينيين لأنهم يعتبرون ذلك مكافأة لحماس.

تقول بلومبرغ إن الاتفاقية في حال حصلت فإنها يمكن أن تعزز المصالح الأميركية وتغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

ومن شأن التحالف الثلاثي بين السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل أن يوجه ضربة قوية لإيران، التي تدعم ميليشيات مسلحة في جميع أنحاء المنطقة، بحسب الوكالة.

ووفقا لبلومبرغ فإن الوقت ينفد حيث من المحتمل أن لا يكون الرئيس الأميركي جو بايدن في منصبه في يناير المقبل، وفي حال حصل ذلك وتمكن منافسه الجمهوري دونالد ترامب من الفوز في انتخابات نوفمبر، فإن تأمين دعم الديمقراطيين للاتفاقية في الكونغرس سيكون أصعب بكثير.

وكانت بلومبرغ نقلت، الأربعاء، عن مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هوياتها، القول إن المفاوضات تسارعت في الأسابيع الأخيرة، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالتفاؤل بأن واشنطن والرياض قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون أسابيع.

وتابعت أن الاتفاقية ستحتاج لموافقة الكونغرس لأنها قد تمنح السعودية إمكانية الوصول إلى الأسلحة الأميركية المتقدمة التي كانت محظورة في السابق. 

وتتضمن الاتفاقية كذلك موافقة السعودية على الحد من استخدام التكنولوجيا الصينية في الشبكات الحساسة في البلاد مقابل الحصول على استثمارات أميركية كبيرة والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني.

وتشير الوكالة إلى أنه بمجرد أن تتوصل واشنطن والرياض إلى الاتفاق المرتقب فإنهما ستقدمان خياران لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: إما الانضمام إلى الصفقة، الأمر الذي يستلزم إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية والمزيد من الاستثمار والتكامل الإقليمي، أو المضي قدما من دونه.

وتابعت الوكالة أن الشرط الأساسي الذي سيوضع أمام نتانياهو يتعلق بضرورة إنهاء الحرب في غزة والموافقة على مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، استكمالا لمسار بدأ في عهد سلفه دونالد ترامب، وأثمر اعتبارا من العام 2020، توقيع اتفاقات بين الدولة العبرية ودول عربية عدة هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وتأثرت المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الإسرائيلي باندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم شنته الحركة على جنوب إسرائيل.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تطورات هامة.. تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا.. وإسرائيل: لن ننسحب وباقون لأجل غير مسمى

في تطور جديد، أعلن المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في سوريا تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية، حيث تم الإعلان عن حل الجيش السوري وإعادة بنائه على أسس وطنية جديدة. 

وأكد المتحدث أنه تم إلغاء العمل بدستور 2012 وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، كما جرى حل مجلس الشعب السوري واللجان المنبثقة عنه، بالإضافة إلى تفكيك جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق. 

وتم حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان.

من جهته، صرح أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، بأن النصر الذي تحقق في سوريا جاء بفضل الله، مؤكدًا أن هذا النصر جاء مملوءًا بالرحمة والعدل، ويعد بداية جديدة لشعب عانى كثيرًا في ظل النظام السابق.

 وأشار الشرع إلى أن النصر ليس نهاية المطاف، بل بداية لمسؤولية عظيمة في إعادة بناء سوريا. 

وأضاف الشرع أن أولويات المرحلة المقبلة ستكون ملء فراغ السلطة، الحفاظ على السلم والأمن، بناء مؤسسات الدولة، وتحسين البنية الاقتصادية.

في غضون ذلك، وجهت إدارة أحمد الشرع طلبًا إلى روسيا لتسليم الرئيس السابق بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا بعد الإطاحة به من قبل فصائل المعارضة.

 كما طلبت إدارة أحمد الشرع من روسيا اتخاذ خطوات ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار لتعزيز الثقة بين البلدين. 

من جانبها، أكدت روسيا أهمية الحفاظ على حوار دائم مع السلطات السورية، مشيرة إلى أنها ستواصل التعاون مع دمشق.

فيما يتعلق بالتوترات الإقليمية، طالبت إدارة أحمد الشرع بانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان والأراضي التي التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر. 

وأكدت إدارة أحمد الشرع استعدادها للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة في هذا السياق، كما أبدت استعدادها لإعادة نشر قواتها في الجولان وفقًا لاتفاق 1974، بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية. وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستبقى في المنطقة العازلة "لفترة غير محدودة" لضمان أمنها.

وفي سياق متصل، عززت إسرائيل وجودها العسكري في جبل الشيخ، حيث قامت بنقل غرف متنقلة وأقامت بنى تحتية جديدة لتأمين قواتها في المنطقة. 

وتأتي هذه التحركات بعد أن استغل جيش الاحتلال الإسرائيلي الفراغ الأمني الناتج عن سقوط نظام الأسد لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة الاستراتيجية التي تسيطر على عدة مسارات عسكرية حيوية.

وأثناء زيارته لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلية التي تسيطر على منطقة جبل الشيخ، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قائلاً: "جئت إلى هنا للتأكد من جاهزية الجيش للدفاع والهجوم خلال فترة وجوده الطويلة في مواقعنا العسكرية بجبل الشيخ."

وأضاف: "الجيش سيظل متواجداً في جبل الشيخ والمنطقة الأمنية لفترة غير محدودة، بهدف ضمان أمن مرتفعات الجولان وبلدات الشمال وكل سكان إسرائيل... لن نسمح لأي قوات معادية بالتمركز في المنطقة الأمنية جنوب سوريا من هنا وحتى محور السويداء-دمشق، وسنتخذ إجراءات ضد أي تهديد."

وأشار إلى أن إسرائيل ستسعى إلى "إقامة علاقات حسنة مع السكان الودودين في المنطقة، مع التركيز على المجتمع الدرزي، الذين تجمعهم علاقات تاريخية وعائلية وثيقة مع إخوانهم الدروز الذين هم مواطنون في إسرائيل، والذين تلتزم الدولة تجاههم."

وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا، نفذت إسرائيل أكبر عملية قصف جوي في تاريخها، حيث دمرت خلالها الدفاعات الجوية السورية بالكامل، إلى جانب معظم مخازن الأسلحة التابعة للجيش السوري.

 وفي تلك الفترة، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية توغل بري داخل سوريا، وسيطر بموجبها على كامل هضبة الجولان وصولاً إلى مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية.

كما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق بالقنيطرة، بما في ذلك مدينة البعث، جباثا الخشب، طرنجة، السويسة، إلى جانب بلدة جملة والشجرة وصيدا في ريف درعا الغربي.

خلال اجتياحها للأراضي السورية، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية والمعدات العسكرية للجيش السوري، بالإضافة إلى إنشاء نقاط محصنة في بعض المناطق.

وجبل الشيخ هو مجموعة من القمم الجبلية التي يغطيها الثلج معظم أيام السنة. يشرف الجبل على الحدود السورية اللبنانية، كما يطل على ريف دمشق وهضبة الجولان، فضلاً عن مساحات واسعة من شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن.

وبحسب البيانات الإسرائيلية، فإن الجيش مستعد للبقاء في جبل الشيخ لفترة طويلة نسبياً.

مقالات مشابهة

  • تطورات هامة.. تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا.. وإسرائيل: لن ننسحب وباقون لأجل غير مسمى
  • بعد زيارة السعودية وغزة..مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط يلتقي نتانياهو
  • مخاطر تُهدد المرحلة الثانية من اتفاق حماس وإسرائيل
  • توقعات برفع السعودية سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في مارس
  • رئيس النواب: لا نغفل الخطر الكبير الذي تمثله أطروحات تهجير الفلسطينيين
  • عاجل:- البيت الأبيض يعلن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير 2025
  • فتاة جزائرية مقيمة في السعودية تستعرض الفروقات بين اللهجة الجزائرية والسعودية..فيديو
  • تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
  • لبنان وذرائع إسرائيل المرفوضة
  • تفاصيل تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير المقبل