أول ملكية أميركية بالخارج.. قصة هدية مغربية للولايات المتحدة منذ قرنين
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
اختار الصندوق الوطني الأميركي للحفاظ على التراث التاريخي مبنى المفوضية الأميركية في طنجة بالمغرب كواحد من أكثر 11 مكانا تاريخيا مهدداً بالانقراض بالنسبة لأميركا لعام 2024.
وخلال حفل أقيم في المتحف الوطني للدبلوماسية الأميركية بواشنطن أكد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الإدارة والموارد ريتشارد فيرما أن المبنى يظل رمزاً للصداقة بين أميركا والمغرب بعد أكثر من 200 سنة.
وقد عملت المفوضية لمدة 140 عاما كمركز دبلوماسي أميركي وهي الآن مقر لمعهد طنجة الأميركي الخاص غير الربحي للدراسات المغربية ويضم متحفاً ومكتبة بحثية ومركزا ثقافيا.
وبما أن المفوضية لم تعد منشأة دبلوماسية نشطة، فهي غير قادرة على تلقي الأموال العامة. ولذلك أعلن صندوق الحفاظ على الكنوز الدبلوماسية للولايات المتحدة في الخارج عن هدف إنشاء وقف للحفظ بقيمة 10 ملايين دولار لدعم هذه الجهود.
وباعتبارها أول ملكية أميركية في الخارج تعد المفوضية رمزاً لأطول علاقة دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة وشهادة على التزامها بالعمل مع شركائها نحو مزيد من السلام والازدهار في جميع أنحاء العالم.
قصة المبنىفي عام 1777، بينما كانت القوى الأوروبية المختلفة تناقش ما إذا كانت ستتدخل في حرب الاستقلال الأميركية أم لا، أصدر السلطان المغربي مولاي محمد بن عبد الله إعلانا يعترف باستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا ، مما جعل المملكة أول دولة تفعل ذلك، وفق ما ينقل تقرير من مجلة " سميثسونيان" الأميركية.
كان للولايات المتحدة، بمجرد تأسيسها، مصالح قليلة نسبيا في المغرب. لكن موقع المملكة الاستراتيجي دفع الأميركيين إلى التفكير بالتواجد الرسمي في البلاد.
تأسست المفوضية الأميركية بطنجة قبل 200 عام، في 17 مايو 1821، وتقع في شارع أميركا في الركن الجنوبي من المدينة العتيقة في طنجة ، والتي كانت في ذلك الوقت العاصمة الدبلوماسية للمغرب.
Tangier American Legation Museum, Morocco ????????????????
.
Full walking tour video ????????https://t.co/NF4aQVBQRb pic.twitter.com/kB3FmxNUXN
كان المبنى هدية من السلطان المغربي إلى حكومة الولايات المتحدة في عام 1821، وعلى مر السنين شغل المبنى مقرا دبلوماسيا وقنصلية عاملة ومركز تدريب فيلق السلام ومتحفا ومكتبة أبحاث ومركزا مجتمعيا.
في الداخل، تضم المفوضية اليوم 45 غرفة، بارتفاع خمسة طوابق. في الجزء العلوي توجد غرفة مؤتمرات، ومنها يمكن للمرء أن يرى صخرة جبل طارق الضخمة عبر المضيق الأزرق ويمكنه رؤية المنازل البيضاء لمدن الأندلس الشاطئية عبر المياه في إسبانيا.
يدين المبنى كما نراه اليوم بالكثير إلى ماكسويل بليك، القنصل الأميركي في المغرب من عام 1910 إلى عام 1917 ثم مرة أخرى من عام 1925 إلى عام 1941. كان ثريا واستثمر بكثافة في تجميل المفوضية. قام ببناء "الجناح العربي" الأيقوني ، حيث جلب حرفيين رئيسيين للقيام بالعمل باستخدام بلاط الزليج من فاس.
واليوم، لا يزال المبنى يضم مجموعة صغيرة ولكنها مثيرة للاهتمام من الخرائط والكتب النادرة والصحف التاريخية من طنجة ، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الفنية لبعض الفنانين المغاربة والمغتربين المشهورين في المدينة.
ولا تزال الحكومة الأميركية تمتلك المبنى رسميا ، لكنها تؤجره إلى TALIM ، وهي منظمة غير ربحية تدير المتحف والمكتبة والمركز الثقافي.
وتحول المبنى إلى أكثر من مجرد متحف وموقع تاريخي ليكون مركزا مجتمعيا حقيقيا لمدينة في خضم التغيير والنمو السريع بالمدينة، وفق التقرير.
وكان بيان صادر عن الخارجية الأميركية إشار إلى ضرورة استمرار الاستثمار للحفاظ على السلامة الهيكلية للمبنى وصيانته وتشغيله. وبما أن المفوضية لم تعد منشأة دبلوماسية نشطة، فهي غير قادرة على تلقي الأموال العامة. ولذلك أعلن صندوق الحفاظ على الكنوز الدبلوماسية للولايات المتحدة في الخارج عن هدف إنشاء وقف للحفظ بقيمة 10 ملايين دولار لدعم هذه الجهود.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: للولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.
واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.
خطر كبيرومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.
في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.
ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.
أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.
ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.
وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".
ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.
ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.
ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.
الحقيقة الوحيدةويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".
وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".
ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.
ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.