الشرطة السودانية قارب النجاة في مجتمع مضطرب!
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
لا يشكك أحد في الدنيا بأهمية جهاز الشرطة وتأثيره الإيجابي اقتصادياً واجتماعياً وأسرياً، فدوره أكثر من مجرد مؤسسة سيادية تحسب للاستدلال على قوة ومتانة دولة. إذ إنه خلف كل شرطي حكاية لبلد آمن من المهددات المجتمعية، أو مجرد وظيفة لإنسان يبذل قصارى جهده لإعالة أسرته وضمان لقمة العيش لها، فهو كيان يسعى ليلاً نهاراً من أجل حفظ الأمن الداخلي وسداد تكاليف أن ينام المواطن آمناً في بيته.
وفي هذا الضوء، لا بد من التنويه بأن جهاز الشرطة لم يستثن من عملية الهدم التي استهدفت كيان الدولة السودانية إبان السنوات العجاف، وهنا لا بد من الإشارة إلى الحملات الإعلامية التي كانت تسعى لضرب هيبة (البوليس) حتى تنتشر الجريمة وتعم الفوضى، للأسف ساهم في ذلك قيادات داخل المؤسسة، وأعني تحديداً الوزيرين “عنان” الذي أجاد دور مخلب القط لقائد المليشيا وعبره تم اختراق المؤسسة وتدميرها عبر التخلص من الضباط المهنيين الأكفاء و “عز الدين الشيخ” الذي كان أداة في يد لجنة “صلاح مناع” المسماة زوراً بلجنة إزالة التمكين، ومحاربة الفساد .
ولكن بسرعة فائقة، استطاع جهاز الشرطة استعادة موقعه المهم في صدارة العمل الجماعي بمعركة الكرامة، حيث يشارك (١٤) ألف من منسوبيها في دحر التمرد من الخطوط الأمامية ، وتمكن الجنود المجهولون من استعادة بيانات المواطن التي فقدت نتيجة تدمير منشآت الشرطة واحتلالها.
بما أن السودانيين قد قرروا أن تكون صفحة ١٥/ أبريل، آخر صفحة في كتاب المآسي السودانية، وآخر فصل في الأوضاع المختلة بالدولة ومؤسساتها، لذلك من المثير للقلق ألا تمنح مؤسسة الشرطة كل الصلاحيات و الإمكانيات المادية لتقوم بدورها الطليعي فهي تتكئ على أساس متين، ولا تواجه أزمة في إيجاد الكفاءات التي تحتاج إليها من أجل استمراريتها، رغم ضعف الإمكانيات و الإهمال فإن الشرطة السودانية الآن تقوم بمجهودات جبارة في القبض على المجرمين الفارين من السجون، واستعادة ممتلكات المواطنين التي نهبتها عناصر مليشيا الدعم السريع أثناء العمليات العسكرية.
وعند تحليل هذه التطورات التي شهدتها مؤسسة الشرطة بموضوعية، نرى أن هناك عوامل عدة ساهمت في رسم هذا التوجه، منها الرؤية الجديدة التي تبني عليها قيادتها الحالية خطط العمل، والصحيح في هذا كله أن هذه المؤسسة ربما حصلت ولأول مرة منذ العام ٢٠١٩م بقيادة مناسبة، تعلم جيداً ما هو المطلوب منها للقيام بدور وطني يساهم في حماية الأمن الداخلي من محاولات التخريب، يحصل هذا كله من دون أي التفات إلى استحالة العمل في بيئة غير جاذبة، من ضعف الرواتب، واستهداف ممنهج قد أودى بالروح المعنوية لمنسوبيها.
السودان الآن في حالة حرب، وعقل العسكر يقول: “لا صوت يعلو فوق صوت البندقية”، وان تحرير البلاد من العصابات المسلحة هو الهدف الأسمى، ولكن يجب التمعن في جانب آخر، وهو العواصف التي تدور حول المجتمع السوداني، وبعضها يضرب الأمن المجتمعي، ويصيبه في مقتل، واعني هنا تحديداً انخراط مواطنين مدنيين في الحرب عبر أنشطة استخباراتية لصالح التمرد، هؤلاء أشد خطراً من عنصر يحمل بندقية يقاتل بها الدولة.
في تقديري جهاز الشرطة عبر وحداته المتخصصة (المباحث والشرطة الأمنية) لما لها من خبرة تراكمية وشبكة مصادر وسط المواطنين هم المصدات الطبيعية لتلك العواصف التي تضرب المجتمع السوداني وتزيد عمق واتساع النتائج، وترفع حجم التحديات أمام بلد ما زال منذ أكثر من ثلاثين عاماً يعيش حروباً وصراعات متعددة.
يجب أن يوكل ملف مطاردة المتعاونين مع التمرد من المواطنين، والقبض عليهم وتنفيذ القانون في مواجهتهم لجهاز الشرطة، اذا رغبت الدولة في حسم جانب مهم من المعركة وهو النشاط المدني في الحرب، عليها أن تترك هذه المهمة ل (البوليس) وتوفير كل الإمكانيات المادية لتنفيذ هذه المهمة الوطنية العظيمة.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: جهاز الشرطة
إقرأ أيضاً:
وزارة العمل تشارك باجتماع مجلس إدارة جهاز تشغيل الخريجين بالدقهلية
شاركت مديرية العمل بمحافظة الدقهلية فى اجتماع مجلس إدارة جهاز تشغيل الخريجين بالدقهلية ، والذى شهده اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية ، لمناقشة الموقف التنفيذي والمالي للجهاز ، بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ ، واللواء محمد صلاح أبو كريشة السكرتير العام، والدكتور عماد عبدالله السكرتير المساعد لمحافظة الدقهلية ، والدكتور إيهاب منصور معاون المحافظ ، وممثلين عن مديريات العمل ، والتضامن الاجتماعى ، والشباب والرياضة ، والتربية والتعليم ، والإدارة العامة للحوكمة الداخلية والمراجعة ، والشئون القانونية بالمحافظة.
كما شهد اللقاء استعراض المشروعات التي تم تنفيذها للشباب منذ انشاء الجهاز، وتوجيهات من محافظ الدقهلية بالتزام إدارة جهاز شباب الخريجين بتقنين وضع أي مشروع على أرض الواقع وتذليل كافة العقبات التي تواجههم بالموافقة التي يحصل عليها المقترض من الوحدات المحلية ، والتنسيق الكامل مع نائب المحافظ والجهات الممولة للمشروعات جهاز شباب خريجين ومشروعك وبناء وتنمية القرية جهاز المشروعات صغيره من أجل خدمة الشباب والتوسع في إقامة مشروعات جديدة ، والعمل على تدريب الشباب على المهن التي يحتاجها سوق العمل.
وقال أحمد رجائى وكيل مديرية العمل بالدقهلية ، إن تلك الجهود التى تشارك فيها المديرية ، تأتي تنفيذاً لتوجيهات وزير العمل محمد جبران ، للمديريات بالمحافظات ، فى التأكيد على أهمية دور مديريات العمل ، في تنفيذ خطة الوزارة خاصة داخل مواقع العمل بالمحافظات، وأهمية التواصل مع المواطنين مُتلقي الخدمة من الوزارة ، والاستماع إلى مطالبهم ، والاهتمام بالتدريب المهني ، وتأهيل الشباب وتنمية مهاراتهم على المِهن التي يحتاجها سوق العمل في الداخل والخارج ، والمهن المستحدثة ، من خلال مراكز التدريب المهني التابعة للوزارة والوحدات المتنقلة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية والاستفادة من خبراتهم فى هذا المجال للوصول لأكبر عدد ممكن من الخريجين المؤهلين للالتحاق بفرص عمل لائقة أو بدء مشروعاتهم الخاصة.
وأضاف وكيل المديرية ، أنه حضر اللقاء بمشاركة فكرية سلامة مدير عام الشئون المالية والإدارية ، والمحاسب محمد فخري مراقب عام الحسابات بالمحافظة ، ووفاء عثمان مدير جهاز شباب الخريجين بالمحافظة ، والدكتورة ماجدة جلاله مدير مديرية التضامن الاجتماعي ، والدكتورة مني عثمان مدير مديرية الشباب والرياضة ، وأشرف العدل مدير التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم ، وحسين البغدادي مدير الإدارة العامة للحوكمة الداخلية والمراجعة بالمحافظة ، والدكتورة صفاء أبوالفتوح وكيل إدارة الشئون القانونية بالمحافظة .
وأشار وكيل المديرية إلى أنه خلال الفعاليات ، أكد " المحافظ " علي تقديم كافة أوجه الدعم لشباب الخريجين وتشجيعهم على إقامة مشروعات إنتاجية لتلبية احتياجات السوق المحلي والحد من الصادرات وتوفير فرص عمل للشباب ، منوها إلى أن إجمالي عدد المشروعات التي تم تنفيذها للشباب منذ انشاء الجهاز وحتى تاريخه 12500 مشروع تقريبا يستفيد منهم 13500 من الشباب بقيمة إجمالية 129 مليون جنيه تقريبا ، وفى حال رغبة الشباب في بداية مشروعه الخاص يتم التنسيق مع مجلس إدارة جهاز تشغيل الخريجين لتسهيل حصوله على قرض مناسب لبداية مشروعه الخاص .