الأمم المتحدة تحذر من الأسبستوس.. خطر كبير في أنقاض غزة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
أعلن مسؤول أممي عن وجود مادة خطرة قد تصعّب عملية إزالة الأنقاض والركام في غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال خبير إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)، تشارلز بيرش، إن "غزة يوجد بها أنقاض أكثر من أوكرانيا، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن طول خط الجبهة الأوكراني يبلغ 600 ميل (965 كيلومتر) وغزة 25 ميلا (40 كيلومتر)".
وأضاف أن "هناك أكثر من 37 مليون طن من الأنقاض يجب إزالتها في غزة بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع".
وأشار إلى وجود ذخائر وقنابل غير منفجرة بين الركام بالإضافة إلى مادة الأسبستوس الخطرة، مما قد يعيق عمليات إزالة الأنقاض ويصعّب هذه المهمة.
وبعد هذه التصريحات اللافتة من المسؤول الأممي، تطرح تساؤلات عن ماهية مادة الأسبستوس ومخاطرها على الصحة وكيفية تجنبها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعرض نحو 125 مليون شخص في جميع أنحاء العالم للأسبستوس في أماكن عملهم حاليا.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من 107 آلاف شخص يقضون نحبهم كل عام بسبب سرطان الرئة وورم المتوسطة وداء مادة الأسبستوس نتيجة التعرض لتلك المادة في أماكن عملهم.
ما هو الأسبستوس؟يطلق مصطلح "الأسبستوس" على مجموعة معادن ليفية تتكون طبيعيا ولها فائدة تجارية نظرا لمقاومتها غير العادية لقوة الشد، ورداءة توصيلها للحرارة، ومقاومتها النسبية لهجمات المواد الكيميائية عليها.
وتُستخدم مادة الأسبستوس لأغراض العزل داخل المباني وفي تشكيلة مكونات عدد من المنتجات، مثل ألواح التسقيف، وأنابيب الإمداد بالمياه، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، فضلا عن استخدامها في قوابض السيارات وبطانات مكابح السيارات وحشياتها ومنصاتها، وفقا للمنظمة.
ووفقا لوزارة حماية البيئة الإسرائيلية يستخدم الأسبستوس في قطاع البناء وتسقيف المنازل والعوازل الداخلية والخارجية وأنابيب صرف المياه والمداخن والتهوية. وتدخل ألياف الأسبست في صناعة أغطية الأبواب المقاومة للحريق والخزائن الفولاذية، كما تستخدم في صناعة الملابس الواقية من الحريق وكوابح السيارات وبعض أجزاء السيارات وكذلك كمادة عازلة للكابلات والأسلاك واللوحات الكهربائية.
وأهم أشكال الأسبستوس هما الكريسوتيل (الأسبستوس الأبيض) والكروسيدوليت (الأسبستوس الأزرق). ومن الأشكال الأخرى الأموزيت والأنثوفيليت والتريموليت والأكتينوليت.
مخاطر صحيةوتعتبر جميع أشكال الأسبستوس مواد مسرطنة بالنسبة للبشر، وقد تتسبب في الإصابة بورم المتوسطة وسرطان الرئة وسرطاني الحنجرة والمبيض. ويؤدي التعرض لتلك المادة أيضا إلى الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء الأسبستوس (تليّف الرئتين) ولويحات أغشية الرئتين وحالات التثخّن والانصباب.
وتشير تقديرات المنظمة أيضا إلى أن مادة الأسبستوس تقف وراء ثلث الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان التي تحدث جراء التعرض لعوامل مسرطنة في مكان العمل، وإلى إمكانية عزو عدة آلاف من الوفيات التي تحدث كل عام إلى حالات التعرض للأسبستوس في البيت.
وتقول الوزارة الإسرائيلية إن من أمراض الأسبستوس داء الأميانت أو الأسبستوز، وهو مرض رئوي تليفي مزمن يصيب النسيج المتني للرئة نتيجة الاستنشاق والتراكم للأسبست بكثافة عالية أو لمدة طويلة. ويكون التعرض للأسبست في أغلب الأحيان مهنيا، إما عند العاملين في إنتاجه أو في استخدام المنتج النهائي.
وتضيف أن التعرض للأسبستوس هو من أسباب سرطان الرئة. والتدخين يزيد من خطر سرطان الرئة لدى العاملين بالأسبست، بالإضافة إلى "مزوتليوما"، وهو مرض نادر من أمراض سرطان الرئة يصيب غشاء الرئات والمعدة.
التخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوسيحث قرار جمعية الصحة العالمية 58-22 المتعلق بالوقاية من السرطان الدول الأعضاء على إيلاء اهتمام خاص لأنواع السرطان التي يُعد التعرّض الذي يمكن تجنبه عاملا من عوامل الإصابة بها، بما في ذلك التعرض للمواد الكيميائية في أماكن العمل.
وطلبت جمعية الصحة العالمية، في قرارها 60-26، من منظمة الصحة العالمية الاضطلاع بحملة عالمية للتخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس، مع عدم التغاضي عن انتهاج أسلوب مختلف حيال تنظيم مختلف أشكاله تماشيا مع الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة وأحدث البيانات الخاصة بهذا الشأن.
ولا بد من السعي، بشكل خاص، إلى التخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس في البلدان التي لا تزال تستخدم الكريسوتيل، فضلا عن تقديم المساعدة اللازمة فيما يخص أشكال التعرض الناجمة عن استخدام جميع أشكال الأسبستوس في الماضي، وفقا للمنظمة.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية وسائر المنظمات الحكومية الدولية وتنظيمات المجتمع المدني مع البلدان من أجل التخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس في إطار توجهات محددة.
ووفقا للاستراتيجية المتبعة من قبل المنظمة، يجب التسليم بأن أنجع طريقة للتخلص من الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس هي التوقف عن استعمال تلك المادة بجميع أشكالها، مع ضرورة توفير معلومات عن الحلول الرامية إلى الاستعاضة عن مادة الأسبستوس ببدائل أكثر مأمونية، ووضع آليات اقتصادية وتكنولوجية تحث على الاستعاضة عنها، مع اتخاذ تدابير للحيلولة دون التعرض للأسبستوس في الموقع وأثناء إزالته (خفض التلوث).
وتدعو المنظمة أيضا إلى تحسين تشخيص الأمراض ذات الصلة بالأسبستوس في المراحل المبكرة وعلاجها وتأهيل المصابين بها اجتماعيا وطبيا، وإعداد سجلات بأسماء الأشخاص الذين تعرضوا للأسبستوس في الماضي و/أو الذين يتعرضون لها في الوقت الحاضر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحة العالمیة سرطان الرئة
إقرأ أيضاً:
السفير البابوي ووزير الصحة ومفوض الأمم المتحدة زاروا رابطة كاريتاس
استقبلت رابطة كاريتاس لبنان السفير البابوي المطران باولو بورجيا، ووزير الصحة فراس الابيض، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيفو فريجن، مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان ماثيو هولينغوورث، وممثلين عن المؤسسات الدولية: "تروكير" و"كافود" و"CRS" وكاريتاس سويسرا، في اطار جهودها المستمرة لمواجهة التحديات المتزايدة،وذلك بحضور المطران أنطوان بو نجم المشرف العام على أعمال الرابطة ورئيس كاريتاس الأب ميشال عبود، وأعضاء مجلس الإدارة ومديرين.
بداية رحب الاب عبود بالحضور شاكرا جهودهم وتعاونهم مع رابطة كاريتاس لبنان" لتعزيز رسالتها في حماية كرامة الإنسان ودعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع"، وأكد أن"التحديات التي تواجه لبنان لا تقتصر على الأزمات الحالية، بل تمتد إلى المستقبل القريب، مع ترقب وقف إطلاق النار الذي سيضع أمام الجميع مسؤوليات جديدة".
بدوره، أعرب وزير الصحةعن "تقديره العميق للتعاون الوثيق مع كاريتاس لبنان"، مشيدًا ب"دورها الانساني في وقت الأزمات"، مؤكدًا أن "هذا التعاون مستمر على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد".
من جهته، اشار السفير البابوي الى " أهمية التضامن والعمل الجماعي"، مؤكدًا أن "الإنسانية والتعاون بين الأطراف المختلفة هو السبيل لدعم الفئات الأكثر حاجة في الأوقات الصعبة". ودعا إلى "تعزيز قيم الانتماء والسلام والمحبة المتبادلة في وجه التحديات التي يعاني منها لبنان"، معبرًا عن "ثقته بقدرة اللبنانيين على الصمود والانتقال من مرحلة الأزمة إلى مرحلة التعافي بفضل دعم الدولة والشركاء الاجتماعيين".
كما تحدث ايفو فريجين عن الشراكة المستمرة بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكاريتاس لبنان، والاستجابة السريعة التي تقدمها كاريتاس للنازحين، وأكد "ضرورة تكثيف الجهود بينهما مع تواصل الازمة وبخاصة مع حلول فصل الشتاء".
وفي الإطار عينه، أكد هولينغوورث " التعاون المستمر بين برنامج الأغذية العالمي في لبنان وكاريتاس في تأمين وجبات للنازحين"، كما نوّه ب"الدور المحوري الذي تلعبه كاريتاس في تعزيز فاعلية التدخلات الإنسانية"، مشيرًا إلى أن "الاستعدادات المسبقة التي قامت بها كاريتاس كانت حافزا لتسهيل تقديم الخدمات بسرعة وكفاءة".
وفي الختام، اكد المجتمعون" ضرورة متابعة التواصل بين الجمعيات المحلية والعالمية لسد حاجات النازحين بانتظار أيجاد حلول لهذه الازمة".